المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكلام لك واسمعي يا جاره....



همس الدرر
30-09-2002, 05:31 PM
الكلام لك واسمعي يا جاره................

.ززكان اللعاب يسيل من فم الفأر، وهو يتجسس على صاحب المزرعة وزوجته، وهما يفتحان صندوقا أنيقا، ويمنِّي نفسه بأكله شهية، لأنه حسب أن الصندوق يحوي طعاما، ولكن فكه سقط حتى لامس بطنه بعد أن رآهما يخرجان مصيدة للفئران من الصندوق.

واندفع الفأر كالمجنون في أرجاء المزرعة وهو يصيح: لقد جاءوا بمصيدة فئران... يا ويلنا!

هنا صاحت الدجاجة محتجة: اسمع يا فرفور، المصيدة هذه مشكلتك أنت فلا تزعجنا بصياحك وعويلك.

فتوجه الفأر إلى الخروف: الحذر، الحذر ففي البيت مصيدة، فابتسم الخروف وقال: يا جبان يا رعديد، لماذا تمارس السرقة والتخريب طالما أنك تخشى العواقب! ثم إنك المقصود بالمصيدة فلا توجع رؤوسنا بصراخك، وأنصحك بالكف عن سرقة الطعام وقرض الحبال والأخشاب!!

هنا لم يجد الفأر مناصا من الاستنجاد بالبقرة التي قالت له باستخفاف: يا خراشي... في بيتنا مصيدة؟ يمه الحقيني! يبدو أنهم يريدون اصطياد الأبقار بها! هل أطلب اللجوء السياسي في حديقة الحيوان؟ عندئذ أدرك الفأر أن سعد زغلول كان على حق عندما قال قولته الشهيرة "مفيش فايدة"

وقرر أن يتدبر أمر نفسه، وواصل التجسس على المزارع حتى عرف موضع المصيدة، ونام بعدها قرير العين، بعد أن قرر الابتعاد من مكمن الخطر.

وفجأة شق سكون الليل صوت المصيدة وهي تنطبق على فريسة، وهرع الفأر إلى حيث المصيدة ليرى ثعبانا يتلوى بعد ان أمسكت المصيدة بذيله.

ثم جاءت زوجة المزارع وبسبب الظلام حسبت أن الفأر "راح فيها"، وأمسكت بالمصيدة فعضها الثعبان.

فذهب بها زوجها على الفور إلى المستشفى حيث تلقت إسعافات أولية، وعادت إلى البيت وهي تعاني من ارتفاعا في درجة الحرارة.

وبالطبع فإن الشخص المحموم بحاجة إلى سوائل، ويستحسن أن يتناول الشوربة،
(ماجي لا تنفع في مثل هذه الحالات).

وهكذا قام المزارع بذبح الدجاجة، وصنع منها حساء لزوجته المحمومة، وتدفق الأهل والجيران لتفقد أحوالها، فكان لابد من ذبح الخروف لإطعامهم.

ولكن الزوجة المسكينة توفيت بعد صراع مع السموم دام عدة أيام، وجاء المعزون بالمئات واضطر المزارع إلى ذبح بقرته لتوفير الطعام لهم

. إذا كان "فهمك ثقيل" فإنني أذكرك بأن الحيوان الوحيد الذي بقي على قيد الحياة هو الفأر، الذي كان مستهدفا بالمصيدة، وكان الوحيد الذي استشعر الخطر..
. ثم فكر أيها القارئ، في أمر من يحسبون انهم بعيدون عن المصيدة وأن "الشر بره وبعيد"، فلا يستشعرون الخطر بل يستخفون بمخاوف الفأر الذي يعرف بالغريزة والتجربة أن ضحايا المصيدة قد يكونون أكثر مما تتصورون!!

BackShadow
30-09-2002, 09:04 PM
يسعدلي مساك همس الدرر


قصة رائعه بالفعل ... جاتني بالميل قبل فتره


اهم شي الانسان يحس بالمشاكل اللي حوله

ويستعد لها قدر المستطاع ..

سواء مشكلة مباشرة عليه او على المجتمع ككل


اشكرك مره اخرى على النقل :SMIL:


مع تحياتي

همس الدرر
01-10-2002, 01:59 AM
شاكر لك على الزياره واحب اتقدم للإدارة والمشرفين
بالشكر وكامل التقدير والاحترام لاهتمامهم بلأعضاء

ابوفهد
01-10-2002, 09:57 AM
مرحبا بهمس الدرر

فعلا قصة رائعة ومغزاها كبير جداً

ياسبحان الله

من تحاك له الخطط للايقاع به في الفخ يسلم ::]

ومن هو في غفلة من امره يندم

حكم تحتاج من يعقلها ويفهما ويقدرها

الف شكر لكم على هذه المشارمة الرائعه

تحياتي

همس الدرر
01-10-2002, 03:55 PM
شاكر على تعليقك فانا بدونكم لا امثل شي
فانتم لي
وانا لكم

جياد
02-10-2002, 01:21 AM
فأر ينتصر ...
ثعبان يحتضر ...
مصيده ...
خطر ...
حرص ....
غرور ...

!!!!!!!!!!!!!!

أظنها ليست بالمرة الأولى التي تجتمع فيها ....!!

.
.
.
.
.
من منا السعيد ؟؟!!!

فعلا ... من منا السعيد !



*جيــــــاد *

أرسطوالعرب
27-10-2002, 09:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....

تخوووووووووووووف يا جياد

همس الدرر...موضوعك نزل في درة الفكر الأدبي والفلسفي...

ورديت على مجموعة....وفأعتقد إنك كنت تنتظر ردك معين من شخص معين....

ولمن فقدت الأمل بإنه يرد عليك تجاهلت الردود...

ولو كان الموضوع بنفس هدفه كقصة....لقبلت كل رد إحتراماً...

رد جياد قوي جداً...وتجاهلته....

السموحة....ما قصدت شي...

لكن ........

يالله مرة ثانية :)
---------
كثير مواضيع ممكن الواحد يطنشها....لكن صعب الواحد يطنش موضوع متعوب عليه بالشكل هذا إلا......:)
----------
ثـامـر الـحـربـي ((*ابن من أبناء أسدالله حمزة بن عبدالمطلب*))