فهد الاحمد
10-12-2002, 12:36 AM
السلام عليكم .............
فقط .. معلومات عامة ....
__________________________
ماركس .. الرجل الذي قسم العالم وفرق الناس يطويه النسيان
في مارس 1883 تجمع حشد صغير من الأشخاص حول قبر كان قد حفر للتو في احدى زوايا مقبرة هايجيت بلندن. ويلقي أحد الاشخاص القلائل الذين حضروا الدفن كلمة يمجّد فيها ذكرى صديقه الراحل،
وكانت لهجة الخطبة غريبة ومقيتة ولا تلائم هذه البيئة حيث أعلن فيها ان الرجل سيوارى التراب بعد قليل كان محبوباً ومبجلاً من قبل الملايين. انه العبقري الذي أصبح الرجل الأكثر تعرضاً للكراهية والافتراء في عصره.
ولم يكد النعش يوارى التراب حتى ثبتت صحة هذه الكلمات، ففي حين ان الصحف في بعض البلدان ندبت «محنة البشرية» فقد تمت الاشارة الى حدث وفاة ماركس بازدراء واضح من قبل صفحة اخرى. ومن المثير للدهشة ان هذا التناقض الكامل في التصورات والمواقف لايزال قائما بعد مرور أكثر من قرن على رحيل كارل ماركس، فبعض الأشخاص يرون ان الرجل الذي دفن في هايجيت في ذلك اليوم يبقى أحد أهم الشخصيات في التاريخ لكونه رجلاً سعى لتحرير الملايين من نير الظلم والاضطهاد. وبالنسبة للآخرين، فإن ذكر اسم كارل ماركس يبعث على الاشمئزاز والخوف.
وبغض النظر عن رأي كل منا في ماركس، فإنه لابد من القول انه أحد أهم الشخصيات في التاريخ في أوج تأثيره، كان ثلث سكان العالم يعيشون في ظل أنظمة حاكمة تدعي اتباع تعاليمه. وفوق ذلك، فإن الخوف من الانظمة التي تدعي اتباع الماركسية أدى الى المأزق النووي الكابوسي الذي رافق الحرب الباردة، والى عدد لا يحصى من الصراعات من حرب فيتنام الى انقلاب بينوشيه العسكري في تشيلي.
والرجل الذي كان وراء هذه الفسلفة السياسية المتفجرة كان في حقيقة الأمر يجمع كتلة من التناقضات في شخصيته، فهو عالم اقتصاد متألق عاش غارقاً في الديون في ظروف صعبة معظم حياته. وهو رجل من أبناء أرفع شرائح الطبقة الوسطى، كرّس حياته لمناصرة قضايا الطبقة العاملة على الرغم من انه لم يقم بعمل يدوي يوماً واحداً في حياته.
ولد كارل ماركس في مدينة ترير بألمانيا عام 1818 لأسرة ثرية عميدها أب يهودي المولد يعمل محامياً وأم هولندية المولد، وخلال دراسته الفلسفة في جامعة برلين بدأ يكتشف الأسس الفكرية لاستيائه من تركيبة المجتمع منذ مراهقته. وفي سن الـ 19 كان قد قرأ عدداً كبيراً من الكتب واصبح مفتوناً بآراء الفيلسوف الألماني الكبير جورج هيجل الذي رأى انه يمكن النظر الى التاريخ بأكمله على انه نتيجة للصراع المحتوم بين القديم والحديث.. وقال هيجل ان هذه العملية الجدلية حتمية وتؤدي الى استمرار بزوغ مراتب اجتماعية جديدة. وراقت تلك الفلسفة للعديد من المفكرين لأنها فسرت ظاهرياً سبب الفشل المأساوي الذي منيت به الثورة الفرنسية، فتلك الثورة الشعبية جاءت في التوقيت الخاطيء مفتقرة للدعم في «العوامل التاريخية» التي قال هيجل انها ضرورية لاحداث التغيرات الدائمة.
