المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعوة للنقد البناء...



صخب الثورات
14-09-2002, 01:06 PM
مودتي

اود هنا ان اطرح قضية من وجهة نظري انها مهمة واتمنى ان تأخذ لها حيزا من الوقت والتفكير لديكم...طالما انه تجتمع هنا نخبة من الافكار والاقلام الشابة...فأننا مطالبون بمسؤولية نقل الكلمة الحقيقية بكامل اجزاءها وحتى المتباينة منها الى القاريء ...والقاريء العربي خصوصا ..لانه يحمل في داخله غيرة على كل ما يمت للابجدية العربية بصلة.
كان ادباء فرنسا في القرون الماضية يجعلون منتدياتهم في بعض قصور النبلاء او بيوت احدهم او اية بيوت للنقاش الادبي الهادف وكانت تسمى مثل هذه الاماكن بالصالونات...ونجدها في ادب آلام فارتر ودو بلزاك وغيرهم كثير...فكان وجود مثل هذه الصالونات كفيل بأن يخلق جوا مناسبا للمناقشات الثقافية الراقية ...مما ولد عددا رائعا من الادباء الفرنسيين نافذي الكلمة في الادب...وكان على الحاضرين ان يكونوا حادي الحضور الذهني ونافذي القلم والفكر (وهذا ما اراه هنا والحمد لله!!)...فيبدأ احد الادباء(لا يهم ان يكون شاعرا او روائيا او ناقدا...)يبدأ...بنقد نفسه...نعم...لا تتعجبوا...يكتب شيئا...ثم يقرأه كأنه يخص شخصا آخرا...يخرج من خصوصية الموضوع لكي يكون تقييمه هادفا...من قبل نفسه اولا و من قبل الاخرين تاليا...فيبدأ بأيجاد اية ثغرة...او عثرة ادبية في مسيرة النص ..من وجهة نظره هو...ثم يبدأ الاخرين...الذين سبق وان قرأوا له ماكتب...بأبداء اراءهم سواء الايجابية او السلبية...وبهذه الطريقة...يصل الاديب الى حالة تشبه التكامل في داخله تنعكس فيما بعد على ما يقدم من اعمال لاحقة..
اعتذر عن اطالة المقدمة...لكن ما اود ان اقول...هو...ليتنا نبدأ بشيء اسمه النقد الذاتي...وسأبدأ برجاء جمعة سلمان...رغم كتاباتها القليلة الا ان اقالة العثرات الادبية في بدايتها تجعل الصعود بالنص سلسا..
ويكون القاريء متلذذا فيما يكتسب من طروحات ثقافية في هذا المنتدى...لا ادري ما صدى الفكرة لديكم...الا انني سأبدأ هنا..

رجاء جمعة سلمان ومتلازمة العشق والموت...
______________________________ ___
سأجعل نقدي لرجاء يدور حول محاور لغرض التركيز على بناء قصة او رواية او خاطرة متكاملة الاركان ولها بريق ادبي...

المحور الاول: الاسلوب السردي
________________________
احيانا....تتسارع الاحداث في السرد وكأنها تلهث في حقل الغام...بينما نجدها في موضع آخر كالسلحفاة...متئدة الخطوة. وذلك يجعل القاريء تعبا ...فتارة يركض وتارة يغلبه النعاس....
ربما يكون وقع الحدث الشخصي مترافقا مع حركة القلم واندفاعه على الورق...فيجعل الكلمات تبدو بهذا الشكل ...الا ان اعادة صياغة بعض الفقرات ستجعل من النص متكامل الكيان عند صاحبه ونافذ الرؤية عند القاريء....

المحور الثاني : الحدث
________________
التجارب التي يمر بها اي كاتب او شخص عادي...ستقوم بأثراء قلمه ولا شك...واحيانا تسكن قلبه و لايستطيع ان يجد لها فستانا من الكلمات تكتسبه لتخرج للقاريء بحلة جميلة...فتخرج حقيقة عارية تماما ...تترك طعما مرا في فم القاريء...وليس القراء ملزمون على تجرع العلقم لان الكاتب يتجرعه او تجرعه سابقا...يبدأ من هنا دور الكاتب في نسج رؤى و غطاءات لمثل هذه الاحداث كي تخرج كلمات مكسوة.
الاحداث عند رجاء جمعة سلمان تدفقت مرة واحدة في سنوات محنة لا تتعدى الخمس وما قبلها ضياع وفراغ وما بعدها فراغ وضياع جديد...اذن ينبغي هنا ان تقوم الكاتبة بتجميع اكبر رصيد من الغطاء الثقافي والوصف المشوق للحدث يتراوح بين طعم العلقم وطعم الحياة الواقعي...ولو كانت مليئة بالمآسي فالحكم في النهاية هو القاريء...اذن المخرج هو ايجاد مصرف للافكار...(اتساءل...هل حقا يوجد مثل هذا المصرف؟؟؟!!!) للكلمات...ويعتبر من ارصدة الكاتب التي لا يمكن ان يهبها له العابرون...وانما عليه البحث عنها...واركانها في جانب من الذاكرة القصية لحين استخدامها...رجاء جمعة سلمان تفتقر لرصيد من الكلمات المنمقة ...تلك هي الخلاصة!!

