Petals
19-03-2008, 11:45 PM
تقول الحكاية أن الله حين قسم الرزق نثره الحضرمي غير راض به فحكم الله عليه بالهجرة يلتقط رزقه في بقاع الأرض المختلفة.. !! هذه القصة أتت للتدليل على مدى ارتباط الحضرمي بالهجرة وكأنها أساس في تركيبته مكتوبة عليه جيلا بعد جيل.. !!
قدمت قناة العربية وعلى مدى ثلاثة أجزاء برنامجها المرتقب "هجرة الحضارم" معنونة الحلقات الثلاث على التوالي بالتاريخ والهجرة والوفاء.
وكما تدل العناوين فقد أتى الجزء الأول سردا تاريخيا لحضرموت وقدمها الضارب عمقا مذكورة في التوراة وعرفها الإغريق إلى جانب العمارة الحضرمية وأوجه التشابه مع مثيلاتها في الدول العربية كورزازات بالمغرب مثلا ولعل أبرزها حينما تحدثت مهندسة معمارية من العراق عن أساليب البناء التي يتميز بها ذلك الجزء اليمني الأصيل وكانت الوالدة تقوم مشكورة بالاستطراد في شرح ما تقوله المهندسة وأحيانا تسبقها في ذكر أسماء المواد والمناطق وتكمل عنها جملها :)
ثم أتى الجزء الثاني عن الهجرات ذاكرا لا على سبيل الحصر مناطق يتركز فيها الحضارم في العالم خصوصا شرقه الأدنى كإندونيسيا وماليزيا مثلا إلى جانب الهند وأفريقيا ودورهم في نشر الإسلام، ذوبانهم ووصولهم لمراكز عليا وحتى نكباتهم في بلاد المهجر وعودة البعض ليكون خاتم الأجزاء الثلاثة محصورا بالمملكة العربية السعودية..
عموما أو بالتحديد خصوصا بالنسبة للعائلة، وحتى لنا كجيل تربى على الرواية الحضرمية المتواترة والمتكررة تماما كالحكايات القديمة، لم يأت البرنامج بجديد سوى اللهم الحديث عن دور الجانب الشرقي للبلاد الإسلامية في الثقافة والطباعة وكيف أن أُهتم بالدور العربي (العرب المسيحيين) في نشر الطباعة والثقافة والأدب عموما في العالم العربي على الرغم من تجارب المسلمين الشرقيين..
أخذ البرنامج حقه في الانتقاد والإشادة تجاوزتا السباب والشتم كأي تجاوب عربي!! خصوصا في جزئه الثالث أحد أكثر الأجزاء حساسية بالنسبة للحضرمي! مع شيوع الإحباط والسخط منه أكثر كونه لم يرتقِ لما تمنى البعض أن يكون على الرغم من توقعاتهم أنفسهم مسبقا بأنه سيخفق .. !!
وبصفة عامة فالمآخذ أو عدم الرضى على البرنامج بالتأكيد موجودة كتجاهل أحد أهم التحديات التي واجهت المهاجر الحضرمي في نهاية القرن العشرين كحرب الخليج الثانية وتبعاتها والتي يسموها عادة بأزمة الخليج ...
إلى جانب مآخذ أخرى سيجدها المطلع في الإنترنت منها بعض المقولات بخطأ بعض الحقائق التاريخية إلى جانب رفض أو عدم ارتياح كون البرنامج من إنتاج "مرعي بن محفوظ" وربما مرد ذلك التخوف من عدم الحيادية وتحوله-أي الوثائقي- لنوع من السيرة والتمجيد الذاتي للبعض... !! ومما عزز الشعور إياه التركيز على عائلات بن محفوظ وبقشان ومن ثم بن لادن كأحد أبرز الأمثلة للجيل الحضرمي ذوي المكانة العالية في السعودية وتجاهله لبعض الأسماء الأخرى المهمة ، العمودي مثلا..
طبيعي أن يحمل البرنامج ردات فعل متباينة خصوصا فيما يتعلق بتجاهل بعض الشخصيات المعروفة كون ذلك سيؤخذ أولا من منظور القبلي والإهانة والتشويه المتعمد، وهذا حال البرامج الوثائقية خصوصا حينما يتعلق الأمر بالمصداقية وتقصي الحقائق ولعل من التعليقات أولا ما يتعلق بمصداقية قناة العربية ذات المنظور والوجهة التجارية بحسب تعبير البعض واتهامها مرارا بتحرير التاريخ وفق متطلباتها ...
