المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتوى أكبر مؤسسة للفساد



محب الخير
26-01-2009, 02:27 PM
أكبر مؤسسة للفساد

إن المتأمل العاقل المنصف وما يجده يبث في الفضائيات العربية وغيرها من مسلسلات أو أفلام ذات التأثير

السيئ على أخلاقنا وقيمنا بل وعقيدتنا وما لها من آثار بالغة ومتعارضة مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي

وللأسف لا يفقهها دعاة السينما أو أصحاب الفكر الإعلامي المشحون بأفكار الغرب المتربي في

أحضانهم .وما نجده بالأمس واليوم من تلك الشرذمة الفكرية التي تسعى لتقعيد الثقافة السينمائية

المزعومة وتتخذ ذلك أداة للحضارة والتقدم في الشعوب . وما علمت المسكينة أن ما تنادي به إنما هو هدم

للعقيدة، ومسخ للفكر، وفساد للأخلاق، والمجتمع عندما يوجد فيه الفساد ولا يُغيّر تضعف عنده المناعة

أمام الهجمات المعادية للدين الإسلامي؛ مما يؤدي ذلك إلى تقبل ما عند الأمم الأخرى من فسادٍ وانحراف؛

لذا نجد كثيرًا من أبناء المجتمع الإسلامي جهل ماضية وغفل عن مبادئه، وكانت قلوبهم خواءً من أصول

الدين الإسلامي وحقيقته ودعوته، واتجهوا إلى المدنية الغربية بتلك القلوب الخاوية، وانتقلت إليهم العديد

من صور الأخلاق الفاسدة التي تحط من قيمتهم وتزعزع شخصيتهم كإدمان الخمور والمخدرات، واختلاط

الرجال مع النساء، وفعل الفاحشة، والدعارة، والاعتداء على الآخرين وغمط حقوقهم، وعدم الغيرة على

الأعراض ونحو ذلك مما لا يخفى.

ومما لا شك فيه أن انتقال مثل هذه الأخلاق الفاسدة من الأمم الأخرى إلى المجتمع الإسلامي، يؤدي إلى

تقويض أركانه وتصدع بنيانه والإخلال بأمنه.

وإليك أخي بعض ما احتج به دعاة السينما:

1ــ أن السينما تعالج جزءاً كبيراً من وقت الشباب؛ فهناك من الشباب من يضيع وقته في معاكسة الفتيات

والتسكع في الأسواق؛ فوجود السينما يحد من هذه الظاهرة بشكل كبير؛ وسيجدون فيها ملاذا ثقافيا آمنا

للفائدة والمتعة.

2ــ أن ما يعرض من أفلام السينما ستخضع تحت رقابة صارمة وبالتالي ستحد من ظهور ما يخدش الحياء أو

ما يثير الغرائز أو ما يدعو للجريمة ونحو ذلك.

3ــ أنها ستحد من سفر الشباب من أبناء الوطن إلى الخارج، لا سيما الراغبون؛ كما أن هذا يحفظ عليهم ما

يتكبدونه من تكاليف وعناء السفر.

4ــ أنها ستنمي ثقافة أبنائنا، وستعالج الانحطاط الثقافي لديهم.

5ــ من حججهم: أن هناك آثاراً إيجابية للسينما وهي كغيرها من الأفلام والمسلسلات؛ ففي محتواها ما

يخدم المجتمع ويصحح الكثير من مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والوظيفية ونحوها.

6ــ ومن حججهم أيضا: أن البلاد التي فيها سينما متقدمة ومرتفعة على غيرها من البلدان الخالية من

السينما، ولكي نصل إلى ما وصلت إليه تلك البلدان من التقدم والرقي فلا بد من فتح دور للسينما. ذكر

بعض هذه الحجج وردّ عليها: د/ عبدالمجيد بن محمد الجلال، بعنوان "السينما في المملكة" في"جريدة

الجزيرة" العدد(13249) الثلاثاء (9/1/1430هـ).

