المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سر حذف ياء الأفعال والأسماء الأصلية في الرسم القرآني



العرابلي
24-11-2008, 09:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سر حذف الياء في الرسم القرآني (الياء الأصلية)

حذف الياء يفيد الدوام والاستمرار بصفة عامة
الياء تفيد "التحول" كما يظهر استعمالها في لوحة معاني الحروف الهجائية،
وحذفها يفيد إلغاء التحول؛ وإلغاء التحول يفيد دوام الشيء واستمراره.
وقد تبين من جميع المواضع التي حذفت فيها الياء؛
أن حذفها بني على موافقة رسم الكلمة لواقع الاستمرار والدوام الذي دل عليه الحذف.


الياء التي حذفت في الرسم القرآني ستة أنواع؛
النوع الأول : الياء الأصلية.
وهي التي تقع لامًا للكلمة، وتجيء ثالثة، وتكون أصلية؛ مثل: الداعي، الجواري، يؤتي، يغني،
وحكمها أنها تحذف في سبعة أفعال، وثلاثة عشر اسمًا.


الأفعال السبعة التي حذفت فيها الياء

الفعل الأول: يُؤْتِ
في قوله تعالى: (وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا(146) النساء.
حذفت ياء يؤتي في هذا الموضع الوحيد؛ لأن عطاء الله تعالى للمؤمنين في الآخرة عطاء دائم، لا ينتهي ولا ينفد.
أما إثباتها في قوله تعالى: (الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى(18) الليل.
فلأجل أن المزكي يتزكي إذا ملك المال، ويخرج الزكاة إذا ملك نصاب الزكاة، وتحقق فيه الشروط الشرعية، وإذا لم يكن له مال فلا زكاة عليه، فإخراج الزكاة لا يتصف بالدوام.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَـاـهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(247) البقرة.
فلأجل أن إتيان المُلْك من عطاء الله في الدنيا، وقابل لأن ينزع منه، أو الموت عنه.
أما إثباتها في قوله تعالى: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا(269) البقرة؛
فلأجل أن إتيان الحكمة من الأمور التي يصلح الله بها عباده في الدنيا، ولا حاجة لهم بها في الآخرة.
وغير ذلك فهي محذوفة بسبب الجزم؛ مثل: (وَءَاتَـاـكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَـاـلَمِينَ(20) المائدة.


الفعل الثاني: يَأْتِ
في قوله تعالى: (وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ(104) يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) هود.
حذفت ياء يأتي في هذا الموضع الوحيد؛ لأن اليوم الآخر إذا جاء لا يرد ولا ينتهي؛ فمن شقي شقي شقاءً دائماً، ومن سعد سعد سعادة دائمة (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ(105) هود.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّـاـلِمِينَ(258) البقرة.
فلأن الإتيان بالشمس من المشرق يتكرر وينتهي بالمغيب كل يوم، ثم يؤتى بها من المغرب كعلامة كبرى لمجيء الساعة، ونهاية الحياة الدنيا، فلا استمرار لإتيانها من المشرق، ويوم القيامة تكور وينتهي إشراقها.
أما إثباتها في قوله تعالى: (قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ ءامَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَواةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَـاـهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَـاـلٌ(31) إبراهيم.
فلأجل أن العمل ينقطع في الآخرة؛ (لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَـاـلٌ)، فجاء التحذير لإقامة الصلاة، والإنفاق في سبيل الله قبل مجيء ذلك اليوم. فلا استمرار للإنسان فيه لكسب ما يدفع الضرر عن نفسه.


الفعل الثالث: يسر
في قوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ(4) الفجر.
يقسم الله تعالى بالليل إذا ذهب وسار، وأي الليل الذي أقسم الله تعالى به ؟
أهو ليل الأيام؟ أم ليل آخر أيام الدنيا؟
فالليل في أيام الدنيا يذهب ويعود، وأما يوم القيامة فيذهب بلا عودة؛ فلا ليل يأتي على أصحاب الجنة، ولا نوم فيها عن نعيمها، ولا ليل يأتي على أصحاب النار، ولا راحة لهم من عذابها.
والليل الذي المقسم به هو الذاهب من غير عودة، وذلك يوم القيامة، وهذا حدث عظيم، والقسم به هو قسم بنفس يوم القيامة؛ لأنه حدث من أحداث الله العظام، أما ليل الأيام فيتكرر بالذهاب والعودة.


