أم هـند
10-06-2009, 08:53 PM
السلام عليكم مساء الخيرات
جايبة لكم اليوم موضوع هام جدا وهو : الفرق بين الخلاف والاختلاف ولكن بطرح فلسفي 0
ولنبدأ بالاختلاف : وهو تباين وجهات النظر والافكار فكل منا له وجهة نظر تختلف عن الآخر وكل منا له أفكاره المختلفة عن الآخر وهذه من حكمة الله البالغة 0 قد تكون مصيباً في وجهة نظرك أحيانا وقد تكون مخطيء أحياناً أخرى وهذا بلاشك لانك بشر غير كامل في الصفات وغير معصوم عن الزلل والخلل 0
أحياناً قد نرى أننا على صواب وقد يرانا الآخرين على خطأ .. وأحياناً أخرى نكون نحن على صواب بينما هم يروننا على خطأ وهذا أيضاً من نقص البشر فسبحان من تفرد بالكمال 0
هناك أنسان قد يطرح الرأي أو الفكرة ويرى أنها صواب فيجد الكثير يعارضه ويثبت له انه على خطأ وينقسم الناس في هذه الحال الى قسمين :
01 واقعي يرضى بالمناقشة والحوار فيسلم متى وجد الدليل الاقوى فهذا قد سلم وسَلَّم جمهوره ومحبيه 0
02 مغرور بما آتاه الله من العلم والفضل فيرفض المناقشة ويصر على رأيه حتى لو اتضح له خطأه فهذا يضيع ويُضَيِّع من حوله 0
هناك انسان عندما يطرح الفكرة أو وجهة نظره لايقبل الحوار ولا يرضى بالمناقشة وقد صبغ فكرته ووجة نظره بصيغة الأمر فهذا لايقبل النقد ولا يستجيب للنصيحة الا لمن هو اعلى منه رتبة او مرتبة 0
وقد يقبل مِن مَن هم دونه ولكن نتائج قبوله لها على النحو التالي :
يقبل النقد ثم لا يلتزم بالتنفيذ 0
يقبل النقد بالظاهر للجمهور بينما امام خصومه يخالف فعله قوله أو العكس 0
يقبل النقد بينما يضمر الحقد والكراهية للخصم ويسعى للانتقام منه متى سنحت الفرصة بذلك 0
يقبل النقد ويتظاهر بالرضى ويسعى للكيد والوشاية بالخصم من تفسير وتاويل مفرداته وجُمله حتى يوقعه فيما لايحمد عقباه 0
متى ينشأ الاختلاف ...؟
ينشأ الاختلاف لاسباب كثيرة ومنها :
اولا / اتساع مدارك الناس وانتشار رقعة العلم ونضوج الوعي الفكري لديهم 0
ثانيا / الثقافة والالمام بكل ماهو جديد ومفيد والسعي للازدياد من هذا العلم 0
ثالثا / اختلاف المناهج والمدارس العلمية والفكرية سواءا منهجية او اطروحات عملية ميدانية بالممارسة 0
رابعا / الرغبة في الرد والجرأة في المناقشة والنقد البناء والهادف وقد يكون العكس 0
خامسا / المساهمة في طرح الافكار وتبني وجهات النظر وتفعيلها او الاعتراض عليها 0
من المستفيد من الاختلاف .... ؟
الجميع ... طارح الفكرة .. متبنيها .. الناقد ... الجمهور 0
الخاتمة : يجب ان يكون الطرح نافع .. والنقد هادف .. والمتلقي واعي مدرك 0
...........
