فهد الاحمد
29-11-2002, 05:54 AM
الوطنية ثم الوطنية
بدون جدال من حقنا ان نفتخر أننا وقت الازمات نمثل نموذجاً ممتازاً في الوطنية من خلال صدق الانتماء، وهذا شيء نحمد الله عليه كثيراً.
ولكن في تصوري ان الوطنية الفعلية لا تكون وقت الازمات فقط وإلا يمكن اعتبارها وطنية طوارئ؟؟
الوطنية أكبر من ضيق الازمة، الوطنية الإيجابية هي ان نستطيع ان نرى الصغير والكبير في تناغم مع كل شيء يخص الوطن كل شيء دون استثناء.
الوطنية سلوك حضاري نحتاج لغرسه في منظومة السلوك اليومي لنا كبارا وصغارا.
الغريب ان البعض اعتقد ان الوطنية يمكن تدريسها عبر منهج دراسي؟؟ مع العلم ان الوطنية يمكن تشبيهها بالبذرة ان لم تنمُ في وجدان الانسان فانها لن تثمر وتطرح ثمارها في حياض الوطن بالشكل الصحيح.
أعتقد انه من الضروري ان نزرع الروح الوطنية في وجدان صغارنا وايضا كبارنا، الواقع يؤكد ان داخل البعض من شبابنا مساحة فراغ غير قليلة، والواقع ايضا يصدمنا بحقيقة استغلالها من فئات معينة لم تكن للاسف في صالح هؤلاء ولا في صالح الوطن، الأكيد اننا لا نريد ان نعتلي رأس جبل الثلج بل علينا ان نعرف العمق أكثر إنه الوطن وانه المواطن.
الأكيد ان الوطنية الصحيحة من الإيمان، وهذا يؤكد ايضا اهميتها، وتنمية الوطنية لا يكون بتكثيف البرامج الإعلامية مثلا في التلفاز بل إنه يحتاج للغة أكثر بساطة وأكثر حميمية من برنامج مليء بالأرقام.
الوطنية يمكن ان نجدها في تعويد الصغار على الحوار والمناقشة في الفصل المدرسي عن اي موضوع يهم الطفل السعودي حتى وان لم يكن من المنهج المدرسي، الوطنية يمكن ان نجدها في غرس قيمة التسامح مع بعضنا البعض، يمكن ان نجدها في إعطاء الحقوق لاصحابها بسهولة ونظامية، الوطنية يمكن ان نجدها في مشاركة الشباب في تخطيط برامج الاندية الرياضية بدلا من جعلهم مجرد مشجعين.
عموما نحن نحتاج لإعادة الروح للسلوك الوطني في ممارساتنا اليومية داخل المدرسة والجامعة والمؤسسة والشارع..... وغير ذلك ولعل تحقيق ذلك بشكل حقيقي لن يكون الا بغرس قيمة التسامح بيننا، وصنع منهجية التنظيم داخل المؤسسات الرسمية وفتح أبواب الحوار والمناقشة بين اسوار المدرسة والجامعة والنادي وقبل ذلك المؤسسة الإعلامية المحلية لاننا صراحة مللنا من أصوات شبابنا وشاباتنا في الفضائيات العربية وهم يعبرون تارة عن القضية الفلسطينية وتارة عن حقوق المرأة واخرى عن أسباب انقطاع ارسال الجوال في رمال الثمامة بينما في التلفزيون السعودي لا يتصل احد من الشباب الا موافقين أو مؤيدين؟؟؟
الوطنية ليست علماص ولكنها فن التعامل مع الوطن وتحقيق ذلك يتطلب منا العودة أكثر للداخل، ان نعود للتعمق أكثر في الهمّ الداخلي وان لا نجد في الهموم الاخرى وسيلة تنفيس أو فرصة للخروج من الهم الخاص، لان علاج المشاكل المحلية من شأنه ان يعمق الروح الوطنية لدى الافراد.
نحن في حاجة لإعادة صياغة الكثير من جوهر علاقتنا بالوطن في عدة مواقع وتحقيق ذلك يفرض علينا إعادة صياغة واسعة في الكثير من النظم والمؤسسات والقوانين والعلاقات بين الافراد وان تتسع مساحة الحوار بين أصحاب الثقافات المختلفة وان تعاد تركيبة المجتمع اجتماعيا وثقافيا بشكل يضمن المزج أكثر بين أبناء المناطق المختلفة، عموماً غرس الوطنية كسلوك دائم يستحق الكثير من الجهد والمال والتخطيط، لاننا لا نريد ان نجد داخل بعضنا مساحة تمتد لها يد أخرى.
