المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : __ (( رحم الله الشيخ علي الطنطاوي )) __



zadi
02-09-2009, 01:08 PM
__ (( رحم الله الشيخ علي الطنطاوي )) __

____________________________



ما وقعت والله في ضيق قط إلا فرجه الله عني


ُمقالة رائعة للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله اذ كتب يقول

نظرت البارحة فإذا الغرفة دافئة والنار موقدة ، وأنا على أريكة مريحة ، أفكر في موضوع
أكتب فيه ، والمصباح إلى جانبي ، والهاتف قريب مني ، والأولاد يكتبون ، وأمهم تعالج صوفا
تحيكه ، وقد أكلنا وشربنا ، والراديو يهمس بصوت خافت ، وكل شيء هادئ ، وليس ما أشكو
منه أو أطلب زيادة عليه
فقلت الحمد لله
أخرجتها من قرارة قلبي

ثم فكرت فرأيت أن ' الحمد ' ليس كلمة تقال باللسان ولو رددها اللسان ألف مرة ، ولكن
الحمد على النعم أن تفيض منها على المحتاج إليها

حمد الغني أن يعطي الفقراء ، وحمد القوي أن يساعد الضعفاء
وحمد الصحيح أن يعاون المرضى ، وحمد الحاكم أن يعدل في المحكومين
فهل أكون حامدا لله على هذه النعم إذا كنت أنا وأولادي في شبع ودفء وجاري وأولاده في
الجوع والبرد ؟ وإذا كان جاري لم يسألني أفلا يجب علي أنا أن أسأل عنه ؟

وسألتني زوجتي فيمَ تفكر ؟ فاخبرتها

قالت صحيح ، ولكن لا يكفي العباد إلا من خلقهم، ولو أردت أن تكفي جيرانك من الفقراء
لأفقرت نفسك قبل أن تغنيهم

قلت لو كنت غنيا لما استطعت أن أغنيهم ، فكيف وأنا رجل مستور ، يرزقني الله رزق الطير
تغدو خماصا ًوتروح بطاناً ؟

لا ، لا أريد أن أغني الفقراء ، بل أريد أن أقول إن المسائل نسبية
أنا بالنسبة إلى أرباب الآلاف المؤلفة فقير ، ولكني بالنسبة إلى العامل الذي يعيل عشرة
وما له إلا أجرته غني من الأغنياء ، وهذا العامل غني بالنسبة إلى الأرملة المفردة التي
لا مورد لها ولا مال في يدها ، وصاحب الآلاف فقير بالنسبة لصاحب الملايين ؛ فليس
في الدنيا فقير ولا غني فقرا مطلقا وغنىً مطلقا

تقولون : إن الطنطاوي يتفلسف اليوم
لا ؛ ما أتفلسف ، ولكن أحب أن أقول لكم إن كل واحد منكم وواحدة يستطيع أن يجد من هو
أفقر منه فيعطيه ، إذا لم يكن عندك – يا سيدتي – إلا خمسة أرغفة وصحن ' مجدّرة ' تستطيعين
أن تعطي رغيفا لمن ليس له شيء ، والذي بقي عنده بعد عشائه ثلاثة صحون من الفاصوليا
والرز وشيء من الفاكهة والحلو يستطيع أن يعطي منها قليلا لصاحبة الأرغفة والمجدّرة

ومهما كان المرء فقيرا فإنه يستطيع أن يعطي شيئا لمن هو أفقر منه

ولا تظنوا أن ما تعطونه يذهب بالمجان ، لا والله ، إنكم تقبضون الثمن أضعافا
تقبضونه في الدنيا قبل الآخرة ، ولقد جربت ذلك بنفسي

أنا أعمل وأكسب وأنفق على أهلي منذ أكثر من ثلاثين سنة ، وليس لي من أبواب الخير
والعبادة إلا أني أبذل في سبيل الله إن كان في يدي مال ، ولم أدخر في عمري شيئا وكانت
زوجتي تقول لي دائما يا رجل ، وفر واتخذ لبناتك دارا على الأقل
فأقول خليها على الله ، أتدرون ماذا كان ؟

