المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منوعات السحر



علاء سيف محمد
18-11-2009, 07:30 PM
السحر
تعريف السحر:
السحر في اللغة ( صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره ) . أو هو عبارة عن ما خفي ولطف سببه .
عرفه ابن قدامة شرعاً فقال( هو عزائم ورقى وعقد وأدوية وتدخينات وتعاويذ ، تؤثر في القلوب والأبدان ، فتمرض وتقتل ، وتفرق بين المرء وزوجه )
حكم السحر وتعلمه:
السحر نوعان، نوع يكون كفرا ونوع يكون فسقا فالسحر الذي يكون بالاستعانة بالشياطين والأرواح الخبيثة هذا كفر لقول الله تبارك و تعالى (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ) والنوع الثاني يكون فسقا وهو السحر بالأعشاب ونحوها مما يضر المسحور فهذه عدوان وفسق لكن لا تصل بصاحبها إلى حد الكفر وأياً كان الساحر فإنه يجب قتله لقول النبي صلى الله عليه وسلم حد الساحر ضربه بالسيف ولأن عدوانه وضرره عظيم على الأمة ثم إن كان كافرا أي إن كان سحره مكفرا فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين وإن كان غير مكفر فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن مع المسلمين
والسحر من الكبائر الموبقات يعني المهلكات التي تهلك صاحبها وتودي به إلى دركات الهاوية ، لما روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ : (الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ (
وأما الساحر الذي يباشر السحر بنفسه فكافر ، ويقام عليه حد القتل من قبل ولي الأمر ما لم يتب
علاج السحر:
أن علاج السحر، لا يستفيد منه الذي لا يحافظ على الواجبات، وخاصة الصلوات، والذي يكثر من فعل المحرمات، وكذا من كان ماله من الحرام، ونبت جسده من السحت، لأن الجسد الذي نما من سحت فالنار أولى به.
وتتم معالجة السحر بطريقتين اثنتين، ممنوعة ومشروعة:
أما الممنوعة فتتم عن طريق الذهاب إلى السحرة والمشعوذين ، ويطلب منهم المريض أو وليه فك السحر عن المصاب لقاء مبلغ معين من المال ، ونادراً ما تنجح هذه الطريقة ، وقد تؤتي ثمارها إما جزئيا أو لفترة بسيطة ثم يعود المريض إلى حالته الأولى ، وذلك لأن السحرة يعين بعضهم بعضاً ، ولا يفسد أحدهم ما عمله الأخر .
أما الطريقة المشروعة ، فتتمثل في نماذج علاجية عدة منها :
1- معرفة موضع السحر ومن ثم إتلافه ، وذلك بسؤال الله سبحانه وتعالى باستمرار أن يدله على مكان وجوده .
2- الرقية الشرعية من قبل الشخص نفسه ، أو من عرف عنه الصلاح والتقى والورع والخوف من الله سبحانه وتعالى .
3- الحجامة.
4- استخدام سبع ورقات من شجر السدر البري والنفث فيها بالرقية المشروعة ، ومن ثم الشرب منها والاغتسال بها .

أضرار السحر:
إذا أردت أن تتعرف على خطورة السحر فانظر إلى حال من يصاب به من أفراد المجتمع ثم تخيل أن كل المجتمع مصاب به، فماذا يكون حال المجتمع، لاشك أنه يكون مجتمعاً تسوده أعلى درجات الفوضوية والانحلال، والتخلف، فمن ضرره على المجتمع :

1. أنه يحوِّل المجتمع المسلم المحافظ على دينه وعرضه إلى مجتمع يسوده الإشراك بالله وكثرة المصايب نعوذ بالله من ذلك

2. أنه يزرع الشكوك، والشبه بين أفراده.و يدعو إلى الانتقام بكل وسيلة متاحة وبالذات إذا عرف المسحور من سحره وبالتالي يكثر القتل بين الناس وهذا ما يتمناه الساحر الحاقد .

