Oscar
14-04-2009, 01:52 AM
بداية جديدة
دانية مزاحم آل غالب ..
http://www.dorarr.ws/forum/uploaded/4335/new begining.jpg
هناك مثل يقول:
{ ليس هناك أردأ من أن يعجز الإنسان عن أن يمخض الحليب
الكامل الدسم ويجعل منه زبدة }
وَ قصة هذا المثل تحكي أن ضفدعتين تسللتا في حقل وشمَّتا رائحة حليب كامل الدسم في إناء
خزفي ، فاقتربتا منه و بدأتا تلعقان الحليب حتى سقطتا في الإناء الخزفي ،
فحاولتا الخروج فلم تستطيعا لأن الإناء كان مرتفع الجدار و أملس جداً..
فأخذتا تسبحان في الحليب مدة حتى شعرت الضفدعة الأولى بخيبة أمل ! ،
وحل بها اليأس أما الضفدعة الأخرى فلم تعرف اليأس وأخذت تضرب الحليب بقدميها
بكل قوة واستمرت في ذلك حتى تحول جزء منه إلى قطعة من الزبدة قفزت
عليها واستطاعت أن تخرج من الإناء، فنجت من الموت ..
..
و في هذه القصة درس جميل حري بنا أن نتعلمه و نعلمه لأبنائنا إنه درس من
دروس الحياة المهمة لنعرف كيف نتخذ من الظروف المعاكسة فرصاً للنهوض وَعزماً
على الجهاد و اكتشاف طرق أخرى لنستمر ..
مثل ذلك الموسيقي " هاندل " الذي تدهورت صحته
و تبخرت ثروته وأمسك به دائنوه و حاصره التهديد بالسجن و خيل إليه أنه يوشك على الانتهاء
و كاد أن يخضع و يستسلم ، لكنه قرر أن يحاول و استطاع فعلاً " أن ينهض من جديد "
وَ وقف على قدميه و ألف أروع موسيقى خلدت اسمه بين عظماء الفن !
..
كل شخص منا عاش – بطريقة أو بأخرى – محنة ما ..
و كل أزمة اعترضت مسار حياتك الهادئ جعلتك تشعر بشيء من العجز وعدم القدرة
على التحكم بالأمور ، وجعلتك تعيش حالة عصيبة مع مجموعة من المشاعر
انتابتك و جعلتك تردد مع نفسك:
هذا كثير جدا عليّ، ولا أستطيع تحمله !
و ربما تسببت تلك المحنة في خلق حالة من الخوف لديك تمنعك من اتخاذ القرارات الصائبة ..
بل ربما جعلتك تشكك في قدرتك على تجاوز الأزمة و إيجاد شيء آخر في الحياة تستحق
أن تستمر من أجله ، ثم جاءك الفرج من حيث لا تحتسب و تيسرت لك الأمور
عكس ما كنت تتوقع ، و استطعت بفضل الله أن تجتاز الألم و مرارته ،
وَ هنا نجد سؤالا يطرح نفسه:
ألم تجعلك الشدة التي ظننت أنك ستهلك بسببها أقوى ؟!
ألم تجعلك إنساناً أفضل من بعض النواحي؟
ألم تكشف لك جوانب في شخصيتك كنت تجهلها عن نفسك؟!
ربما لم تستطع أن تنسى الألم تمامًـا ، فكثير من الشدائد تحل بنا و يبقى ألمها صامتاً
موجوداً دائماً ، و لكن على مسافة ما فالألم يخف مع الوقت حتى وإن لم يختفِ ..
أكتب هذه السطور ليس تقليلاً من حجم آلام من كتبوا لي وترددوا على مكتبي يشكُون
من عذاب يتجرعون غصصه ، بل حثاً لهم على استغلال هذه الشدائد والآلام
ليصبحوا إنساناً أكثر قوة ، و ليفرقوا بين التسليم
وَ الاستسلام ..
فالاستسلام يعني العجز والاكتئاب والشلل والوقوف حيث أنت
و حولك أطلال تعذبك وتؤلمك ، بينما التسليم يعني أن ترضى
بحكم الله ، و تؤمن بأن الله سيعينك في حل مشكلاتك بشرط
أن تقرر أن تنطلق مجدداً.
