المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل التقيت بزرقاء اليمامة !



ابوالخير
30-04-2009, 03:14 PM
هل التقيت بزرقاء اليمامة !

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى من اتبع هداه إلى يوم الدين ...وبعد :

فكلكم يذكر مشكلة زرقاء اليمامة ؟ [1] !

وتتلخص أنها كانت ترى من مسافة لا يرى قومها منها شيئاً فتقوم بالإنذار وتدعوا إلى النفير زاعمة أن جيشاً قادماً ! لا يصدقها أحد لكنها تظل تصرخ وتصرخ ..لا أحد يجتمع حولها إلا للتندر بها والاستخفاف بعقلها وقصور نظرها ...!

هل تكرر هذه المشكلة !

عندما يقوم أفراد من الأمة ممن رزقهم الله البصيرة بواقع الأمة بالحديث عن الأخطار المحدقة بالأمة فلا يجدون إلا من يزدري نظرهم ويستسخف فكرهم !

والعجب لا ينقضي حين يكون ذلك من المنتسبين للدعوة والعلم والتعليم ..

لكنهم يعيشون في حياة ليس فيها ما يدعو إلى القلق ... وليس فيها ما يدعو إلى اجتماع

إذا جمعهم الصارخ وسعى بكل جهده ليراهم في مكان واحد ينتظر أن يأتي كل برأيه للحديث عن الخطر القادم والعدو الداهم

فماذا سيجد !

يجتمعون لتدار الأطباق وترتشف القهوة ويعرض كل منجزاته في مختصر وعجالة ثم يتناولون الحديث حول حديث الملاذ من مراكب ومساكن ومطاعم ثم ترتفع الجلسة إلى أجل غير معلوم !

لقد قدموا للاجتماع بدون ملفات أو أوراق وأقلام ... بل ولا أهداف ولا أفكار !
وهنا يسقط في الأيدي فالتباين شديد بين المجتمعين !

ففي وقت قد خطط العدو وجمع جموعه وقادها قادماً بها وغزا مجتمعاتنا بكل صور الغزو

لا زل النقاش هنا عن حقيقة قدوم هذا العدو وعن حقيقة خطره إذا قدم !
فهل صحيح أنه لن يجتمع رأيهم على خطورة العدو إلا في صباح كصباح [هولاكو] لبغداد !

هناك أمور حتمية لتنجح اجتماعاتنا ...
1- وحدة النظرة وليس هذا فقط في حقيقة المخاطر القادمة بل وفي الحديث عن الحاجات القائمة لدينا . وهذا وإن كان عند البعض بحاجة إلى وقت والآخر لا يرى أنه كذلك إلا أنه بحاجة إلى بذل الجهد لتحقيق أقل الواجب في هذا الأمر .
2- توزيع المهام بكل وضوح .
3- إيجاد المجاميع حسب التخصصات لتتعاون كل مجموعة للقيام بمهامها .
4- رفع سقف الشفافية إلى أعلى درجة .

الخميس20-4-1430هـ
...................

[1] جاء في كتاب العقد الفريد «زَرقاء بني نُمير: امرأة كانت باليمامة تُبصر الشَعَرةَ البيضاء" في اللبن، وتَنْظُر الراكب على مسيرة ثلاثة أيام، وكانت تُنذر قومها الجُيوش إِذا غَزَتهم، فلا يَأتيهم جَيْشٌ إلا وقد استعدُّوا له، حتى احتال لها بعضُ مَن غزاهم، فأمر أصحابَه فقطعوا شجراً وأمْسكوه أمامهم بأيديهم، ونظرت الزَرقاء، فقالت: إنِّي أرى الشجر قد أقبل إليكم؛ قالوا لها: قد خَرِفْت ورَقّ عقلُك وذَهَب بصرُك، فكذَّبوها، وَصبِّحتهم الخيلُ، وأغارت عليهم، وقُتلت الزَّرقاء. قال: فَقوَّرُوا عَينيها فوجدوا عُروق عينيها قد غرِقت في الإثمد من كثرة ما كانت تَكْتحل به»
نشر بتاريخ 16-04-2009
منفول

ابن الاسلام
02-05-2009, 07:30 PM
جزاك الله كل خير اخي الكريم ابو الخير على المشاركة القيمة

دمت بحفظ الله