المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل آلمكِ الحلم يا صديقتي: الرسالة الثالثة



الشمس
19-11-2002, 06:38 PM
هل آلمكِ الحلم يا صديقتي: الرسالة الأولى (http://forum.dorarr.com/showthread.php?s=&threadid=4401)
هل آلمكِ الحلم يا صديقتي: الرسالة الثانية (http://forum.dorarr.com/showthread.php?s=&threadid=4454)

......

أجدني أكثر ارتباكاً من ذي قبل فكل شيء لا يبدو مستقراً..
تذكرني هذه الأيام - برغم البون الشاسع- بأمس بعيد, عندما كانت نوّارة الدنيا تحاول أن تجعلني أفهم أني لم أعد طفلة, وأن هناك حدوداً كثيرة يجب ألا أتعداها, هذا بالطبع بعدما اكتشفت ما استطعتُ إخفاءه عنها لمدة خمسة أشهر, عندما وشت بي صديقتي التي تكبرني بخمسة أعوام فورما علمت بهذا السر, في ذلك الحين ندمتُ كثيراً على مصارحتها به, وعندما واجهتها بخيانتها قالت لي أن هذا كان في مصلحتي, وأن أمراً كهذا لابد من أن تعلم به أمي, فانصرفت عنها وقد عزمتُ أمري على ألا أعدّها صديقة بعد اليوم, فليست إلا واحدة من أولئك الكبار الذين يدّعون معرفة كل شيء.

ما أشبه اليوم بالأمس البعيد يا صديقتي, فـ فيهما كنت أتمنى أن يبقى كل شيء كما هو..
بالأمس كرهت أن أرى كل التغيرات التي طرأت على جسدي, وكل الاضطرابات التي أحسستها في شخصي, كرهت أن أتغير وتتغير مطالبي ويستنكر كل الناس ذلك, كانوا يتناسون أنني أكبر إلا عندما تكون تلك الحقيقة تخدم آراءهم الشخصية والتي لا تعجبني دوماً..

واليوم أشعر بغصة تخنقني, عرفت أني أخشى التغيير كثيراً يا صديقتي, وأكره الابتعاد أكثر, لست نادمة .. لا, لكن مؤلم أن أبتعد عن هذا المكان يا صديقتي, مؤلم أن تمر الأيام وأنا أجهل تفاصيل ما يحصل في هذا البيت الذي احتضنني عمري, مؤلم أن أستيقظ كل صباح ولا أرى نوارة الدنيا تتنقل بين حجر أخوتي توقظ هذا وتلبس ذاك, مؤلم أن أستقبل الغداء وأبحث عن رب الحنان على رأس المائدة ولا أجده, مؤلم أن يكبر الصغير المشاكس دائماً وأنا عنه بعيدة, ويفوتني ما يقترفه من شقاوة تضحكنا جميعاً أولاً ثم تغضب نوارة الدنيا ثانياً, مؤلم أن يسقط الضرس الأول للعبقري الصغير ولا يجدني قريبة منه ليأتي مسرعاً يخبرني بأنه كبر سنة, وأنه بعد سنة أخرى سيظهر له شاربين, مؤلم أن يحلق الرجل الصغير شعر وجهه لأول مرة ولا أكون أول من يلاحظ هذا, مؤلم أن يطيل مراهق بيتنا السهر خارجاً ولا أكون أول من يستقبله بالعتاب واللوم, ومؤلم حد البكاء أن يعتادوا كلهم على غيابي.

ما أشبه اليوم بالأمس البعيد يا صديقتي, فيهما أجبرت على أن أطلق سراح حمائم أحلامي قبل الأوان, لتحلق في سماء ليست سمائي, تبتعد ولا تعود..
ففي الأمس لم أعرف أني كبرت إلا بعدما أبصرت الحدود التي حكت لي عنها نوارة الدنيا, واليوم عرفت معنى أن أكون امرأة متزوجة..
تعلمين يا صديقتي بأني لست مثل صديقتنا التي استعجلت أمر الزواج لتنطلق وتعيش حياتها بحسب ما تقول, لم أكن أنظر للزواج كما كانت تنظر إليه, أنه تحرر من كل القيود, لكن كانت لي بعض الطموحات التي تكسرت على صخرة من الرفض المبرر بتبريرات لم تقنعني كفاية..
أن أكون زوجته التي تحبه هل هذا يعني أن ألغي نفسي تماماً ولا أعدو كوني جزءاً منه ومن كيانه؟
أن أكون شيئاً ما أريده هل هذا يعني أنني سأنشغل عنه حتى أكاد أكون لستُ موجودة؟
لماذا لا تجربني؟ - سألته كثيراً- ستكون التجربة صعبة - هكذا يجيبني- ثم يستدرك أنا أخبركِ بهذا القرار الآن لأعطيك فرصة للتراجع ..
- يا لذكائك يا رجل تعرف أنني لن أفعل!
- وتعرفين أني لن أدعكِ تفعلين..
- كيف ستمنعني؟
- سأعطيكِ الفرصة لتكوني ما تريدين..
- أن أكتب؟
- نعم..
- وماذا عن قرارك هذا؟
- سأرجئه لأجلك..
- ولماذا لا يكون منذ البدء؟
- فقط لا أدري!
لا يدري !
أردتُ أن أسأله من يدري إذاً؟ إلا أني تراجعت لأني علمت يقيناً أنه لا يملك إجابة..
بدا لي هنا كالطفل الذي يريد الاستحواذ على كـــــــل شيء, هكذا هم الرجال في وطني يا صديقتي يريدون أن يكونوا المسيطرين دائما, وتعودن هن أن يقبلن بذلك دون اشتراط للاقتناع.

