أرسطوالعرب
05-10-2002, 02:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
سوء الظن وإبطان السوء...والتدابر وحياكة المؤامرات ونسج الأقاويل صفة رجيمة...
وقد أصبحت ظاهرة يتشحها الكثير في هذا الزمان...
وقد نالني وغيري نصيب منها...
حاولت كثيراً تجاوز الموضوع....ولكن النار إن كانت عظيمة لايطفئها غير النار!!!
ولهم أهدي هذا الموضوع
((*إقرأ رعاك الله ما قاله الشيخ عائض القرني ((* تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاه، والحزن لمآسيه حمقٌ وجنون، وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة . إن ملف الماضي عند العقلاءً يطوى ولا يروى، يغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان، يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال فلا يخرج أبداً، ويوصد عليه فلا يرى النور، لأنه مضى وانتهى، لا الحزن يعيده، لا الهم يصلحه، لا الغم يصححه، لا الكدر يحيـيه لأنه عدم . لا تعش في كابوس الماضي وتحت مظلة الفائت، أنقذ نفسك من شبح الماضي، أتريد أن ترد النهر إلى مصبه والشمس إلى مطلعها، والطفل إلى بطن أمه، واللبن إلى الثدي، والدمعة إلى العين، إنك بتفاعلك مع الماضي، وقلقلك منه واحتراقك بناره، وانطراحك على أعتابه تعيش وضعاً مأساوياً رهيباً مخيفاً مفزعاً.
القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر، وتمزيق للجهد، ونسف للساعة الراهنة، ذكر الله الأمم وما فعلت ثم قال: (( تلك أمةٌ قد خلت )) انتهى الأمر وقضي، ولا طائل من تشريح جثة الزمان، وإعادة عجلة التاريخ .
إن الذي يعود للماضي كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلاً، وكالذي ينشر نشارة الخشب . وقديماً قالوا لمن يبكي على الماضي: لا تخرج الأموات من قبورهم، وقد ذكر من يتحدث على ألسنة البهائم أنهم قالوا للحمار لم لا تجتر ؟ قال: أكره الكذب .
إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا , نهمل قصورنا الجميلة، ونندب الأطلال البالية، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا لأن هذا هو المحال بعينه .
إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف؛ لأن الريح تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام والقافلة تسير إلى الأمام، فلا تخالف سنة الحياة . *))
فوالله ما ذكر ما ذكر عبثاً...
إنما ذكر ذلك لأنه الحق... فهذا أيضاً ليس إلا كشف لعورات المسلمين في التقصي عن هفواتهم...
ما وُلد المرء عالماً فهيماً واعياً!!!
وإلا ما فائدة هذه الحياة ؟؟
وأعجب أيضاً لذاك الذي نالوه بنقدهم ودسائسهم بينهم عنه!!!
إليكم قول الشاعر أهدي...
((حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه***فالناس أعداءٌ له وخصوم))
فالنفس أضعف من أن تقف على حقيقة ضعف حيلتها فينمو فيها سوء الحيلة....
وأنظر لهذه الكلمات التي سطرها من ذهب الشيخ عائض القرني أيضاً
((* الرقعاء السخفاء سبوا الخالق الرازق جل في علاه، وشتموا الواحد الأحد لا إله إلا هو، فماذا أتوقع أنا وأنت ونحن أهل الحيف والخطأ ، إنك سوف تواجه في حياتك حرباً ضروساً لا هوادة فيها من النقد الآثم المر، ومن التحطيم المدروس المقصود، ومن الإهانة المتعمدة ما دام أنك تعطي وتبني وتؤثر وتسطع وتلمع، ولن يسكن هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء فتفر من هؤلاء، أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما يسوؤك ويبكي عينك، ويدمي مقلتك، ويقض مضجعك .
إن الجالس على الأرض لا يسقط، والناس لا يرفسون كلباً ميتاً، لكنهم يغضبون عليك لأنك فقـتهم صلاحاً، أو علماً، أو أدباً، أو مالاً، فأنت عندهم مذنب لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك، وتنخلع من كل صفات الحمد، وتنسلخ من كل معاني النبل، وتبقى بليداً غبيًا، صفراً محطماً، مكدوداً , هذا ما يريدون بالضبط .
