ابوفهد
16-09-2002, 01:29 PM
وإن عدتــم عــدنـــا ..
خطبة جديدة عن الدمج للشيخ محمد عبد الله الهبدان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فهذه خطبة يوم الجمعة الموافق 6 / 7 / 1423 هـ والتي ألقاها فضيلة الشيخ محمد عبد الله الهبدان حفظه الله ورعاه
وتتضمن هذه الخطبه وقفات مع الإجازة والخطبة الثانية عودة إلى موضوع الدمج وقد طلب الشيخ حفظه الله تنزيل الخطبه الثانية فقط لأهميتها وللتذكير بهذا الموضوع الذي قد نسيه البعض .
نص الخطبة
أيها المسلمون : أما المحطة التي نتريث فيها قليلاً لنستلهم منها العبرة والبينة فهي عودة إلى الحديث عن الدمج ..وما أنا علم الله على ذلك بحريص ، ولكن مثلنا ومثلهم { وإن عدتم عدنا } عادت التصريحات واللقاءات والمقابلات في الإعلام ورأينا في ثناياها من المغالطات ما نرى معه أن قول الحق بات لزاماً أداءً للأمانة الكلمة ، ورسالة المنبر .
فأولاً : لمصلحة منْ و في هذا الوقت الحرج بالذات يعود الحديث فيها جذعاً ؟ وفي هذا الوقت الذي علت فيه نذر الحرب ، وقرعت طبولها ، وفاحت رائحتها الكريهة ، وأجلب علينا العدو بخيله ورجله ، وحشر ونادى ، ونحن أحوج ما نكون هذا الأيام إلى وحدة الكلمة ورص الصفوف ، والقضاء على دابر كل فتنة ومحنة تهدد وحدة البلاد وتعصف بأمنه .
ولا شك أن النظر السديد يقتضي من كل ناصح من حاكم و عالم وداعية ومسؤول السعي إلى لمّ الشمل وتقوية الجبهة الداخلية ومما يعين على ذلك ويسهم فيه تفقد المطالب الصحيحة التي نادى بها الشعب ممثلاً في علمائه وقضاته وكل ناصح لنفسه وبلده ، ومن ذلك مسألة دمج رئاسة البنات بوزارة المعارف ،وإنني على يقين وغيري كذلك أن هذا مطلب ملح للجميع ، عدا فئة قليلة ..عبر عن ذلك أصدق تعبير وترجم أوضح برهان ذلك السيل الدافق من العرائض والبرقيات والوفود الراكضة إلى العلماء والولاة مطالبة بالتراجع عن الدمج لما لمسوا من أثار الرئاسة الحميدة وأعمالها المجيدة وإنجازاتها السارة ، وثقة بالقائمين عليها من أولى العلم والفضل ولما يتوجسونه من الدمج إما حاضراً وإما مستقبلا.
ولنا ولأهل العلم الحق كل الحق أن نبدي آراءنا وما نعتقده حقا ، وهذه ظاهرة صحية وأول من يحرص على ذلك هم أولو الأمر وليس هذا منا تحجراً ولا انغلاقاً بالأذهان ولا عدم تفتح على العصر ومطالبه كما قيل ..بل فتحنا أعيينا حتى النهاية وتأملنا بعقولنا على العصر فوجدناه يموج بفتن يندى لها جبين الحياء وتتفطر لها الكبود وتذوب لها الحشا والقلوب حسرة وأسى ، ولاسيما فيما يتعلق بأمر المحارم .
تفتحنا على العصر فرأينا الاختلاط السافر في المستشفيات والطائرات وبعض الجامعات ، وهذا ما نخشى منه على من دون الجامعات ، تفتحنا على العصر فوجدنا دولاً تسمى إسلامية تباع فيها الأعراض وتشترى وتتعرى فيها العذارى وتتسرى ، وتنتعش فيها سوق الفسوق ، وهذه الدول كانت محافظة مثلنا بل أشد محافظة ولنا الحق كل الحق أن نتخوف من مثل مصيرها الأسود .
وقبل ذلك فتحنا أعيننا وأبصارنا وبصائرنا لكتاب مولانا وخطابه وسنة رسوله فوجدناها حاثة داعية إلى الحشمة والمحافظة والنأي بالنساء كل النأي عن مخالطة الرجال .
وقطع دابر كل داعية على الفاحشة وأسبابها ، ووجدنا كتاب الله حاثا على استعمال الأمناء الأقوياء في كل أمر لا سيما على الأعراض والمحارم { إن خير من استأجرت القوي الأمين } ونحن لا نتهم أحداً بخيانة ولكن إنما يطمئن الناس ويرضون على المحارم بالعلماء الأوفياء الأمناء الأقوياء المشهود لهم بكل خير وأمانة .
