المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رساله عاجله الي اهالي جده



أبو مصعب السكندرى
06-12-2009, 03:27 PM
0000ff"]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة

للعالمين نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين أما بعد ؛.......

فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته

أحبابي الأعزاء هذه الرساله ارسلها الي اهالنا علي ارض جده


عن سعد رضي الله عنه قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا وسعد جالس فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً هو أعجبهم إلي فقلت: يا رسول الله ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا فقال: أو مسلما فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي فقلت: ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا، فقال: أو مسلما ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا سعد إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكبه الله في النار .
فرسول الله صلى الله عليه وسلم رأى إعطاء المفضول وحرمان الفاضل لحِكمة خفية غالبة للقاعدة الأصلية في إكرام الناس بحسب تفاضلهم، وهي تأليف القلوب وكسب المودة، وهذا كما أنه حكمة بشرية بالغة في أبواب العطاء والمنع، حفظاً لتوازن العباد في الدين والدنيا، فهو في باب الحِكَم الإلهية في المنع والعطاء ألطف وأدق، لأن الخالق ألطف وأحكم وأعلم من العباد بحالهم.
فإذا كان هذا لحاكم يشترك ضعفاً وفاقة وجهلاً مع رعيته في جنب علم الله وقوته وحكمه ولطفه فالواجب أن ندرك أن لله حِكَماً كثيرة في سياسة الخلق تدق عن فهم كثير من العلماء، فضلاً عن العامة، له حكمة تناسب سعة علمه المطلقة، وللإنسان حكمة تليق بقلة علمه.
وكثير ممن ينظر إلى الماديات وأسبابها ولا يتجاوزها في تصرفات المخلوقين مع بعضهم، يطبق ذات النظر بنفس البساطة في تصرف الله في أحوال مخلوقاته، ويجهل أن الحكمة في وضع سير الكون وتنظيمه اقتضت أن يجعل الخالق حجاباً بين تصرفه في المخلوقات وأحوالها، وبين تصرف المخلوقات بإذنه في أنفسهم وأحوالهم بمقتضى الإرادة الممنوحين إياها.
وقد بين الله كثيراً من أصول تلك الحِكم بياناً مجملاً، وأخفى سبحانه أكثر الحِكم في آثار المصائب والمحن على العباد، فتظهر للإنسان حكمة وتخفى عليه حِكم، والإنسان فيها بحسب يقينه بالله وقوة إيمانه بأسماء الله ومعانيها، والتي منها (الحكيم واللطيف والخبير والقوي والعزيز والجبار) فمن صاحب يقينه بالله علم ومعرفة بأسماء الله وصفاته أدرك ما لم يُدركه غيره، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة).
وإن من الأمور المهمة التي يجب إدراكها في هذا الأمر :
أولاً : أن المصائب والمحن بأنواعها دقيقها وجليلها وظاهرها وباطنها لا تنزل إلا بذنب، ولكن تتباين الحِكم من نزولها فلله في المصائب لطف ونكاية، يظهر أثرها لمن تأمل الحال من أهل المعرفة، والإنسان أبصر بنفسه من غيره في الغالب.
وهذا أصل بينه الله في مواضع كثيرة من كتابه، وبينه صلى الله عليه وسلم كذلك، قال تعالى: (وما أصابك من سيئة فمن نفسك) وقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته .
وقد تقع بعض النوازل والمصائب، فلا يجد المصاب سبباً من أول وهلة يُوجب نزول المصيبة، وربما ضجر، ولم يظهر له سبب البلاء لغفلة جبل عليها الإنسان عن أخطائه، ولذا قال تعالى حاكياً حال الصحابة بعد مصيبة غزوة أُحد: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير).
فالله تعالى استفهم استفهاماً إنكارياً تعجبياً أن يجهل ذلك مثلهم مع سبقهم في الفضل والعلم والديانة.
فالمصائب وإن كانت دقيقة محتقرة هي من العبد وذنوبه، فقد أخرج أحمد والبخاري ومسلم عن عائشة قالت: قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عوف بن عبد الله قال: كان ابن مسعود يمشي فانقطع شسعه فاسترجع فقيل: يسترجع على مثل هذا ؟ قال: مصيبة .
ثانياً : أن المصائب تنزل بالصالحين وبخيار الخلق ولكنها تختلف أثراً وحكمة فيهم، فقد أخرج أحمد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وجع فجعل يشتكي ويتقلب على فراشه فقالت عائشة: لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: إن الصالحين يشدد عليهم وأنه لا يصيب مؤمنا نكبة من شوكة فما فوق ذلك إلا حطت به عنه خطيئة ورفع له بها درجة.
وقال تعالى في أصحاب نبيه: ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص ‏من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)، أخرج عَبد بن حُميد ، وابن جَرير عن عطاء قال: هم أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام.
وفي هذا تذكير وتعليم للمسلمين أن تمام النعمة وكرامة المنزلة عند الله لا يحول بينهم وبين لحاق مصائب الدنيا، وليستيقنوا أن ثمن الاتباع ليس سلامة الدنيا بل سلامة الآخرة، ولو كانت السلامة الدنيوية بقدر الاتباع لكان المجاهد بماله ونفسه أبعد الناس عن القتل وفقد المال.
ولكن الأثر الدنيوي في نفس الإنسان الصالح من المصيبة أقل، لهذا قال تعالى في الآية السابقة: (ولنبلونكم بشيء) تقليلاً لأثره وتهويناً من شأنه، وتفريقاً بينه وبين ما يشترك به المؤمن مع الظالم من نفس المصيبة نوعاً وقدراً، ففي الآية السابقة ذكر مصيبة المؤمن بالجوع والخوف، التي يعاقب بمثلها الكفرة ولكن بأثر يختلف فقال تعالى عن مصيبتهم: (فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) ولكن الأثر اختلف فذكر أن مصيبة الكفر (لباس) أي تستحكم أثراً على جميعهم كاستحكام اللباس على الجسد.
وقد يُصاب الإنسان بمصيبة، وغيره ممن هو أعظم ذنباً منه في سلامة أو تكون مصيبته أدنى، لاختلاف الحِكمة الإلهية ومراتبها من اللطف والنكاية، وقد يجتمعان في شخص.
وهذه الحِكم كلها ليست على مرتبة واحدة بل هي على مراتب متباينة تدق وتجل على قدر لا يُمكن الإحاطة به يليق بسعة علم الله وحكمه ولطفه، فمن الناس من لا يُراد له تكفير جميع ذنوبه فتهون مصيبته مع كثرة ذنوبه، عمن أُريد تكفير جميع ذنوبه فتعظُم مصيبته وإن كانت ذنوبه دون الأول كثرة وعظماً، فهو أحب إلى الله وأقرب في الحالين قبل المصيبة وبعدها.
ومن الناس من تنزل به المصيبة وتَعظم، فيُحرم كمال أجرها لسخطه وعدم صبره، فيَعظُم نزول البلاء بشأنه خاصة ليبقى له من آثاره قدر يكفر به شيئاً من ذنبه ولو قل، لأن عدم الصبر والتكفير يتعالجان والغلبة بحسب مقام الإنسان عند ربه وقُربه من رحمته .



