المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ۝ وهذه لماذا لا تستوردونها؟ ۝



Oscar
21-11-2009, 05:05 AM
وهذه لماذا لا تستوردونها؟
مرام مكاوي


http://www.dorarr.ws/forum/uploaded/4335/La capital_by vanerich2.jpg

..

قبل بضعة أيام ذهبت إلى أحد محلات الأزياء الأجنبية حاملة معي قميصين قد أصابهما
بعض التلف، أحدهما بعد أن ارتديته مرة واحدة، والآخر بعد أن ارتديته مرتين ولم يكن معي
وصل الشراء للثاني. لم أكن متأكدة من ردة فعل المحل، ولم أكن أمني نفسي بأكثر من اعتذار
أو إعطائي استمارة شكوى لتعبئتها، وربما بديلاً عن أحدهما. لكن ما حصل هو أن مديرة الفرع
اعتذرت دون مناقشة وقالت موضحة: "بالنسبة للقميص الأول فقد لاحظنا ذلك.. وأبلغنا المدراء
عنه، فالحرير الذي صنع منه سريع التلف وسنعيد لكِ المبلغ كاملاً.. أما القميص الثاني فلم يسبق
أن وردتنا بشأنه مشكلة لكننا سنكون سعداء بأن تختاري أي بديل عنه في نفس الفئة السعرية..
هل هذا الحل مناسب ويرضيكِ؟".

وليست هذه هي المرة الأولى بالطبع التي يخبر فيها المرء الذي يعيش في الدول المتقدمة
هذه المعاملة المحترمة من قبل المحلات والمطاعم وغيرها من الأماكن التي يتعامل معها
"المستهلك". فحين حضرت مؤتمرًا علميـًا في مدينة "كوبيك" الكندية، بدّل النادل
طلبي مرتين حين لاحظ أنني لم آكل منه وحين جاءت الفاتورة النهائية لم أجد الطبق ضمن
القائمة، وحين سألته عن السبب رد عليّ قائلاً "وكيف نجعلك تدفعين ثمن طعام لم يعجبك
ولم تأكليه وتستمتعي به؟". ويتكرر الأمر حتى ليظن المرء بعد فترة بأن هذا هو الأصل في
الأمور ولم نعرف حالاً غير هذا، فعبارة:"البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل" ليس لها
مكان هنا.

وحتى يمكن أن تستمر الأعمال التجارية هذه في القيام بهذه الأمور دون أن تعلن إفلاسها
فيجب أن تتوفر عدة عوامل في البيئة التي تعمل فيها، فهناك قيم الثقة والصدق والاحترام
المتبادل، سواء بين الشعوب وحكوماتها، أو بين أفراد الشعب نفسه وذلك غير متروك للنيات
الطيبة والأخلاق الحميدة والضمائر الحية فحسب وإنما هناك قانون يحمي لكل فرد حقه
إلى حد كبير. وهناك تربية مدرسية وإعلامية وأسرية تدفع باتجاه هذا السلوك وهذه القيم،
التي يعد الخروج عليها مذمة ومنقصة شديدة. عندما عدت سعيدة بما حصل معي في محل الأزياء،
كتبتُ ذلك في خانة الحالة على صفحتي في الفيسبوك وأنا أجزل الإطراء لمحلي المفضل، فإذا
بتعليقات صديقاتي العزيزات تنبهني لأمر مهم وهو كما أنها قيم بريطانيا وليست قيم المحل!
وإلا فالمحل ذاته لا يتعامل بنفس الطريقة مع زبائنه في السعودية. وهذا الأمر صحيح حتى على
صعيد الشركات الأجنبية العاملة عندنا، ففي حين أنها تساهم في تنمية المجتمعات الغربية
التي تعمل فيها عن طريق دفع ضرائب عالية وعن طريق تنظيم نشاطات اجتماعية وإنسانية،
كما تتعامل مع موظفيها هناك بنزاهة كبيرة، فإنها لا تقوم بالشيء نفسه في مجتمعاتنا ولا مع
موظفيها من المواطنين المحليين. فهي تستفيد إذن من بيئتنا التجارية المعفاة من الضرائب
ولكنها لا تقوم بالمقابل بإفادة المجتمع كما يُنتظر منها.

