عبدالله البقالي
14-09-2002, 10:08 PM
قبل الرواح : أقصوصة
الأبواب تغلق بتبريرات شتى . تارة بلطف مع ابتسا مة تختفي الفظاعة تحت رقتها , و أخرى مصحوبة بزمجرة و دوي كقصف الرعد . يستدير . يهيم على أرصفة الأمنيات الجميلة المصادرة و الأحلام الطفولية البعيدة . يمد خطى مثقلة بالياس قافلا في اتجاه الشارع
حفرة عميقة لم يتبين وجودها الا حين صار داخلها . بدأ يتسلق حوافيها وفي كل مرة كان يقترب من التخلص منها كانت يد مبتورة من جسد غير مرئي تضغطه فيتقوقع داخلها . يستسلم , يتمدد . يغمض عينيه . تمر بخياله لافتات مكتوبة بشتى الألوان , يتناهى لسمعه خطب
مرصعة بأبهى الكلام . يتذكر المواكب القديمة التي صممت الأدراج التي تسلقتها أحلام خياله.
يفتح عينيه من جديد ليرى أن الحياة ما هي الا رحلة موت بطيئة والخواتم و الالواح السحرية تفقد مفعولها , و عصا موسى نفسها و التي لا يعرف من اي شجرة اجتثت لم يعد لها الآن الا معنى واحدا , اغتصاب جزء من الحياة.
يتناهى اليه صوت الفقيه صارخا مزمجرا : ابحث عن نفسك قبل أن يدركك الرواح .
أي وقت يتحدث عنه الفقيه و أي رواح ؟ ثم ماذا يعتبره الفقيه ؟ خروفا ؟ بغلا ؟...كرهه للفقيه دفعه الى هناك , لمعاكسة الرواح . انغمس بعمق في الحياة . تناسى الفقيه مدة لكنه لم يستطع استئصال صوته من ذاكرته . الصراخ كان دائما يذكره به . لكن يوم التقى الأبله وجد لذة كبرى في استفزازه . وحين تمادى في ذلك ولم يعد الأبله يحتمل , توسل اليه ... رجاه أن يفتح و لو مرة نافذة على ذاته . وحين فعل... لم يصدق .عاود البحث . اكتشف انه هو الأبله بل وبغلا أيضا .
انذاك تذكر الفقيه .سأل عنه . علم أنه مات . ذهب الى قبره , بكى بمرارة . ليس على موته وانما لأن الوقت اقترب من الرواح وهو لم يبحث بعد عن نفسه.
الأبواب تغلق بتبريرات شتى . تارة بلطف مع ابتسا مة تختفي الفظاعة تحت رقتها , و أخرى مصحوبة بزمجرة و دوي كقصف الرعد . يستدير . يهيم على أرصفة الأمنيات الجميلة المصادرة و الأحلام الطفولية البعيدة . يمد خطى مثقلة بالياس قافلا في اتجاه الشارع
حفرة عميقة لم يتبين وجودها الا حين صار داخلها . بدأ يتسلق حوافيها وفي كل مرة كان يقترب من التخلص منها كانت يد مبتورة من جسد غير مرئي تضغطه فيتقوقع داخلها . يستسلم , يتمدد . يغمض عينيه . تمر بخياله لافتات مكتوبة بشتى الألوان , يتناهى لسمعه خطب
مرصعة بأبهى الكلام . يتذكر المواكب القديمة التي صممت الأدراج التي تسلقتها أحلام خياله.
يفتح عينيه من جديد ليرى أن الحياة ما هي الا رحلة موت بطيئة والخواتم و الالواح السحرية تفقد مفعولها , و عصا موسى نفسها و التي لا يعرف من اي شجرة اجتثت لم يعد لها الآن الا معنى واحدا , اغتصاب جزء من الحياة.
يتناهى اليه صوت الفقيه صارخا مزمجرا : ابحث عن نفسك قبل أن يدركك الرواح .
أي وقت يتحدث عنه الفقيه و أي رواح ؟ ثم ماذا يعتبره الفقيه ؟ خروفا ؟ بغلا ؟...كرهه للفقيه دفعه الى هناك , لمعاكسة الرواح . انغمس بعمق في الحياة . تناسى الفقيه مدة لكنه لم يستطع استئصال صوته من ذاكرته . الصراخ كان دائما يذكره به . لكن يوم التقى الأبله وجد لذة كبرى في استفزازه . وحين تمادى في ذلك ولم يعد الأبله يحتمل , توسل اليه ... رجاه أن يفتح و لو مرة نافذة على ذاته . وحين فعل... لم يصدق .عاود البحث . اكتشف انه هو الأبله بل وبغلا أيضا .
انذاك تذكر الفقيه .سأل عنه . علم أنه مات . ذهب الى قبره , بكى بمرارة . ليس على موته وانما لأن الوقت اقترب من الرواح وهو لم يبحث بعد عن نفسه.