ولقد رأينا من البلبلة وكثرة القيل والقال من جراء الدمج ما شهد به الجميع فليلب هذا المطلب الوجيه للأمة في علمائها وقضاتها ودعاتها والناصحين من أبنائها .
نقول هذا ونحن أحرص الناس على وحدة الشمل ولم الشعث ودرء أسباب الفتنة وقطع دابر التفرق .
وثانياً : إن التغني بالإنجازات ، والتزين بالتصريحات لن يقلب الحقائق ولن يغير من الأمر شيئا ولن يفيد إلا إثارة الضغائن وبعث الأشجان الراقدة ولا يمكن للمؤتمنين على الكلمة أن يسمعوا المغالطات ويتجرعوا الحسرات في أجوافهم .
أنحنُ أغلظُ أكباداً أم الأبلُ
وما قيل من زيادة الوظائف والتنقلات ..فهذه لا علاقة للرئاسة به إن الذي يمنح الوظائف ويمنعها هي وزارة المالية فهل يعد إنجازاً كثرة الوظائف التي كانت تحرم منها الرئاسة في عهدها ؟
ولماذا كان يُضيق عليها ؟نٍسأل الله أن يهتك ستر من أراد بها ذلك .
وثالثاً : ليعلم كل مسلم ومسلمة أن هذا الأمر أمانة في رقبته وسيسأله الله عنه ، وأن علينا جميعاً مواصلة الجهود والعمل الهادئ المنضبط بضوابط الشرع وبالحكمة والموعظة التي هي أحسن والاتصال بولاة الأمر والعلماء وبالبرقيات والخطابات والوفود ، والإلحاح على هذا المطلب والتأكيد عليه في كل مناسبة وكلنا بعد الله أمل في حكمة القيادة وحسن تفهمها وحرصها على ما فيه رضى الله ومصالح الشعب الذي أو تمنوا على قيادته بكتاب الله وسنة رسوله وبويعوا على ذلك .
اللهم يا حي يا قيوم اللهم إنا نسألك في كل من أدلى بحقائق وهو يعلم أنه فيها كاذب .. يرجو مصلحة نفسه اللهم اجعل الفقر بين عينيه .. اللهم اجعل الفقر بين عينيه – وأبدله بالعز ذلا .. وبالرفعة مهانة – اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم .....
نقلا عن شبكة الفجر
خطبة جديدة عن الدمج للشيخ محمد عبد الله الهبدان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فهذه خطبة يوم الجمعة الموافق 6 / 7 / 1423 هـ والتي ألقاها فضيلة الشيخ محمد عبد الله الهبدان حفظه الله ورعاه
وتتضمن هذه الخطبه وقفات مع الإجازة والخطبة الثانية عودة إلى موضوع الدمج وقد طلب الشيخ حفظه الله تنزيل الخطبه الثانية فقط لأهميتها وللتذكير بهذا الموضوع الذي قد نسيه البعض .
نص الخطبة
أيها المسلمون : أما المحطة التي نتريث فيها قليلاً لنستلهم منها العبرة والبينة فهي عودة إلى الحديث عن الدمج ..وما أنا علم الله على ذلك بحريص ، ولكن مثلنا ومثلهم { وإن عدتم عدنا } عادت التصريحات واللقاءات والمقابلات في الإعلام ورأينا في ثناياها من المغالطات ما نرى معه أن قول الحق بات لزاماً أداءً للأمانة الكلمة ، ورسالة المنبر .
فأولاً : لمصلحة منْ و في هذا الوقت الحرج بالذات يعود الحديث فيها جذعاً ؟ وفي هذا الوقت الذي علت فيه نذر الحرب ، وقرعت طبولها ، وفاحت رائحتها الكريهة ، وأجلب علينا العدو بخيله ورجله ، وحشر ونادى ، ونحن أحوج ما نكون هذا الأيام إلى وحدة الكلمة ورص الصفوف ، والقضاء على دابر كل فتنة ومحنة تهدد وحدة البلاد وتعصف بأمنه .
ولا شك أن النظر السديد يقتضي من كل ناصح من حاكم و عالم وداعية ومسؤول السعي إلى لمّ الشمل وتقوية الجبهة الداخلية ومما يعين على ذلك ويسهم فيه تفقد المطالب الصحيحة التي نادى بها الشعب ممثلاً في علمائه وقضاته وكل ناصح لنفسه وبلده ، ومن ذلك مسألة دمج رئاسة البنات بوزارة المعارف ،وإنني على يقين وغيري كذلك أن هذا مطلب ملح للجميع ، عدا فئة قليلة ..عبر عن ذلك أصدق تعبير وترجم أوضح برهان ذلك السيل الدافق من العرائض والبرقيات والوفود الراكضة إلى العلماء والولاة مطالبة بالتراجع عن الدمج لما لمسوا من أثار الرئاسة الحميدة وأعمالها المجيدة وإنجازاتها السارة ، وثقة بالقائمين عليها من أولى العلم والفضل ولما يتوجسونه من الدمج إما حاضراً وإما مستقبلا.