يا اهل جده اعلموا

إن الابتلاء سنة ثابتة لا تتبدل ولا تتغير.. قال تعالى:
(ألم (1) أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون(2)
ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)
(العنكبوت 1-3)

وقال صلى الله عليه وسلم:
" أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فان كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه وان كان في دينه رقة ابتلى على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة "
(رواه البخاري)

فاعلم يا أخي الحبيب.. يا من ابتلاك الله بغرق اهلك أو بالفقر أو بالحرمان اوالخوف.. اعلم أن الله لا يبتليك ليعذبك ولكنه يبتليك ليطهرك ويقربك.. فأنت بصبرك على البلاء ورضاك عن قضاء الله تصبح حبيب الرحمن جل وعلا.


فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضى فله الرضى ومن سخط فله السخط "
(رواه الترمذي وحسنه الألباني)

نعم أيها المبتلى أنت حبيب الله وإذا أحبك الله جل وعلا فقد فزت ورب الكعبة بخيري الدنيا والآخرة..

فقد قال صلى الله عليه وسلم:
" إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل، ثم ينادي في السماء ويقول: إن الله تعالى يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه فيبغضونه ثم يوضع له البغضاء في الأرض "
(رواه مسلم)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من يرد الله به خيرا يصب به "
(رواه البخاري)

أيها الأخ الحبيب: بل تأمل معي وصية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما يقول:
" إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصابه بي فإنها من أعظم المصائب "
(رواه البيهقي وصححه الألباني)

نعم والله فليست هناك مصيبة أعظم ولا أشد على النفس من موت النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا اشتد عليك المرض فتذكر مرضه الذي مات فيه و إذا اشتد عليك الفقر فتذكر كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم الذي ربط على بطنه حجرا من الجوع.. بأبي هو وأمي.

وتذكر معي تلك البشرى التي ذكرها الله في كتابه فقال:
(ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله
وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
(البقرة 155/157)

ويا له من فضل عظيم لا تدانيه الدنيا بكل ما فيها من متاع.

أخي الحبيب: يا من ابتلاك الله فصبرت واحتسبت وعشت على طاعته.. أبشر بالجزاء الذي يحسدك عليه أهل العافية يوم القيامة.
ففي رواية: قال صلى الله عليه وسلم:
" يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض ".

وأخيرا: اعلم أيها الأخ الحبيب و أيتها الأخت الفاضلة أن الله سيجبر لكم كل كسر في الدنيا مع أول غمسة في جنته جل وعلا.

قال صلى الله عليه وسلم:
" يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في جهنم صبغة ثم يقال له: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ فيقول:ل لا والله يا رب! ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط "
(رواه مسلم)

إخواني وأخواتي: لقد آن الأوان لأن نرفع أيدينا بالحمد لله فاطر السماوات والأرض فهو أرحم بنا من رحمة الأم بطفلها الرضيع..
وقبل أن تذكر كم أصابك الله من المحن فتذكر كم أسبغ عليك من النعم..
وإذا أصبت ببلاء فتسلى بمن هو أشد منك بلاء، واحمد الله على أن البلاء في دنياك وليس في دينك.[/indent]

ابن الاسلام
07-12-2009, 09:00 PM
الحمد لله في السراء والضراء ونسال الله ان يرزق اهلنا في جده الصبر على البلاء ويهون عليهم ما اصابهم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه )

ونحسب اهلنا في جده انهم من اهل الصبر والرضا بالقدر والحمد لله على كل حال

جزاك الله كل خير اخي ابو معصب

ونسال الله ان تكون كلماتك بلسم على قلوب اهلنا في جده وتخفف عنهم مصابهم

اللهم آمين

أبو مصعب السكندرى
08-12-2009, 01:04 PM
الحمد لله في السراء والضراء ونسال الله ان يرزق اهلنا في جده الصبر على البلاء ويهون عليهم ما اصابهم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه )

ونحسب اهلنا في جده انهم من اهل الصبر والرضا بالقدر والحمد لله على كل حال

جزاك الله كل خير اخي ابو معصب

ونسال الله ان تكون كلماتك بلسم على قلوب اهلنا في جده وتخفف عنهم مصابهم

اللهم آمين


ابن الاسلام
فجزاك ربي بكرمه افضل ما يجازي عباده الصالحين وبارك لك الله في نفسك واهلك وولدك ومالك و رفع قدرك في الدنيا و الاخرة و اكرمك بالشهادة في سبيله مقبلا غير مدبر على باب بيت المقدس بعد تحريره و جعل روحك تروح و تجيئ في الجنة في حواصل طير خضر انه ولي ذلك و القادر عليه

اللهم امين