وفي النهاية لعلنا سنعتبر البرنامج وثائقيا محدودا قاصرا أخذ المسألة من باب نصف الحقيقة، فمهمته التعريف بالحضارمة عموما والأصول الحضرمية المتنامية الأطراف في الكثير من الدول من شرق آسيا لغربها وحتى أفريقيا...مع التشديد بأن "هناك أكثر مما تراه العين" كما يقول المثل الغربي .. أو كما نقول نحن مهولين وأقولها هنا رمزا " وما خفي كان أعظم". :)
من ناحية أخرى كانت الاهتمامات المختلفة لعائلتي في متابعة البرنامج، فمن ناحية كان أبي ،الوحدوي حتى النخاع، قد اعترض على تخصيص البرنامج بالحضارمة وكأن البرنامج ينطوي على نوع من النزعة (الانفصالية) أو المرتزقة بحسب تعبير الوالد ... !! ، لكن هذا لم يمنعه من متابعة الإعادة صباح اليوم التالي للحلقة كأي حضرمي فخور، وبالنسبة لأمي والتي ربما تعرف مسبقا حوالي 80% ما جاء في البرنامج اهتمامها انصب على معرفة أسماء كل من تحدث فيه خصوصا، وهو الفضول الحضرمي في معرفة أصول الفرد .. والتي كانت ولعلها لا زالت تحدد قيمة الشخص بالنسبة للحضرمي مع الاستثناءات مما يتماشى مع المثل "جَعْفَرتني يا حقي" للتدليل بالمدى الذي تلعبه القيمة المادية للفرد .. !! وكانت مفاجأتها لا توصف عندما قلت لها متحولة كلية نحوها لتفقد التغييرات التي ستطرأ على قسمات وجهها بأن المتحدث بالإنجليزية الماثل أمامها الغربي الهيئة هو ،مفكر إسلامي وهذه لكم، من العطـاس!
ولعل من أبرز اللحظات طرافة في البرنامج والتي أغرقتني في الضحك هي حين استشهد المعلق بمثل حضرمي يستخدمه أخي عمر-موست وانتد- كثيرا وجدا كآخر جملة نطق بها قبل نهاية الحلقة الثانية بـ "قَعْ نملة وكل سكر" ....!!!
هذا ودمتم ..
قدمت قناة العربية وعلى مدى ثلاثة أجزاء برنامجها المرتقب "هجرة الحضارم" معنونة الحلقات الثلاث على التوالي بالتاريخ والهجرة والوفاء.
وكما تدل العناوين فقد أتى الجزء الأول سردا تاريخيا لحضرموت وقدمها الضارب عمقا مذكورة في التوراة وعرفها الإغريق إلى جانب العمارة الحضرمية وأوجه التشابه مع مثيلاتها في الدول العربية كورزازات بالمغرب مثلا ولعل أبرزها حينما تحدثت مهندسة معمارية من العراق عن أساليب البناء التي يتميز بها ذلك الجزء اليمني الأصيل وكانت الوالدة تقوم مشكورة بالاستطراد في شرح ما تقوله المهندسة وأحيانا تسبقها في ذكر أسماء المواد والمناطق وتكمل عنها جملها :)
ثم أتى الجزء الثاني عن الهجرات ذاكرا لا على سبيل الحصر مناطق يتركز فيها الحضارم في العالم خصوصا شرقه الأدنى كإندونيسيا وماليزيا مثلا إلى جانب الهند وأفريقيا ودورهم في نشر الإسلام، ذوبانهم ووصولهم لمراكز عليا وحتى نكباتهم في بلاد المهجر وعودة البعض ليكون خاتم الأجزاء الثلاثة محصورا بالمملكة العربية السعودية..
عموما أو بالتحديد خصوصا بالنسبة للعائلة، وحتى لنا كجيل تربى على الرواية الحضرمية المتواترة والمتكررة تماما كالحكايات القديمة، لم يأت البرنامج بجديد سوى اللهم الحديث عن دور الجانب الشرقي للبلاد الإسلامية في الثقافة والطباعة وكيف أن أُهتم بالدور العربي (العرب المسيحيين) في نشر الطباعة والثقافة والأدب عموما في العالم العربي على الرغم من تجارب المسلمين الشرقيين..