الفعل الرابع: ننج
في قوله تعالى: (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءامَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ(103) يونس
حذفت ياء ننجي الثانية لأن هذا الإنجاء هو من فعل لله، وصفته الدائمة في إنجاء المؤمنين لقوله سبحانه وتعالى: (كذلك حَقًّا عَلَيْنَا) فلم يقيد الإنجاء بحدث أو بالدنيا، فهو يشمل الإنجاء في الآخرة أيضًا.
أما إثباتها في الموضع الأول من الآية فلأجل أن هذا الإنجاء يكون عند إهلاك الله الأمم المكذبة لرسلها.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّـاـلِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا(72) مريم
فلأجل أن هذا الإنجاء يقع في حدث محدود؛ عند المرور على الصراط إلى الجنة.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَـاـهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ(88) الأنبياء
فلأجل أن الله تعالى يفعل في إنجاء المؤمنين بإخراجهم مما يحيط بهم من الكرب؛ كما أنجى يونس عليه السلام بإخراجه من بطن الحوت.
وهذا الموضع ليس كالموضع الذي حذفت فيه الياء في الآية الأولى؛ لأنه أطلق القول فيها بالاتصاف بما أوجب على نفسه، ولم يقيده بالحدث. وكانت سبل نجاة الرسل عديدة، وقيده في هذه الآية بربطه بما حدث ليونس عليه السلام.


الفعل الخامس: تغن
في قوله تعالى: (حِكْمَةٌ بَـاـلِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ(5) القمر.
حذفت ياء تغني لأجل أن فيها نفيًا دائمًا لنفع النذر، فهم معرضون عن كل آية تأتيهم؛ ومتبعون أهواءهم بعد مجيء ما يزجرهم، فقد جاء قبلها؛ (وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ(2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ(3) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ(4) القمر
وأما حذفها أيضًا في قوله تعالى: (ءَأََتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ ءالِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَـاـعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ (23) يس.
لأن فيها نفيًا دائمًا لنفع شفاعة ما أشركوا به من آلهة مزعومة.
أما إثباتها في قوله تعالى: (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَـاـوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَـاـعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى(26) النجم.
فللاستثناء الوارد (إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى)، فلم يكن النفي ساريًا على الجميع.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَـاـوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَـاـتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ(101) يونس.
فلأجل أن طلب النظر إلى آيات السموات والأرض كان عامًا، والمبلغ لهذا الطلب هو النبي صلى الله عليه وسلم، فأغنت من آمن بها، ولم تغن من لم يؤمن بها، ثم تحول من بقي من المبلغين إلى الإيمان بعد الفتح.
وما بقي من مواضع الحذف فبسبب الجزم كما في قوله تعالى: (فَجَعَلْنَـاـهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ (24) يونس.


الفعل السادس: يناد
في قوله تعالى: (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ(41) ق.
حذفت الياء في نداء المنادي في الآخرة ليقوم الناس أحياء بعد أن كانوا أمواتًا، (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ(42) ق، فكان النداء لحياة لا موت بعدها، واستمرار لا توقف له.
أما إثباتها في قوله تعالى: (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَـاـنِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ(193) آل عمران.
فلأجل أن النداء إلى الإيمان خاص في الحياة الدنيا، ولأن هذا النداء يتوقف عند حصول الاستجابة من المنادى إليه، فأثبتت الياء لانقطاع استمرارية النداء، أو التحول عنه.


الفعل السابع: نبغ
في قوله تعالى: (قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى ءاثَارِهِمَا قَصَصًا(64) الكهف
حذفت ياء نبغي في قول موسى عليه السلام؛ لأن فقدان الحوت هو العلامة الموصلة إلى الرجل الصالح؛ لينطلق معه متعلمًا منه مما علمه الله، ولأن لقاء الرجل الصالح ليس هو نهاية البغية؛ بل هو بداية الاستمرار في المصاحبة، فلأجل ذلك كان حذف الياء.
أما إثبات الياء في قول أخوة يوسف؛ (قَالُوا يَـاـأَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَـاـعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا (65) يوسف.
فلأجل أن بغية أخوة يوسف انتهت بالحصول على بضاعة يبادلونها في مصر، فلما وجدوا بضاعتهم ردّت إليهم؛ قالوا قولهم هذا، وفي التفسير قالوا لأبيهم: ما نبغي منك شيئاً لقد وجدنا بضاعتنا ردت إلينا، وافتقارهم إلى البضاعة بان في تعليل يوسف عليه السلام لردها عليهم؛ (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(62) يوسف.
وكذلك وصفهم لسوء حالهم وبضاعتهم وطلب التصدق عليهم؛ (قَالُوا يَـاـأَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَـعَةٍ مُزْجَـاـةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ(88) يوسف.