بالنسبة لماركس ومعاصريه، كانت آراء هيجل تنطوي على مسحة من التماس الاعذار للفشل وتقبل الوضع الراهن. وفي برلين، انضم ماركس الى جماعة «الهيجيليون الشبان» التي كانت تقول ان على المفكرين استخدام قدراتهم للفت الانظار الى شرور العصر وتغييرها بالقوة إذا استدعى الأمر. وبدأ ماركس يفكر ملياً في طبيعة «العوامل التاريخية» الغامضة التي جاء بها هيجل. وانصب اهتمام ماركس على التأثيرات الملموسة لعامل واحد فقط من هذه العوامل، وهو وسائل انتاج الثروة الاقتصادية. ومن هنا ولدت نظريته المعروفة بـ «المادية الجدلية» التي ستجعله بعد ذلك يقول ان المجتمع نتيجة الصراع القائم بين الاشخاص الذين يملكون ويستفيدون من انتاج الثروة وأولئك الذين لا يملكون ولا يستفيدون وإنما يكدحون وبعبارة اخرى «الصراع الطبقي» المستمر منذ ألوف السنين، مجسداً تارة في الاباطرة القدماء وعبيدهم ثم في نبلاء القرون الوسطى وارقاء أراضيهم، ثم في العصور الحديثة، كما قال ماركس في البرجوازية (الرأسماليين في الطبقة الوسطى) التي تستغل الطبقات العاملة أو «البروليتاريا».تعرضت حركة الهيجليين الشبان ذات الافكار السياسية المتفجرة لضغوط شديدة وملاحقات من قبل السلطات في الجامعة وخارجها، ووجد ماركس نفسه عاجزا عن متابعة مسيرته في الاوساط الاكاديمية فشق لنفسه طريقا في مهنة الصحافة وبحلول نهاية عام 1842 اصبح رئيسا لتحرير صحيفة ليبرالية تصدر في كولونيا هي صحيفة «راينيشه تسايتونج». وسارع ماركس على الفور بانتقاد السلطات البروسية لتجاهلها محنة الفقراء ولممارستها الرقابة الصارمة على الصحافة وردت السلطات على ذلك باغلاق الصحيفة. وقرر ماركس، المتزوج حديثا آنذاك الانتقال للعيش في باريس حيث اعتقد ان افكاره ستستقبل بشكل افضل وهناك عقد اواصر صداقة قوية مع عضو آخر سابق في جماعة «الهيجيليين الشبان وهو المفكر الالماني الشاب فريدرك انجلز الذي سيصبح معاونا له طيلة حياته. وفي عام 1845 بدأت السلطات تزعج ماركس الذي اضطر الى الانتقال للعيش في بروكسل وهناك قام مع انجلز باقامة صلات مع مجتمعات الطبقات العاملة وكتب الاثنان نظرية التاريخ الخاصة بهما استنادا الى مفهوم الاستغلال الاقتصادي حتى استكملا تأليف «البيان الشيوعي» الذي سيصبح بعد ذلك النص السياسي الاكثر انتشارا في التاريخ. في عام 1847 اتصلت بهما جمعية سرية للعمال الالمان في لندن وطلبت منهما وضع خطة سياسية لكي يتحرك اعضاؤها عمليا واطلق على الجمعية اسم «العصبة الشيوعية» والكراسة التي كتبها ماركس وانجلز لها اصبحت تحدد جوهر ما يسمى «القيم الشيوعية».