اما الخلاف فهذا شأنه شأن عظيم وخطره جسيم ومريضه سقيم 0
كيف ينشأ الخلاف ...؟
الخلاف هو ثمرة الاختلاف .. وقد يبدأ بالنقد اللاذع والاعتراض الغير مبرر وتفسير الكلام وتأويله على الهوى والمزاجية ثم التشهير ... والتحذير من طارح الفكرة او الرأي .. ثم القذف في المعتقد والاخلاق والسلوك والعرض وقد يجر للقتل أحيانا كثيرة نسأل الله العافية 0
أنواع الخلاف كثيرة :
01 العُجُب والغرور بالنفس قال تعالى عن ابليس ( أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طين ) الآية0
02 الحقد والكراهية للخصم إما لتميزه بصفة ليست متوفرة في الحاقد أو تفوقه العلمي أو الثقافي أو مركزه أو جمهوره فتنشأ هذه الصفة القبيحة 0
03 الحسد لما وصل اليه خصمه من رتبة أو مرتبة أو غير ذلك 0
04 ضعف في الشخصية وقلة في الفكر وركاكة في المنهج 0
05 الروح الانهزامية وشعور اليأس 0
06 ضمور الوعي وتلاشي الادراك 0
07 الاعتراض على حكمة الله تعالى والاعتراض على قضاءه وقدره في توزيع الارزاق ومنها الذكاء والعلم ووووو الخ0
مراتب الخلاف :
01 اضمار الكراهية واظهار الرضى والمحبة 0
02 التشفي بما يصاب به الخصم من أذى أو مرض أو .............. الخ 0
03 السرور بهزيمة الخصم مع اظهار الشفقة عليه 0
04 التظاهر بالناصح الأمين والتذكير ببعض الاعتراضات السابقة بحجة انها كانت لصالحه وكنصيحة له 0
علاج الخلاف : وهذا لا يكون الا بتوفر سلامة القلب وحسن النية والصدق في الكلمة 0
وللعلاج عليك اتباع الآتي :
01 استحضار صورة الشخص المخطيء بحقك 0
02 استعراض سيرته طيلة فترة الصداقة او الزمالة أو .............. الخ0
03 استعراض حسناته ومميزاته خلال فترة علاقتك به 0 وعرضها على سيئاته وعيوبه أيهما غلب فأنت وضميرك الحكم0
04 اذا غلبت حسناته سيئاته أسال نفسك هل ينبغي ان تتجاهل كل هذه الحسنات من أجل سيئة واحدة أو اكثر من ذلك .. ؟0
05 اذا غلبت سيئاته حسناته أسال نفسك أليس من الظلم ان تتجاهل كل هذه الحسنات من أجل سيئة واحدة أو اكثر من ذلك .. ؟ 0
ختاماً :
نحن بشر نصيب ونخطيء وخطأنا أكثر من صوابنا والمؤمن الحق يجب أن يتصف بالخلق القويم والسلوك السليم ولا يطالب بالكمال فالكمال تفرد به ذو العظمة والجلال تقدس وتعالى 0 ويجب علينا ألا نكون أقل شأناً من النحلة التي تميزت عن بقية الحشرات بانتقاء أطايب الزهور وتنتج لنا العسل الصافي والدواء الشافي 0
ولنحذر ان نكون كالذباب كرمكم الله فهو لايقع الا على العيوب 0 يقول الأول :
وعين الرضى عن كل عيب كليلة
000 كما ان عين السخط تبدي المساويا
لنسمو ونرقى بانفسنا عن اسباب الخلاف والاختلاف وان وجد شيئا من ذلك بيننا فلنسارع بحله فان عجزنا فلندخل من نراهم من اهل العقل والصلاح للصلح 0 يا أحبتي الدنيا صغيرة ومصائبها كثيرة وكبيرة الآن نحن عائشون بخير وصحة ومن يدري ماذا كتب لنا في اللوح المحفوظ 0 واليوم نحن بكامل جوارحنا وحواسنا ولاندري ماذا قد اعُدَّ لنا واليوم نحن نعيش بأمنٍ وأمان وسعة في الرزق وصحة في الأبدان ولا نعلم ماذا قد سطره الله لنا عنده واليوم حياة ولدينا فسحة وفرصة للتسامح والمؤآخاة والعفو والمغفرة وهذا رمضان قد أقبل وهو موسم كله بركة ورحمات ولا نعلم من يبلغ هذا الشهر منا .. ويا احبتي ان غداً قريب جداً فلا تنسوه ولا تتناسوه 0