الفعل الثامن: يقص
في قوله تعالى: (قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنْ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَـاـصِلِينَ(57) الأنعام.
ذكر هذا الفعل زيادة عن الأفعال السبعة لوجود قراءة أخرى له؛ وقد حذفت الياء على قراءة من قرأ (يَقْضِ) بدلاً من (يقصُّ)؛ لأن حذفها يجعل الرسم صالحاً للقراءتين معاً ... هذا من جانب، ومن جانب آخر؛ فإن الله سبحانه وتعالى يقضي بالحق دائمًا، ولهذا المعنى يصلح حذف ياء يقضي أيضاً، ولو لم يقرأ إلا بها.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
أبو مُسْلِم / عبد المَجِيد العَرَابْلِي

العرابلي
24-11-2008, 09:54 AM
بسم الله الرحمن ا لرحيم
سر حذف ياء الأسماء الأصلية في الرسم القرآني


الأسماء الثلاثة عشر التي حذفت فيها الياء

الاسم الأول : المتعال
في قوله تعالى: (عَـاـلِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَـاـدَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ(9) الرعد
حذفت الياء في صفة الله "المتعالي" لأنها صفة علو لله تعالى، وهي صفة دائمة لله عز وجل لا تحول عنها.



الاسم الثاني: الداع
في ثلاث مواضع؛
في قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ(186) البقرة.
حذفت ياء (الداعي) في هذا الموضع لاشتمال الاستجابة كل داعٍ، وكل دعاء، ولا تقف عند داعٍ بعينه أو دعوة خاصة لأحد.
أما حذفها في قوله تعالى: (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ(6) القمر.
وفي قوله تعالى: (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَـاـفِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ(8) القمر.
فلأجل أن الداعي فيهما يدعو إلى جزاء للكافرين دائم لا تحول له.
أما إثباتها في قوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِي لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتْ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا(108) طه.
فلأجل أن الداعي يدعو إلى موقف الحساب، ويقودهم إليه، وليس هذا بموقف دائم، وله زمن محدد ينتهي عنده، وما بعده إما إلى الجنة وإما إلى النار.



الاسم الثالث : صَالِ
في قوله تعالى: (فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَـاـتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ(163) الصافات.
حذفت ياء (صالي) لإفادة الديمومة في دخول النار، ومقاساة حرها وعذابها الذي لا يتوقف ولا ينقطع.



الاسم الرابع : المهتد
في قوله تعالى: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَـاـتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) الكهف.
وفي قوله تعالى: (وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَـاـهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَـاـهُمْ سَعِيرًا(97) الإسراء.
حذفت ياء (المهتدي) في الموضع الأول والثاني لمن ثبتت له الهداية الدائمة، ويقابل من ضل ضلالاً دائمًا لا يجد له وليًا مرشدًا، ومأواه جهنم كلما خبت زادهم سعيرًا.
أما إثباتها في قوله تعالى: (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَـاـسِرُونَ(178) الأعراف.
فلبيان أن المهتدي بما أعطاه الله من الآيات والبينات قد يقع في الفتنة والغواية، وينسلخ من آيات الله، ويكون من الضالين، وقد سبق هذه الآية من كان مثالا على ذلك؛ في قوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَـاـهُ آَيَـاـتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَـاـنُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) ....(177) الأعراف، فكانت الآية تعقيبًا على من لم يستمر على الهداية، وتحول عنها، فثبتت ياء التحول ولم تحذف.