في عام 1848 نشر «البيان الشيوعي» وبعد اسابيع قلائل فقط بدأت علامات نصر الطبقة العاملة بالظهور حيث سيطرت روح الثورات على اوروبا من فرنسا حتى النمسا واغتنم ماركس تلك اللحظات التاريخية وبدأ يدفع المال للعمال في بلجيكا لكن يسلحوا انفسهم لكن كما حصل في الثورة الفرنسية تلاشى كل ذلك الدخان الثوري، ووجد ماركس نفسه مطرودا من بروكسل فعاد الى وطنه وحاول استخدام مهاراته الصحافية لاشعال الثورة هناك لكنه ما لبث ان طرد مجددا وفي اغسطس 1849 قرر الاستقرار في انجلترا على امل ان تكون اكثر تفهما وتسامحا مع افكاره وبقي في لندن بقية حياته محتالا على العيش من الدخل الهزيل الذي كان يجنيه من كتاباته الصحافية ومن الهبات التي كان يعطيه اياها انجلز.
وفي لندن شرع ماركس بالعمل على تحليله الضخم للنظم الاقتصادية في كتابه الشهير «رأس المال» الذي نشر جزؤه الاول عام 1867 وبسبب دعمه للانتفاضة الشعبية في فرنسا اكتسب ماركس سمعة سيئة في بريطانيا وفي حين ان الحكومة البريطانية لم تتخد خطوات عملية ضده على الرغم من الضغوط الفرنسية فان الصحافة اعتبرته مهيجا خطرا مصمما على تغيير الواقع الراهن.
رحل ماركس عن عالمنا في 14 مارس 1883 ولم يكمل بعد الابحاث المتممة للجزء الاول من كتابه وامضى صديقه انجلز عامين في جمع اوراقه ونشر بعد ذلك مجلدين آخرين من مؤلف «رأس المال».
وبعيدا عن الخوض في الجدل المعقد الكبير حول شخصية ماركس وافكاره فانه يبدو الآن واضحا انه قلل من شأن قدرة الرأسمالية على اجتذاب العمال.
ويبدو ايضا انه كان مجافيا للصواب في قوله ان الرأسمالية ستسقط من جراء الصراعات على وسائل الانتاج الاقتصادي.
__________
منقول من :http://www.albayan.co.ae/albayan/2002/05/06/mnw/38.htm
فقط .. معلومات عامة ....
__________________________
ماركس .. الرجل الذي قسم العالم وفرق الناس يطويه النسيان
في مارس 1883 تجمع حشد صغير من الأشخاص حول قبر كان قد حفر للتو في احدى زوايا مقبرة هايجيت بلندن. ويلقي أحد الاشخاص القلائل الذين حضروا الدفن كلمة يمجّد فيها ذكرى صديقه الراحل،
وكانت لهجة الخطبة غريبة ومقيتة ولا تلائم هذه البيئة حيث أعلن فيها ان الرجل سيوارى التراب بعد قليل كان محبوباً ومبجلاً من قبل الملايين. انه العبقري الذي أصبح الرجل الأكثر تعرضاً للكراهية والافتراء في عصره.
ولم يكد النعش يوارى التراب حتى ثبتت صحة هذه الكلمات، ففي حين ان الصحف في بعض البلدان ندبت «محنة البشرية» فقد تمت الاشارة الى حدث وفاة ماركس بازدراء واضح من قبل صفحة اخرى. ومن المثير للدهشة ان هذا التناقض الكامل في التصورات والمواقف لايزال قائما بعد مرور أكثر من قرن على رحيل كارل ماركس، فبعض الأشخاص يرون ان الرجل الذي دفن في هايجيت في ذلك اليوم يبقى أحد أهم الشخصيات في التاريخ لكونه رجلاً سعى لتحرير الملايين من نير الظلم والاضطهاد. وبالنسبة للآخرين، فإن ذكر اسم كارل ماركس يبعث على الاشمئزاز والخوف.
وبغض النظر عن رأي كل منا في ماركس، فإنه لابد من القول انه أحد أهم الشخصيات في التاريخ في أوج تأثيره، كان ثلث سكان العالم يعيشون في ظل أنظمة حاكمة تدعي اتباع تعاليمه. وفوق ذلك، فإن الخوف من الانظمة التي تدعي اتباع الماركسية أدى الى المأزق النووي الكابوسي الذي رافق الحرب الباردة، والى عدد لا يحصى من الصراعات من حرب فيتنام الى انقلاب بينوشيه العسكري في تشيلي.
