فهد الاحمد
08-12-2002, 03:53 AM
الســـــــلام عليــــــــــــــــــكم .......
المواطن السعودي يعرف ان جوانب كثيرة من النقص تعتري عمل الحكومة. ويعرف ان هناك كثيرا من الاستحقاقات المؤجلة منذ زمن طويل لابد ان يتم طرحها في سبيل على الاقل المحافظة على مكتسبات التنمية التي بنيت خلال العقود الماضية من الزمن. ولكن دعوني اذكر شيئا مهما، وهو أن الحكومة مظلومة في العديد من الحالات.
ضمت الحكومة العديد من وزراء مايسمون التكنوقراط ، او وزراء الدكتوراة. وهؤلاء اناس درسوا وعاشوا في بلدان متقدمة متطورة ولابد ان شعورا من الحماس والرغبة يدب فيهم لتطوير بلدهم بما يماثل ماشاهدوه. ويمكن الاشارة في ذلك الى الدكتور غازي القصيبي حين كان وزيرا للصناعة ثم للصحة ومن زامله نموذجا. ولكن هذه العينة من الوزراء والمسئولين يقفون عاجزين امام غول يمكن وصفه بانه "محاربة التطور والتجديد والاصلاح". هذا الغول يتمثل في الطبقة الاجتماعية المهيمنة على المستوى الثاني من مركز القوة والقرار سواء في الحكومة او في المجتمع. هذه الطبقة ترى ان اي تجديد وتطوير واصلاح انما يؤدي الى نقصا في امتيازاتها وهيمنتها حتى لو كان هذا التطوير حاجة مفصلية لاغنى عنها.
وفي التاريخ السعودي ، اتضح ان الخطوات التاريخية الهامة التي خطتها السعودية كانت بقيادة ومبادرة من القيادة العليا متعارضة مع رغبة هذه الطبقة الاجتماعية. فهناك تعليم البنات وتحرير الرقيق والتلفزيون والبنوك والتواصل مع العالم الخارجي. كل هذه الخطوات لم تكن لتتم لو تم الانصياع لرغبات هذه الطبقة الاجتماعية الغول. وبذلك يمكن القول ان الحكومة كانت تجر المجتمع الى الامام ، على عكس المفترض ان يكون المجتمع هو من يطلب التقدم للامام. >/font>
بالامس القريب ، قرر مجلس الوزراء تعليق ادخال تعليم اللغة الانجليزية في المدارس الابتدائية. ذلك المشروع الذي امضى فيه وزير المعارف كثيرا من الجهد والمتابعة ليحقق به جزءا من وعوده لاصلاح النظام التعليمي. هذا التعليق جاء بناء على هجمة هذا الغول ليمارس سيطرته وهيمنته ، وليس سعيا للحفاظ على اللغة العربية كما يدعي ، حيث ان معظم ان لم يكن كل رموزه يدرسون اولادهم في المدارس الخاصة التي تدرس اللغة الانجليزية من الصف الاول ابتدائي ، ثم يبتعثونهم على حساب الدولة للدراسة في امريكا واوروبا.
لذلك فانني استطيع ان احس بخيبة امل وزير المعارف ومن يسعى للاصلاح والتطوير في الدولة حين يرى جهوده تذهب سدى لدى مقرر السياسة السعودية نتيجة لحسابات ومصالح سياسية داخلية لاعلاقة للمواطن السعودي بها من قريب او بعيد. ولابد ان الكثيرين ايضا عرفوا هذه الخيبة زمن وزارة غازي القصيبي حين وظف هذا الغول كل طاقته لمحاربة القصيبي وملاحقته بكل انواع التهم والتشهير المعلبة حين رأي فيه تهديدا لمصالحه ونفوذه.
صرح الدكتور تركي الحمد لصحيفة الوطن السعودية بتاريخ 17/09/2002 بأنه قد يقاضي موقع فارس نت الاماراتي وذلك للمقالات والدعوات المنشورة بمنتديات الساحة الداعية الى قتل وتصفية الدكتور نظرا للخلاف معه حول كتاباته وفكره.