الكاتبة:
هيا عبدالعزيز المنيع
منقول من:http://www.gulfissues.net/mpage/paperartc/haya.htm
بدون جدال من حقنا ان نفتخر أننا وقت الازمات نمثل نموذجاً ممتازاً في الوطنية من خلال صدق الانتماء، وهذا شيء نحمد الله عليه كثيراً.
ولكن في تصوري ان الوطنية الفعلية لا تكون وقت الازمات فقط وإلا يمكن اعتبارها وطنية طوارئ؟؟
الوطنية أكبر من ضيق الازمة، الوطنية الإيجابية هي ان نستطيع ان نرى الصغير والكبير في تناغم مع كل شيء يخص الوطن كل شيء دون استثناء.
الوطنية سلوك حضاري نحتاج لغرسه في منظومة السلوك اليومي لنا كبارا وصغارا.
الغريب ان البعض اعتقد ان الوطنية يمكن تدريسها عبر منهج دراسي؟؟ مع العلم ان الوطنية يمكن تشبيهها بالبذرة ان لم تنمُ في وجدان الانسان فانها لن تثمر وتطرح ثمارها في حياض الوطن بالشكل الصحيح.
أعتقد انه من الضروري ان نزرع الروح الوطنية في وجدان صغارنا وايضا كبارنا، الواقع يؤكد ان داخل البعض من شبابنا مساحة فراغ غير قليلة، والواقع ايضا يصدمنا بحقيقة استغلالها من فئات معينة لم تكن للاسف في صالح هؤلاء ولا في صالح الوطن، الأكيد اننا لا نريد ان نعتلي رأس جبل الثلج بل علينا ان نعرف العمق أكثر إنه الوطن وانه المواطن.
الأكيد ان الوطنية الصحيحة من الإيمان، وهذا يؤكد ايضا اهميتها، وتنمية الوطنية لا يكون بتكثيف البرامج الإعلامية مثلا في التلفاز بل إنه يحتاج للغة أكثر بساطة وأكثر حميمية من برنامج مليء بالأرقام.
الوطنية يمكن ان نجدها في تعويد الصغار على الحوار والمناقشة في الفصل المدرسي عن اي موضوع يهم الطفل السعودي حتى وان لم يكن من المنهج المدرسي، الوطنية يمكن ان نجدها في غرس قيمة التسامح مع بعضنا البعض، يمكن ان نجدها في إعطاء الحقوق لاصحابها بسهولة ونظامية، الوطنية يمكن ان نجدها في مشاركة الشباب في تخطيط برامج الاندية الرياضية بدلا من جعلهم مجرد مشجعين.
عموما نحن نحتاج لإعادة الروح للسلوك الوطني في ممارساتنا اليومية داخل المدرسة والجامعة والمؤسسة والشارع..... وغير ذلك ولعل تحقيق ذلك بشكل حقيقي لن يكون الا بغرس قيمة التسامح بيننا، وصنع منهجية التنظيم داخل المؤسسات الرسمية وفتح أبواب الحوار والمناقشة بين اسوار المدرسة والجامعة والنادي وقبل ذلك المؤسسة الإعلامية المحلية لاننا صراحة مللنا من أصوات شبابنا وشاباتنا في الفضائيات العربية وهم يعبرون تارة عن القضية الفلسطينية وتارة عن حقوق المرأة واخرى عن أسباب انقطاع ارسال الجوال في رمال الثمامة بينما في التلفزيون السعودي لا يتصل احد من الشباب الا موافقين أو مؤيدين؟؟؟
الوطنية ليست علماص ولكنها فن التعامل مع الوطن وتحقيق ذلك يتطلب منا العودة أكثر للداخل، ان نعود للتعمق أكثر في الهمّ الداخلي وان لا نجد في الهموم الاخرى وسيلة تنفيس أو فرصة للخروج من الهم الخاص، لان علاج المشاكل المحلية من شأنه ان يعمق الروح الوطنية لدى الافراد.
نحن في حاجة لإعادة صياغة الكثير من جوهر علاقتنا بالوطن في عدة مواقع وتحقيق ذلك يفرض علينا إعادة صياغة واسعة في الكثير من النظم والمؤسسات والقوانين والعلاقات بين الافراد وان تتسع مساحة الحوار بين أصحاب الثقافات المختلفة وان تعاد تركيبة المجتمع اجتماعيا وثقافيا بشكل يضمن المزج أكثر بين أبناء المناطق المختلفة، عموماً غرس الوطنية كسلوك دائم يستحق الكثير من الجهد والمال والتخطيط، لاننا لا نريد ان نجد داخل بعضنا مساحة تمتد لها يد أخرى.
الكاتبة:
هيا عبدالعزيز المنيع
منقول من:http://www.gulfissues.net/mpage/paperartc/haya.htm