والرجل الذي كان وراء هذه الفسلفة السياسية المتفجرة كان في حقيقة الأمر يجمع كتلة من التناقضات في شخصيته، فهو عالم اقتصاد متألق عاش غارقاً في الديون في ظروف صعبة معظم حياته. وهو رجل من أبناء أرفع شرائح الطبقة الوسطى، كرّس حياته لمناصرة قضايا الطبقة العاملة على الرغم من انه لم يقم بعمل يدوي يوماً واحداً في حياته.
ولد كارل ماركس في مدينة ترير بألمانيا عام 1818 لأسرة ثرية عميدها أب يهودي المولد يعمل محامياً وأم هولندية المولد، وخلال دراسته الفلسفة في جامعة برلين بدأ يكتشف الأسس الفكرية لاستيائه من تركيبة المجتمع منذ مراهقته. وفي سن الـ 19 كان قد قرأ عدداً كبيراً من الكتب واصبح مفتوناً بآراء الفيلسوف الألماني الكبير جورج هيجل الذي رأى انه يمكن النظر الى التاريخ بأكمله على انه نتيجة للصراع المحتوم بين القديم والحديث.. وقال هيجل ان هذه العملية الجدلية حتمية وتؤدي الى استمرار بزوغ مراتب اجتماعية جديدة. وراقت تلك الفلسفة للعديد من المفكرين لأنها فسرت ظاهرياً سبب الفشل المأساوي الذي منيت به الثورة الفرنسية، فتلك الثورة الشعبية جاءت في التوقيت الخاطيء مفتقرة للدعم في «العوامل التاريخية» التي قال هيجل انها ضرورية لاحداث التغيرات الدائمة.
بالنسبة لماركس ومعاصريه، كانت آراء هيجل تنطوي على مسحة من التماس الاعذار للفشل وتقبل الوضع الراهن. وفي برلين، انضم ماركس الى جماعة «الهيجيليون الشبان» التي كانت تقول ان على المفكرين استخدام قدراتهم للفت الانظار الى شرور العصر وتغييرها بالقوة إذا استدعى الأمر. وبدأ ماركس يفكر ملياً في طبيعة «العوامل التاريخية» الغامضة التي جاء بها هيجل. وانصب اهتمام ماركس على التأثيرات الملموسة لعامل واحد فقط من هذه العوامل، وهو وسائل انتاج الثروة الاقتصادية. ومن هنا ولدت نظريته المعروفة بـ «المادية الجدلية» التي ستجعله بعد ذلك يقول ان المجتمع نتيجة الصراع القائم بين الاشخاص الذين يملكون ويستفيدون من انتاج الثروة وأولئك الذين لا يملكون ولا يستفيدون وإنما يكدحون وبعبارة اخرى «الصراع الطبقي» المستمر منذ ألوف السنين، مجسداً تارة في الاباطرة القدماء وعبيدهم ثم في نبلاء القرون الوسطى وارقاء أراضيهم، ثم في العصور الحديثة، كما قال ماركس في البرجوازية (الرأسماليين في الطبقة الوسطى) التي تستغل الطبقات العاملة أو «البروليتاريا».تعرضت حركة الهيجليين الشبان ذات الافكار السياسية المتفجرة لضغوط شديدة وملاحقات من قبل السلطات في الجامعة وخارجها، ووجد ماركس نفسه عاجزا عن متابعة مسيرته في الاوساط الاكاديمية فشق لنفسه طريقا في مهنة الصحافة وبحلول نهاية عام 1842 اصبح رئيسا لتحرير صحيفة ليبرالية تصدر في كولونيا هي صحيفة «راينيشه تسايتونج». وسارع ماركس على الفور بانتقاد السلطات البروسية