لقد حسب الله لي ما أنفقته في سبيله وادخره لي في بنك الحسنات الذي يعطي أرباحا سنوية
قدرها سبعون ألفا في المئة ، نعم {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ}
وهناك زيادات تبلغ ضعف الربح {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ}

أرسل الله صديقا لي سيدا كريما من أعيان دمشق فأقرضني ثمن الدار ، وأرسل أصدقاء
آخرين من المتفضلين فبنوا الدار حتى كملت وأنا – والله – لا أعرف من أمرها إلا ما يعرفه
المارة عليها من الطريق ، ثم أعان الله برزق حلال لم أكن محتسبا فوفيت ديونها جميعا ،
ومن شاء ذكرت له التفاصيل وسميت له الأسماء .

وما وقعت والله في ضيق قط إلا فرجه الله عني ، ولا احتجت لشيء إلا جاءني ، وكلما زاد
عندي شيء وأحببت أن أحفظه وضعته في هذا البنك .

فهل في الدنيا عاقل يعامل بنك المخلوق الذي يعطي 5%ربحاً حراماً وربما أفلس أو احترق
ويترك بنك الخالق الذي يعطي في كل مئة ربح قدره سبعون ألفا ؟
وهو مؤمن عليه عند رب العالمين فلا يفلس ولا يحترق ولا يأكل أموال الناس .
فلا تحسبوا أن الذي تعطونه يذهب هدرا، إن الله يخلفه في الدنيا قبل الآخرة

وأسوق لكم مثلا واحدا
قصة المرأة التي كان ولدها مسافرا ، وكانت قد قعدت يوما تأكل وليس أمامها إلا لقمة إدام
وقطعة خبز ، فجاء سائل فمنعت عن فمها وأعطته وباتت جائعة

فلما جاء الولد من سفره جعل يحدثها بما رأى
قال ومن أعجب ما مر بي أنه لحقني أسد في الطريق ، وكنت وحدي فهربت منه ،
فوثب علي وما شعرت إلا وقد صرت في فمه ، وإذا برجل عليه ثياب بيض يظهر
أمامي فيخلصني منه ويقول لقمة بلقمة ، ولم أفهم مراده.

فسألته امه عن وقت هذا الحادث وإذا هو في اليوم الذي تصدقت فيه على الفقير
نزعت اللقمة من فمها لتتصدق بها فنزع الله ولدها من فم الأسد .

والصدقة تدفع البلاء ويشفي الله بها المريض ، ويمنع الله بها الأذى وهذه أشياء مجربة ،
وقد وردت فيها الآثار ، والذي يؤمن بأن لهذا الكون إلها هو يتصرف فيه وبيده العطاء
والمنع وهو الذي يشفي وهو يسلم ، يعلم أن هذا صحيح

والنساء أقرب إلى الإيمان وإلى العطف ، وأنا أخاطب السيدات واقول لكل واحدة
ما الذي تستطيع أن تستغني عنه من ثيابها القديمة أو ثياب أولادها ، ومما ترميه ولا تحتاج إليه
من فرش بيتها ، ومما يفيض عنها من الطعام والشراب ، فتفتش عن أسرة فقيرة يكون هذا لها
فرحة الشهر .

ولا تعطي عطاء الكبر والترفع ، فإن الابتسامة في وجه الفقير ( مع القرش تعطيه له )
خير من جنيه تدفعه له وأنت شامخ الأنف متكبر مترفع

ولقد رأيت ابنتي الصغيرة بنان – من سنين – تحمل صحنين لتعطيهما الحارس في رمضان
قلت تعالي يا بنيتي ، هاتي صينية وملعقة وشوكة وكأس ماء نظيف وقدميها إليه هكذا
إنك لم تخسري شيئا ، الطعام هو الطعام ، ولكن إذا قدمت له الصحن والرغيف كسرت نفسه
وأشعرته أنه كالسائل ( الشحاذ ) ، أما إذا قدمته في الصينية مع الكأس والملعقة والشوكة
والمملحة ينجبر خاطره ويحسّ كأنه ضيف عزيز

انتهى كلامه رحمه الله

ابن العميد
02-09-2009, 02:11 PM
اذا كان تبسمك في وجه أخيك صدقة - وهي أقل القليل

فما بالك بمن يتصدق بالمال والحلال أو بجزء من دخل اهل بيته .