3. أنه يورث العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع، وكذالك الحقد، والحسد .

4. أنه يحل مكان الأمن والطمأنينة الخوف والزعزعة وحب الجريمة.مثل القتل وغيره

5. أنه ينشر الرذيلة بين أفراد المجتمع.و يضعف كيان الأمة في توكلها على رب العالمين
واليقين به وذلك من ذهاب أفراد المجتمع إلى السحرة والمنجمين ونحوهم والاستعانة بهم وترك رب العالمين .

وهذه بعض الأضرار الموجودة وهي كثيرة جدا أجارنا الله وإياكم يأرب
فإن السحر من أخطر الأمراض التي تصاب بها المجتمعات فتزعزع بنيانها وتهد أركانبأسرها.ر بسببه العدوان وانتهاك الأعراض وقتل الأبرياء وسرقة الأموال فضلاً عن الشرك بالله والكفر به ، وبالتالي يكون المجتمع ليس له هدف ولا غاية يصير مجتمعاً همه معالجة أفراده مما ألم بهم من الضرر
ضرر السحر على الفرد والمجتمع :
مما لاشك فيه أن الله تعالى حينما حرم السحر حرمه لما فيه من مفاسد دينية ودنيوية لاتصل إلى حد الفرد وحده و إنما تصل هذه المفاسد إلى المجتمعات بأسرها .
فلما كان السحر من أكبر الكبائر ومن أخطر الأمراض التي تصيب الأفراد والمجتمعات حرمه الله سبحانه وتعالى فكان لابد لي أن أذكر هنا طرفاً من أضرار السحر على الفرد والمجتمع ؛ لبيان خطورته و التحذير منه وتتبع خطوات القائمين به لتقديمهم إلى العدالة لكي يستريح الأفراد والمجتمعات من أفعالهم الشريرة .
أولاً: خطر السحر على الفرد :
يجعل المسحور مريضا ويجعله طريح الفراش وقد يكون مرضه سبباً في قتله أو سبباً في جنونه ونحوه.
وقد يكون سبباً في تركه منزله وأسرته وبيته وتصبح الأرض فراشه و السماء غطاءه والشوارع مثواه.
وقد يؤدي إلى العداوة الأسرية فتجد أن العداوة تقوم بين الزوج و زوجته على أتفه الأسباب وبالتالي يؤدي إما إلى طلاقها أو هجرها أو ضربها ونحوه .
وربما يؤدي إلى فشل الطالب في دراسته كما رأينا ذلك وسمعنا عنه فبعد أن يكون الطالب نجيبا في دراسته إذا به يتحول إلى طالب فاشل لأهدف له فيترك الدراسة بسبب ذلك .
وربما يكون سببا في قتل بعض الأفراد .
وغالبا ما يؤدي بالإنسان إلى الوقوع في المحظورات الشرعية كالذهاب إلى الكهنة و العرافين للنظر في شكواه وبالتالي يأمره هؤلاء السحرة إما بالشرك كأن يأمروه بالذبح للجن وسدنته وإما بفعل المعاصي أعاذنا الله وإياكم منها .
والسحر بطبيعته يؤدي إلى كثرة الوسواس في حياة الفرد فتجده في حياته موسوساً إما في عباداته أو عاداته فلا يستقيم للإنسان حال ولا يهدأ له بال .
لأنه يلقي الشكوك بين الفرد وأفراد عائلته سواء كانوا أبناءه أو زوجاته.
وهناك الأمراض الكثيرة التي تحمل في طياتها خطورة هذه الفعلالحسد.عة في حياة الفرد.
ثانياً: أما عن ضرر السحر في حياة المجتمع :
إذا أردت أن تتعرف على خطورة السحر فانظر إلى حال من يصاب به من أفراد المجتمع ثم تخيل أن كل المجتمع مصاب به فماذا يكون حال المجتمع لاشك أنه يكون مجتمعاً تسوده أعلى درجات الفوضوية و الانحلال و التخلف فمن أضراره الواقعة على المجتمع
أنه يورث العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع وكذا الحقد و الحسد .
و أنه يزرع الشكوك و الشبه بين أفراده.
وأنه يدعو إلى الانتقام بكل وسيلة متاحة لاسيما إذا عرف المسحور من سحره وبالتالي يكثر القتل بين أفراد المجتمع.
و أنه يحل مكان الأمن والطمأنينة والأخلاق الجميلة الخوف والزعزعة وحب الجريمة.
و أنه ينشر الرذيلة بين أفراد المجتمع.
و أنه يضعف كيان الأمة في توكلها على رب العالمين وكمال
اليقين به وذلك من ذهاب أفراد المجتمع إلى السحرة والمنجمين ونحوهم والاستعانة بهم وترك رب العالمين.
و أنه يحوِّل المجتمع المسلم المحافظ على دينه وعرضه إلى مجتمع يسوده الإشراك بالله وكثرة الموبقات والمهلكات.
وبالجملة فإن السحر من أخطر الأمراض التي تصاب بها المجتمعات فتقوض بنيانها وتهد أركانها وينتشر بسببه العدوان وانتهاك الأعراض وقتل الأبرياء وسرقة الأموال فضلاً عن الشرك بالله والكفر به ، وبالتالي يكون المجتمع ليس له هدف ولا غاية يصير مجتمعاً همه معالجة أفراده مما ألم بهم ، نسأل الله تعالى أن يحمي مجتمعنا ومجتمعات أمة الإسلام من كيد الحاقدين من السحرة والمنجمين إنه سميع قريب .



