المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلى هل كانت عاشقة فعلا



افراح
13-11-2002, 07:05 PM
لم يكن قيس بن الملوح العاشق الاول في العالم العربي القديم .. فقد سبقه الكثير من العشاق .. ولكن قيس تميز عنهم بشفافيته المفرطه وشعره السلس وايضا تميز بالشرف العالي والنسب ورفضه بمحاربة عمه وانزوائه وحيدا في البراري يلتمس ظل حبيبته بين السراب والشمس .. وكان فيما مضى له حظوة عند عمه الا ان شيئا ما كدر صفو العلاقة فجائه مع نفر من القبيلة وتكلم مع شقيقه طالبا منه بان يكف قيس من دخول مضاربهم مهددا بقتله .. ولم يكن قيسا موجودا الا انه حضر قبل انفضاض المجلس وفوجيء بكلام عمه فاستمع اليه حتى فرغ ثم نهض من مكانه واشار بيده الى عمه قائلا :



(( اتلومونني والحب قاتلي .. اانتم من الخلان ام من عواذلي ))

(( فلو ان فيكم من جرب الهوى .. لادرك ان الامر فوق تحملي ))

(( فياأيها الشيخ الذي ضل وافترى .. انك امام الله والناس قاتلي ))



ولم يصدق قيس بان عمه جادا في قتله .. فدخل مضاربه واخذ يتجول باحثا عن حبيبته وفيما هو مشغول مرق سهم طائش اصابه في كتفه .. ولم يفطن قيس لهذا السهم الا بعد فترة عندما وقعت يده الى جانبه .. فتأكد وقتها بأن عمه جادا في تهديده .. فخرج هائما حتى التقطه بعض اهله وطببوه حتى شفى .. وبات يغلي كالماء وهو يتنفس عطر ليلى .. حتى ضعف ونحل واتخذ من البراري سكنا له .. وفيما امير من العرب يسير اذ رجل من حاشيته يشير برمحه الى جثة مرتمية بالارض يغطيها التراب .. فنزل الامير ورفع رأسه .. فنظر قيس الى هذه الوجوه الغريبه وقال :


(( ياهل ترا .. عيني ترا .. ااجد اثر ليلي بينكم .. اصدق الفؤاد .. ام كذب النظر ))


فبكي الامير .. وقال له : أأنت قيس بن الملوح فلم يرد .. فقال له الامير .. والله اني ذاهب لعمك اخطبك اياها فان رفض لاقاتلنه حتى الموت .. وذهب الامير في حاشية له تقدر بالف فارس حتى سد مضارب عمه ونزل الامير ومعه قيس .. فلما نظر عمه الى قيس عرف وادرك سبب هذه الزيارة .. واستقبل الضيف .. وبعد واجب الضيافة قال له الامير ان معي رجل تعرفه وهو ابن شقيقك .. واني والله جئت اليك خاطبا ليلى له واني كافله .. فانظر بالامر .. فقال عمه ارجني حتى أسال ليلي .. فدخل العم على ابنته وابلغها بما حصل وقال لها : اليوم اما ان يرفع ابوكي راسه بين العرب واما هو الموت فلن اعيش ابدا وانا اراكي مع قيس فخرجت ليلى الى الامير وقالت له اهو امر ام الدين والشرع فقال الامير بل هو الدين والشرع فقالت والله اني لا اريد قيسا ولا ارغب به زوجا .. فصعق قيس من هذه الاجابة التي لم يكن يتوقعها .. وذهل وانسل خارجا من القوم ذاهبا الى التلال والبراري يبكي ويصيح وينشد الشعر .. ثم زفت ليلى الى امير يدعي الورد ولكنها لم تعش معه طويلا فقد مرضت مرضا شديدا وطلبت بان تموت وسط اهلها فوافق الامير على طلبها وارجعت الى اهلها وسط حفاوة وتكريم كبير ولكنها ماتت في الطريق .. وكان قيس بن الملوح جالسا عند صديق في خرابة قديمة يعلوها الصخر والحجارة .. فنهض قيس فزعا ونظر في السماء كالمجنون .. فاستقبله صديقه بصدره ولكن قيس فلت منه واخذ يصيح .. ليلى .. ليلي ز.. انها تناديني .. واسرع الخطا .. ولحقوا به بعد أن ظهرت عليه علامات الجنون .. ولكنهم لم يلحقوه .. وبعد ايام من البحث عنه وجدوه منكفئا على قبر ميتا وفيما هم واقفين حضر عمه وسط رجاله وحاشيته وبكي من المنظر وقال انه قبر ليلى .. والله اني ظلمتهمها

هذا هو الحب الشريف الطاهر جيث نستخلص من هذه القصة بما يلي :
1- ان قيس لم يحاول الاتصال بليلى من وراء اسوار مغلقه ولم يحاول تدنيس شرف عمه او المساس به
2- وافق قيس على هذا الظلم ولم يحاول مقاتلة عمه او الوقيعه بينه وبين ابيه وفضل الانصراف للبراي يحمل جرحه وحده
اما ليلي :
1- لم تحاول مخالفة اهلها وارتضت بقرارهم
2- لم تحاول الاتصال بقيس او ابعاث رسائل له او مخاطبة من وراء اهلها
3- برغم من حبها لقيس الا انها رفضت بان ينزل رأس ابيها وسط العرب وفضلت الموت على عار اهلها

انظروا وتفكروا ووقتها اكتبوا الشعر