__________________
* نقلاً عن جريدة المدينة (http://al-madina.com/node/126677#comment-104741)
دانية مزاحم آل غالب ..
http://www.dorarr.ws/forum/uploaded/4335/new begining.jpg
هناك مثل يقول:
{ ليس هناك أردأ من أن يعجز الإنسان عن أن يمخض الحليب
الكامل الدسم ويجعل منه زبدة }
وَ قصة هذا المثل تحكي أن ضفدعتين تسللتا في حقل وشمَّتا رائحة حليب كامل الدسم في إناء
خزفي ، فاقتربتا منه و بدأتا تلعقان الحليب حتى سقطتا في الإناء الخزفي ،
فحاولتا الخروج فلم تستطيعا لأن الإناء كان مرتفع الجدار و أملس جداً..
فأخذتا تسبحان في الحليب مدة حتى شعرت الضفدعة الأولى بخيبة أمل ! ،
وحل بها اليأس أما الضفدعة الأخرى فلم تعرف اليأس وأخذت تضرب الحليب بقدميها
بكل قوة واستمرت في ذلك حتى تحول جزء منه إلى قطعة من الزبدة قفزت
عليها واستطاعت أن تخرج من الإناء، فنجت من الموت ..
..
و في هذه القصة درس جميل حري بنا أن نتعلمه و نعلمه لأبنائنا إنه درس من
دروس الحياة المهمة لنعرف كيف نتخذ من الظروف المعاكسة فرصاً للنهوض وَعزماً
على الجهاد و اكتشاف طرق أخرى لنستمر ..
مثل ذلك الموسيقي " هاندل " الذي تدهورت صحته
و تبخرت ثروته وأمسك به دائنوه و حاصره التهديد بالسجن و خيل إليه أنه يوشك على الانتهاء
و كاد أن يخضع و يستسلم ، لكنه قرر أن يحاول و استطاع فعلاً " أن ينهض من جديد "
وَ وقف على قدميه و ألف أروع موسيقى خلدت اسمه بين عظماء الفن !
..
كل شخص منا عاش – بطريقة أو بأخرى – محنة ما ..
و كل أزمة اعترضت مسار حياتك الهادئ جعلتك تشعر بشيء من العجز وعدم القدرة
على التحكم بالأمور ، وجعلتك تعيش حالة عصيبة مع مجموعة من المشاعر
انتابتك و جعلتك تردد مع نفسك:
هذا كثير جدا عليّ، ولا أستطيع تحمله !
و ربما تسببت تلك المحنة في خلق حالة من الخوف لديك تمنعك من اتخاذ القرارات الصائبة ..
بل ربما جعلتك تشكك في قدرتك على تجاوز الأزمة و إيجاد شيء آخر في الحياة تستحق
أن تستمر من أجله ، ثم جاءك الفرج من حيث لا تحتسب و تيسرت لك الأمور
عكس ما كنت تتوقع ، و استطعت بفضل الله أن تجتاز الألم و مرارته ،
وَ هنا نجد سؤالا يطرح نفسه:
ألم تجعلك الشدة التي ظننت أنك ستهلك بسببها أقوى ؟!
ألم تجعلك إنساناً أفضل من بعض النواحي؟
ألم تكشف لك جوانب في شخصيتك كنت تجهلها عن نفسك؟!
ربما لم تستطع أن تنسى الألم تمامًـا ، فكثير من الشدائد تحل بنا و يبقى ألمها صامتاً
موجوداً دائماً ، و لكن على مسافة ما فالألم يخف مع الوقت حتى وإن لم يختفِ ..
أكتب هذه السطور ليس تقليلاً من حجم آلام من كتبوا لي وترددوا على مكتبي يشكُون
من عذاب يتجرعون غصصه ، بل حثاً لهم على استغلال هذه الشدائد والآلام
ليصبحوا إنساناً أكثر قوة ، و ليفرقوا بين التسليم
وَ الاستسلام ..
فالاستسلام يعني العجز والاكتئاب والشلل والوقوف حيث أنت
و حولك أطلال تعذبك وتؤلمك ، بينما التسليم يعني أن ترضى
بحكم الله ، و تؤمن بأن الله سيعينك في حل مشكلاتك بشرط
أن تقرر أن تنطلق مجدداً.
__________________
* نقلاً عن جريدة المدينة (http://al-madina.com/node/126677#comment-104741)