الاسم الخامس: الباد
في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَـاـهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَـاـكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ(25) الحج
الباد في هذه الآية كل من لم يكن من أهل مكة، وبلده خارجها أو بعيدة عنها، وهذا حال لكثير من الناس بصفة دائمة، لذا حذفت ياء البادي، فلن تخلو الأرض يومًا من ساكن فيها خارج مكة، وهم الأكثر والسواد الأعظم إلى يوم القيامة


الاسم السادس : واد
في قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَـاـأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَـاـكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَـاـنُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ(18) النمل
النمل من الحشرات التي لا تكاد تخلو أرض من نوع من أنواعها التي تتخذ الأودية مساكن لها، وهذا من الأمور الدائمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فناسب ذلك حذف الياء، وكذلك إضافة الوادي إلى النمل فصار علمًا دائمًا للنمل.



الاسم السابع : الواد
ذكر الواد في أربع مواضع:
في قوله تعالى: (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى(12) طه.
وفي قوله تعالى: (فَلَمَّا أَتَـاـهَا نُودِي مِنْ شَـاـطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَـاـرَكَةِ مِنْ الشَّجَرَةِ أَنْ يَـاـمُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَـاـلَمِينَ(30) القصص.
وفي قوله تعالى: (إِذْ نَادَـاـهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى(16) النازعات.
وفي قوله تعالى: (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ(9) الفجر.
الأودية التي ذكرت في هذه الآيات وآية النمل إنما هي أودية خاصة، والأودية من المواضع الدائمة المستمرة في جغرافية الأرض، والتي تزداد ولا تنقص في معظمها، فحذف ياء الوادي أنسب لها.



الاسم الثامن : كالجواب
في قوله تعالى: (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَـاـرِيبَ وَتَمَـاـثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَـاـتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ(13) سبأ
الجفان :القدور، والجواب : الحياض الكبيرة التي يجمع فيها الماء للإبل، أو التي في الجبال يجتمع فيها ماء المطر، وهذه الجوابي جمع جابية من الأشياء التي لا يستغني عنها الناس لما وضعت له، وإن لم يصنعها من الطين والحجارة صنعها من المعادن، وشبهت الجفان بها لبيان ضخامة حجمها، وطول عمرها الذي ناسب حذف الياء منها، ودائمًا المشبه؛ أقصر أحدث عمرًا من المشبه به، والحذف كان في المشبه به.



الاسم التاسع : التلاق
في قوله تعالى: (رَفِيعُ الدَّرَجَـاـتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاَقِ (15) غافر
يوم التلاقي هو يوم القيامة، يوم الخلود، يوم يلاقي كل واحد عمله فيه فيخلده؛ إما في الجنة، أو يهوي خالدًا في النار، فحذفت ياء التلاقي ليتعاضد الرسم مع المعنى في بيان خلود ذلك اللقاء بين الإنسان وعمله وفي هذا نذارة عظيمة.



الاسم العاشر : التناد
في قوله تعالى: (وَيـاَـقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ(32) غافر.
حذف الياء في التنادي كحذفها في التلاقي، إذ يوم التنادي هو يوم القيامة؛ فمن نودي لرحمة الله فهو في رحمة دائمة لا يخرج منها، ومن نودي لعذاب الله فهو في عذاب لا يفارقه، لا العذاب ينتهي ولا هو يموت فيفارقه.
أما إذا أريد بيوم التناد يوم ينادي بعضهم بعضًا للتجمع أو الهرب من العذاب يوم وقوعه، وهذا ما يبينه بعدها القول المفسر له؛ (يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) غافر، ولا إدبار لأحد يوم البعث. وقد كان منهم التنادي للخروج للحاق ببني إسرائيل، وجاءهم الهلاك بهذا الخروج، ولم يكن لهم عاصم من الله يوم أغرقهم أجمعين.
والتخويف من العذاب الأقرب أولى من التخويف من العذاب الأبعد لقوم لا يؤمنون، وقد خوفهم بما حدث لمن سبقهم؛ (وَقَالَ الَّذِي ءامَنَ يَـاـقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ (31) غافر.



الاسم الحادي عشر : الجوار
في قوله تعالى: (وَمِنْ آيَـاـتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَـاـمِ(32) الشورى
وفي قوله تعالى: (وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَـاـمِ(24) الرحمن.
حذفت ياء (الجواري) لأن السفن لا تتوقف في البحر، والذي يمنع حركتها هو تثبيتها بالمرساة، وتظل الأمواج والمد والجزر يحركها باستمرار، ويقوي ذلك استعمال حرف الجر (في) البحر؛ الذي لا يستخدم إلا مع وجود الحركة؛ والجواري هي تسمية للسفن في حال الحركة والجريان، وقد ناسب حذف الياء استمرار السفن في جريها، وسيرها في حاجة الناس، وحاجة الناس دائمًا في ازدياد لها.
أما حذفها في قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ(16) التكوير.
فلأجل أن النجوم لا تتوقف في سيرها، وإن غلب ضوء الشمس ضوءها في النهار فتعذر رؤيتها، فناسب الحذف استمرار النجوم في سيرها الذي لا يتوقف.



