المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاسلام دين الرحمـــــــة



وردة الزنبق
27-08-2009, 03:01 PM
الإسلام دين السلم والتسامح

عنوان طالما يطرح وسؤال كثيرا ما يردد بالنقض على هذا العنوان هل الإسلام حقيقة يحمل هذه الأوصاف ، انطلق الناقمون على الإسلام من توظيف عبارة (الإسلام دين الحرب والعنف ) واخذوا الأمثلة من نماذج منحرفة في الإسلام ظاهرا وحاولوا أن يجعلوها من مبادئ الإسلام الأساسية واخذوا يشنعون على الإسلام و يبوقون على إن الإسلام يحمل هذه الصفة ومن اجل توضيح الحقيقة التي قلما يتم الدفاع عنها وان تم الدفاع فهو دون المطلوب وفي البدء أود أن أتكلم عن :
أولا : السلم – في اللغة هو السلام ، وذهب بعض اللغويين بالمعنى إلى الإسلام و السلم الصلح والسلم المسالم كما جاء في الدعاء ( إني سلم لمن سالمكم ......)
ثانيا : حينما نريد أن نعزز كلامنا يجب أن تكون هنالك أدلة وخير دليل على السلم في الجانب التشريعي هو القران الكريم والرسول الكريم (صلى الله عليه واله ) وحكومته وما اعتمد عليه في سياسته الداخلية والخارجية لكونه نبي هذا الدين .

أما السلم والتسامح في الجانب التشريعي فانه شغل حيزا كبيرا وهذا الحيز لم يعبر عنه في كل الأحوال بلفظ السلم وإنما يأتي بتعبير السلم تارة والإشارة عليه تارة أخرى والأدلة نسوقها كالأتي :
1- قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }البقرة208
2- قال تعالى : {...لاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ...}
3- قال تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }المائدة16
4- قال تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ...}البقر256
5- قال تعالى : { فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ{21} لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ{22}} الغاشية
6- قال الرسول الأمين (صلى الله عليه واله ) : (افشوا السلام تسلموا ) البحار/ج 70
7- قال الرسول الأمين (صلى الله عليه واله ) : ( من علامات المؤمن ، إفشاء السلام ، وإطعام الطعام ، والصلاة والناس نيام ) البحار / ج76
8- قال الرسول الأمين (صلى الله عليه واله ) : (( ... لا يكون المؤمن مؤمنا أبدا حتى يكون لأخيه ، مثل الجسد إذا ضرب عليه عرق واحد تداعت له سائر عروقه )) البحار /ج 74
9- قال الرسول الأمين (صلى الله عليه واله ) : (( ارحم نفسك ، وارحم خلق الله يرحمك الله )) كنز العمال .
أما السلم والتسامح بالجانب التطبيقي فتدل على ذلك السيرة النبوية الشريفة :
حيث على الرغم مما تعرض له رسول الله (صلى الله عليه واله ) من أذى من قبل أهل مكة حتى قال (( ما أوذي نبي مثلما أوذيت ))
فحينما دخل الرسول وفتح مكة ورأى سادة قريش توجه إليهم قائلا :
- ما ذا تقولون إني فاعل بكم ؟
- قالوا : أخ كريم ، وابن أخ كريم .
- فقال : أقول كما قال أخي يوسف : لا تثريب عليكم اذهبوا فانتم الطلقاء .
كما عفا رسول الله (صلى الله عيه واله ) عن جماعة من الكفار لأنه لا يترك أحدا حتى يرضيه وإذا غضب عليه إنسان ثم رضي عنه كان يطلب منه أن يعلن لأصحابه انه رضي عنه .
وربما يشكل البعض ويقول :
إذا كان الدين الإسلامي دين السلم والتسامح فبماذا تفسرون الحروب والغزوات التي قام بها الرسول (صلى الله عليه واله ) أليست ضد ما تقولون وتؤيد من يقول الإسلام دين الحرب والعنف ؟
الجواب :
إن المتتبع للحروب والغزوات لا يجدها تخلوا من أسباب ثلاثة :
الأول : الدفاع عن النفس وهو طبيعة النفس البشرية .
الثاني : إجهاض المؤامرات التي تحاك ضد الدولة الإسلامية حيث كان الرسول يضطر لمباغتة العدو قبل أن يتم خيوط مؤامرته .
الثالث : وقوف بعض الناس حائلا بين الناس وبين سماعهم الدعوة الإسلامية .

أما السلم والتسامح على الصعيد الداخلي فان الإنسان لا يكون واثقا من المبادئ والأسس التي يعتمد عليها قبل الانطلاق إلى الخارج إلا إذا كان واثقا بها في نفسه ومع من معه وقد أرسى النبي (صلى الله عليه واله هذا المحور وأكد عليه فنجده واضحا بعد أن صار المهاجر مع رسول الله أخا للأنصاري وصار الأوسي الذي قضى حياته بين كر وفر مع الخزرجي أخا له في الإيمان وفي حب الله وهذه الاخوة التي حققها الرسول (صلى الله عليه واله ) أسس لها القران الكريم بقوله تعالى :
{ إنما المؤمنون أخوة }

وأما السلم والتسامح على الصعيد الخارجي فكما أسلفنا بأنه لا يمكن أن يكون هنالك سلم خارجي ما لم يكن سلم داخلي ففاقد الشيء لا يعطيه ومن يفتقد السلم والتسامح مع أخيه كيف يمكن أن يمنحه للآخرين ؟
لقد كان المجتمع الإسلامي بقيادة الرسول الكريم يتحرك في علاقاته من منطلقات منها :
1- قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ{13} }
2- قال الرسول الكريم (صلى الله عليه واله وسلم ) : (( كلكم لآدم وادم من تراب ))
3- قال الرسول الكريم (صلى الله عليه واله وسلم ) : (( لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ))
4- في صلح الحديبية الذي جرى بين الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) ومناوئيه مشركي مكة لم يصر الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) على كتابة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) في كتابة الصلح لإيمانه إن ثمار السلام أهم من كتابة عبارة أو عدم كتابتها على الرغم من أهميتها لأنه نشر السلم والتسامح في سياسته الداخلية والخارجية وعم الخير والآمان وهما النعمتان اللتان تسعى إليهما البشرية .


والحمد لله رب العالمين

اسألكم الدعاء

زيزو
27-08-2009, 03:21 PM
ما شاء الله عليك يا أختي العزيزه
لقد ابليت بلا حسنا
جزاك الله عنا كل خير
فلله درك


مع خالص
تحياتي
زيزو

ألنشمي
27-08-2009, 05:10 PM
000
00
0
جزاك ربي عنا خير الجزاء

وكتب لكِ الاجر والثواب

ونفع بهذا الطرح القيم المفيد

وردة الزنبق
27-08-2009, 08:34 PM
اشكركم جزيل الشكر على كلماتكم الرقيقة صراحة افرحتني جدا

مع خالص حبي وتقديري

» رَحيْـقّ "
27-08-2009, 08:45 PM
جـزآكِ الله خيـراً أختِ
وكتـبَ لكِ الأجر والثـوآب
بــوركتِ "

fahodi
28-08-2009, 01:19 PM
جزاك المولى خير الجزاء ونفع بك

وجعل ما كتبته في ميزان حسناتك


ورزقنا وإياكم الإخلاص في العمل