ولنا ولأهل العلم الحق كل الحق أن نبدي آراءنا وما نعتقده حقا ، وهذه ظاهرة صحية وأول من يحرص على ذلك هم أولو الأمر وليس هذا منا تحجراً ولا انغلاقاً بالأذهان ولا عدم تفتح على العصر ومطالبه كما قيل ..بل فتحنا أعيينا حتى النهاية وتأملنا بعقولنا على العصر فوجدناه يموج بفتن يندى لها جبين الحياء وتتفطر لها الكبود وتذوب لها الحشا والقلوب حسرة وأسى ، ولاسيما فيما يتعلق بأمر المحارم .
تفتحنا على العصر فرأينا الاختلاط السافر في المستشفيات والطائرات وبعض الجامعات ، وهذا ما نخشى منه على من دون الجامعات ، تفتحنا على العصر فوجدنا دولاً تسمى إسلامية تباع فيها الأعراض وتشترى وتتعرى فيها العذارى وتتسرى ، وتنتعش فيها سوق الفسوق ، وهذه الدول كانت محافظة مثلنا بل أشد محافظة ولنا الحق كل الحق أن نتخوف من مثل مصيرها الأسود .
وقبل ذلك فتحنا أعيننا وأبصارنا وبصائرنا لكتاب مولانا وخطابه وسنة رسوله فوجدناها حاثة داعية إلى الحشمة والمحافظة والنأي بالنساء كل النأي عن مخالطة الرجال .
وقطع دابر كل داعية على الفاحشة وأسبابها ، ووجدنا كتاب الله حاثا على استعمال الأمناء الأقوياء في كل أمر لا سيما على الأعراض والمحارم { إن خير من استأجرت القوي الأمين } ونحن لا نتهم أحداً بخيانة ولكن إنما يطمئن الناس ويرضون على المحارم بالعلماء الأوفياء الأمناء الأقوياء المشهود لهم بكل خير وأمانة .
ولقد رأينا من البلبلة وكثرة القيل والقال من جراء الدمج ما شهد به الجميع فليلب هذا المطلب الوجيه للأمة في علمائها وقضاتها ودعاتها والناصحين من أبنائها .
نقول هذا ونحن أحرص الناس على وحدة الشمل ولم الشعث ودرء أسباب الفتنة وقطع دابر التفرق .
وثانياً : إن التغني بالإنجازات ، والتزين بالتصريحات لن يقلب الحقائق ولن يغير من الأمر شيئا ولن يفيد إلا إثارة الضغائن وبعث الأشجان الراقدة ولا يمكن للمؤتمنين على الكلمة أن يسمعوا المغالطات ويتجرعوا الحسرات في أجوافهم .
أنحنُ أغلظُ أكباداً أم الأبلُ
وما قيل من زيادة الوظائف والتنقلات ..فهذه لا علاقة للرئاسة به إن الذي يمنح الوظائف ويمنعها هي وزارة المالية فهل يعد إنجازاً كثرة الوظائف التي كانت تحرم منها الرئاسة في عهدها ؟
ولماذا كان يُضيق عليها ؟نٍسأل الله أن يهتك ستر من أراد بها ذلك .
وثالثاً : ليعلم كل مسلم ومسلمة أن هذا الأمر أمانة في رقبته وسيسأله الله عنه ، وأن علينا جميعاً مواصلة الجهود والعمل الهادئ المنضبط بضوابط الشرع وبالحكمة والموعظة التي هي أحسن والاتصال بولاة الأمر والعلماء وبالبرقيات والخطابات والوفود ، والإلحاح على هذا المطلب والتأكيد عليه في كل مناسبة وكلنا بعد الله أمل في حكمة القيادة وحسن تفهمها وحرصها على ما فيه رضى الله ومصالح الشعب الذي أو تمنوا على قيادته بكتاب الله وسنة رسوله وبويعوا على ذلك .
اللهم يا حي يا قيوم اللهم إنا نسألك في كل من أدلى بحقائق وهو يعلم أنه فيها كاذب .. يرجو مصلحة نفسه اللهم اجعل الفقر بين عينيه .. اللهم اجعل الفقر بين عينيه – وأبدله بالعز ذلا .. وبالرفعة مهانة – اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم .....
نقلا عن شبكة الفجر