ويجاب عن مثل هذه الحجج والترهات الواهنة في الآتي:

أولاً: أن علاج ظاهرة غزل الشباب ومعاكستهم للفتيات وحفظ أوقاتهم ليس بفتح دور للسينما، بل لابدّ أولاً

من زرع الإيمان في قلوب أبنائنا، والأمر الثاني شغل أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة عن طريق

الدورات العلمية والتربوية، وكذا القنوات العلمية، والسينما بجميع أفلامها وقنواتها لا تعالج وإنما تبث الغثً

والسمين، بل وتبث ما يتعارض مع الأخلاق الفاضلة والمروءة وما يخدش الحياء، فضلاً عن مواثيق الشرف

الإعلامي وقبله الإنساني، كما أنها تقتل الوقت، وروادها من الطبقات التي لا ترعى حرمة، ولا تحترم الآداب.

جاء في فتاوى الأزهر (10/206) ـ حول المسرح والسينما ـ ما نصه :" ... والملاحظ أن دور السينما لا تحترم

الآداب، واتخذت ذريعة للعبث وقتل الوقت، كما أن روادها من الطبقات التي لا ترعى حرمة".

ثانياً: أما أن ما يبث سيخضع تحت الرقابة، فيقال: إذا كان المحتوى في السينما جله فاسداً؛ فلا معنى ولا

فائدة من وجود نظام رقابة؛ إذ إن دوره سيظل هامشياً؛ ومحدوداً للغاية؛ كما أن فيه هدراً للوقت؛ وضياعاً

للمال. وما أدى إلى مفسدة؛ فمنعه أولى من باب سدِّ الذرائع المفضية إلى الحرام، وهذا أحد أرباع الدين؛

والقاعدة الفقهية تقول:" درء المفاسد أولى من جلب المصالح". ينظر: ابن نجيم، الأشباه والنظائر (ص90).

والعاقل هو الذي ينظر في العواقب ويحسم وسائل الفساد، ويسد الذرائع المفضية إليه.

ثالثاً: أما عن سفر الأبناء إلى الخارج، وأن السينما تحد من ذلك، فيجاب عنه: بأن هذه حجة باطلة؛ فوجود

السينما لا يمكن أن يحد من ظاهرة سفر الشباب؛ لأن الأفلام والنت موجودة وبالتالي فهناك عوض للشباب

عن السفر. بل إن هناك طرقا لاختراق المواقع السيئة يعرفها بعض أصحاب الغرائز الجنسية؛ فوجود السينما

ليس حلاً لثني الشباب عن رغباته ونزواته بل إن ذلك يزيد الطين بله. والصحيح أن نغلّب المصالح على

المفاسد، وأن نبني أجيالاً بدلاً من هدمها، وأن نغلّب التقوى على الأهواء والنزعات الفردية الطائشة.

وأقول: إن سفر أبنائنا إلى الخارج للمتعة أو اللّذة أو الشهوة ضرر بلا شك يخرم في جسد الأمة وهذا الضرر

لا يزال بضرر مثله أو أشد، وإنما ينبغي أن يزال الضرر بغير إضرار بالغير إن أمكن وإلا بأخف منه، والشريعة

الإسلامية مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد الدنيوية والأخروية؛ والأدلة على ذلك كثيرة منها:

قوله تعالى: ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)[الإسراء:82ٍ]، وقوله سبحانه:( ولو أنهم قالوا

سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم)[النساء:46]، وقوله صلى الله عليه وسلم:" كل المسلم على

المسلم حرام: دمه وماله وعرضه". أخرجه الترمذي.

وفي هذا دلالة على تحريم إلحاق الضرر بالغير، وفتح دور للسينما فيه ضرر بالغير، وجناية على الضروريات

الخمس.

رابعاً: وأما أن وجود السينما سينمي ثقافتنا، فجوابي عنه أقول: متى كانت أدوات اللهو المتناثرة لا سيما

ذات المحتوى المفضي إلى الحرام ينمي ثقافة الإنسان فضلا عن المسلم؟! ومتى كان الباطل أداة تسعى

إلى تثقيف الأمة؟!