بل حتى شركاتنا ومؤسساتنا "العملاقة" التي تأسست على نهج غربي، والتي أقنعتنا بأنها بحاجة
إلى بناء مجمعات "كمباوندات" خاصة لتعمل في بيئة مشابهة للبيئة الأم باعتبار أن الأمر كلٌ
لا يتجزأ حتى لو تعارضت هذه البيئة الصناعية مع القيم المحلية، فإنها في الوقت نفسه لم تقم
بتطبيق القيم الغربية المتعلقة بالمساواة وحقوق العمال. فالمرأة السعودية العاملة فيها لا تنال
حقوقاً مساوية لزميلها الرجل، وهذا الرجل لا ينال راتباً مساوياً لزميله الأجنبي وإن أديا نفس
الوظيفة، ولا يحق له التوقف عن العمل احتجاجاً على سبيل المثال دون أن يتعرض للفصل، في
حين أن هذه القيم مكفولة لنظيره الأجنبي.

حينما أنظر للأمر أجده كاريكاتيرياً إلى حد كبير، فنحن نرغب في أن نقلد الغرب في كل شيء
ونستورد منه كل منتجاته، علنا نصل بذلك إلى الدرجة ذاتها من الحضارة والرقي، ونتساءل:
لماذا لم تتطور بلداننا حقيقة بعد؟ لماذا مازلنا - رغم الثروة - في نادي الدول النامية؟
وننسى بأن كل منتج يحمل معه قيمة البلد الذي جاء منه. وحين ندرك ذلك نقرر - بذكاء منقطع
النظير- أن نستورد تلك القيمة اللازمة حتى نتطور بسرعة! ثم وبنباهة - منقطعة النظير أيضاً-
نقوم باستيراد القيم التي لا تناسب بيئتنا ولا تتماشى مع قيمنا ولا مع الأسس التي تقوم عليها
بلادنا في حين نفشل وبجدارة في استيراد القيم الأفضل من ثقافة الآخر والتي لها أصل في
حضارتنا مما لن يجعل التكيف معها صعبـًا.

وقبل أن يرد أحدٌ ليقول بأنه من المستحيل أن تنجح فكرة أنصاف الحلول هذه،
وأنه للحاق بقطار الحضارة الحالي علينا أن نأخذ الجمل بما حمل، أقول دونكم دولتان:
اليابان وماليزيا. فقد استوردتا ما ينفعهما، وتركتا ما لا يتواءم مع ثقافتهما، بل وعملتا
على تطوير صناعتهما وبالتالي أصبحتا تستوردان و تصدران، ولا يكاد يخلو بيت أمريكي
من منتج من اليابان التي ألقت عليها أمريكا ذاتها قنبلتين نوويتين قبل ستين سنة فقط!

إنها قضية إيمان وإباء وإرادة وتفكير خلاق: إيمان بالنافع من القيم المحلية،
واعتزاز بالهوية والتاريخ، وفي نفس الوقت إرادة لتغيير السلبيات وتطوير الوطن،
وتفكير خلاق يجعل ما تمليه هذه الإرادة ممكناً ومقبولاً.



ــــــــــ
عن الوطن (http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3339&id=15788)

الكونكورد
21-11-2009, 10:44 AM
Oscar

والله كلام كبير يورفع الضغط

بس اعتقد ان المشكلة في شيّاب مجلس الوزراء

ليه ما يتم اعطاء الثقه لشباب حديثي التخرج في جامعات الغرب لنرى ما يمكن ان يعملوه قبل ان يضيعوا في الادارات لعشرات السنين ويتأقلموا مع الكثير من السلبيات الموجودة في تلك الادارة ولا يصل هذا الشخص الى مرتبة وزير الا وقد نسي كل ما تعلمه في الخارج من ايجابيات

<< وجهة نظر

*amula_beauty*
21-11-2009, 12:18 PM
مسا الورد غاليتي /


Oscar


مقال رائع عزيزتي


مشكلتنا اصلآ متأصله فينا منــــذ الصغر


يعني ولا واحد سـعودي يشتغل بمجال يحبووو


وصار الهدف حقنا هو الكســب المادي فقط

هناك هما يستمتعوا بالاشيـاء اللي يعملوها

عشان كـدا يحرصوا على انها تطلع بأبهى حــُله

هي مشكله كبيره

مجتمعاتنا العربيه تفتقر الى ادنـى درجات الذوق والتعامل

الناس بمجتمعاتنا غريبه


في الغرب ,,, لا يحكمهم دين بالغالب ,, رغـم ذلك تعاملهم راقـي ورائـع ,,

لأنهم يحترمون الانسـانيه على الأقل

احنا للأسف عندنا ديـن يحكمنا

لكن حتى تعاليم ديننا في التعامل ما التزمنا بيها

وضربنا بالتعامل الانساني عرض الحائــط

لذلك لا تستغربي

لم نتقيد بالدين ولا بالانسانيه

من اين سيأتي الرقي ؟؟؟!!!!



