المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من العالم .. عذراً والدي العزيز لن أسامحك ..



مياسة العـود
23-12-2008, 09:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.. اليوم حدثتني زميلة الدراسة عن قصة حقيقة حدثت لإحدى الفتيات ..
.. التي أرادت الزواج ولكن والدها كان يرفض تزويجها ويرد كل خطاب بدون علمهــآأ أو مشورتها !!

.. فأثر ذلك على الفتاة بعد علمهــآأ وحطم أحلامها التي كانت تحلم بتحقيقها مع من تحب ..

.. تأكدت بذلك من حديث زميلتي فرأيت القصة منشورة في جريدة الخليج ..
.. تحت عنوآأن ..

.. والدي العزيز لن أسامحك !


تقول صاحبة القصة: عندما كانت صغيرة كانت تُراقب والديّها وتعاملهما مع بعضهما بعضاً كانت لا تفقهُ معنى إنشاء أسرة وتحمّل مسؤوليّة، لَمْ تكن تعي مُعاركة السنين ومُجاراة الأنين، لَمْ تكن تعي كُل هذهِ الأمور وإنمّا كانت تحلم بأسرة صغيرة وأبناء تضمهُم إلى صدرها الدافئ وتُحيطهم بيديّها الحانيتيّن، تُلاعبهم، تُقبلهم، تُربيهم، يُخالط جسدها أجسادهم، تُرضعهم الحُب والحنان، وحينما كَبرت أحسَّت باقتراب تحقق أحلامها حتى تخرجّت مِنْ الثانويّة بتقدير عالٍ يُؤهلها لدخول الجامعة، فانهالت التبريكات عليها مِنْ كُل مكان، أهلها، أقرباؤها، بنات عماتها وبنات خالاتها، ومَضَتْ الأيام بسرعة مِثلما كانت تُريد “نجلاء”، نعم إنها نجلاء تلك الفتاة التي لَمْ تتجاوز التاسعة عشرة، بعد، فتاة جميلة خلوقة ومُؤدبة ومُلتزمة، حرص أهلها على تربيتها وتعليمها، مرّت الأيام كأنها برقٌ تتتالى والله المُستعان حتى دَخَلتْ نجلاء إلى الجامعة وحَرصت على طلب العلم الشرعَي مرّ اليوم الدراسي وكانت في أوّج سعادتها برغَمِ ما في هذا اليوم مِنْ رهبة، كون الإنسان انتقل مِنْ عالم القيود وتحرّر مِنْ الزي الموّحد ومِنْ الفسحة وانتظار جرس انتهاء الحصة المدرسيّة إلى عالم مفتوح مُتحرر، يعتمد الإنسان بهِ على نفسه، ويحرص على دراسته ومستقبله، فليس هُناك جرس يُنذر بانتهاء الحصة ولا يوجد “طابور صباحي” يُشعِر بالملل والكآبة، وليست هُناك (حصة أولى)، التي لطالما سَمِعنا بها ولَمْ نكن نعلم ما يُقال بها مِنْ أثر النعاس نعود إلى نجلاء وكعادة الأسبوع الأول في الجامعة نرى عدم الالتزام في حضور الساعات الدراسيّة مُتعللين الطلبة ب “السحب والإضافة” وما هي إلا حجج واهيّة من أجل استطالة الإجازة الصيفيّة ولكِنْ نجلاء كانت حريصة على حضور الساعات الدراسية، برغم تغيّب بعض الدكاترة إلا أنها كانت ترقب بعينيها باب القاعة مُؤملة نفسها بدخول أستاذ المادة فبدأ الحماس ينطفئ قليلاً في قلبها فأخذت تتساءل في نفسها “تُرى ما بهم لا أحد يحضر” بينما هُناك قاعات قليلة جداً قد بدأ الأستاذ بالشرح.



وبينما كانت تتمشى في ممرات القاعات حتى رأت صديقتها أيام الثانويّة فسلمّت عليها وتهلل وجهها مُستبشراً، وتحدثّت معها عَنْ الجامعة وفي أي كلية وكيفيّة الساعات الدراسيّة والنظام، فأخبرتها صديقتها التي سبقتها بعام واحد إلى الجامعة بكل شيء وساعدتها، هُنا اطمأنت نجلاء وزال الخوف والتردد الذي بها ثم عادت إلى البيت وأخَبَرتْ والدتها بما جرى وما رأت في الجامعة وأن الحياة مُختلفة تماماً عن المدرسة وتوالت الأيام بجدٍ واجتهاد حتى حَصَلتْ نجلاء على أعلى الدرجات، وانتهت السنة الدراسيّة الأولى وبدأت نجلاء تشعر بالحاجة إلى الحُب والعطف لَمْ يكن والداها مُقصرين معها بما تُريد ولكِنْ كانت تفتقد إلى الحُب والكلمات حتى تمنّت لو أنها لَمْ تكبر لتغيّر مُعاملة والديّها فقد أصبحا مُنهمكين بتربية إخوانها الصغار وأهملا حاجة نجلاء إلى الحُب والرعاية وظنّا أن الإنسان حينما يكبر ويدخل إلى الجامعة قد يتجرّد مِنْ الإحساس ولم يعد بحاجة إلى كلمات الحُب والعطف أو إلى يديّن حانيتيّن تمسح على رأسها حتى تنام لم تعد ترى نجلاء إقبال والدها عليها وتقبيلها ومُلاعبتها فأمها دائماً مشغولة بأمور البيت والأبناء.



