نظرة في الصحافة العربية ( مهم )

[افراح]

لم يعرف العرب الصحافة ولم يتعاملون بها كنص وحرفة
الا انهم كانوا يستعملون عوضا عنها االمنشورات التي كانت تعلق في الاسواق والتي يكتب بها اوامر الوالي
او الاوامر الجديدة التي وصلت من امير المؤمنين .. وهي تشبه اليوم الصحف الرسمية ذات الطابع الحكومي التي يكتب بها المراسيم الملكية او الجمهورية او الاميرية
وفي بداية القرن السابع عشر بدأ العرب يتنبهون لهذا النوع من الاعلام فصدرت بعض الصحف بمجهودات شخصية
لكنها لم تستمر حيث كانت تقمع من قبل السلطة العثمانية وفي نهايات القرن الثامن عشر قام بشارة تقلا وهو لبناني الجنسية بتاسيس او دور عربية للنشر في مصر حيث اصدر جريدة الاهرام .. اما في الوطن العربي فلم يعرف عنه هذا الاهتمام من قبل الحكومات ولكن كانت هناك محاولات كما اشرنا .. وهي محاولات فردية كانت تموت سريعا بسبب التكلفة المادية في الطباعة حيث لم تكن هناك مطابع الا في لبنان ومصر
وفي الكويت عرفت مجلة البعثة .. وفي نهايات الخمسينات ومطلع الستينات قامت اول دور نشر كويتية اسسها السيد عبد العزيز المساعيد رحمة الله عليه وقد قامت الحكومة بدعم هذه الصحف التي توالت بعدها
وعرف لبنان في صحافته وايضا سوريا ومصر
ولكن هل كانت هذ الصحف حرة
نعم كانت صحف حرة .. وسبق ان كتب توفيق الحكيم مسرحية في جريدة الاهرام عن الملك نفسه حيث وصفه جالسا في بيته ورئيس الوزراء يعرض عليه اسماء التشكيل الوزراي وكلما ذكر اسم ربط الملك حذائه وقال طز فيرد رئيس الوزراء اعتمد
وقد استغرب الملك فاروق عندما عرضت عليه هذه المسرحية وسأل عن توفيق الحكيم هل هو حزبي فقالوا له لا فقال هل ورائه انصار او جماعات تدعمه فقالوا له لا .. فازداد استغرابه وقال دعوه يكتب انه مجنون
وفي لبنان لم تتوقف صحفها عن نقد الحكومات اللبنانية المتعاقبة وعندما اعلن الرئيس كميل شمعون الحكم العرفي في بلده انبرت له الصحف اللبنانية في النقد الجارح والجارح جدا واخبرته انه بهذا التصرف سيجعل الغرب يحتلون بلده وبالفعل بعد ايام نزل الجيش الاميركي في مطار لبنان واحتل مساحات كبيرة من ارضه
اما في الجزائر وتونس فكانت الصحافة ولا تزال حرة .. ففي تونس هاجمت الصحف التونسية الرئيس بورقيبة في الخمسينات واتهمته بالعمالة عندما طلب من العرب بان يقيم صلحا مع اسرائيل ومع ان الرئيس اعتقل بعض الصحافيين الا ان الصحافة لم تتوقف عن مهاجمته
وفي الجزائر بعد انتصار الثورة هاجمت الصحف بن بللا واتهمته بالمروق عن مباديء الثورة حتى اضطرته للهجرة بعد صراح ومواقف لا داعي لذكرها ..
وفي العراق هاجمت الصحف العراقية رئيس الوزراء العراقي وعابت على وصي العرش عبدالاله عندما استقبل الشاه في الخمسينات اثناء ثورة محمد مصدق في ايران وهروب الشاه مع زوجته ثريا الاولى قبل زواجه من فرح ديبا حيث هاجمت الصحف رئيس الوزراء ووصي العرش لانهما استقبلا محمد رضا بهلوى
ان الصحافة العربية حرة وذات طابع ديمقراطي شديد الخصوصية
واما عن ابوابها فان لبنان كان اول من وضع الباب السياسي او المطبخ السياسي في صدر الصفحات الاولى
ولبنان هم اول من وضعوا باب المجتمع في الصحف المحلية
ولبنان هم اول من وضعوا باب المحليات في الصحف العربية
ولبنان هم اول من وضعوا باب للقراء لكتبوا اراؤهم وبذلك تخلصوا من مشكلة تعطيل صحفهم بعد ان اكدوا للسطات
ان مايكتب من اراء في جريدتهم لا تعكس وجهة نظرهم فكانوا يكتبون باسماء مستعارة
ولبنان هم اول من اقام المجلات المصورة
وهم اول من اقاموا صحف المهجر في الخارج وأسسوا دور نشر كبيرة لازال بعضها يعمل حتى الان
كما ان للبنانين يد في تطوير الصحف العربية والخليجية من خلال الاخراج الفني والتبويب والمنشتات
اما المصريين فكان لهم دور كبير في الريادة في صحف الاثارة خصوص افي فترة الخمسينيات
واثناء المد الناصري في الوطن العربي