إذاَ فاصمد لكلام هؤلاء ونقدهم وتشويههم وتحقيرهم " اثبت أحد" وكن كالصخرة الصامتة المهيبة تتـكسر عليها حبات البر لتثبت وجودها وقدرتها على البقاء . إنك إن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت معه حققت أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك وتكدير عمرك ، ألا فاصفح الصفح الجميل، ألا فأعرض عنهم ولا تك في ضيق مما يمكرون . إن نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك ، وبقدر وزنك يكون النقد الآثم المفتعل .
إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاء ولن تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيع أن تدفن نقدهم وتجنيهم بتجافيك لهم، وإهمالك لشأنهم، وإطراحك لأقوالهم (( قل موتوا بغيظكم))
ما أبالي أنب بالحزن تيس
أو لحني بظهر غيب لئيم
بل تستطيع أن تصب في أفواههم الخردل بزيادة فضائلك وتربية محاسنك وتقويم اعوجاجك .
إذا محاسني اللاتي أدل بها
كانت عيوبي فقل لي كيف أعتذر
إن كنت تريد أن تكون مقبولاً عند الجميع محبوباً لدى الكل سليماً من العيوب عند العالم فقد طلبت مستحيلاً وأملت أملاً بعيداً .
قال حاتم :
وكلمة حاسدٍ من غير جرم
سمعتُ فقلت مري فانفذيني
وعابوها علي ولم تعبني
ولم يند لها أبداً جبيني* ))
عجب لا يضاهيه عجب!!!
سوء عملك وما تفعله وسوء ظنك الذي تبطنه وتعتقد أنك أخفيته عن الناس أجمعين...
والذي نفسي بيده ما أخفيت حقيقتك إلا عن نفسك...!!!
فالله يعلمها....وغداً سيعلمها صاحبها وسيعلمها الناس جميعاً...
قال تعالى (( أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم))...
هذه الآية دعها نصب عينيك حينما تبطن سوء الظن...وسوء سريرتك....
فالدنيا دين ...
ففي جنح الليل تبطن دسيستك وصاحبها نائم في سلام...
وفوق العرش القادر على إجبارك بسداد الدين....
فوالله ثم والله لن يسدد دين ظنك سواك...!!!
العذر كل العذر يا من سطرت آيات الله وأحاديثه...
فأنت لست أهلاً لها...
تلك نعائم كنت تتفيأ تحتها فلما لفحتك حر الشمس ولهيب الأرض
رفعت يديك للسماء ودعوت على المظلومين !!!!
وكأني حينما أسمع دعائك وحُمقك أتذكر قوله تعالى (( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير إطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين))
لاتطمئن لما تعلمه من الدين....
فالدين ليس ما تحفظه...بل الدين ما يملاً قلبك !!
ذاك أبو بكر الصديق الذي سلم عليه الله عز وجل وهو لم يفعلها إلا مرتين ...
فماذا قال أبو بكر الصديق للمصطفى...( ما آمنت مكر الله يا رسول الله وإن كانت إحدى قدمي بالجنة)!!!
فمن أنت كي ترفع بيديك للسماء وتدعو الله أن ينزل عذابه من فوق سبع على من ظلمتهم بسوء ظنك وسوء فهمك!!
إسأل نفسك يا من تدعي العلم...
لماذا ملأ جبريل فم فرعون بالتراب؟!!!
ألم يخشى جبريل أن ينطق فرعون بنجدة من الله فيعفو عنه الله ؟؟
وقد بين الله لملائكته أن فرعون إن طلب نجدته لعفا عنه!!!
ذاك من تحدى الله ....
فماذا فعل خصمك الذي ظلمته ودعوت عليه....
رب فوق السماوات يعلم أنك تعلم بأنك لاتعلم....فلا تنتظر إجابة لسؤالك !!!
لننتقل لسورة الحجرات رعاك الله ....
قال تعالى (يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
والذي نفس محمد بيده ليأتينكم يوم تبكي فيه نفسك وظلمك...
ولتعلمن حينها أنني وغيري نعلم هذا اليوم وننتظره لك...كي تقف على حماقة نفسك وجهالتها...
وأعدك...ذاك اليوم ليس ببعيد...
أخي وحبيبي في الله...
ما كتبته هنا لم أكتبه إستعراضاً أو تسلح بسلاح...
ولو كنت أراك خصمي ما أسرفت وقتي في طريقة قتلك بضرب عنقك أم نحرك!!
فكلاهما أعلم...وكلاهما أقدر...والله أقدر..
ولكن لا تغتر بما تملك فغير يملك وغيرنا أيضاً...