وبينما كانت تجلس على سريرها قد داعب النوم عينيها إذ بحلمها القديم بدأ يعود إليها وبدأت تتعطش إلى تحقيقه حِلمُ “الزواج” وتكوين أسرة وكانت تُردد: بنتم وبنّا فما ابتلت جوانحنا شوقاً إليكم وما جفت مآقيناكانت تحلم برجل يأوي إليها وتأوي إليه، رجل يُقاسمها همومها ويُشاركها أفراحها فبدأت تُفكّر تُرى مَنْ سيكون ومتى؟ حتى غالبها النُعاس فاستسلمت للنوم لَمْ تكن نجلاء فتاة متهورّة كباقي الفتيات تبحثُ عَنْ قِصص العشق والهيام، ولَمْ تكن تحلم بمغامرات عاطفيّة ورسائل غراميّة أو نظرات مِنْ ابن الجيران فقد كانت فتاة مُحافظة تخافُ الله وتحضر الدروس والحلقات ولطالما رَسَمتْ صورة ذلك الزوج في بالها، وكانت تُريده مُستقيماً يعينها وتُعينه على هذهِ الحياة مرّت الأيام إذ بالخُطّاب بدأوا يطرقون بابهم مِنْ أبناء عمومتها وغيرهم، وكان الوالد يرفض رفضاً قاطعاً دون مُشاورة نجلاء أو أمها فقد كان يُريدها أن تُتم الدراسة الجامعيّة ولَمْ تكن نجلاء تعلم بذلك حتى مرّت سنتان إذ كانت بأحد المجالس مع بنات عمها وهذهِ تتباهى بزوجها وتلك بخطيبها وتلك قد قاربت على الولادة وبقيت نجلاء صامتة مُوكلة أمرها إلى الله عزَّ وجل، ولَمْ يكن يظهر عليها أي شيء، فقد كانت تُخفي في قلبها أحلامها وآمالها إذ ب “مريم” ابنة عم نجلاء، تقول لها: نجلاء (يالله متى نفرح فيج)، فأطرقت رأسها حياءً، فقالت الأخرى: ( نجلاء محد عاجبها )، فارتبكت نجلاء قليلا ورفعت رأسها قالت: لِمَ؟ فقالت ابنة عمها “كل ما جاج أحد رفضتيه”؟