لنتصف بصفات الحبيب صلى الله عليه وسلم في قول الناظم :
تراه اذا ما جئته متهللا
... كأنك تعطيه الذي أنت سائله
ولو لم يكن في كفه غير روحه
... لجاد بها فليتقي الله سائله
هو البحر من اي النواحي اتيته
... فلجته المعروف والجود ساحله
الخاتمة الأخيرة : أُشهد الله ان كلامي هذا لا أعني به أحد بعينه وانما ذكرى لي ولكم
أختكم
أم هـند
جايبة لكم اليوم موضوع هام جدا وهو : الفرق بين الخلاف والاختلاف ولكن بطرح فلسفي 0
ولنبدأ بالاختلاف : وهو تباين وجهات النظر والافكار فكل منا له وجهة نظر تختلف عن الآخر وكل منا له أفكاره المختلفة عن الآخر وهذه من حكمة الله البالغة 0 قد تكون مصيباً في وجهة نظرك أحيانا وقد تكون مخطيء أحياناً أخرى وهذا بلاشك لانك بشر غير كامل في الصفات وغير معصوم عن الزلل والخلل 0
أحياناً قد نرى أننا على صواب وقد يرانا الآخرين على خطأ .. وأحياناً أخرى نكون نحن على صواب بينما هم يروننا على خطأ وهذا أيضاً من نقص البشر فسبحان من تفرد بالكمال 0
هناك أنسان قد يطرح الرأي أو الفكرة ويرى أنها صواب فيجد الكثير يعارضه ويثبت له انه على خطأ وينقسم الناس في هذه الحال الى قسمين :
01 واقعي يرضى بالمناقشة والحوار فيسلم متى وجد الدليل الاقوى فهذا قد سلم وسَلَّم جمهوره ومحبيه 0
02 مغرور بما آتاه الله من العلم والفضل فيرفض المناقشة ويصر على رأيه حتى لو اتضح له خطأه فهذا يضيع ويُضَيِّع من حوله 0
هناك انسان عندما يطرح الفكرة أو وجهة نظره لايقبل الحوار ولا يرضى بالمناقشة وقد صبغ فكرته ووجة نظره بصيغة الأمر فهذا لايقبل النقد ولا يستجيب للنصيحة الا لمن هو اعلى منه رتبة او مرتبة 0
وقد يقبل مِن مَن هم دونه ولكن نتائج قبوله لها على النحو التالي :
يقبل النقد ثم لا يلتزم بالتنفيذ 0
يقبل النقد بالظاهر للجمهور بينما امام خصومه يخالف فعله قوله أو العكس 0
يقبل النقد بينما يضمر الحقد والكراهية للخصم ويسعى للانتقام منه متى سنحت الفرصة بذلك 0
يقبل النقد ويتظاهر بالرضى ويسعى للكيد والوشاية بالخصم من تفسير وتاويل مفرداته وجُمله حتى يوقعه فيما لايحمد عقباه 0
متى ينشأ الاختلاف ...؟
ينشأ الاختلاف لاسباب كثيرة ومنها :
اولا / اتساع مدارك الناس وانتشار رقعة العلم ونضوج الوعي الفكري لديهم 0
ثانيا / الثقافة والالمام بكل ماهو جديد ومفيد والسعي للازدياد من هذا العلم 0
ثالثا / اختلاف المناهج والمدارس العلمية والفكرية سواءا منهجية او اطروحات عملية ميدانية بالممارسة 0
رابعا / الرغبة في الرد والجرأة في المناقشة والنقد البناء والهادف وقد يكون العكس 0
خامسا / المساهمة في طرح الافكار وتبني وجهات النظر وتفعيلها او الاعتراض عليها 0
من المستفيد من الاختلاف .... ؟
الجميع ... طارح الفكرة .. متبنيها .. الناقد ... الجمهور 0
الخاتمة : يجب ان يكون الطرح نافع .. والنقد هادف .. والمتلقي واعي مدرك 0
...........