أخذ البرنامج حقه في الانتقاد والإشادة تجاوزتا السباب والشتم كأي تجاوب عربي!! خصوصا في جزئه الثالث أحد أكثر الأجزاء حساسية بالنسبة للحضرمي! مع شيوع الإحباط والسخط منه أكثر كونه لم يرتقِ لما تمنى البعض أن يكون على الرغم من توقعاتهم أنفسهم مسبقا بأنه سيخفق .. !!
وبصفة عامة فالمآخذ أو عدم الرضى على البرنامج بالتأكيد موجودة كتجاهل أحد أهم التحديات التي واجهت المهاجر الحضرمي في نهاية القرن العشرين كحرب الخليج الثانية وتبعاتها والتي يسموها عادة بأزمة الخليج ...
إلى جانب مآخذ أخرى سيجدها المطلع في الإنترنت منها بعض المقولات بخطأ بعض الحقائق التاريخية إلى جانب رفض أو عدم ارتياح كون البرنامج من إنتاج "مرعي بن محفوظ" وربما مرد ذلك التخوف من عدم الحيادية وتحوله-أي الوثائقي- لنوع من السيرة والتمجيد الذاتي للبعض... !! ومما عزز الشعور إياه التركيز على عائلات بن محفوظ وبقشان ومن ثم بن لادن كأحد أبرز الأمثلة للجيل الحضرمي ذوي المكانة العالية في السعودية وتجاهله لبعض الأسماء الأخرى المهمة ، العمودي مثلا..
طبيعي أن يحمل البرنامج ردات فعل متباينة خصوصا فيما يتعلق بتجاهل بعض الشخصيات المعروفة كون ذلك سيؤخذ أولا من منظور القبلي والإهانة والتشويه المتعمد، وهذا حال البرامج الوثائقية خصوصا حينما يتعلق الأمر بالمصداقية وتقصي الحقائق ولعل من التعليقات أولا ما يتعلق بمصداقية قناة العربية ذات المنظور والوجهة التجارية بحسب تعبير البعض واتهامها مرارا بتحرير التاريخ وفق متطلباتها ...
وفي النهاية لعلنا سنعتبر البرنامج وثائقيا محدودا قاصرا أخذ المسألة من باب نصف الحقيقة، فمهمته التعريف بالحضارمة عموما والأصول الحضرمية المتنامية الأطراف في الكثير من الدول من شرق آسيا لغربها وحتى أفريقيا...مع التشديد بأن "هناك أكثر مما تراه العين" كما يقول المثل الغربي .. أو كما نقول نحن مهولين وأقولها هنا رمزا " وما خفي كان أعظم". :)
من ناحية أخرى كانت الاهتمامات المختلفة لعائلتي في متابعة البرنامج، فمن ناحية كان أبي ،الوحدوي حتى النخاع، قد اعترض على تخصيص البرنامج بالحضارمة وكأن البرنامج ينطوي على نوع من النزعة (الانفصالية) أو المرتزقة بحسب تعبير الوالد ... !! ، لكن هذا لم يمنعه من متابعة الإعادة صباح اليوم التالي للحلقة كأي حضرمي فخور، وبالنسبة لأمي والتي ربما تعرف مسبقا حوالي 80% ما جاء في البرنامج اهتمامها انصب على معرفة أسماء كل من تحدث فيه خصوصا، وهو الفضول الحضرمي في معرفة أصول الفرد .. والتي كانت ولعلها لا زالت تحدد قيمة الشخص بالنسبة للحضرمي مع الاستثناءات مما يتماشى مع المثل "جَعْفَرتني يا حقي" للتدليل بالمدى الذي تلعبه القيمة المادية للفرد .. !! وكانت مفاجأتها لا توصف عندما قلت لها متحولة كلية نحوها لتفقد التغييرات التي ستطرأ على قسمات وجهها بأن المتحدث بالإنجليزية الماثل أمامها الغربي الهيئة هو ،مفكر إسلامي وهذه لكم، من العطـاس!
ولعل من أبرز اللحظات طرافة في البرنامج والتي أغرقتني في الضحك هي حين استشهد المعلق بمثل حضرمي يستخدمه أخي عمر-موست وانتد- كثيرا وجدا كآخر جملة نطق بها قبل نهاية الحلقة الثانية بـ "قَعْ نملة وكل سكر" ....!!!
هذا ودمتم ..