*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^*^**^


غاليتي ,, اتذكـر موقف صار لصديقتي

اشترت فستان لأختها

بعد ماقاست الفستان ( مقاسها هي واختها نفسه )

اشترت الفستان ,,,, وطبعآ المحل يتبع بروتوكول ( البضاعه المباعه لاترد ولا تستبدل)

للأسف اختها ماعجبها الفستان ( طلع شوووه عليها )

وبنفس اليوم راحت ترجعو


لكن البائـع رفــَض ( وصار يصرخ ويزعق ,,,, وكان حيضرب اخوها )


آخر شي البنت رمت الفستان في الحاويه قدام عين البائع



وبس


شايفه كيف عندنا رقــي ؟؟؟؟!!!!!!!!!!

بنفس اليوم ومو راضي يرجعو





ربي يسعدك اختي مقال ممتاز

:)


تقبلي مروري غاليتي

Oscar
23-11-2009, 06:50 AM
مرحبا كونكورد ،،
إذًا برأيك: ضخ دماء شابة/جديدة إلى مؤسساتنا المترهلة له أن يغير من/يرتقي بـ
مستوى معاملاتنا التجارية. قد لا تكون آلية التوظيف الإداري سببـًا مباشرًا إلا أنني أتفق
معك بشدة خصوصـًا كون الفكرة تخلصنا من حقائب عتيقة متعددة كـ: البيروقراطية والمصالح.
النقطة الأخرى هنا هي نطاق السلبية المتسع!. انظر كيف ترجم الموردون "الشركات الأم"،
والمستوردون " الوكلاء" السلبية الإدارية/التجارية التي أشرتَ إليها، ثمَّ إلى مدى
انعكاسها علينا "نحن" كمستهلكين! من الواضح أننا أيضـًا نساهم بشكل كبير
في تفعيل هذا "المد السلبي" المتجه نحونا بطريقة أو بأخرى.

- إطلالة مُضيئة، شكرًا :) ..

Oscar
30-11-2009, 07:35 AM
صباحك سعيد أمل ،،
معكِ أنَّ "الإحسان" مفقود كممارسة لدينا؛ لذا يبدو أغلب ما نقدمه
باهت، بلا طعم ومنزوع الحياة. هذا الأمر يظهر بالصورة السيئة
، والمتردية التي أشرتِ إليها في قصتك. نحن كأفراد ومجتمعات
لم ندرك بعد عمق تأثير الفرد وأخلاقياته بالرغم من أن ديننا الحنيف
نبهنا إلى ذلك منذ آلاف السنين: "كل مولودٍ يولد على الفطرة فأبواه
يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه". لا أقول هنا أنَّ الآخر قد تنبه إليها
من تلقاء نفسه، هم وجدوا "القوانين" التي تنبهـُهم إلى ضرورة النزاهة
وَالأمانة كأخلاقيات تحكم المعاملات التجارية، ومن هنا أصبحوا بهذه
الصورة المشرقة بالرغم من رأسمالية معظمهم في الوقت الذي ننام ونستيقظ
فيه معولين على كرم أخلاق التجار، وأمانة الباعة بلا تقنيين!. أن لا نؤمن
بتصحر أخلاقياتنا كمسلمين شيء جميل، لكن التعامي عن طبيعة النفس
البشرية المحبة للمال، والكسب عبر السبل "المتاحة لها" منذ الأزل- وهو
شيء أوضحه الدين: قصة "من غشنا فليس منا"- يجعل يد الحق مكفوفة
بينما دين التجار استغلال غير مُرضي.
..
كل عام وأنتِ بخير يا مبهجة، شاكرة
طيب تواجدك :)

ورد الدرر
03-12-2009, 07:25 PM
كلامك عين العقل عزيزتي...

الدول الغربية والآسيوية الصناعية دائماً نراهم متقدمين في أغلب
المجالات..وجانب التعامل والإدارة والتصرف..من أهم الجوانب التي
ركزوا عليها وربما السبب في تطورهم..وضع مشاعر الطرف المقابل
في الحسبان والإحترام..على سبيل المثال,فاضلتي...ذكرتي طريقة مراعاة

العامل في محل الملابس لمشاعرك...وكذلك في العمل لديهم يهتمون
ويراعون وينظرون إلى مشاعر وفكر الطرف المقابل بحيث تعمل

الشركات أو المؤسسات حكومية أو خاصة بوضع الموظف المناسب
في المكان الأنسب..
لربما يصل الأمر إلى فتح وظيفة عمل أو تخصص
جديد لمجرد رؤيتهم لشخص متخرج بجهده وتعب لأجل الحصول على
شهادة,
وعملٍ كان يحلم به في صغره....فيدرس الإقتصاد ويرى نفسه
في سوق الأوراق المالية,في المقابل,ترين الوضع لدينا تخصص الزراعة
يعمل في قسم المحاسبة فكيف يريدون الإبداع التميز الذين يتحدثون عنه

عند أناس ميولهم وفكرهم في جهة,بينما الواقع في جهة أخرى تماماً.