ثم

ذكرتني بـ ( على مائدة الافطار )

رحم الله الطنطاوي

كان موسوعة متنقلة من القران والاحاديث والاشعار وقواعد اللغة

كان علامة في كل شيء حديثه ممتع جدا تسمعه وتنبهر بعلمه

رحمه الله

زادي شكرا لك

وردة وردية
02-09-2009, 02:23 PM
زادي

الله يرحم الطنطاوي

كلامه خفيف وسهل وواضح

كلامه من القلب ويصل للقلب مباشرة

الله يسعدك يا زادي دنيا واخرة

ألنشمي
02-09-2009, 11:46 PM
000
00
0
رحمة الله عليه

افتقدناااه من يوم كان على مائدة الافطاااار


جوزيت خيرا اخي ابو عبدالله

وذكرك الله بالشهادة

حفظك ربي

زيزو
02-09-2009, 11:56 PM
جزاك الله خيرا
ورحم الله الجميع

مع خالص
تحياتي
زيزو

*amula_beauty*
03-09-2009, 12:03 AM
الله يرحمه ويدخله فسيح جناته

سبحان الله كلامه سلسل وسهل ويدخل القلب بسرعه


اي والله فقدناه

جزاك الله خير يا زادي الخير

ربي يسعدك

zadi
04-09-2009, 12:51 AM
__________________

أشكركم أحبائي على الحضور والمشاركة ,,, رحم الله الشيخ علي الطنطاوي , فهو أول برنامج ديني فتحت عيني عليه ,,, لن أنسى ماحييت برنامجه الشهير ( على مائدة الإفطار ) وياليت أن تتم إعادة حلقاته كما كان بعد صلاة المغرب في رمضان بدل هذا الغث الذي إستشرى وجرعونا به ,,,

كذلك كان له برنامج شهير بعد صلاة الجمعة إسمه ....... والله نسيته للأسف , لكنه برنامج رائع جداً ,,,
كان تواصل الشيخ مع الناس يتم عبر الرسائل البريدية ,,, ما أجملها حقبة وتاريخ رائع ,,,

أشكركم مرة أخرة ,,,

تحياتي

صدق الوفاء
04-09-2009, 01:18 AM
ابدؤوا بإصلاح الأخلاق فإنها أول الطريق.

مقتبس من احدى كلماته رحمه الله تعالى

شايف كيف يا أبو عبدالله

شوف ايش كان يقدم في الفترة الذهبيه بعد صلاة المغرب مباشرة

وقت الجميع يكون متواجد على السفرة

جرعاااات ايمانية واخلاقية ولغوية على مدى شهر كامل

في المقابل //

شوف ايش يقدم الأن

اشياء تفطر قبل الأذان

وعربدة وفحش بعد الصلاة

وكل ذلك في حضور الجميع

يتخللها دعايات خادشة للحياء والمروءة

كل ذلك على نفس السفرة ولكن ...

اختلف المربي !!

رحماك ربي


مع خالص مودتي وعظيم شكري

صدق الوفاء

» رَحيْـقّ "
04-09-2009, 01:51 AM
رحمه الله وَ وسع قبرَه ,
كلآمـه جَميــل "
/


زآدي / بوركتْ

zadi
04-09-2009, 02:22 AM
_________________


شفتوا كيف أسلوب الدعاة الكبار ؟؟؟ شفتوا كيف يرغبك في الصدقة وبطريقة رائعة جداً ,,,

مو مثل بعض الدعاة الله يهديهم , إذا ماتصدقت تدخل النار وإذا ما .... تدخل النار , وإذا ما .... تدخل النار ,,, ماعندهم غير نار في نار ,,, يا أخوانا الله رحمن رحيم , ورحمته سبقت عذابه ,,,

أسلوب الداعي هو إللي يرغب أو ينفر في الخير وعمل الخير ,,,

أتمنى إن كلنا نستفيد من دي المدرسة ومن المدارس الكبيرة في الدعوة ,,,