المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أعاذلي ..!! إليك عني ...* JIAD *



جياد
06-10-2002, 02:23 AM
أحن إليك كيف لا أهواك ** وأعشق أرضك وعبير هواك !!

الأذن تعشق قبل العين أحيانا ....
عشقتها .. وبعنف !

ما زلت أذكر عندما رأيتها لآخر مرة .... وكانت الأولى لي في ربيعي الثامن ..
لم أحظ بغير جدران ربوعها الشاهقة لتثبت في مخيلة طفولتي .... ودموع والدتي عند الفراق !

ثم توالت الأخبار عنها .. على كل لسان .. فكانت تقف أمام عيني كلما أنشد الشعراء زغاريد الحب والهيام !
عجبا !!!
كيف لعاشق أن لايغار على قلب معشوقته !!

هكذا كنت ...
وهكذا كانت ...
متألقه .. شامخة ... تواتر محبيها !!
أذاب قلبي الشوق .. وألهبني البين بسياط الغرام ....

جاءني المبشر ...
بأني القافلة ستزور ديار حبيبتي ...
أبعد خمسة عشر عام ... ؟؟؟!!... يالغفلة العشاق !


في مسيرة القافلة الطويلة .. لم أكن أريد أن أصدق حلمي الجميل حتى أعيشه !
حططت رحالي .. لأجد قلبي قد سبقني وحط رحاله منذ زمن هناك !

نزلت ..
هاأنا أقف على ترابك المؤمن ....
وأنعم بنسمات عانقت أنفاس اطهر الخلق يوما !!
ما إن وضعت قدمي في تلك الرحاب الطاهره حتى اعتلتني قشعريرة من أخمص قدمي إلى مفرق رأسي .. فأصابتني حالة تخدير لكل من هم حولي ....

رهبة .. شوق .. محبة ... لعبتْ بخطواتي لأجدني أستحث الخطا لحمل قلب أثقله الحنين ....
لم أشعر إلا ومرافقي يشد على يدي بلطف ..
ـ ماهو شعورك ؟؟
ـ هززت رأسي .. ولم تنبس شفتاي المطبقتان على عبرة لهفى ببنت شفة !
آثر أن يتركني لوحدي .. حتى لايفسد لحظات لقاء انتظرتها منذ زمن !

مشاعر شارده ..ذات عينان شاخصتان .... في حالة تخدير غريبة .. وكأنها حالة تنويم مغناطيسي تشدني نحو البوابة .... فاشتعلت الرهبة في قلبي عندما تطاولت البوابة أمامي .....
وقفت برهه ... وأنفاسي تقتلني بتزايدها المطرد مع كل خطوة ...
ثم ركعت لأحمل حذائي في يدي ...
ضممته إلى صدري .... ودخلت !

تمثلت أمامي كل القصص التي قرأتها عن أبطال جالوا هنا يوما !!
يإلهي .....
من هنا انطلق صوت الحق ... ترى من أي الأبواب دخل جبريل في صورة الرجل !! تساؤلات خاطفة بدون ترتيب عن كل شيء ... كل شيء....حتى أني سألت نفسي في أي ركن بال الأعرابي ...!!؟؟

بكل صمت حمل عنه صدري الحديث باضطراب حركته ... كبرت أصلي تحية المسجد ....

ما إن سلمت حتى وقفت أجول المسجد بقدمي .. لعلي أحظى بموطئ قدم الحبيب صلى الله عليه وسلم ..
أحمل بين يدي قلبا رؤوما يبحث عن أم تحتضنه ليبكي ....

فتوجهت إلى أحد الأركان ... قبلته .. ثم ضممته .. لن أنسى تسارع نبضات قلبي عندما وضعت يدي على جداره .....
وما إن تركت خدي يمتص برودة الجدار حتى انفجرت أبكي كالطفل ..... ليخرج لهيب الزفرات .. بكيت بحرقة....
وكنت احادث الجدار كالمجنون ... ألست مؤمنه كما أخبر عنك الرسول صلى الله عليه وسلم ...
ويحي ... ماذا صنعت ؟؟؟!!.... لهف نفسي ... يالغفلتي ......
ما أعظم ذنوبي .... ما أشد عقابي إن لم يغفر لي ربي !!!