فلا تعتقد أنك تجاوزت حدود البشر وأصبحت ملاكاً أو ولياً من أولياء الله الصالحين...
فوالله ما أقترفته من غباء وحمق يستنكره طفل في الكتاتيب!!!
ودوماً ...قبل أن تتسلح بقوله تعالى أو بقوله طه...
فعليك دوماً أن تضع نصب عينيك قوله تعالى ((يا آيها الذين أمنوا لِمَ تقولون مالاتفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالاتفعلون))
أخي الحبيب.....هذا الموضوع الذي قرأته...
لم يتجاوز 30 دقيقة في كتابته...
وسأدع بضع كلمات لمن ظلمتهم فإقرأها....والحمدلله أن ربي حليم عفو رحيم...
الذكي الأريب يحول الخسائر إلى أرباح، والجاهل الرعديد يجعل المصيبة مصيبتين .
طرد الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة فأقام في المدينة دولة ملأت سمع التاريخ وبصره .
سجن أحمد بن حنبل وجلد، فصار إمام أهل السنة، وحبس ابن تيمية، فأخرج من حبسه علماً جماً، ووضع السرخسي في قعر بئر معطلة، فأخرج عشرين مجلداً في الفقه، وأقعد ابن الأثير فصنف جامع الأصول والنهاية من أشهر وأنفع كتب الحديث، ونفي ابن الجوزي من بغداد، فجود القراءات السبع، وأصابت حمى الموت مالك بن الريب، فأرسل للعالمين قصيدته الرائعة الذائعة التي تعدل دواوين شعراء الدولة العباسية، ومات أبناء أبي ذؤيب الهذلي فرثاهم بإلياذة أنصت لها الدهر، وذهل منها الجمهور، وصفق لها التاريخ .
النصيحة النصيحة النصيحة النصيحة....
أول وآخر علاج لمن أحبهم ....
:star: كنت قد أعلمتني أن قسوتك من دافع أخوتك لي...
وها أنا ذا أبادلك الأخوة قسوة!!
---------
قال تعالى ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين))
----------
ثـامـر الـحـربـي ((*ابن من أبناء طيبة الطيبة وأحد تلامذة الشيخ أبو بكر الجزائري وعاشق من عشاق الشيخ عبدالحميد كشك رحمه الله*))
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
سوء الظن وإبطان السوء...والتدابر وحياكة المؤامرات ونسج الأقاويل صفة رجيمة...
وقد أصبحت ظاهرة يتشحها الكثير في هذا الزمان...
وقد نالني وغيري نصيب منها...
حاولت كثيراً تجاوز الموضوع....ولكن النار إن كانت عظيمة لايطفئها غير النار!!!
ولهم أهدي هذا الموضوع
((*إقرأ رعاك الله ما قاله الشيخ عائض القرني ((* تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاه، والحزن لمآسيه حمقٌ وجنون، وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة . إن ملف الماضي عند العقلاءً يطوى ولا يروى، يغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان، يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال فلا يخرج أبداً، ويوصد عليه فلا يرى النور، لأنه مضى وانتهى، لا الحزن يعيده، لا الهم يصلحه، لا الغم يصححه، لا الكدر يحيـيه لأنه عدم . لا تعش في كابوس الماضي وتحت مظلة الفائت، أنقذ نفسك من شبح الماضي، أتريد أن ترد النهر إلى مصبه والشمس إلى مطلعها، والطفل إلى بطن أمه، واللبن إلى الثدي، والدمعة إلى العين، إنك بتفاعلك مع الماضي، وقلقلك منه واحتراقك بناره، وانطراحك على أعتابه تعيش وضعاً مأساوياً رهيباً مخيفاً مفزعاً.
القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر، وتمزيق للجهد، ونسف للساعة الراهنة، ذكر الله الأمم وما فعلت ثم قال: (( تلك أمةٌ قد خلت )) انتهى الأمر وقضي، ولا طائل من تشريح جثة الزمان، وإعادة عجلة التاريخ .
إن الذي يعود للماضي كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلاً، وكالذي ينشر نشارة الخشب . وقديماً قالوا لمن يبكي على الماضي: لا تخرج الأموات من قبورهم، وقد ذكر من يتحدث على ألسنة البهائم أنهم قالوا للحمار لم لا تجتر ؟ قال: أكره الكذب .
إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا , نهمل قصورنا الجميلة، ونندب الأطلال البالية، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا لأن هذا هو المحال بعينه .
إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف؛ لأن الريح تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام والقافلة تسير إلى الأمام، فلا تخالف سنة الحياة . *))
فوالله ما ذكر ما ذكر عبثاً...
إنما ذكر ذلك لأنه الحق... فهذا أيضاً ليس إلا كشف لعورات المسلمين في التقصي عن هفواتهم...
ما وُلد المرء عالماً فهيماً واعياً!!!
وإلا ما فائدة هذه الحياة ؟؟
وأعجب أيضاً لذاك الذي نالوه بنقدهم ودسائسهم بينهم عنه!!!
إليكم قول الشاعر أهدي...
((حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه***فالناس أعداءٌ له وخصوم))
فالنفس أضعف من أن تقف على حقيقة ضعف حيلتها فينمو فيها سوء الحيلة....
وأنظر لهذه الكلمات التي سطرها من ذهب الشيخ عائض القرني أيضاً
((* الرقعاء السخفاء سبوا الخالق الرازق جل في علاه، وشتموا الواحد الأحد لا إله إلا هو، فماذا أتوقع أنا وأنت ونحن أهل الحيف والخطأ ، إنك سوف تواجه في حياتك حرباً ضروساً لا هوادة فيها من النقد الآثم المر، ومن التحطيم المدروس المقصود، ومن الإهانة المتعمدة ما دام أنك تعطي وتبني وتؤثر وتسطع وتلمع، ولن يسكن هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء فتفر من هؤلاء، أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما يسوؤك ويبكي عينك، ويدمي مقلتك، ويقض مضجعك .
إن الجالس على الأرض لا يسقط، والناس لا يرفسون كلباً ميتاً، لكنهم يغضبون عليك لأنك فقـتهم صلاحاً، أو علماً، أو أدباً، أو مالاً، فأنت عندهم مذنب لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك، وتنخلع من كل صفات الحمد، وتنسلخ من كل معاني النبل، وتبقى بليداً غبيًا، صفراً محطماً، مكدوداً , هذا ما يريدون بالضبط .
إذاَ فاصمد لكلام هؤلاء ونقدهم وتشويههم وتحقيرهم " اثبت أحد" وكن كالصخرة الصامتة المهيبة تتـكسر عليها حبات البر لتثبت وجودها وقدرتها على البقاء . إنك إن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت معه حققت أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك وتكدير عمرك ، ألا فاصفح الصفح الجميل، ألا فأعرض عنهم ولا تك في ضيق مما يمكرون . إن نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك ، وبقدر وزنك يكون النقد الآثم المفتعل .
إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاء ولن تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيع أن تدفن نقدهم وتجنيهم بتجافيك لهم، وإهمالك لشأنهم، وإطراحك لأقوالهم (( قل موتوا بغيظكم))
ما أبالي أنب بالحزن تيس
أو لحني بظهر غيب لئيم
بل تستطيع أن تصب في أفواههم الخردل بزيادة فضائلك وتربية محاسنك وتقويم اعوجاجك .
إذا محاسني اللاتي أدل بها
كانت عيوبي فقل لي كيف أعتذر
إن كنت تريد أن تكون مقبولاً عند الجميع محبوباً لدى الكل سليماً من العيوب عند العالم فقد طلبت مستحيلاً وأملت أملاً بعيداً .
قال حاتم :
وكلمة حاسدٍ من غير جرم
سمعتُ فقلت مري فانفذيني
وعابوها علي ولم تعبني
ولم يند لها أبداً جبيني* ))
عجب لا يضاهيه عجب!!!
سوء عملك وما تفعله وسوء ظنك الذي تبطنه وتعتقد أنك أخفيته عن الناس أجمعين...
والذي نفسي بيده ما أخفيت حقيقتك إلا عن نفسك...!!!
فالله يعلمها....وغداً سيعلمها صاحبها وسيعلمها الناس جميعاً...
قال تعالى (( أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم))...
هذه الآية دعها نصب عينيك حينما تبطن سوء الظن...وسوء سريرتك....
فالدنيا دين ...
ففي جنح الليل تبطن دسيستك وصاحبها نائم في سلام...
وفوق العرش القادر على إجبارك بسداد الدين....
فوالله ثم والله لن يسدد دين ظنك سواك...!!!
العذر كل العذر يا من سطرت آيات الله وأحاديثه...
فأنت لست أهلاً لها...
تلك نعائم كنت تتفيأ تحتها فلما لفحتك حر الشمس ولهيب الأرض
رفعت يديك للسماء ودعوت على المظلومين !!!!
