المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اغالي دمعة في حيات الانسان



أبو مصعب السكندرى
24-09-2007, 01:04 AM
الاخوة والاخوات
أن للبكاء فضائل وأجور عظيمه أعدها الله لمن دمعت عيناه من خشيته ووجل قلبه من مراقبته سبحانه ومنها :

* فضل من بكى من خشية الله :قال النبي (صلى الله عليه وسلم) "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لاظل
إلا ظله .... وذكر منهم : ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" (رواه البخاري ومسلم)

*أن الباكي من خشية الله لاتمس عينه النار : قال (صلى الله عليه وسلم) :"عينان لاتمسهما النار عين
بكت من خشيت الله وعين باتت تحرس في سبيل الله" (رواه الترمذي وصححه الالباني)

*إن الباكي من خشية الله لايدخل النار : قال (صلى الله عليه وسلم) :"لايلج النار (أي لايدخل النار) رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع "

*إن الباكي من خشية الله لاترى عينه النار : قال (صلى الله عليه وسلم) : "ثلاثة لاترى أعينهم النار : عين حرست في سبيل الله وعين بكت من خشية الله وعين كفت عن محارم الله" (رواه الطبراني وحسنه الالباني )

*أن الدمعة الخاشعة يحبها الله : قال (صلى الله عليه وسلم ) :"ليس شيء أحب الى الله من قطرين وأثرين : قطرة دموع من خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله..." (رواه الترمذي وحسنه الالباني)

*أن البكاء من خشية الله هو النجاة : عن عقبة بن عامر (رضي الله عنه) قال : قلت يارسول الله ! ما النجاة ؟ قال : "أمسك عليك لسانك ،وليسعك بيتك ،وأبك على خطيئتك " (رواه الترمذي وصححه الالباني)

حالة (صلى الله عليه وسلم ) مع البكاء من خشية الله : عن مطرف عن ابيه قال : "رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) يصلي ولصدره أزيز كأزيز الرًحا من البكاء ) "أي :كصوت الرحا" (رواه أبو داود وصححه الالباني)

حال السلف رضي الله عنهم مع البكاء من خشية الله


* قال أبو بكر (رضي الله عنه) : " من أستطاع ان يبكي فليبك ، ومن لم يستطع فليتباك "

*وخطب أبو موسى الاشعري (رضي الله عنه) أهل البصرة فقال :أيها الناس ،أبكوا،فأن لم تبكوا فتباكوا ،فأن اهل النار يبكون الدموع حتى تنقطع ،ثم يبكون الدماء حتى لو أرسلت فيها الفن لجرت.

*وقال أبن عمر (رضي الله عنهما): لان ادمع دمعة من خشية الله ،أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار.

* قال أبو الدرداء (رضي الله عنه): "أبكاني ثلاث: هول المطلع ،وانقطاع العمل،وموقفي بين يدي الله ،
لاأدري أيؤمر بي الى الجنة، أم الى النار"
وقد شكى رجل الى أم الدرداء القساوة من قلبه،فقالت :عد المريض ،وشيع الجنازة وأطلع في القبور.

* فبعد كل هذا هل تريدين أن تخشعي الى درجة البكاء ؟هل تريدين ان تخشعي بمجرد ذكر الله
سبحانه وتعالى؟

-كيف تبكي من خشية الله؟السؤال:


أنا امراة لي عين لا تدمع فكيف أجعلها تدمع من خشيه الله تحقيقا للحديث " عينان لا تمسهما النار - وذكر " عين بكت من خشية الله " ؟.

الجواب:

لا شك أختي السائلة أن هذا الشعور منك بالتأسف على فوات هذا الخير علامة ومؤشر على خير كبير ، وأعلمي ـ أختي ـ أن المسلم يستطيع أن يعوِّد نفسه على البكاء من خشية الله ، وذلك من خلال هذه المحطات :

1. استشعار الخوف من الله تعالى .

إن هذا البكاءُ ثمرةُ العلمِ النافع ، كما قال القرطبي في تفسير قوله تعالى : ( وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ ) الإسراء/109


2. قراءة القرآن وتدبر معانيه .

قال تعالى : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) الاسراء/107-109 )
وقال عز وجل : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً ) مريم/58
عَن ابن مَسعودٍ - رضي اللَّه عنه – قالَ : قال لي النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : " اقْرَأْ علَّي القُرآنَ " قلتُ : يا رسُولَ اللَّه ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟ ، قالَ : " إِني أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي " فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء ، حتى جِئْتُ إلى هذِهِ الآية : ( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهيد وِجئْنا بِكَ عَلى هَؤلاءِ شَهِيداً ) قال : " حَسْبُكَ الآن " فَالْتَفَتَّ إِليْهِ ، فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ . رواه البخاري (5050) ومسلم (800) .


3. معرفة عظيم الأجر على البكاء وخاصة في الخلوة .

عن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه – قال : قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ والة وسَلَّم : " لا َيَلِجُ النَّارَ رَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع ، وَلا يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّه ودُخانُ جَهَنَّمَ " . رواه الترمذي
(1633) والنسائي .

وقوله " حتى يعود اللبن في الضرع " : هذا من باب التعليق بالمحال كقوله تعالى : ( حتى يلج الجمل في سم الخياط ) "تحفة الأحوذي "

وعنه قالَ : قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ واله وسَلَّم : " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ : إِمامٌ عادِلٌ ، وشابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّه تَعالى ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّق بالمَسَاجِدِ ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه ، اجتَمَعا عَلَيهِ وتَفَرَّقَا عَلَيهِ ، وَرَجَلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمالٍ فَقَالَ : إِنّي أَخافُ اللَّه ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةَ فأَخْفاها حتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمالهُ ما تُنْفِقُ يَمِينهُ ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ " . رواه البخاري (660) ومسلم (1031) .