فتعجّبت نجلاء جداً، كيف ذلك؟ ومتى؟ ولكنها لم تنطق حرفاً واحداً، فقالت ابنة عمها: خطبكِ فلان وفلان وفلان، ولكنك رفضتِ، والدك قال ذلك فأصيبت بصدمة، ولكنها أخفت ذلك واستأذنتهم قليلاً وعادت لبيتها تتقلب الأفكار في رأسها يمنةً ويسرة والهواجس تُخيفها، تُرى لِمَ أبي وأمي لم يُخبراني أوليس مِنْ حقي أن أقرّر وأن أرفض أو أوافق، دخلت البيت وإذ بأمها جالسة وكان يقتلها الحياء مِنْ مُصارحة والدتها فسلمّت على والدتها وتحدثّت معها قليلاً، ولكِنها لَمْ تخبرها بما سَمِعت مِنْ بنات عمها، فصعدت إلى غرفتها وألقت بنفسها على وسادتها، ثمّ استرجعت قواها وذكرَت ربها وصلت ركعتين دعت ربها أن يرزقها “الرجل الصالح”، وطردت تلك الأفكار والهواجس من رأسها، وقالت: لله الأمر من قبل ومن بعد، وما زلتُ في بداية عُمري قارَبَتْ نجلاء على الانتهاء من المرحلة الجامعيّة و لم تتجاوز الثالثة والعشرين، وكُلمّا رأت زميلاتها وبنات خالاتها وعماتها، تتزوّج الواحدة تلوّ الأخرى، تحزن في قلبها وتقول متى سيأتي نصيبي “أنا فتاة جميلة وجامعيّة وقبيلتي يُشار لها بالبنان”، ما أسباب والدي لرفضه تزويجي، كَمْ كانت تُفكّر كثيراً، رغم إنها تحاول إبعاد هذا الأمر عن بالها، حتى تخرّجت في الجامعة، وبدأ الخطاب يقلون، لِما اشتهِرَ عَنْ والدي في القبيلة وخارجها أنه يرفض تزويج بناتهِ,, حتى تجرأتُ وحادثتُ والدتي “لِمَ يردُ أبي الخُطاب عني”، ولكِني أحسستُ بتفاجئها قليلاً، فلم تكن تعلم إنني كبرت وأفكّر بالزواج حالي كحال أي فتاة تجاوزت العشرين، فقد كانا يظنان إنني ما زلت طفلة عجيب أمرهم، أولم يعلما إني قاربتُ على انتصاف العشرينات ؟مرّت الأيام تلوّ الأيام، إذ تقّدم إليّ شاب مُلتزم عُرِفَ عنهُ الخير والصلاح، فقد كان يدرسُ في كلية الشريعة وهو إمام ويُحضّر الماجستير حالياً، فَرحِتُ جداً، واستبشرتُ خيراً، فقد أخبرتني أخته أنهم سيتقدمون لخطبتي ومَهَدتُ الأمر لوالدتي، حتى جاء مع أهلهِ ولكِنْ كانت الصاعقة !! أبي رده دون أي مُبرّر، وكانت نجلاء قد تخرجّت أيضاً، فلم تُعد هُناك أسباب لرفض والدها الزواج.



تقول نجلاء: أسرعتُ لغرفتي، أغلقتُ عليّ الباب، بكيتُ بقوة، تأملتُ جداً إنهُ حلمي، لِمَ دمروه، لِمَ حَرموني منه ارتَفَعَ نحيبها وبكاؤها ولكِنها أخفت ذلك بأنين يكادُ أن يُقطع أنفاسها وقلبها كفى لوماً أبي أنت الملامُ كفاك فلم يَعُدْ يُجدي المَلامُ بأي مواجعِ الآلام أشكو أبي من أين يُسعفني الكلامُ! ودّت (نجلاء) لو أنها استطاعت أن تصرخ بأعلى صوتها، وتقول لّنْ أسامحك يا أبي، بنات عمّاتي وخالاتي، أصبحن أمهّات، وخالات وعمّات، وأنا بين الجدران الأربعة، أحدّثها ليلاً ويرتد صدى صوتي إلي، لا زوج أتكلم معه، ولا خليل كباقي الفتيّات، بكَت نجلاء كثيراً واحتضنت وسادتها وذهبت في سُباتٍ عَمِيق، علّ هذا السُبات أن يُخفف وطأة الألم.



في صباح اليوم التالي استيقظت نجلاء على طرق الباب إنها أمها فتحت لها الباب وعادت إلى وسادتها تُريد أن تُخفي آثار البكاء والحزن عَنْ وجه أمها، ولكِنْ أمها لاحظت ذلك، فقد بدا وجه نجلاء الطفولي، شاحباً مُصفراً يُحيط السواد عينيها، فقالت لها أمها: نجلاء مابكِ أخبريني ياحبيبتي، وإحتضنت أمها وبدأت تبكي بحرقة وألم، ولكِنها خشيت أن تخُبر أمها بأن بكاءها هو بسبب الزواج، فالفتاة حييّه تستحي من هذهِ الأمور، إلا أن أمها أحسّت بها وقالت: أنت حزينة لأن أباكِ رفض فُلاناً، قالت نجلاء وهي تكفكف دموعها، نعم، صويحباتي أمهات، وأبي يرد الخطاب عني، حتى ذاع ذلك بين الناس، فاصبحوا لا يفكرون بخطبتي حتى لا يحرجهم أبي بالرفض، أرجوكِ يا أمي، انصحي أبي أطرقت الأم رأسها وقالت: إن شاءَ الله، كلمته كثيراً ولكِنْ يقول “بنتي وأنا أدرى في مصلحتها”، ولكِنْ لا عليكِ يا نجلاء، إن الله يحبك ولن يضيعكِ.



بدأ الأمل ينبض في عروق نجلاء تجاوزت نجلاء السادسة والعشرين ولم يأتِ لخطبتها أحد، وكانت أسئلة صديقاتها تُؤلمها: “نجلاء لِمَ لم تتزوجّي بعد أنتِ جميلة وجامعيّة وذات دين وخُلق” كانت نجلاء تبتسم بكل كبرياء وقوّة وتقول: قسمة ونصيب إنها تبتسم نعم، ولكِنْ بداخلها براكين مِنْ الألم تكاد أن تتفجّر.



