المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علاقة المرأة المسلمة بربها



أبو مصعب السكندرى
18-10-2007, 02:20 PM
علاقة المرأة المسلمة بربها
لقد أذهلني ما رأيت من تخلف المرأة المعاصرة المنتسبة للإسلام عن المستوى السامي الوضئ الذي أراد الله أن تكون فيه وليس بينها وبين بلوغ ذلك المستوى العالي إلا أن تعكف على معرفة شخصيتها الأصلية التي صاغتها نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة ـ وجعلت منها امرأة راقية متميزة بمشاعرها وأفكارها وسلوكها ومعاملاتها ـ وجعلت ذلك فيها دينا يجب أن تعض عليه بالنواجذ.

وان بلوغ المرأة ذلك المستوى الرفيع لأمر بالغ الأهمية في حياة الإنسانية عامة ـ لما للمرأة من أثر كبير في تربية الأجيال وصناعة الأبطال وغرس الفضائل وتثبيت القيم وتغير الحياة بالحب والمودة والرحمة والجمال وملء البيوت بالأمن والراحة والسكن والرضا والاستقرار.

المرأة المسلمة هي المرأة الوحيدة المهيأة لإشاعة ذلك كله في دنيا المرأة المعاصرة المتعبة المكدودة المرهقة من لغوب الفلسفة المادية ونقب الحياة الجاهلية التي عمت المجتمعات الشاردة عن هدى الله تبارك وتعالى ـ وذلك بمعرفتها نفسها وإقبالها على مكوناتها الذاتية ومناهلها الفكرية النقية وصياغة شخصيتها الصياغة الأصلية التي ارتضاها لها الله ورسوله وميزها بها على نساء العالمين. ومن تدبر نصوص الكتاب والسنة رأى أن رحمة الله بالمرأة المسلمة كانت كبيرة ـ إذ انتشلها بالإسلام من الهوان والضعف والذل والوأد والتبعية المطلقة للرجل ـ ورفعها إلى علياء الأنوثه العزيزة المكرمة المصونة وجعلها مستقلة بمالها إن كانت ذات مال ـ مساوية للرجل في الكرامة الإنسانية والتكاليف الشرعية ـ لها حقوق وعليها واجبات كما للرجل حقوق وعليه واجبات ـ وهى والرجل سيان أمام الله عز وجل في ثوابه وعقابه.

ولم يقتصر فضل الإسلام على المرأة بنقلها هذه النقلة الهائلة من التخلف والذل والضياع إلى علياء التقدم والعزة والأمن والكفاية ـ بل عيني عناية بالغة أيضا بتكوين شخصيتها تكوينا شاملا كل جانب من جوانب شخصيتها الفردية والأسرية والاجتماعية بحيث غدت إنسانا راقيا جديرا بالاستخلاف في الأرض.

فكيف كون الإسلام شخصيتها؟ وكيف بلغ في هذا التكوين المبلغ الرفيع الذي لم تبلغه المرأة في تاريخها إلا في هذا الدين؟



*أولا : المرأة المسلمة مع ربها :

ـ مؤمنة يقظة:

فإن من أبرز ما يميز المرأة المسلمة إيمانها العميق بالله وعقيدتها النقية الصافية التي لا تشوبها شائبة من جهل أو خرافة أو وهم ـ فعندها يقينا جازما بأن ما يجرى في هذا الكون من حوادث وما يترتب عليه إنما هو بقضاء الله وقدر ـ وأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه وما على الإنسان في هذه الحياة إلا أن يسعى في طريق الخير ويأخذ بأسباب العمل الصالح في دينه ودنياه متوكلا على الله حق التوكل مسلما أمره لله موقنا أنه فقير دوما لعونه وتأييده وتسديده ورضاه.

وهذا الإيمان العميق يزيد شخصية المرأة المسلمة قوة ووعيا ونضجا فإذا هي ترى الحياة على حقيقتها دار ابتلاء واختبار ستعرض نتائجها في يوم آت لا ريب فيه.

قال تعالى: (قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (الجاثية 26)

وقال تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) (المؤمنون 115)

ولن يعزب عن رب العزة والجلال في هذا اليوم مثقال حبة من خردل

قال تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الأنبياء 47)

فإذا تأملت المرأة المسلمة معاني هذه الآيات أقبلت على ربها إقبال الطائعات المنيبات الشاكرات وتعد لآخرتها في هذا اليوم ما تستطيع من الأعمال الصالحات.