ويمتاز البكاء في الخلوة على غيره ، لأن الخلوة مدعاة إلى قسوة القلب ، والجرأة على المعصية ، وبعيدة عن احتمال الرياء ، فإذا ما جاهد الإنسان نفسه فيها ، واستشعر عظمة الله فاضت عيناه ، فاستحق أن يكون تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله .

4. التفكر في حالك وتجرؤك على المعصية والخوف من لقاء الله على هذه الحال .

كان بعض الصالحين يبكي ليلاً ونهاراً ، فقيل له في ذلك ، فقال : أخاف أن الله تعالى رآني على معصية ، فيقول : مُرَّ عنى فإني غضبان عليك ، ولهذا كان سفيان يبكي ويقول أخاف أن أسلب الأيمان عند الموت .

وهذا إسماعيل بن زكريا يروي حال حبيب بن محمد - وكان جاراً له – يقول : كنت إذا أمسيت سمعت بكاءه وإذا أصبحت سمعت بكاءه ، فأتيت أهله ، فقلت : ما شأنه ؟ يبكي إذا أمسى ، ويبكي إذا أصبح ؟! قال : فقالت لي : يخاف والله إذا أمسى أن لا يصبح وإذا أصبح أن لا يمسي .

-لقد كان السلف كثيري البكاء والحزن ، فحين عوتب يزيد الرقاشى على كثرة بكائه ، وقيل له : لو كانت النار خُلِقتْ لك ما زدت على هذا ؟! قال: وهل خلقت النار إلا لي ولأصحابي ولإخواننا من الجن و الإنس ؟ وحين سئل عطاء السليمي: ما هذا الحزن ؟ قال : ويحك ، الموت في عنقي ، والقبر بيتي ، وفي القيامة موقفي ، وعلى جسر جهنم طريقي لا أدري ما يُصنَع بي .

-وانتبه الحسن ليلة فبكى ، فضج أهل الدار بالبكاء ، فسألوه عن حاله فقال : ذكرت ذنبا لي فبكيت .

-وعن تميم الداري رضى الله عنه أنه قرأ هذه الآية : ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) فجعل يرددها إلى الصباح ويبكي .

-وكان حذيفة رضي الله عنه يبكي بكاءً شديداً ، فقيل له : ما بكاؤك ؟ فقال: لا أدري على ما أقدم ، أعلى رضا أم على سخط ؟ .



5. استشعار الندم والشعور بالتفريط في جنب الله .

فدموعُ التائبين في جُنْحِ الليلِ تروي الغليل ، وتشفي العليل ، كما قال شيخ المفسِّرين أبو جعفر الطبري فـي تأويـل قوله تعالى (أَفَمِنْ هَـذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ ) النجم/59 – 61 :

" لا تبكون مما فيه من الوعيد لأهل معاصي الله ؛ وأنتم من أهل معاصيه ، ( وأنْتُمْ سامِدُونَ ) يقول : وأنتم لاهون عما فيه من العِبَر والذِّكْر ، مُعْرِضُون عن آياته ! " . " جامع البيان عن تأويل آي القرآن " 27/82.


6. البكاء من الشفقة من سوء الخاتمة

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : لما مرّ رسول الله صلى الله عليه والة وسلم بالحِجْر قال : " لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسَهم أن يُصيبكم ما أصابهم ؛ إلا أن تكونوا باكين " ، ثم قنّع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رأسه ، وأسرع المشيَ حتى أجاز الوادي ) . رواه البخاري (3380) ومسلم (2980) .

وقد ترجم النووي لهذا الحديث بقوله : ( باب البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين ومصارعهم، وإظهار الافتقار إلى الله تعالى ، والتحذير من الغفلة عن ذلك ) . " رياض الصالحين " ص373


7. سماع المواعظ المؤثرة والمحاضرات المرققة للقلب .

عن العرباض بن سارية رضي الله عنه ـ وهو أحد البكّائين ـ قال : ( وَعَظَنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم موعظةً بليغةً ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ) .
******************************
وختامــــــــــا مااحوجنا الى ان ينظر الله إلينا باكين خاشعين وجلين من عظمته فيرحمنا ،إذافالنبكي ونتباكى ،فإن لم نستطع فلنبكي على قسوة قلوبنا..

لاتنسونا من دعائكم
(اللهم يا ذا الحبل الشديد والامر الرشيد أسألك الامن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود ،الركع السجود ،الموفين بالعهود ،أنك رحيم ودود تفعل ماتريد،اللهم أسألك الفوز عند القضاء ونزل الشهداء وعيش السعداء والنصر على الاعداء يامجيب الدعاء،اللهم أسألك بأسمك الاعظم الذي أذا سأل به أستجاب اللهم أسألك بأسمائك الحسنى كلها ماعلمنا منها وما لو نعلم ان تنصر اخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم وحد صفوفهم وسدد رميهم ،اللهم لاتدع في مقامنا هذا ذنبا الا غفرته ،ولاهما إلا فرجته ،ولامريضا إلا شافيته ،ولا مبتلى إلا عافيته ،ولاميتا إلا رحمته ،ولا أسيرا إلا أطلقته ،ولا مجاهدا إلا

ألنشمي
02-10-2007, 10:15 PM
000
00
0


نفع الله بهالطرح




وجزاك ربي عنا خير الجزاء