يتضمن هذا الموقع مقالين للدكتور الحمد ، ولو استطعت ان اجمع كل مقالاته الفكرية والسياسية (وليس المجموعات القصصية) لنشرتها وانا سعيد بذلك ، ان لم يكن بسبب جودتها وصحة مدلولاتها فبسبب انه لايدعو فيها لقطع دابر مخالفيه والحجر عليهم.
لا اعرف اكثر خواء وجهلا وبربرية مثل الدعوة لتصفية انسان لمجرد الاختلاف معه. واستطيع القول ان الاسلام كدين ونظام حياة مبتلى بمثل هؤلاء الذين يستخدمونه اداة رخيصة لتصفية حساباتهم او لستر عورات جهلهم.
والانترنت قدمت للكثيرين اوعية معرفة كثيرة تتنوع في محتوياتها وجودتها. وللاسف فان كثير من مرتادي الانترنت السعوديين ينقادون الى اسوأ هذه الاوعية ، فاما مواقع اباحية جنسية ، او مواقع اباحية عقلية كتلك المنتديات والمواقع التي تزخر برخيص وتوافه المعرفة والتفكير والاشاعات والكذب. واحد زوار موقعي هذا ادرج في صفحة الزوار فتوى تهدر دم الدكتور الحمد ، وفورا قمت بمسحها لانها ليست رأيا وليست شيئا يستفيد منه القارئ ، وانما اداة تحريض على جريمة يعاقب عليها كل قانون بما فيها شريعة الاسلام.
والمثير للسخرية في الامر ، ان الدكتور الحمد وغيره كانوا ولا زالوا ممن يطالبون بحرية الوصول للمعلومات وحرية الاطلاع والتعبير عن الرأي. والمستفيد الاول من هذه الدعوات هم خصومهم او ممن يطالب بحجب المعرفة والفكر واقصاء الاخر ، بل وقتله.
بقي ان اقول انه في اكثر الدول حرية وديموقراطية ، فان القانون يعاقب بشدة مثل هذه الحرية الداعية الى قتل الناس والافتاء بهدر دمهم. ولكن لان الكثيرين لدينا يجهلون الحرية ، فانهم لايفهمون معناها وحدودها.
منقول من :http://www.shahr2000.com/openeons/op53.htm
المواطن السعودي يعرف ان جوانب كثيرة من النقص تعتري عمل الحكومة. ويعرف ان هناك كثيرا من الاستحقاقات المؤجلة منذ زمن طويل لابد ان يتم طرحها في سبيل على الاقل المحافظة على مكتسبات التنمية التي بنيت خلال العقود الماضية من الزمن. ولكن دعوني اذكر شيئا مهما، وهو أن الحكومة مظلومة في العديد من الحالات.
ضمت الحكومة العديد من وزراء مايسمون التكنوقراط ، او وزراء الدكتوراة. وهؤلاء اناس درسوا وعاشوا في بلدان متقدمة متطورة ولابد ان شعورا من الحماس والرغبة يدب فيهم لتطوير بلدهم بما يماثل ماشاهدوه. ويمكن الاشارة في ذلك الى الدكتور غازي القصيبي حين كان وزيرا للصناعة ثم للصحة ومن زامله نموذجا. ولكن هذه العينة من الوزراء والمسئولين يقفون عاجزين امام غول يمكن وصفه بانه "محاربة التطور والتجديد والاصلاح". هذا الغول يتمثل في الطبقة الاجتماعية المهيمنة على المستوى الثاني من مركز القوة والقرار سواء في الحكومة او في المجتمع. هذه الطبقة ترى ان اي تجديد وتطوير واصلاح انما يؤدي الى نقصا في امتيازاتها وهيمنتها حتى لو كان هذا التطوير حاجة مفصلية لاغنى عنها.
