((كــــــــادي))
23-12-2002, 12:49 PM
السلام عليكم
~~~~~~~
لنستمتع معاً بقراءت هذه الحكاية..
حكي ان هند ابنة النعمان كانت احسن اهل زمانها ، فوُصِفَ للحجاج حسنها، فطلب إليها يخطبها،
و بذل مالاً جزيلاً وتزوج بها و شرط لها عليه بعد الصداق مائتي الف درهم ودخل بها، ثم انها انحدرت
معه الى بلد أبيها المعرّة وكانت هند فصيحة اديبة، فأقام بها الحجاج بالمعرّة مدة طويلة ، ثم ان الحجاج
رحل بها الى العراق ، فاقامت معه ما شاء الله ، ثم دخل عليها في بعض الأيام وهي تنظر في المرآة وتقول:
ومـا هـنـد إلا مـهـرةٌ عربيةٌ ـــ***ـــ سـلـيـلة افـراس تحـلـلها بغلُ
فــإن ولدت فحلاً فـلله درّها ـــ***ـــ وإن ولدت بغلاُ فجاء به بغلُ
فانصرف الحجاج راجعاً ولم يدخل عليها ، ولم تكن علمت به ، فأراد الحجاج طلاقها، فأرسل إليها عبد الله
ابن طاهر ومعه لها مائتي الف درهم، وهي التي كانت لها عليه، وقال يا ابن طاهرطلقها بكلمتين ولا تزد عليهما،
فدخل عبد الله بن طاهرعليها فقال لها : يقول لكِ ابو محمد الحجاج كُنتِ فبِنتِ، وهذه المئتا الف درهم التي كانت
لك قِبَلَهُ، فقالت :إعلم يا ابن طاهرأنّا والله كنّا فما حمدنا ، وبِنّا فما ندمنا،وهذه المئتا الف درهم التي جئت بها يشارة
لك بخلاصي من إبن بني ثقيف.
ثم بعد ذلك بلغ امير المؤمنين عبد الملك بن مروان خبرها ووصف له جمالها، فأرسل إليها يخطبها، فارسلت اليه
كتاباً تقول فيه بعد الثناء عليه: يا امير المؤمنين والله لا احل العقد إلا بشرط فإن قلت ما هو الشرط؟ قلت :
ان يقود الحجاج محملي من المعرّة الى البلد التي انت فيها و يكون ماشياً حافياً بحلته التي كان فيها اولاً.
فلما قرأ عبد الملك ذلك الكتاب ضحك ضحكاً شديداً، و ارسل الى الحجاج و أمره بذلك . فلما قرأ الحجاج رسالة
امير المؤمنين أجاب وامتثل ولم يخالف, وارسل الى هند يأمرها بالتجهّز , وسار الحجاج في موكبه حتى وصل
المعرّة بلد هند , فركبت هند في محمل الزفاف , وركب حولهاجواريها وخدمها, وأخذ الحجاج بزمام البعير يقوده
ويسير بها فجعلت هند تتواغد عليه وتضحك مع الهيفاء دايتها, ثم انها قالت للهيفاء:
يا داية اكشفي لي سجف المحمل, فكشفته فوقع وجهها في وجه الحجاج , فضحكت عليه فأنشأ يقول:
فــان تضحكي منّي فـيـا لـيلـةٍ ~*~*~*~ تـركتـك فيــها كالبـقاء الـمـفـّرجِ
فأجابته هند تقول:
وما نـبـالي إذا ارواحنا سلمت ~*~*~*~ بما فـقـدناه من مالٍ ومن نشـبِ
فالمال مكتسبٌ و العزّ مرتجعٌ ~*~*~*~ إذا النفوس وقاها الله من عطبِ
ولم تزل كذلك تضحك وتلعب الى ان قربت من بلدة الخليفة , فرمت بديناراً على الأرضِ و نادت:
يا جمّال انه قد سقط مِنّا درهم, فارفعه الينا, فنظر الحجاج الى الأرض فلم يجد إلا ديناراً. فقال :
إنما هو دينار
فقالت : بل هو درهم.
قال : بل دينار
فقالت الحمد لله سقط منّا درهم فعوضنا الله ديناراً, فخجل الحجاج وسكت ولم يرد جواباً.