يا للرجل يا صديقتي, كان أول من شجعني على الاستمرار, كان أول من أركض إليه بما كتبت لأضعه بين يديه وأتنحى ويدي على قلبي مثل عصفور يرتعش إنهاكاً وتعباً, أرقب ملامحه التي تقرأ بوحي بصمت..
والآن أول من يقف في وجه ذاك البوح إلا إن كان كتب لينام بسلام في كنف الأدراج.
ثمة شيء لا يمكنه السيطرة عليه, ذلك هو دافعه لاتخاذ مثل هذه القرارات القاتلة!
لهذا أجدُ له العذر, وأحبه أكثر وهو يجرب قوته, ويختبر حبي له, أحبه أكثر وهو يظهر أمامي مثل باقي الرجال .. رجلاً يأمر وينهى.. ينطلق في المقدمة دائماً وإن لم أكن بجانبه لن يرضى أن أكون أمامه.


إني اخترت ألا أزعجه بهذا في الوقت الحاضر على الأقل, فالأمر بدا مثيراً لقلقه وغضبي, سأدعه للأيام, لكني لن أستعجل على إطلاق سراح هذا الحلم باكراً, سأحفظه وأبقي عليه, فقط لأنتظر ربما لم يحن الموعد بعد.

والآن لستُ غاضبة ولا حزينة, إلا أني أشكو لأحلامي ما ترتكبه في حقي من وجع مضنٍ وأعطيها موثقاً أن لنا موعد مع النور ذات إشراق .. فلتكن معي من المنتظرين.

ولننتظر أنا وأنتِ الجديد.
صديقتك:
الشمس

kittiwake
21-11-2002, 03:37 AM
تدرين إني أحبك :D

وفي انتظار الجديد :rolleyes:

ملكة البحار
23-11-2002, 04:40 PM
روعــه
.
.
السلام عليكم
.
.
ابحرت معك في عالم أكاد أقسم أن كُل حرف فيه صحيح
.
.

وننتظر الجديد بصبر:heart:

الشمس
24-11-2002, 05:22 AM
نورس قلبي :heart:

وتدرين إني أحبك أكثر :)

...


ملكة البحار :)

كنت أنتظر ردك لأرد ;)

دمتِ أنتِ الرائعة ...

وتسلمين ..

...

للجميع .. أشوفكم على خير ..
وأذكروني بالخير إذا غبت :)

الشمس

ملكة البحار
24-11-2002, 02:26 PM
مساء الخير..!
.
.
الشمس على وين الرحله؟
ومين رح يقص عليّ مثل قصصك الجميله:(...

رافقتك السلام أختى(F)
.
.
.
و
http://www.alshamsi.net/cards/miss_cards/miss31.jpg

الشمس
27-11-2002, 11:02 AM
ملكة البحار :)

"غلاتك" جعلتني أعود ..

رحلتي إلى حيث أكون أنا لا الشمس
سأسبق الغد إلى مكانٍ أردته قبل أن يأخذني لغيره!

ألغزاً أحكي؟
لا بأس -حبيبتي, لتعلمي أني لا أقولها إلا لمن ردد لساني أحرف اسمه بقلب ساكن يتنفس بهدوء-
أقول لا بأس فالدنيا محطات والشمس كانت إحدى محطاتي:)
حان الوقت لأعتليها ألم تعلمي بأنهم اكتشفوا مجرة أخرى؟
هناك شمس أخرى أبعد من شمس أرضنا, والفضاء وااااااااااااااسع يا ملكة..

من أجلي ومن أجل جمال أقصه حكت بساطاً أجنحته رياح ورحلته المدى, إن بحثتِ عني, سترينني نجماً, وحتماً ستجدينني فأنا لا زلتُ شمساً تعتلي ..