تأملات من قصة موسى وفرعون:
نماذج من طغيان فرعون:
إن أعظم شيء طغى فيه فرعون اعتداؤه على حق الربوبية، الذي هو لله - تعالى -فادعى فرعون الربوبية من دون الله - تعالى -: "فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى" (النازعات: 23-24)

"وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا المَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي" (القصص: 38)

"قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المَسْجُونِينَ" (الشعراء: 29)

. وكان من لوازم إدعائه الربوبية أن أنكر وجود الخالق - جل وعلا - وهذا الفعل منه علوًا واستكبارًا لا حقيقة ويقينًا لأن النفوس مفطورة على وجود الخالق "قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ العَالَمِينَ" (الشعراء: 23)

(وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً 00) (غافر: 36-37)

تكذيبه لموسى واستخفافه بما جاء به من عند الله بل وإذواؤه له ومحاولة قتله.

قيامه باستضعاف بني إسرائيل يذبح أبناءهم و يستحي نساءهم ـ أي يتركهم أحياء (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ المُفْسِدِينَ) (القصص: 4).

قال ابن كثير ـ - رحمه الله تعالى -ـ: بشر إبراهيم بأن قتل ملك مصر سيكون على يدي أحد من صلبه، وكان القبط يتحدثون بذلك فاحترز فرعون فأمر بقتل ذكور بني إسرائيل. فلما أظهر الله موسى على السحرة وآمنوا لم يزد ذلك فرعون إلا تكذيبًا واستكبارًا مع أنه جعل اللجوء إلى السحرة فيصلا وفرقًا بين الحق والباطل، فلما ظهر الحق أباه وأنكره مع يقينه في قراره نفسه صدق موسى - عليه السلام - وأنه نبي مرسل من عند الله - تعالى -: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُواًّ) (النمل: 14)

ولم يكتف بالتكذيب والكفر بل حمل الناس على ذلك بالقوة، وتوعد المؤمنين من السحرة بالعذاب والنكال، وكانت حجته في عدم الإيمان والتصديق وفي إيقاع العذاب بالسحرة أن السحرة لم يأخذوا إذنًا منه حينما أرادوا الإيمان، وهكذا كل طاغوت من طواغيت الكفر والضلال يستمسك بأدنى شيء ولو لم يكن في ذلك حجة، ويجعل ذلك حجة لتسويغ كفره وعدم إيمانه (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي المَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) (الأعراف: 123)

(قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى)(طه: 71).