لتجاهلها محنة الفقراء ولممارستها الرقابة الصارمة على الصحافة وردت السلطات على ذلك باغلاق الصحيفة. وقرر ماركس، المتزوج حديثا آنذاك الانتقال للعيش في باريس حيث اعتقد ان افكاره ستستقبل بشكل افضل وهناك عقد اواصر صداقة قوية مع عضو آخر سابق في جماعة «الهيجيليين الشبان وهو المفكر الالماني الشاب فريدرك انجلز الذي سيصبح معاونا له طيلة حياته. وفي عام 1845 بدأت السلطات تزعج ماركس الذي اضطر الى الانتقال للعيش في بروكسل وهناك قام مع انجلز باقامة صلات مع مجتمعات الطبقات العاملة وكتب الاثنان نظرية التاريخ الخاصة بهما استنادا الى مفهوم الاستغلال الاقتصادي حتى استكملا تأليف «البيان الشيوعي» الذي سيصبح بعد ذلك النص السياسي الاكثر انتشارا في التاريخ. في عام 1847 اتصلت بهما جمعية سرية للعمال الالمان في لندن وطلبت منهما وضع خطة سياسية لكي يتحرك اعضاؤها عمليا واطلق على الجمعية اسم «العصبة الشيوعية» والكراسة التي كتبها ماركس وانجلز لها اصبحت تحدد جوهر ما يسمى «القيم الشيوعية».
في عام 1848 نشر «البيان الشيوعي» وبعد اسابيع قلائل فقط بدأت علامات نصر الطبقة العاملة بالظهور حيث سيطرت روح الثورات على اوروبا من فرنسا حتى النمسا واغتنم ماركس تلك اللحظات التاريخية وبدأ يدفع المال للعمال في بلجيكا لكن يسلحوا انفسهم لكن كما حصل في الثورة الفرنسية تلاشى كل ذلك الدخان الثوري، ووجد ماركس نفسه مطرودا من بروكسل فعاد الى وطنه وحاول استخدام مهاراته الصحافية لاشعال الثورة هناك لكنه ما لبث ان طرد مجددا وفي اغسطس 1849 قرر الاستقرار في انجلترا على امل ان تكون اكثر تفهما وتسامحا مع افكاره وبقي في لندن بقية حياته محتالا على العيش من الدخل الهزيل الذي كان يجنيه من كتاباته الصحافية ومن الهبات التي كان يعطيه اياها انجلز.
وفي لندن شرع ماركس بالعمل على تحليله الضخم للنظم الاقتصادية في كتابه الشهير «رأس المال» الذي نشر جزؤه الاول عام 1867 وبسبب دعمه للانتفاضة الشعبية في فرنسا اكتسب ماركس سمعة سيئة في بريطانيا وفي حين ان الحكومة البريطانية لم تتخد خطوات عملية ضده على الرغم من الضغوط الفرنسية فان الصحافة اعتبرته مهيجا خطرا مصمما على تغيير الواقع الراهن.
رحل ماركس عن عالمنا في 14 مارس 1883 ولم يكمل بعد الابحاث المتممة للجزء الاول من كتابه وامضى صديقه انجلز عامين في جمع اوراقه ونشر بعد ذلك مجلدين آخرين من مؤلف «رأس المال».
وبعيدا عن الخوض في الجدل المعقد الكبير حول شخصية ماركس وافكاره فانه يبدو الآن واضحا انه قلل من شأن قدرة الرأسمالية على اجتذاب العمال.
ويبدو ايضا انه كان مجافيا للصواب في قوله ان الرأسمالية ستسقط من جراء الصراعات على وسائل الانتاج الاقتصادي.
__________
منقول من :http://www.albayan.co.ae/albayan/2002/05/06/mnw/38.htm