المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما أشبه الليلة بالبارحة ....!! * JIAD *



جياد
29-09-2002, 01:46 AM
صحوت فزعا !!
تحسست معصمي .. الطاولة ... لم أجد ساعتي !

كدت أسقط على وجهي بتطويق الفراش لأقدامي .. بعدما نهضت مسرعا الخطا باتجاه الشرفة !
سبقني الخوف الذي أرهق أضلعي بأنفاسه القلقة .. لفتح الشرفه ....

وقفت !
في حين تسابقت نبضات قلبي ...

وبنظرة رعب بلهاء إلى اشتعال السماء .. تزاحمت الأفكار في رأسي .. فلم أستطع أن أميز في الوهلة الأولى أهو لهيب شروق أم غروب !!!؟

لحظات ليست بالطويلة ...
بعدها ...
تبينت من حقيقة الأمر ...!

ــ وكما هو * الانسان * ........
عندما تبتلع الغفلة ساعات الزمن ..
فإنه لايدرك الكثير من الحقائق ....
مالم يصحو فزعا ..!!! ــ

رميت بنفسي على أريكة الغرفة ... وغطيتها بجسدي ...
فتسللت برودة إلى كياني .. أطفأت قلقي .. كما يطفئ الدجى لهيب الشفق ..!!

تنهد صدري بعد وجل ..
وزفرت بقوة .. وأنا أغمض عيني فأمسح بيدي على وجهي ....
ثم استرخيت مستلقيا ..
*( ليعود كل مفصل إلى مكانه ...)!*

أخذت أتأمل صفحة السماء الواسعة ...
وكأنها لوحة فنان مرهف .. ضمت معالمها حدود شرفتي في إطار ضيق .. كأصغر ماتكون !!!!!

تتعانق فيها أصابع الغروب خلف رأس الأفق ... فتسنده عليها ...
ينظر إلى يد المنايا وهي تحفر قبر الحياة ... !
عندها .....
قذف الليل رماد الظلام .. في عين السماء ..
وانثلمت حمرة الشفق ... لينتصر الموت .....
في هدأة الدجى !


** ما أشبه الليلة بالبارحة ..**
لم أشعر بنفسي .. إلا وانا أتمتم بها.. !
ثم أكررها بصوت يرتفع ترديده بها .. فيسمّعني بقوة ...
أنْ ما أشبه الليلة بالبارحة !

فشعرت بحاجتي إلى تجديد ذلك العهد الذي عقدته في نفسي ليلة البارحة !!

أبرمتْه جوانحي .. بينا كنت أقف في صفوف تشييع الجنازة تلك الليلة ..!!

وبعد أن قفلت عائدا مع ذلك الجمع الغفير... الذي ظفر أقربهم إليه .. بإهالة التراب على لحده ...
أيقنت أنه ( لن يبكي عليك غداً .. سواك ) .!!!

فأخذت عهدي .. وأدخلته في حرز جعبتي ..
ثم أحكمت غلقها .. بقَسَمٍ ... لا يُكسر خاتمه ... !!

و مع كل قطرة ماء رششتها على قبره ... ستنبت زهرة ... ستظل تذكرني في كل مرة أزور بها قبره ......
بما أبرمته في نفسي !!!!!


أغمضت عيني ..
وامتلأ صدري بالهواء .. وتنهدتْ الزفرات نشيدا رددته :
* ليس الغريب غريب الشام واليمن ... إن الغريب غريب اللحد والكفن *

فتحت عيني فجأة .... ثم سكت !

حدثت نفسي متسائلا ....
أحقاً ماقاله زين العابدين في اقتصار الغربة على كأس الموت !!؟؟؟
إن صح ذلك ...
فأنا بلاشك ( عدنان ) مرسال منذ زمن بعيد ..!!!

أراني كل يوم أتجرع تلك الكأس .. حتى أدمنتها ...
و شربت منها حتى الثمالة ...!!