فبناء الثقافة له مصادره وأدواته ووسائله، ولا يمكن أن تكون السينما بأدواتها وعتادها مصدر لبناء الثقافة

والمعرفة الإنسانية. بل إن الثقافة ووسائل الإعلام الأجنبية تعتبر من أشد الجبهات في غزو الثقافة

الإسلامية؛ فقد استخدمت استخداماً سيئاً، عطل في الإنسان عقله ووجدانه واهتمامه بالقيم والأخلاق؛

مما أدى إلى حالة الركود والخمول واللامبالاة، وعلى إثر ذلك تسربت ظواهر معينة، ونتج من خلالها زعزعة

العقيدة، وتلوث الأخلاق، والتقليد الأعمى، والعنف، والهروب من الواقع، بل وأصابت الأمة الأمراض النفسية

التي فتكت بشبابنا من خلال تعاطي وإدمان المخدرات، ناهيك عن ارتكاب أفظع الجرائم وأبشعها، وإشاعة

الفاحشة، والإغراء بالجريمة؛ وهذا يؤكد الأثر السلبي الواضح لوسائل الإعلام ومنها السينما.

ناهيك اليوم أن اليهود متغلغلون في وسائل الإعلام المختلفة من سينما ومسرح، وتلفاز وإذاعة وصحافة،

وغالب ما تحويه هذه الوسائل هي الدعوة إلى الفحشاء والإثارة الجنسية، والانحلال، ونبذ الفضيلة، ونشر

الدعارة.ينظر تفصيل ذلك: الرفاعي، النفوذ اليهودي في الأجهزة الإعلامية والمؤسسات الدولية.

ولا يخفى على كل عاقل أن المسألة الجنسية والمشكلات العاطفية مسؤولة عن جانب كبير من الجرائم

والانحرافات الأخلاقية والاجتماعية، هذا بالإضافة إلى أن مثل هذه المنكرات والمعاصي وممارسة الفساد

والتي تؤدي إلى فشو الجرائم فإنها أيضا تؤدي إلى زوال أمن المجتمع وعدم استقراره، وتجعل الناس

يعيشون في خوف ووجل، قال تعالى( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل

مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون)[النحل:112].

خامساً: ويجاب عن حجتهم أن السينما لها آثار إيجابية، بأن يقال: إن آثارها السلبية أكثر بكثير من آثارها

الإيجابية؛ فالشر والفساد لا يظهر إلا من أصحاب الفن العفن، وأصحاب الوجوه السمجة، فهو يسكن في

قلوب الهمج الرعاع الذين عَرَوْا من حلل الحياء، وإذا تخلى الحياء عن إنسان نجده يسلك طرق الفساد

والانحراف، ونجده غادراً جريئاً على هتك الحرمات، مقصراً في حقوق الله، ظالماً قاسياً، هذا في المسلم

فضلاً عن الكافر، قال الماوردي ـ رحمه الله ـ:" كفى بالحياء خيراً، أن يكون بالخير دليلاً".أدب الدنيا والدين (ص

240).

وقد أحسن القائل:

ورب قبيحة ما حـال بيني وبين ركوبهـا إلاً الحيــاء

فكان هو الدواء لها ولكن إذا ذهب الحيـاء فلا دواء

ويقال أيضا: أين آثار السينما الإيجابية؟ وما يلاحظ فيها من شيوع الفساد وانتشار الانحراف والرذيلة بداعي

الحرية الفردية أو الحرية الشخصية، وهذا لا يقره الإسلام ولا مكان له في مجتمع يدين به؛ لأن الحرية يجب

أن تكون ضمن ضوابط حددها الإسلام وهي حدود الخير، فإذا تعدت ذلك كانت عدواناً على الآخرين، وبالتالي

لا يجوز السكوت عنه بل يجب مقاومته بكل الوسائل المتاحة؛ لأن المرض إذا أهمل ولم يعالج انتشر في

الجسد وتمكن منه، وأصبح العلاج عندئذ متعذراً، وكذلك المنكر إذا أهمل ولم يبادر إلى تغييره وإزالته؛ فإنه

بعد مدة يسيرة يكثر وينتشر ثم يصبح مألوفاً عند الناس، بل ويرونه هو المعروف، وهذا هو انطماس البصيرة.

وعلى هذا فمضار السينما أشد من مصالحها إذا وجدت. فالمضار إذا كانت أكثر أو مساوية فإن الشيء

يكون حراما. وحري بنا أن ندفع الضرر عن الأمة أفراداً وجماعات قبل وقوعه قدر الإمكان بكل الوسائل

والإمكانيات المتاحة؛ فالوقاية خير من العلاج.