مرّت الأيام تلو الأيام، بدأت تفقد نجلاء رونقها، وبدأ جمالها يقل نسبياً، فهي على أبواب الثلاثين، أصبحت حياتها مُملة لا طعم لها، تذهب لعملها في المدرسة، ثم تعود إلى البيت، تبدأ بتصحيح مُذكرات الطالبات وأوراق الاختبارات، ثم تجلس قليلاً مع أهلها، وتذهب لتحبس نفسها في غرفتها، مأوى أحزانها وكبريائها، فرض عليها أبوها أن تبقى حبيسة الجدران الأربعة، بلا زوج، بلا أبناء، تُساير ظلام الليل المُوحش ويُسايرها، تحُدثّني نجلاء، وشعرتُ مِنْ خلال حديثي الطويل معها، أنني أعرفها منذ زمن طويل، كانت تتحّدث وعيناها تُخفيان الألم الدفين، وقلبها أكادُ أن أسمع دقاته، بكَت كثيراً، لَمْ تُستطع أن تُكمل حديثها إلا بصعوبة، حاولتُ أن أصبّرها وأذكرها بالله، قالت ونحيبها يُقطّع أنفاسها “عُذراً والدي العزيز لَنْ أسامحك” نجلاء، ذات الثلاثين عاماً انهارت أحلامها وتلاشت ذكرياتها تبددّت آمالها أصبحت هزيلة شاحبة الوجه بدأ الشيب يخط أولى خطواته مُعلناً عَنْ انتهاء الحياة في قلب نجلاء آه كم أكرهك أيها الشيب هكذا قالت نجلاء. بلا شعور ضممتها وهدأت مِنْ روعها بكت كثيراً تركتها ترتاح واستأذنتها بكتابة قصتها ونشرها، أطرقت رأسها وأرسلت إلي نظرات ملؤها الحسرة، وقالت بصوت مُنكسر: انشريها لا بأس أرجو أن يتعظ الآباء الذين يعضلون بناتهم ويخافون الله ويتقونه.. خرجتُ مِنْ عندها وكاد أن يتفطر قلبي مِنْ الألم عليها وعلى حالها دَعَوتُ الله أن يُلهمها الصبر، وأن يعينها على ما أصابها.

.. فسبحــآأن الله !!

.. هذه قصة لينتفع بها كل والد وأب يحب مصلحة ابنائه وبناته ..
.. ففي النهاية انت مفارق ابنائك فلمــآأ تحرم بناتك من الزوآأج !!

.. قصة اعجبتني واحببت طرحهــآأ ..

أنا!!!
23-12-2008, 09:54 PM
الله المستعااااااان
نفع الله بها...
ولك خالص الشكر
تقبلي مروري
أخووووك

DANiA
23-12-2008, 11:18 PM
حبيبتي نجــلاء
تأثرت بقصتك كتير ودمعت
أعرف كتير اتزوجو في ال30 سبحان الله النصيب , لو ربنا كاتبلك حتتجوزي فلان يعني حتتجوزيه حتى لو الكــل رفض
سبحان الله يمكن خيرة, في وحدة من البنات كان عمرها 24 تقريباً وكانت كل يوم تبكي في الليل لأنه كل بنات قرايبها اتجوزو وهيا أكبرهم لسه ماتجوزت فكانت كل يوم تبكي وتصلي ركعتين في الليل وتدعي ..قعدت على الحال دا 4 سنين.. سبحان الله جاها نصيبها بعد كدا انسان مرة مايتعوض

حبيبتي مو بس انتي بتعاني من المشكلة دي ..الأغلب بس بطرق مختلفة يكونو 2 يبغو بعض والأهالي مايرضو,, كأنه هما الي حيتجوزو !
شي يقهر بالفعل..
بعدين يسألو.. كترة الفساد وغيرهـ .. مايعرفو انه الزواج حصن لعفة المرأة.. مايعرفو انه المرأة في الزمن دا كل المغريات قدامها وسهله

الله المستعــــان..
يحفظك ربي من كل شر ويسخرلك إبن الحلال يارب إلي يسعدك في الدنيا والأخــرة
لا تيأسي يانجلاء.. كوني قوية وتفائلي

وسيأخدنا الأمــل إلى حيـث الأجمـل :)

عزيزتي مياسة العود بلغي نجلاء سلامي.. ودعواتي لها بالتوفيق

طالبة الجنة
24-12-2008, 02:43 AM
بارك الله فيك أختى الغالية على طرحك الراااااااائع ...جعله ربى فى ميزان حسناتك ..اللهم أمييييييييييين ...دمت بحفظ الله