جميل تطرقك لهذا الموضوع بصورة مفصلة...لأن هناك بعض المواضيع
من الصعب تجزئتها وهناك من الأعضاء من الصعب نسيانهم
وأنتِ أخيتي أحدهم...Oscar (أتمنى من الله أن يوفقك في دنياك وأخراك
وييسر ويهون دربك,ويرزقك كل ماتطيب به نفسك وتقر به عينك)
والسموحة على الإطالة.....والتقصير(ومنكم نستفيد)

بريق الدرر
04-12-2009, 12:46 AM
قريت المقاله فى جريده الوطن بصراحه

انا مستغربه من هذا الشي لان الدول الغربيه تهم المستهلك وتعمله الف حساب ليرتقى منتجهم

لكن الدول العربيه المستهلك هو الي يعمل للمنج الف حساب

مهمه السلعه بكم اوالنوع المهم انها ماركه (الشكل السعر ) اخر شي

لذلك جعل التجار يلعبون على راحتهم والمبالغ والشروط التي تناسبهم

ولذلك لماذا يحترمون المستهلك مادام المستهلك محتاجهم حتى لو توفر لهم اماكن ثانيه يشترو منها

هذا راي

دمتي بخير

Oscar
07-12-2009, 06:31 AM
الكريمان {ورد، بريق} ..
سأكون هنا قريبـًا، ممتنة جدًا لمروركم الزاكي :)




أرجو معذرتكم يا
أفاضل.

Oscar
17-12-2009, 12:14 AM
مرحبًا ورد الدرر ،،


أشرت إلى نقطة جيدة وهي اختيار المجال تبعـًا للرغبة والاهتمام الشخصي، لا
على أساس ما يطلبه سوق العمل وهو الأمر الحاصل لدينا. أعتقد أنَّ مشكلة
"التخصص الدقيق" الأوحد تعود إلى ثقافتنا الأولى كمسلمين وعرب إذ بُنيت
حضارتنا على شمولية العلم وكان من روادنا من هو عالم "دين،لغة وفلك"
مثلاً، ثمَّ كان الأنموذج الحضاري الجديد الداعي "لأن نتخصص أكثر".
لكلا الأمرين جوانبهما المضيئة والمعتمة برأيي، لكننا اليوم مجبورون
على تطبيق الأنموذج الآخر الذي يتفق مع مدخلات الواجهة الحضارية
التي نركض باتجاهها. السؤال الذي يحضرني هنا هو " هل كان بإمكاننا
أن نكون متخصصين أكثر بمعية شموليتنا؟ "، بالطبع كان لنا ذلك- لكننا
تخلينا عن مبادئنا الأولى في الحضارة ولعـًا في محاكاة الحضارات
الغالبة ودون تطبيق "احترافي/دقيق" لفكرتهم الحضارية المتخصصة
والنتيجة هي أن نسأل كما الكاتبة : "لما تستوردون البضاعة دونـًا
عن أخلاق العمل"، فالحضارة دون منهجية صحيحة لا تـُبنى وإن
حدث وفعلت لا تدوم.

,’
يجدر بي التنويه كما في خاتمة المقال أنه نقلاً عن صحيفة
الوطن للكاتبة "مرام مكاوي"
..
جُزيت خيرًا على هذه الدعوات الطيبة، أمنت لك الملائكة
بمثلها- ورزقكَ ربُّ العباد ما يُبهج صدرك. شكرًا على
هذا الحضور الذاكي.

Oscar
17-12-2009, 12:22 AM
أهلاً بريق الدرر،،


أظن أنَّ المستهلك بحاجة إلى السلعة في أيِّ مكان، لكنَّ النقطة التي نبهتني
إليها هي أنه بالإضافة إلى صرامة قوانين المؤسسات واللجان التي تعمل
على حماية المستهلك تلعب تعددية الخيارات دورًا كبيرًا في خفض سقوف
أسعار الموردين وتنامي اهتمامهم بكسب المستهلك ليس وفقـًا لما تقتضيه
قوانين حمايته فقط "وهو الحد الأدنى للمعاملة"، بل بما يشعره بتميزه
كمستهلك دائم لهذا المتجر أو ذاك. نحن نفتقد إلى هذه المنافسة كوننا
دول مستهلكة بالدرجة الأولى، وخياراتنا في التبضع تظل محدودة
بين ما هو "مستورد/ ومستورد".
..
لكِ الخير يا طيبة، شاكرة مرورك
الكريم.