وفي التاريخ السعودي ، اتضح ان الخطوات التاريخية الهامة التي خطتها السعودية كانت بقيادة ومبادرة من القيادة العليا متعارضة مع رغبة هذه الطبقة الاجتماعية. فهناك تعليم البنات وتحرير الرقيق والتلفزيون والبنوك والتواصل مع العالم الخارجي. كل هذه الخطوات لم تكن لتتم لو تم الانصياع لرغبات هذه الطبقة الاجتماعية الغول. وبذلك يمكن القول ان الحكومة كانت تجر المجتمع الى الامام ، على عكس المفترض ان يكون المجتمع هو من يطلب التقدم للامام. >/font>
بالامس القريب ، قرر مجلس الوزراء تعليق ادخال تعليم اللغة الانجليزية في المدارس الابتدائية. ذلك المشروع الذي امضى فيه وزير المعارف كثيرا من الجهد والمتابعة ليحقق به جزءا من وعوده لاصلاح النظام التعليمي. هذا التعليق جاء بناء على هجمة هذا الغول ليمارس سيطرته وهيمنته ، وليس سعيا للحفاظ على اللغة العربية كما يدعي ، حيث ان معظم ان لم يكن كل رموزه يدرسون اولادهم في المدارس الخاصة التي تدرس اللغة الانجليزية من الصف الاول ابتدائي ، ثم يبتعثونهم على حساب الدولة للدراسة في امريكا واوروبا.
لذلك فانني استطيع ان احس بخيبة امل وزير المعارف ومن يسعى للاصلاح والتطوير في الدولة حين يرى جهوده تذهب سدى لدى مقرر السياسة السعودية نتيجة لحسابات ومصالح سياسية داخلية لاعلاقة للمواطن السعودي بها من قريب او بعيد. ولابد ان الكثيرين ايضا عرفوا هذه الخيبة زمن وزارة غازي القصيبي حين وظف هذا الغول كل طاقته لمحاربة القصيبي وملاحقته بكل انواع التهم والتشهير المعلبة حين رأي فيه تهديدا لمصالحه ونفوذه.
صرح الدكتور تركي الحمد لصحيفة الوطن السعودية بتاريخ 17/09/2002 بأنه قد يقاضي موقع فارس نت الاماراتي وذلك للمقالات والدعوات المنشورة بمنتديات الساحة الداعية الى قتل وتصفية الدكتور نظرا للخلاف معه حول كتاباته وفكره.
يتضمن هذا الموقع مقالين للدكتور الحمد ، ولو استطعت ان اجمع كل مقالاته الفكرية والسياسية (وليس المجموعات القصصية) لنشرتها وانا سعيد بذلك ، ان لم يكن بسبب جودتها وصحة مدلولاتها فبسبب انه لايدعو فيها لقطع دابر مخالفيه والحجر عليهم.
لا اعرف اكثر خواء وجهلا وبربرية مثل الدعوة لتصفية انسان لمجرد الاختلاف معه. واستطيع القول ان الاسلام كدين ونظام حياة مبتلى بمثل هؤلاء الذين يستخدمونه اداة رخيصة لتصفية حساباتهم او لستر عورات جهلهم.
والانترنت قدمت للكثيرين اوعية معرفة كثيرة تتنوع في محتوياتها وجودتها. وللاسف فان كثير من مرتادي الانترنت السعوديين ينقادون الى اسوأ هذه الاوعية ، فاما مواقع اباحية جنسية ، او مواقع اباحية عقلية كتلك المنتديات والمواقع التي تزخر برخيص وتوافه المعرفة والتفكير والاشاعات والكذب. واحد زوار موقعي هذا ادرج في صفحة الزوار فتوى تهدر دم الدكتور الحمد ، وفورا قمت بمسحها لانها ليست رأيا وليست شيئا يستفيد منه القارئ ، وانما اداة تحريض على جريمة يعاقب عليها كل قانون بما فيها شريعة الاسلام.
والمثير للسخرية في الامر ، ان الدكتور الحمد وغيره كانوا ولا زالوا ممن يطالبون بحرية الوصول للمعلومات وحرية الاطلاع والتعبير عن الرأي. والمستفيد الاول من هذه الدعوات هم خصومهم او ممن يطالب بحجب المعرفة والفكر واقصاء الاخر ، بل وقتله.
بقي ان اقول انه في اكثر الدول حرية وديموقراطية ، فان القانون يعاقب بشدة مثل هذه الحرية الداعية الى قتل الناس والافتاء بهدر دمهم. ولكن لان الكثيرين لدينا يجهلون الحرية ، فانهم لايفهمون معناها وحدودها.
منقول من :http://www.shahr2000.com/openeons/op53.htm