وإذا لم يكن الثرى فيصلا ...
فلن يكون بين بطن الأرض و ظهرها بَون يُذكر بالنسبة لي !!


لقد بت لا أخشى الغد قط !
فما يومي سوى غدي الذي خشيته بالأمس ...
ليغدو الغد أمساً ... شديد الشبه باليوم !!!

وكلما داعب النعاس غفلتي ...
سيصرخ صمت المقابر الوقور في أعماقي ...
فيهزني بعنف .. لأجل أن لاأغفو بعد اليوم .....

حتى لايأتي غدٌ ..
أصحو فيه من نومي ... فزعاً !




*جيــــــــاد *

الشمس
29-09-2002, 09:19 PM
جياد ..

نصك يدفعني باتجاه الصحوة بقوة لا أستطيع مقاومتها, فأجبرتني على الرد وإبرام عهد ..

سأكون هنا قريباً برد يليق, ولعل قريباً هذه تكون في عطلة نهاية الأسبوع ..

لوحة كهذه لن تمر من تحت عيني بسهولة :)

....

وليسمحا لي أرسطو وغادة بتثبيت هذا الموضوع ..

...

الشمس

عبدالله الكناني
29-09-2002, 10:55 PM
جياد

تحيتي

لشخصك


وفكرك
وقلمك



وتسلم

ياغالي

يقبلك
01-10-2002, 12:01 AM
اخوي جياد .........السلم عليكم ورحمة الله .......


شوف انا قريت الموضوع اكثر من مره زيي زي كثير من الاخوان
بس مع التركيز أخذت تتبلور في راسي فكره معينه للرد على موضوعك
بس المشكله اني ما اعرف اتفلسف والا كان يمكن ما كتبت هالمقدمه اللى مالها لزوم .........

شوف تدري خليني اركز اكثر واجلس مع موضوعك اكثر
يمكن يكون هناك اكثر من طريقه للوصول للمعنى
والخوف احياناً يكون المعنى عالي اكثر من القدرات فيصعب الطلوع له .................( اطلع للمعنى ) .





ويحلى الكلام.............

ملكة البحار
02-10-2002, 08:44 PM
جياد ... احيانا أقرا لاسم الكاتب وآخرى يجذبني العنوان

وموضوعك ...شمل الكاتب والعنوان والمكتوب ..

الموت ... قد نكرهه لكنه لا يخفينا...
الغد ... شبيه اليوم ...

موضوعك يُشعرنا كثير بنعمة (الرضاء)

شكراً لك ...

مرسال
03-10-2002, 01:14 AM
مساء الخير جياد

(أخذت أتأمل صفحة السماء الواسعة ...
وكأنها لوحة فنان مرهف .. ضمت معالمها حدود شرفتي في إطار ضيق .. كأصغر ماتكون !!!!! )


(قذف الليل رماد الظلام .. في عين السماء ..
وانثلمت حمرة الشفق ... لينتصر الموت .....
في هدأة الدجى !)

(لقد بت لا أخشى الغد قط !
فما يومي سوى غدي الذي خشيته بالأمس ...
ليغدو الغد أمساً ... شديد الشبه باليوم !!!)



جياد هنا ألجمت بلجام الإبداع بعدما تعودت(الهذب)

معذور انا فالكثير من الميادين تساعدني في ذلك وإن كان بعضها أجبرني

على(الخبب).

قد تكون المشكلة فيني انا بل أكيد انها مشكلتي دون تقصير من أصحاب الميادين

لكن نفسي( برية)ترفض أن يعسفها أحد

وأعشق لها العسف.

وفي أنتظار مزيد من الإبداع

تقبل تحياتي

الشمس
04-10-2002, 01:18 AM
جياد :)

لم أبالغ عندما قلت أنك قدمت لنا لوحة رسمتها كلماتك بإتقان, سلبتني عقلي عباراتك الوصفية ..

((أخذت أتأمل صفحة السماء الواسعة ...
وكأنها لوحة فنان مرهف .. ضمت معالمها حدود شرفتي في إطار ضيق .. كأصغر ماتكون !!!!!