قال ابن عباس: وكان أول من صلب وأول من قطع الأيدي والأرجل من خلاف فرعون.

بعض الآيات والمعجزات في إظهار موسى على فرعون رغم احتياطه:

إذا أراد الله شيئًا قال له كن فيكون، لا راد لأمره ولا معقب لحكمه، ويظهر ذلك جليًا في هذه القصة فإن فرعون لما احتاط بقتل بني إسرائيل وقد كتب الله أن إهلاكه على يد رجل ممن كان يحذرهم ويخافهم سهل الله أسباب ذلك (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ) (القصص: 6).

قال ابن كثير: لما أكثر فرعون من قتل بني إسرائيل فيعملون بدلهم الأعمال الشاقة فكلموا فرعون في ذلك فأمر بقتل الأولاد عامًا وإبقائهم عامًا، فولد هارون في السنة التي لا يقتل فيها الولدان وولد موسى في السنة التي يقتل فيها الولدان.

من حكمة الله - تعالى -أن أعراض الحمل لم تظهر على أم موسى لما حملت به، قال ابن كثير: كان النساء العاملات عند فرعون يدورون على البيوت فمن رأينها قد حملت أحصوا اسمها فإذا كان وقت ولادتها لا يقبلها إلا نساء القبط فإن ولدت المرأة جارية تركتها وذهبن، وإن ولدت غلامًا، دخل أولئك الذابحون بأيديهم الشفار المرهفة فقتلوه ومضوا قبحهم الله، فلما حملت أم موسى - عليها السلام - لم تظهر عليها مخايل الحمل [14].
لما ولدته أمه خافت أن يكشف أمرها فيقتل ابنها فقذف الله في روعها أن تجعله في تابوت وتلقيه في النهر (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ) (القصص: 7).

قال ابن كثير: كانت دارها على حافة النيل فاتخذت تابوتًا ومهدت فيه مهدًا وجعلت ترضع ولدها فإذا جاءها أحد وضعت موسى في ذلك التابوت وذات يوم نسيت أن تربط التابوت فانفرط وسار في النهر إلى دار فرعون [16].

ومن أعظم الآيات: أن يتربى نبي الله موسى - عليه الصلاة والسلام - في بيت عدو الله وعدوه فرعون، حتى يشب ويترعرع ويكبر ثم يكون هلاكه على يديه.


جوانب أخرى فيها آيات ومعجزات:
أعطى الله - تعالى -موسى - عليه الصلاة والسلام - قوة جسدية هائلة يبين ذلك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حينما قال: " إن موسى - عليه السلام - لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون قال: فلما فرغوا أعادوا الصخر على البئر ولا يطيق رفعها إلا عشرة رجال فإذا هو بامرأتين تذودان قال ما خطبكما فحدثتاه فأتى الحجر فرفعه ثم لم يستق إلا ذنوبًا واحدًا حتى رويت الغنم " [17].


التمكين لا يكون إلا بعد الابتلاء والتمحيص:
قال ابن عباس - رضي الله عنه -: " سار موسى من مصر إلى مدين ليس له طعام إلا البقل وورق الشجر وكان حافيًا فما وصل إلى مدين حتى سقطت نعل قدميه وجلس في الظل وهو صفوة الله من خلقه وإن بطنه للاصق بظهره من الجوع وإن خضرة البقل لترى من داخل جوفه وإنه لمحتاج إلى شق تمرة " [18].