الاسم الثاني عشر : المناد
في قوله تعالى: (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ(41) ق.
حذفت الياء في (الفعل ) و (الاسم) معاً لما يترتب على نداء المنادي من إجابة لحياة مستمرة لا مثيل لها، ولا غياب لأحد عنها، ولا انصراف ولا رجوع بعدها؛ إجابة للبعث الدائم والحياة الجديدة التي لانهاية لها، ولا موت يأتي عليها.



الاسم الثالث عشر : هاد
في قوله تعالى: (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(54) الحج.
الهداية في الموضع الأول من الله، والله هو الهادي إلى صراط مستقيم، وهدايته دائمة، فحذفت لذلك الياء.
وأما حذفها في قوله تعالى: (وَمَا أَنْتَ بِهَـاـدِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلَـاـلَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَـاـتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ(53) الروم
فلأجل أن أصل الهداية ليست من الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما هي من الله تعالى، وإنما على الرسول الدعوة والبلاغ، وإقامة الحجة عليهم، .
وأما إثباتها في قوله تعالى: (وَمَا أَنْتَ بِهَـاـدِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَـاـلَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَـاـتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ(81) النمل
فلأجل أن النفي لم يدم في كثير من الناس الذين دعاهم الرسول إلى الهداية، إذ أنهم بعد عدم استماعهم للرسول، وعداوتهم لله ورسوله؛ تحولوا بعد هداية الله لهم إلى جند مدافعين عن الإسلام، ونصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى قبلها لرسوله: (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) وتوكل الرسول على الله في دعوته لهم إلى الإسلام، وترك ما هم عليه من الكفر والشرك؛ واستمراره بالدعوة لهم، ومجاهدتهم؛ جعل الجزيرة كلها تدخل برحمة الله قبل موته صلى الله عليه وسلم في دين الله أفواجا.
والعمي في آية الروم من النوع الذي لا يريد الإبصار، فيعجز عن هديهم، ويموتون على عماهم.
والعمي في آية النمل من النوع الذي لم يعرف النور من قبل، ويؤمل في هديهم مع الاستمرار في دعوته.
بهذا ينتهي النوع الأول في حذف الياء الأصلية في الأفعال والأسماء

أبو مُسْلِم/ عبد المَجِيد العَرَابْلِي

ألنشمي
24-11-2008, 10:29 AM
000
00
0

بارك الله لك اخي الفاضل

وجزاك ربي خيرا

ونفع بهالطرح القيم المفيد


دمت بخير

العرابلي
25-11-2008, 09:47 AM
000
00
0

بارك الله لك اخي الفاضل

وجزاك ربي خيرا

ونفع بهالطرح القيم المفيد


دمت بخير



دمت أخي النشمي بكل خير وعافية
وبارك الله فيكم
وأحسن الله إليكم

ابن العميد
25-11-2008, 11:41 AM
بارك الله بك اخي الغالي

موضوع قيم ومفيد

شكرا لك

ودمت بخير

العرابلي
25-11-2008, 12:26 PM
بارك الله بك اخي الغالي

موضوع قيم ومفيد

شكرا لك

ودمت بخير

وبارك الله فيك يا أخي العزيز
وأحسن الله إليكم

dawaimeh
25-11-2008, 01:41 PM
معلومات قيمة وأول مرة أقرأها وأعرفها ؛؛؛
جزاك الله أخي العرابلي عليها وبارك بك وجعها في ميزان حسناتك .....

العرابلي
25-11-2008, 01:54 PM
معلومات قيمة وأول مرة أقرأها وأعرفها ؛؛؛
جزاك الله أخي العرابلي عليها وبارك بك وجعها في ميزان حسناتك .....


بارك الله فيك يا أخي
وبارك الله لك في مرورك
وجزاك الله بكل خير