اما الخلاف فهذا شأنه شأن عظيم وخطره جسيم ومريضه سقيم 0
كيف ينشأ الخلاف ...؟
الخلاف هو ثمرة الاختلاف .. وقد يبدأ بالنقد اللاذع والاعتراض الغير مبرر وتفسير الكلام وتأويله على الهوى والمزاجية ثم التشهير ... والتحذير من طارح الفكرة او الرأي .. ثم القذف في المعتقد والاخلاق والسلوك والعرض وقد يجر للقتل أحيانا كثيرة نسأل الله العافية 0
أنواع الخلاف كثيرة :
01 العُجُب والغرور بالنفس قال تعالى عن ابليس ( أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طين ) الآية0
02 الحقد والكراهية للخصم إما لتميزه بصفة ليست متوفرة في الحاقد أو تفوقه العلمي أو الثقافي أو مركزه أو جمهوره فتنشأ هذه الصفة القبيحة 0
03 الحسد لما وصل اليه خصمه من رتبة أو مرتبة أو غير ذلك 0
04 ضعف في الشخصية وقلة في الفكر وركاكة في المنهج 0
05 الروح الانهزامية وشعور اليأس 0
06 ضمور الوعي وتلاشي الادراك 0
07 الاعتراض على حكمة الله تعالى والاعتراض على قضاءه وقدره في توزيع الارزاق ومنها الذكاء والعلم ووووو الخ0
مراتب الخلاف :
01 اضمار الكراهية واظهار الرضى والمحبة 0
02 التشفي بما يصاب به الخصم من أذى أو مرض أو .............. الخ 0
03 السرور بهزيمة الخصم مع اظهار الشفقة عليه 0
04 التظاهر بالناصح الأمين والتذكير ببعض الاعتراضات السابقة بحجة انها كانت لصالحه وكنصيحة له 0
علاج الخلاف : وهذا لا يكون الا بتوفر سلامة القلب وحسن النية والصدق في الكلمة 0
وللعلاج عليك اتباع الآتي :
01 استحضار صورة الشخص المخطيء بحقك 0
02 استعراض سيرته طيلة فترة الصداقة او الزمالة أو .............. الخ0
03 استعراض حسناته ومميزاته خلال فترة علاقتك به 0 وعرضها على سيئاته وعيوبه أيهما غلب فأنت وضميرك الحكم0
04 اذا غلبت حسناته سيئاته أسال نفسك هل ينبغي ان تتجاهل كل هذه الحسنات من أجل سيئة واحدة أو اكثر من ذلك .. ؟0
05 اذا غلبت سيئاته حسناته أسال نفسك أليس من الظلم ان تتجاهل كل هذه الحسنات من أجل سيئة واحدة أو اكثر من ذلك .. ؟ 0
ختاماً :
نحن بشر نصيب ونخطيء وخطأنا أكثر من صوابنا والمؤمن الحق يجب أن يتصف بالخلق القويم والسلوك السليم ولا يطالب بالكمال فالكمال تفرد به ذو العظمة والجلال تقدس وتعالى 0 ويجب علينا ألا نكون أقل شأناً من النحلة التي تميزت عن بقية الحشرات بانتقاء أطايب الزهور وتنتج لنا العسل الصافي والدواء الشافي 0
ولنحذر ان نكون كالذباب كرمكم الله فهو لايقع الا على العيوب 0 يقول الأول :
وعين الرضى عن كل عيب كليلة
000 كما ان عين السخط تبدي المساويا
لنسمو ونرقى بانفسنا عن اسباب الخلاف والاختلاف وان وجد شيئا من ذلك بيننا فلنسارع بحله فان عجزنا فلندخل من نراهم من اهل العقل والصلاح للصلح 0 يا أحبتي الدنيا صغيرة ومصائبها كثيرة وكبيرة الآن نحن عائشون بخير وصحة ومن يدري ماذا كتب لنا في اللوح المحفوظ 0 واليوم نحن بكامل جوارحنا وحواسنا ولاندري ماذا قد اعُدَّ لنا واليوم نحن نعيش بأمنٍ وأمان وسعة في الرزق وصحة في الأبدان ولا نعلم ماذا قد سطره الله لنا عنده واليوم حياة ولدينا فسحة وفرصة للتسامح والمؤآخاة والعفو والمغفرة وهذا رمضان قد أقبل وهو موسم كله بركة ورحمات ولا نعلم من يبلغ هذا الشهر منا .. ويا احبتي ان غداً قريب جداً فلا تنسوه ولا تتناسوه 0
لنتصف بصفات الحبيب صلى الله عليه وسلم في قول الناظم :
تراه اذا ما جئته متهللا
... كأنك تعطيه الذي أنت سائله
ولو لم يكن في كفه غير روحه
... لجاد بها فليتقي الله سائله
هو البحر من اي النواحي اتيته
... فلجته المعروف والجود ساحله
الخاتمة الأخيرة : أُشهد الله ان كلامي هذا لا أعني به أحد بعينه وانما ذكرى لي ولكم
أختكم
أم هـند