ظهور الحق على الباطل:
من رحمة الله - تعالى -بعباده أنه يظهر الحق على الباطل مهما طال ظلام الباطل وأبطأ نور الحق، لكن العاقبة للمتقين، وفي قصة موسى مع فرعون آية عظيمة في ظهور الحق علانية ففرعون يأمر بالسحرة من كل جهة أن يحضروا: (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي المَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ)(19)

. ويعد فرعون السحرة بالأجر العظيم، والقرب منه إذا هم غلبوا موسى (فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ المُقَرَّبِينَ) (20) ويكتب الله - عز وجل - أن تكون المقارعة علانية أمام الناس لئلا يمكن إخفاء الحقيقة التي ستظهر وحتى لا يحجب عن الناس صدق موسى: (قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى) (21) و ذكرهم موسى بالله العظيم لكنهم لم يذكروا: (قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لاَ تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى) (22) فلما لم يوقنوا طلب منهم موسى أن يلقوا أولا حتى يرى الناس صنيعهم ثم يظهر موسى آيات الله التي ليس بحسر كما يزعمون (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ المُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوَهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) (23) حتى إنهم أيقنوا بأنهم غلبوا موسى (وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الغَالِبُونَ) (24) ولكن يأبى الله - عز وجل - إلا أن يعلوا الحق على الباطل (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ) (25)..


نماذج مؤمنة:

1- السحرة الذين أحضرهم فرعون لما ظهر لهم الحق ورأوا أن ما جاء به موسى ليس سحرًا بادروا إلى الإيمان بالله (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ العَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ) (26) وتوعدهم فرعون بالعذاب والنكال، فقالوا (قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) (27).

(قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ * وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) (28)

قال ابن عباس: كانوا أول النهار سحرة وفي آخر النهار شهداء بررة [29].

2- امرأة فرعون لم يضرها كفر فرعون (قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ) (30).
قال ابن كثير: حينما كان الفريقان مجتمعين كانت امرأة فرعون بارزة متبذلة تدعو الله بالنصر لموسى على فرعون وأشياعه فمن رآها ظن أنها إنما ابتذلت للشفقة على فرعون. قال قتادة: " كان فرعون أعتى أهل الأرض وأكفرهم فوالله ما ضر امرأته كفر زوجها حين أطاعت ربها ليعلموا أن الله - تعالى -حكم عدل لا يؤاخذ أحدًا إلا بذنبه " [31].

شكر الله - تعالى -أن نجى موسى والمؤمنين وأهلك فرعون والكافرين:
1- عن ابن عباس قال: " لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وجد اليهود تصوم عاشوراء، فسألهم فقالوا هذا اليوم الذي أظفر الله فيه موسى على فرعون، فقال: نحن أولى بموسى فصوموه " [32].

2- وعن أبي قتادة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: " يكفر السنة الماضية " [33].

3- وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع " [34].

علاء سيف محمد
18-11-2009, 07:36 PM
من كان يريد المشروع جاهز في المرفقات

لست بكاتبة
18-11-2009, 08:17 PM
بما أن الموضوع فيه تقيم إذن يجب علي التدقيق
لي عودة بعد القرأت الجيده له ثم التقيم
بس على العموم طريقة الإخراج نقطتين إي 2/2

همس الاحساس
18-11-2009, 09:04 PM
بارك الله على المعلمومات القيمه بي صراحا بوريكات فيل الاختيار يا اخ علاء

لست بكاتبة
01-12-2009, 01:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الكريم :علاء
من جانب العمق في الموضوع فأن لستُ أهلا للحكم على ذلك
أم من الجهة الفنية
هناك اقتراح بسيط كم توجد ملاحظة ضعيفة جداً جداً جداً
لاتقلل من تقيم الموضوع بدرجة الإمتياز
إذا صدرك يتسع لقبول بها
فماعليك الإ أن تعطيني الضوء الإخضر
عبرهذا المتصفح
وأولاً وأخيراً:
موضوع رائع ومجهود واضح لايستحق
إلا الدعـــــــــــــاء لك أن يبارك الله في جهودك
ويجعلها في ميزان حسناتك
ـــــــ

على الهامش
ترا دائما ماأهرب من قرأت موضيع السحر واللمس
ولكن كلمة إستطلاع جعلتني أدخل
وطلبك تقيم لموضوع جعلني أوافق
وإحترام لكلمة الوعد جعلتني أعود