المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دوبفوار وسارتر جنسان متحدان



افراح
08-11-2002, 08:47 PM
لم تكن سيمون دبوفوار امرأة عادية انها شكل اخر من اشكال الفكر والثقافة الفرنسية ونموذج مختلف مغاير عما نعرفه من اشكال المذاهب الانعتاقية .. انها امرأة وجودية بمعنى الكلمة .. عاشقة لكل شي وحياتها عبث منظم
وربما زادها عبقا عندما تعرفت على جان بول سارتر هذا المجنون الفرنسي فاقامت معه علاقة حميمة واستمرت حتى الموت دون زواج ..
انعتقت من شي ما بداخلها وارتفعت في شي ما لا نفهمه .. لكنها تفهمه وحدها .. وبحثت في كل شي .. وعاشت زمن مع ابسط الافراد فهما .. وتفهمت ودرست ونضجت في فكره مجنونه انها الوجودية الشاملة ..
لم تستغرب عندما وجدت رجلا مسنا عند صخرة يحنو عليها بشكل غريب سالته عنها فأجابها ودموعه تسبقه انه ولدي الوحيد لقد تحول الى صخرة .. اني لا افارقه ابدا اخشى عليه من الناس .. لم تستغرب دبوفوار فكرته وتعاطفت معه وسألته ولكن كيف تحول ابنك الى صخرة فرد الرجل لقد مات وحطت روحه في هذه الصخرة
ولم تستغرب عندما وجدت رجلا يرفع جثة ويربطها فوق جذع شجرة ثم جلس تحتها يبكي سالته فأجاب اننا نرفع جثثنا عن الارض نريد ارواحها ان لا تدفن نريد عودتها ثانية ..
وعندما التقت مع جييفو ستيرت الكاتب المسرحي سألته فيما اذا ينتظر من صديقته ولد غير شرعي
فهز رأسه بالرفض وقتها ادركت انحطاط المرأة انها سلعة رخيصة لكنها وجدت في مفهوم اخر ان هذا الامر يدفع المرأة لعالمية اكثر وشمولية ابدع عندما تحس انها غير مقيدة الا بقيمها واخلاقياتها التي ترسبت بها .. هذا فكرهم
وتعرفت على سارتر انه مبدع حقا ورجل من نوع اخر لم تمانع ان تتكيف معه لكنها رحلت بصحبته في عالمه الخاص
وكونا فردين بجسد واحد
اما سارتر الذي ابدع في مسرحيته الذباب فكان مختلفا انه يحمل فكر مغاير مبدع
انه يرى ان كل شي ممكن اعادته ثانية لكن بصورة مختلفة
وعندما التقت بصديقتها ّان سالتها فاجابت انها تعيش نفس واقع مدام شاترلي ان لديها نفس المزارع القوي الذي يجبرها على الرضوخ ضحكت من كلامها انه يذكرها بمذكرات بيت الموتى شي مضحك فعلا ردت عليها
سيكون الجمال افضل عندما تحتضن جسدا ناعما قال لها جان بول سارتر
انه يداعبها دائما في مسرحياته
لقد رحلا الان
ولم تبق منهما سوى كتاباتهما
من المهم قراءة كتاب (( الذباب )) انها مسرحية رائعة