~~~~~~~
لنستمتع معاً بقراءت هذه الحكاية..
حكي ان هند ابنة النعمان كانت احسن اهل زمانها ، فوُصِفَ للحجاج حسنها، فطلب إليها يخطبها،
و بذل مالاً جزيلاً وتزوج بها و شرط لها عليه بعد الصداق مائتي الف درهم ودخل بها، ثم انها انحدرت
معه الى بلد أبيها المعرّة وكانت هند فصيحة اديبة، فأقام بها الحجاج بالمعرّة مدة طويلة ، ثم ان الحجاج
رحل بها الى العراق ، فاقامت معه ما شاء الله ، ثم دخل عليها في بعض الأيام وهي تنظر في المرآة وتقول:
ومـا هـنـد إلا مـهـرةٌ عربيةٌ ـــ***ـــ سـلـيـلة افـراس تحـلـلها بغلُ
فــإن ولدت فحلاً فـلله درّها ـــ***ـــ وإن ولدت بغلاُ فجاء به بغلُ
فانصرف الحجاج راجعاً ولم يدخل عليها ، ولم تكن علمت به ، فأراد الحجاج طلاقها، فأرسل إليها عبد الله
ابن طاهر ومعه لها مائتي الف درهم، وهي التي كانت لها عليه، وقال يا ابن طاهرطلقها بكلمتين ولا تزد عليهما،
فدخل عبد الله بن طاهرعليها فقال لها : يقول لكِ ابو محمد الحجاج كُنتِ فبِنتِ، وهذه المئتا الف درهم التي كانت
لك قِبَلَهُ، فقالت :إعلم يا ابن طاهرأنّا والله كنّا فما حمدنا ، وبِنّا فما ندمنا،وهذه المئتا الف درهم التي جئت بها يشارة
لك بخلاصي من إبن بني ثقيف.
ثم بعد ذلك بلغ امير المؤمنين عبد الملك بن مروان خبرها ووصف له جمالها، فأرسل إليها يخطبها، فارسلت اليه
كتاباً تقول فيه بعد الثناء عليه: يا امير المؤمنين والله لا احل العقد إلا بشرط فإن قلت ما هو الشرط؟ قلت :
ان يقود الحجاج محملي من المعرّة الى البلد التي انت فيها و يكون ماشياً حافياً بحلته التي كان فيها اولاً.
فلما قرأ عبد الملك ذلك الكتاب ضحك ضحكاً شديداً، و ارسل الى الحجاج و أمره بذلك . فلما قرأ الحجاج رسالة
امير المؤمنين أجاب وامتثل ولم يخالف, وارسل الى هند يأمرها بالتجهّز , وسار الحجاج في موكبه حتى وصل
المعرّة بلد هند , فركبت هند في محمل الزفاف , وركب حولهاجواريها وخدمها, وأخذ الحجاج بزمام البعير يقوده
ويسير بها فجعلت هند تتواغد عليه وتضحك مع الهيفاء دايتها, ثم انها قالت للهيفاء:
يا داية اكشفي لي سجف المحمل, فكشفته فوقع وجهها في وجه الحجاج , فضحكت عليه فأنشأ يقول:
فــان تضحكي منّي فـيـا لـيلـةٍ ~*~*~*~ تـركتـك فيــها كالبـقاء الـمـفـّرجِ
فأجابته هند تقول:
وما نـبـالي إذا ارواحنا سلمت ~*~*~*~ بما فـقـدناه من مالٍ ومن نشـبِ
فالمال مكتسبٌ و العزّ مرتجعٌ ~*~*~*~ إذا النفوس وقاها الله من عطبِ
ولم تزل كذلك تضحك وتلعب الى ان قربت من بلدة الخليفة , فرمت بديناراً على الأرضِ و نادت:
يا جمّال انه قد سقط مِنّا درهم, فارفعه الينا, فنظر الحجاج الى الأرض فلم يجد إلا ديناراً. فقال :
إنما هو دينار
فقالت : بل هو درهم.
قال : بل دينار
فقالت الحمد لله سقط منّا درهم فعوضنا الله ديناراً, فخجل الحجاج وسكت ولم يرد جواباً.