انفجرت أكثر عندما سمعت صوت المؤذن يقيم الصلاة .... هل يسمعنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ...!!
اخترت اقرب صف إلي ... لم اتمالك نفسي في الصلاة ... وكلما ركعت أجهشت أكثر لتتساقط الدموع من لحيي وتغسل موضع سجودي ...

أتممت صلاتي ... ثم انحنيت أقبل الأرض .... أليست مؤمنه !

تلفت أبحث عن قبره ..... زحام شديد ...
هاهنا يرقد الحبيب صلى الله عليه وسلم .... تردد مضطرب في الخطا لتتسارع ثم توشك أن تقف وانا أتجه نحوه !!

وصلت لأقف على قبره صلى الله عليه وسلم ..... بكل رهبة ألقيت السلام ... ثم تمثل أمامي عليه الصلاة والسلام ... " أأنت حقا رسول الله ؟.. أشهد أنك رسول الله .. أديت الأمانة .. وبلغت الرساله .. ونصحت الأمة .. وجاهدت في الله حق جهاده .."

غضضت طرفي وجِلا ... وتقدمت للروضة أصلي ... قلبت بصري في الروضة .... تمثلت الانهار بين يدي ... الأكواب ... القصور .... وجوه الأحبة ... محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه ....
التفت إلى الازدحام الذي كان يدافعني شوقا وحبا ومنابا إلى الله تعالى ...
ماأشد فقري ... إلهي عبادك سواي كثير .. ومالي رب سواك ..

تالله ماعلى البسيطه افقر مني .... ويلي ... ماأشقاني إن لم يغفر لي ربي ..........



هاأنذا أكتحل بها .... تمنيت أن احشو عيني بكل ما فيها... لأغمض جفني .. واحملها كما هي ... فأبصر ملامحها من حين لآخر !



اللحظات السعيده قصيرة ... لأنعم في طابة بما أعاد لي ثقتي بالحياة .......فودعتها ... متمنيا أعيش ماتبقى لي من عمر فيها ... رحلت بعد أن وعدتها بتجديد اللقاء لعل المنايا تنعم علينا في ربوعها ...


قال صلى الله عليه وسلم :
" من استطاع أن يمت في المدينه ... فليمت ! "

اللهم إنا نسألك شهادة في سبيلك .. وموتة في بلد نبيك ..


***
منقول ......

***


*جيــــــــاد *

ابوفهد
06-10-2002, 07:42 AM
مرحبا بالطيب جياد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما احلى الكلام عن هذه الحبيبة

بل والجلوس بقربها ترتاح النفس

جعلنا الله واياكم وجميع المسلمين

من المحبين لقربها


اخي الحبيب

ان الموت ليس باليد او بالتمنى

متى واين يكون

والا لم يجد سكان طيبة الطيبة

مسكنا لهم من كثر المقابر فيها

لك منى خالص التحية والتقدير

جياد
08-10-2002, 11:54 PM
حياك الله ابو فهد ...

النيه تبلغ مبلغ العمل ...
والمرء يحشر مع من يحب ...

أما المدينة فهي حشاشة قلبي كما كانت كذلك للحبيب عليه الصلاة والسلام ...

نسأل الله تعالى أن يحيينا على الاسلام ..
وأن يمتنا على الايمان ..
وأن يحشرنا في زمرة المتقين ...

عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يدعو فيقول :

اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك .. وموتة في بلد نبيك ..
وكان الصحابة يتعجبون طلب الشهادة في المدينه التي لم تكن مقام جهاد ذلك الوقت ... فلن يكون على أرضها استشهاد !!
بل الجهاد كان في خارجها في الفتوحات الاسلاميه للبلدان ..

لكن الله تعالى بلغ عمر بن الخطاب أمنيه وقتله الشقي ابو لؤلؤة المجوسي ...ليكون ..
شهيدا ... في المدينه !


لكن هل تعلم أن القبور تتحرك فتقرب الصالحه من البلاد المؤمنة .. والعكس ؟؟

اسأل ارسطو عن قصة الرجل والخاتم ...وهو يقولك !!

ولو كنت تذكرها قولها ..
لأني قد سمعت فيها لكني والله مااذكر بالضبط تفاصيلها .... :)



*جيــــــاد *