سادساً: قولهم: إنه لابد أن نصل ببلادنا إلى ما وصلت إليه تلك البلدان من التقدم والرقي، فيجاب عن ذلك:

أن هذا عين الضلال، وهو من دخول الشّرِّ عن جهل، أو عن شهوة، أو عن هوى في النفس، وكما يقال:

والشَّـرّ إن تلقـه بالخيــــــرِ ضِقتَ به ** ذرعـــاً وإن تلقَـه بالشَّــــرّ ينحسِــــمِ

والناسُ إن تركوا البُرهانَ واعتسفوا ** فالحربُ أجدى على الدنيا من السَّلَمِ

ويقول ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ :" رأيت ميل النفس إلى الشهوات زائداً في المقدار حتى إنها إذا مالت، مالت

بالقلب والعقل والذهن، فلا يكاد المرء ينتفع بشيء من النصح".

فهوى النفس لا يأتي إلا بالشرِّ وبما لا خير فيه، كما أن الشهوة تجعل الإنسان يرتكب أنواع الفساد وهو يعلم

بتحريمه، ويعلم بما سيترتب عليه من فضيحة وعقوبة، لكن غلبة الشهوة تنسيه ذكر ذلك كلِّه، قال ابن

الجوزي:" ومنهم من يعلم التحريم غير أن غلبات الشهوة أنسته تذكر ذاك فشغله ما رأى عما يعلم. ولهذا لا

يذكر السارق القطع، بل يغيب بكليته في نيل الحظ ولا يذكر راكب الفاحشة الفضيحة ولا الحد؛ لأن ما يرى

يذهله عما يعلم".

ويقول أيضاً ـ رحمه الله ـ :" تأملت وقوع المعاصي من العصاة فوجدتهم لا يقصدون العصيان، وإنما يقصدون

موافقة هواهم، فوقع العصيان تبعاً فنظرت في سبب ذلك الإقدام مع العلم بوقوع المخالفة فإذا به

ملاحظتهم لكرم الخالق وفضله الزاخر. ولو أنهم تأملوا عظمته وهيبته ما انبسطت كفّ بمخالفته"
.
وأما نصوص العلماء وفتاواهم فيما يتعلق بتحريم دور السينما فهي كثيرة ومتناثرة في مظانها أنقل بعضاً منها

وإليك نصها:

"من محمد بن إبراهيم إلى فضيلة ....... المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

إشارة إلى صورة من الخطاب السامي الموجه إلى وزارة الإعلام والمعمم على الجهات الحكومية برقم

26011 في 28-12-85هـ حول منع السفور والتبرج مع أخذ التعهد على كل شخص يتم التعاقد معه باحترام

أنظمة البلاد وتقاليدها السامية ، وتدعيم الرقابة على الكتب بمفتشين من كبار طلبة العلم الموثوقين ممن

اتسعت آفاقهم ومداركهم ، وأن لا يذاع أو ينشر في الصحف إلا ما يتفق وعقيدتنا وعاداتنا وتقاليدنا، وعدم

السماح بعرض السينما في الأماكن العامة مطلقاً ، ومن يحاول العمل بمثل ذلك يجازى بمصادرة الأفلام

والآلات الخاصة بذلك مع السجن والجلد أمام الناس. إشعاركم والعمل بمقتضاه . والله يحفظكم . رئيس

القضاة". فتاوى ورسائل محمد بن إبراهيم آل الشيخ - (10 / 197).

وقال أيضا ـ رحمه الله ـ في "فتاواه" :"من أعظم المعاصي استعمال الملاهي : من الفتح على السينما ،

وغيرها . ولا سيما ما يشتمل على المناظر والمسامع المحرمة ، فإنها تشتمل من الصد عن ذكر الله وعن

الصلاة والإغراء بالفواحش وغير ذلك مما يعرفه أرباب البصائر ". فتاوى ورسائل محمد بن إبراهيم آل الشيخ -(


10/ 192). وانظر"فتاواه" (7/3)و(8/120).