· عابدة ربها:

لا بد أن تقبل المرأة المسلمة الصادقة على عبادة ربها بهمة عالية ـ لأنها تعلم أنها مكلفة بالأعمال الشرعية التي فرضها الله على كل مسلم ومسلمة ـ ومن هنا فهي تؤدى فرائض الإسلام وأركانه أداء حسنا لا ترخص فيه ولا تساهل ولا تفريط

· تشعر بمسئوليتها عن أفراد أسرتها:

لا تقل مسئوليه المرأة المسلمة عن أفراد أسرتها أمام الله عز وجل عن مسئولية الرجل ـ بل قد تكون مسئوليه المرأة في بعض الجوانب أكبر من الرجل لما تعلم من خفايا حياة أولادها الذين يعيشون معها وقت أطول وقد يطلعونها على ما لا يطلعون عليه الأب ـ فالمرأة المسلمة الواعية تشعر بهذه المسؤولية كلما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته: الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته المرأة راعيه في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته فكلكم راع ومسئول عن رعيته)

· همها مرضات الله تعالى:

فهي تطلع دوما في أعمالها إلى مرضات الله عز وجل وتزنها بهذا الميزان الدقيق ـ فما رضي الله عنه فعلته ـ وما لم يرضى الله عنه أعرضت عنه وكرهته وإذا وقع التعارض بين ما يرضى الله عز وجل وما يرضى الناس فإنها تختار مرضات الله بلا تردد ولو أسخط الناس ـ مستهدية في ذلك بهدى الرسول صلى الله عليه وسلم القائل: (من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس ـ ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ).

· تعمل على نصرة دين الله عز وجل

فمن أجل الأعمال التعبدية التي تقوم بها المرأة المسلمة هو نصرة دين الله في واقع الحياة ـ والعمل على تطبيق منهجه في حياة الفرد والأسرة والمجتمع والدولة، فهي تشعر في أعماقها أن عبادتها تبقى ناقصة إذا هي قصرت في هذا الجانب الحيوي من حياتها وحياة المسلمين جميعا ـ إذ به يتحقق الهدف الكبير الذي خلق الله الجن والإنس من أجله ـ وهو إعلاء كلمة الله في الأرض والذي به وحده تتحقق عبادة البشر لله (وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون)

· ولاؤها لله وحده:

فالمرأة المسلمة لا يكون ولاؤها إلا لله لا لأحد غيره ولو كان زوجها أو أبيها وهم أقرب الناس إليها ـ ونجد قمة هذا الولاء في صنيع أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان رضي الله عنها ـ عندما زارها أبوها وهم بالجلوس فما راعه إلا إن راءها وثبت على الفراش فختطفته وطوته عنه ـ فقال يا بنية ما أدري أرغبتى بي عن هذا الفراش أم رغبتي به عنى ؟ قالت: بل هو فراش رسول الله صلى اله عليه وسلم وأنت رجل مشرك فلم أحب إن تجلس عليه.

· تقوم بواجب الأمر عن المعروف والنهى عن المنكر:

وهذا من تكريم الإسلام للمرأة عندما كلفها بواجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فقد بوأها مكانه اجتماعيه وإنسانيه عالية ـ إذ جعلها لأول مره في التاريخ آمره وما كانت تعرف في غير دين الإسلام إلا مأمورة وقال تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة 71).

وللحديث بقيه إن شاء الله.




نسأل الله ان يهدي الجميع
ابو مصعب

ألنشمي
18-10-2007, 04:18 PM
000
00
0


جوزيت اخي خيرا



ونفع بهالطرح القيم



حفظك الله

أبو مصعب السكندرى
18-10-2007, 05:18 PM
اكرمك ربي اخي النشمي وسترك في الدنبا والاخرة

عابده لله
18-10-2007, 06:31 PM
بارك الله فيك أخي الفاضل أبا مصعب

وجزاك عنا الخير وكل الخير على نقلك
المؤثر والذي يوضح حقيقة مكانة المرأة
والمكانة التي فضلها وميزها الله بها

ننتظر بقية الحديث
ودعواتنا لك بالاجر
لا تنقطع

بارك الله فيك

.
.

عابده

أبو مصعب السكندرى
19-10-2007, 01:02 AM
اختي الفاضلة عابدة
ربنا يحفظك في الدنيا والاخرة
وربنا يبارك في عمرك ويجزاك الله عنا خير الجزاء

ايمي عاشقة الجنة
02-12-2007, 03:27 PM
جوزيت اخي خيرا
اين الباقي اخي الكريم

أبو مصعب السكندرى
04-12-2007, 11:16 PM
شكر الله لك اختي ايمي

mouffaq
05-12-2007, 12:37 AM
مشكوووووووووور أخي أبو مصعب

جزاك الله خيراً

أخوك موفق

أبو مصعب السكندرى
06-12-2007, 09:59 AM
اخي الكريم موفق شكرالله لك