تتعانق فيها أصابع الغروب خلف رأس الأفق ... فتسنده عليها ...
ينظر إلى يد المنايا وهي تحفر قبر الحياة ... !
عندها .....
قذف الليل رماد الظلام .. في عين السماء ..
وانثلمت حمرة الشفق ... لينتصر الموت .....
في هدأة الدجى !))

لا أدري كم مرة أعدت قراءة المقطع السابق وفي كل مرة أشعر بالنشوة التي يمنحنا إياها الجمال :)..

....


أتعرف يا جياد,
يبدو أننا في لحظة صفاء وبصيرة نستطيع أن نجعل نظرتنا تشمل كامل أطراف الصور, فيتبدى لنا كل شيء في حجمه الطبيعي ونختزل معنى الحياة في جملة قصيرة نقطتها الموت.

محظوظ من تمكنت منه يقظته قبل أن تفزعه المنايا ويتمنى أن لو كان ترابا...


دمت رائعاً جياد :)

الشمس

جياد
07-10-2002, 04:23 AM
الشمس ..
تشرفني عودتك ...

قد يكون الموت نقطة ارتكاز ترفع كل منا إلى عالم آخر ...
فليست الأرض فيه كالأرض ...
وليست السماء كالسماء ....

لكننا أحيان كثيرة في حياتنا نكتشف نقاط ارتكاز كل واحده منها متعلقه بجزء من حقائق الحياة .....
لتتكفل تلك الحقائق برفع كل فكرة نمت في العقل من نقطة الارتكاز لنجد ان الأرض ليست أرضنا ...كما أن السماء ليست هي السماء التي عرفنا !!!


سعدت بقلمك بين أحرفي ...



*جيــــــاد *

جياد
07-10-2002, 04:38 AM
الطائر الشادي ....

ياأيها الطير الذي .. قد جاب بين أحرفي وحام ...

لن أكتفي بصوت رفرفة جناحيك فوق ربوعنا ...

حياك أخوي وبياك ..


ملكة البحار ...

**((( الموت ... قد نكرهه لكنه لا يخفينا...
الغد ... شبيه اليوم ... )))
>>>>
هو حتما كذلك ...
طالما أن بيننا من يعيش اليوم ذلك الموت الذي يكرهه غدا !

والايمان هو الزاد هنا وهناك ياملكة ...

" عجبا لحال المؤمن .. حاله كله خير ...
وليس ذلك إلا للمؤمن ..
إن أصابته سراء شكر .. فكان خيرا له ..
وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له .. " أو كما قال عليه الصلاة والسلام ..


تحياتي للجميع ..


* جيـــــــاد *

جياد
07-10-2002, 04:48 AM
أخي الحبيب يقبلك ....
وعليكم السلام والرحمة ...

يتوارى الحرف .. وقد احمرت الوجن خجلا سيدي ...!

كلٌ يرتشف بقدر إنائه الذي ارتاد به حرفي ...
المشكله ههنا ....
أن كلماتي الضامئة لاتملك القدر الكافي لتملأ وعاء فكرك العميق سيدي ...

وفي النهاية تطلع كالعاده ...
وتصير أكبر من المعنى .......


تحياتي ...


*جيــــــاد *

جياد
07-10-2002, 05:01 AM
حياك اخي مرسال ...

إلى عهد قريب ....
كانت نرجسيتي تصرخ بداخلي في عربده ...
فلا أكاد أطيق فكرة بقاء عجلة الحياة بعد أن تطويني الأرض تحت البسيطه !!!

لكن حل محلها صرير باب تابوت مظلم ...
يفزعني كلما تحركت أقفاله .....!
لتمسك حلقة الباب بجفن أحداقي ...
فأتبصّر جيدا ....
أن الدنيا مافتئت تعيش ماأخشاه .... وأنا فوق ظهرها ميت !


خالص تحياتي ...


*جيـــــاد *