دمتِ بحب ملكة البحار, حب بحجم قلبك الكبير :heart:

ملكة البحار
28-11-2002, 03:49 AM
الشمس لولا غلاتك .... مافتحت الموضوع ولارديت:)

كنت أعرف انك رح ترجعي ...لان النسيان ليس بالامر السـهـ:bhrt:ـل
.
.
عزيزتي تعودت في حياتي أن -لاأحب- بسهوله وإن أحببت لاأنسـى:rolleyes:
.
.
فلاتنزعجي لو اقلقتك بالسؤال عنكِ...:126:

.
.
الشـمس هذا المخلوق أحبه كثير ...!
لانه تفاؤل.... :280:
أحب النهار وأحب الصباح وأحب الشروق ...
وأحب صلاة الفجر ...:sleep:
.
.
.
ربما يا-حبيبـ:heart:ـتي - هناك شموس كثثير
ولكن أعذرينا فنحن لانريد غير شمسنا-أنتي-:)
.
.
سأجدك عزيزتي ...قالو قديماً عامياً "مصير الحي يتلاقي"


.
.
ودمـت عاليه ياشمس ...
.
.

جياد
30-01-2003, 02:25 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

مرحبا بعودتك أختي الشمس ...

أعلم :) .. بعد الهنا بسنه ...!

جاء غيابي بعد نية الرد وقبل حقيقته .. وكنت قد نسيته .. إلى أن رأيت الشمس تشكو في الاستراحة .. فتذكرت مانويته قبل شهرين :) !!!
فعذرا إن سقط من ردي شيئا ....!!


إلى الحلم أيتها الشمس ..

على أرض الواقع ..
ماأتعس الأحلام الجميلة .. وماأجمل ضدها ..لأنها أحلام !!!

فهل ياترى سيموت الطموح لأننا نئده بمسمى الأحلام ؟!

استمعي إلي ياصغيرتي ..
سواء في حال بقاء الحال او عدمه .... لست أدري !!
فإن تحمل الموقف أحرفي .. وإلا فلتجعليها نصيحة عابره !!

أختي ..
لاتمكثي في الفراش تداعب مقلتيك النعاس لأجل أن لاينفك عنك حلم قد استيقظت منه .. أملا في العودة إليه !!

واعلمي أن اليقظة التامة والتنازل عن جذب الأحلام إلى أرض الواقع ... يعني تسليمك بذلك ... فلاتوقعي على أمل وأمل ...

وفي نفس الوقت دعيني أذكر لك سياسة عجيبة لحواء كنت قد قرأتها :

يحكى أنه جاءت امرأة إلى رجل حكيم تشكو زوجها إليه ...
فطلب إليها الرجل الحكيم ثلاث شعرات من أسد !!
فذهبت المرأة إلى حيث يقيم الأسد ... واحتارت في أمرها .. كيف لها بثلاث شعرات منه !!

فجاءته ببعض الطعام في اليوم الأول ووضعته من بعيد ثم هربت وولت .. فانقض الأسد المفترس على الطعام يأكله ...
واستمرت على ذلك زمنا ..!

ثم أصبحت تضع له الطعام وتبتعد ترقب أكل الأسد .. ليألفها الأسد بحنانها وعطفها عليه ...
واستمرت على ذلك زمنا ..!

ثم هاهي تقترب من الأسد وتلقمه بيدها .. ثم تبتعد ... زمنا , حتى استطاعت تمسح على رأسه وهو يأكل الطعام .. وأخذت الثلاث شعرات وانطلقت إلى الرجل الحكيم تعطيه ماسأل !!

فلما نظر الرجل الحكيم إلى الشعرات سألها عن طريقة الحصول على شعرات أسد مفترس .. وكيفية ترويضه ... فأخبرته !!

فقال لها : " لن يطلب منك الرجل أكثر مما طلب منك ذلك الأسد " !!!


اسأل الله تعالى لك التوفيق :)



* جيــــــاد *

الشمس
02-02-2003, 11:44 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ومرحباً بعودتك أنت أيضا أيها الأصيل "جياد" :)

شرعتُ في كتابة ردي وكدتُ أنهيه, إلا أني محوت كل ما كتبت بضغطة زر واحدة, وليست المرة الأولى التي أواجه فيها نفس المشكلة عند الرد عليك...
فأنا للوهلة الأولى أقرأ ردك وأظن أني أقتنص فكرة فهمتها أنت بشكل خاطئ, لأعود في المنتصف لأشك في فهمي أنا لمرادك وأثق تماماً بفهمك :)


في قولك:


واعلمي أن اليقظة التامة والتنازل عن جذب الأحلام إلى أرض الواقع ... يعني تسليمك بذلك ... فلاتوقعي على أمل وأمل ...

فقط لو أخبرتني : يعني تسليمي بماذا؟



وبالتأكيد ستكون لي عودة

مع وافر الشكر وجزيل الامتنان على دعواتك لي :)

ولتدم بخير