ويقول الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ : "... ومما ذكرناه من الأدلة يتضح لذوي البصائر ورواد الفضيلة

والغيورين على الإسلام أن الواجب على حكام هذه البلاد والمسئولين فيها وفقهم الله جميعا أن يصنعوا منعا

باتا فتح دور السينما مطلقا . لما يترتب على السماح بذلك من الفساد العظيم والعواقب الوخيمة ، والرقابة

في مثل هذه الأمور لا يحصل بها المقصود ، ومعلوم أن الوقاية مقدمة على العلاج ، وأن الواجب سد الذرائع

وحسم مواد الفساد ، وفي واقع غيرنا عبرة لنا كما سلف ، كما يجب تطهير الإذاعة والتلفاز من جميع ما

يخالف الشرع المطهر ويفضي إلى فساد الأخلاق والأسر". مجموع فتاوى و مقالات ابن باز - (4 / 377).

وانظر:(3/243).

ومن فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية في سؤال عرض عليها ما نصه : " ما حكم ارتياد دور السينما؟

فأجابت : ارتياد السينما حرام ؛ لأن أغلب ما يعرض فيها من الملاهي المحرمة التي تثير الفتنة، ولأنها

مضيعة للوقت، وشغل للفراغ بلا فائدة شرعية في حال أن المسلم في أشد الحاجة إلى شغله بما يعود

عليه وعلى أسرته وأمته بالنفع العظيم، ولأنها تصد عن ذكر الله وأداء الواجب، ولما فيها من اختلاط الرجال

بالنساء ... إلى غير ذلك من المفاسد. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم".

فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (27 / 28) (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 278).

وسئلت اللجنة أيضا:" هل يجوز للمسلم أن يبني سينما ويدير أعمالها بيده ؟

فأجابت : لا يجوز لمسلم أن يبني سينما ، ولا أن يدير أعمال سينما له أو لغيره ، لما فيها من اللهو المحرم ،

ولأن السينماءات المعروف عليها في العالم اليوم أنها تعرض صوراً خليعةً ، ومناظر فتانة ، تثير الغرائز الجنسية

، وتدعو للمجون وفساد الأخلاق ، وكثيراً ما تجمع بين نساء ورجال غير محارم لهن .وبالله التوفيق ، وصلى

الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم." فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة (26/277).

فالحاصل أن السينما في وضعها الحالي مؤسسة لنشر الفساد، وإغواء العباد، وهي قائمة على نشر

الحرام والترويج له، ونشر الرذيلة وترويج المنكر، وتدمير الأخلاق، وهدم العقيدة؛ بما تعرضه من أفلام لا تخلو

من الحرام، كالتبرج والسفور والاختلاط والشذوذ واستعمال آلات المعازف؛ وفيها ما يثير الغرائز، ويدعو إلى ما

يخالف الدين ــ وكل أمر من هذه الأمور يحرم نشره وترويجه وبثه، فكيف إذا اجتمعت ــ ؛ أو بما يحصل في

قاعاتها من منكرات واختلاط بين الجنسين؛ مما لا يخفى على أحد.

وإن من القواعد المقررة في الشريعة: أن ما كان مفسدة محضة أو راجحة فإنه محرم، وفتح دور للسينما

على تقدير وجود مصلحة فيه فمفسدته راجحة؛ فرعاية للمصلحة وسدّاً للذريعة وحفاظاً على العقيدة

والأخلاق الإسلامية يجب منعه.

وعلى هذا فإنه لا شك في تحريم دور السينما وتحريم الذهاب إليها وتحريم المال الناتج عن ذلك، وليحذر

الإنسان من تحليل ما حرم الله ، فإن الله تعالى يقول : ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا

حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم )

[النحل:117،116] .

وختاماً أقول : إنه يجب على كل غيور على دينه أن يبصر أمته ـ لاسيما الشباب منهم ـ بما يخططه أعداء

الإسلام وبما يكيدوه لهم؛ ليكونوا على بينة من أمرهم، وأن يبينوا لهم أن الخير كل الخير في التزام طريق

الشريعة الإسلامية في كل أمورهم، قال تعالى:( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل

فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ). والله تعالى أعلم.

كتبه: د/ محمد بن فهد الودعان


منقول من موقع نبراس الدعوة

ابو البراء
26-01-2009, 08:45 PM
شكرا على المجهود الرائع يا محب الخير

أبو مصعب السكندرى
27-01-2009, 01:13 AM
[color="black"][size="5"]
اخي في الله جزاكمالله خيرا
على هذاالنقل القيم..
نفع الله به وأثابكم..وجعله في ميزان حسناتكم..
ورفع الله قدركم..
شكري وتقديري لكم..