وكأني حينما أسمع دعائك وحُمقك أتذكر قوله تعالى (( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير إطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين))
لاتطمئن لما تعلمه من الدين....
فالدين ليس ما تحفظه...بل الدين ما يملاً قلبك !!
ذاك أبو بكر الصديق الذي سلم عليه الله عز وجل وهو لم يفعلها إلا مرتين ...
فماذا قال أبو بكر الصديق للمصطفى...( ما آمنت مكر الله يا رسول الله وإن كانت إحدى قدمي بالجنة)!!!
فمن أنت كي ترفع بيديك للسماء وتدعو الله أن ينزل عذابه من فوق سبع على من ظلمتهم بسوء ظنك وسوء فهمك!!
إسأل نفسك يا من تدعي العلم...
لماذا ملأ جبريل فم فرعون بالتراب؟!!!
ألم يخشى جبريل أن ينطق فرعون بنجدة من الله فيعفو عنه الله ؟؟
وقد بين الله لملائكته أن فرعون إن طلب نجدته لعفا عنه!!!
ذاك من تحدى الله ....
فماذا فعل خصمك الذي ظلمته ودعوت عليه....
رب فوق السماوات يعلم أنك تعلم بأنك لاتعلم....فلا تنتظر إجابة لسؤالك !!!
لننتقل لسورة الحجرات رعاك الله ....
قال تعالى (يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
والذي نفس محمد بيده ليأتينكم يوم تبكي فيه نفسك وظلمك...
ولتعلمن حينها أنني وغيري نعلم هذا اليوم وننتظره لك...كي تقف على حماقة نفسك وجهالتها...
وأعدك...ذاك اليوم ليس ببعيد...
أخي وحبيبي في الله...
ما كتبته هنا لم أكتبه إستعراضاً أو تسلح بسلاح...
ولو كنت أراك خصمي ما أسرفت وقتي في طريقة قتلك بضرب عنقك أم نحرك!!
فكلاهما أعلم...وكلاهما أقدر...والله أقدر..
ولكن لا تغتر بما تملك فغير يملك وغيرنا أيضاً...
فلا تعتقد أنك تجاوزت حدود البشر وأصبحت ملاكاً أو ولياً من أولياء الله الصالحين...
فوالله ما أقترفته من غباء وحمق يستنكره طفل في الكتاتيب!!!
ودوماً ...قبل أن تتسلح بقوله تعالى أو بقوله طه...
فعليك دوماً أن تضع نصب عينيك قوله تعالى ((يا آيها الذين أمنوا لِمَ تقولون مالاتفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالاتفعلون))
أخي الحبيب.....هذا الموضوع الذي قرأته...
لم يتجاوز 30 دقيقة في كتابته...
وسأدع بضع كلمات لمن ظلمتهم فإقرأها....والحمدلله أن ربي حليم عفو رحيم...
الذكي الأريب يحول الخسائر إلى أرباح، والجاهل الرعديد يجعل المصيبة مصيبتين .
طرد الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة فأقام في المدينة دولة ملأت سمع التاريخ وبصره .
سجن أحمد بن حنبل وجلد، فصار إمام أهل السنة، وحبس ابن تيمية، فأخرج من حبسه علماً جماً، ووضع السرخسي في قعر بئر معطلة، فأخرج عشرين مجلداً في الفقه، وأقعد ابن الأثير فصنف جامع الأصول والنهاية من أشهر وأنفع كتب الحديث، ونفي ابن الجوزي من بغداد، فجود القراءات السبع، وأصابت حمى الموت مالك بن الريب، فأرسل للعالمين قصيدته الرائعة الذائعة التي تعدل دواوين شعراء الدولة العباسية، ومات أبناء أبي ذؤيب الهذلي فرثاهم بإلياذة أنصت لها الدهر، وذهل منها الجمهور، وصفق لها التاريخ .
النصيحة النصيحة النصيحة النصيحة....
أول وآخر علاج لمن أحبهم ....
:star: كنت قد أعلمتني أن قسوتك من دافع أخوتك لي...
وها أنا ذا أبادلك الأخوة قسوة!!
---------
قال تعالى ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين))
----------
ثـامـر الـحـربـي ((*ابن من أبناء طيبة الطيبة وأحد تلامذة الشيخ أبو بكر الجزائري وعاشق من عشاق الشيخ عبدالحميد كشك رحمه الله*))