المحور الثالث: العشق
________________
تجسد لنا رجاء جمعة سلمان صورة الرجل المعشوق (رغم انه صار رمادا...اذكروا محاسن موتاكم!!!) بكل ايجابياتها كما عاشتها وتناست ان البشر يحملون الصفتين اللتين لا ثالث لهما ...السلبية البشرية....والايجابية تجاه اي موقف في الحياة...فما بالكم ان يكن هذا الموقف عشقا؟!
على الكاتب ان يأخذ بيد القاريء...خصوصا هناك قراء قد قرأوا مسبقا للكاتب نفسه وهناك قراء جدد...لربما سيمدون السنتهم ازدراءا لما يقرأون...اذن لابد من سرد بعضا من سلبية الشخصية حتى وان كانت شخصية المعشوق....(انا رجاء...هل حقا سأقدر ان اذكر سلبياته...لتقطع يدي واصابعي ان فعلت!!!!!!)
لان رجاء تمكنت من ايصال الجانب السلبي من شخصية والدتها...القسوة....التي كانت دخيلة على عوالم الامهات المترعة بالطيبة والحنان...حتى وان شابها ادمان زيارة السجون والشتائم...
بدت الام وصورتها لنا رجاء كأنها رصيدا لا ينضب من القسوة...حتى وان كانت فعلا كذلك كان لابد كخيال كاتب من اضافة شيء من الايجاية والا بقي النص مبتورا...
المحور الرابع : المكان
_______________
تتغزل الكاتبة بالمكان وتفرد له جانبا حيويا من النص وخصوصا الصحراء...متناسية ان هناك من القراء لا يطيق اسم صحراء...اذن ها قد بدأ العد التنازلي...لانسحاب القراء...
ينبغي على الكاتب ان يعيش عشق المكان الذي يسكن دواخله بشيء من الانصاف على الورق كي لا يجعل القاريء يعيش مرغما في اجواءه ومن ثم عند نهاية الرواية يقول....اف ها قد عدت من رحلة قاسية...بدلا من ان يعود للغلاف الاول والصفحة الاولى ويعيد قراءة كل حرف مستمتعا برحلة وان كانت من نسج خيال الكاتب...هل هي حقا من خيال؟؟؟؟

اتوقف عند هذا الحد...لاترك لاقلامكم واراءكم كشف الثغرات والبدء باصلاح ماتسلل من ركاكة الى الاسطر لعله يكون نصا ثريا بمحتواه وببناءه الادبي ومنتظم منهجيا بما يريد ان يوصل للقاريء...نسيت ان انوه ان هذه هي المرة الاولى التي اكتب فيها في منتدى...ولم اكن اديبة يوما...
انتظر اراءا ثرية...


مودتي

رجاء جمعة سلمان

أرسطوالعرب
14-09-2002, 01:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....

أختي رجاء...

سؤال..

هل هناك نهج معين في نقدي للمدعو أرسطوالعرب....

أم أن عناصر نقدي له تعتمد على إهتماماته ومحاور مواضيعه ؟
بإنتظار إجابتك لأن الموضوع قوي لدرجة توليد السرعة وحسر الزمن مع شدة الحماس:)

:star:سأقبل الرهان الخاسر ظاهرياً والكاسب حقيقياً....

( ولم اكن اديبة يوما...)<=== أشك في ذلك:)

---------
أولى أبواب الفضيلة.....تقييم الجهل
----------
ثـامـر الـحـربـي

صخب الثورات
15-09-2002, 08:40 AM
ايها الارسطو
يا معلم....
انت تبدأ من حيث تريد...
اطرح نفسك امامنا...وابحث عن ثغراتها...لا تقيد نفسك بمنهج قد تضعه رجاء...ومن تكون رجاء امام المعلم....لا يا سيدي....سأمتلأ غرورا ...ان انت وافقت على اتباع منهج مني....
افتح لنا ابواب اي موضوع وابدأ به ...وسنقرأه ...ونعطيك الملاحظات


يا معلم...
فعلا لست بكاتبة

لا تشك باي حرف من حروفي....انا هنا بينكم كما تعلمت الحبو اول مرة...

مودتي


رجاء جمعة سلمان

الشمس
15-09-2002, 03:11 PM
النقد لعبتي المفضلة :)

سوف أعود, فقط لأمنح فرصة لأتخلص من بعض الضغوط ..

مودتي ..

عبدالله البقالي
15-09-2002, 05:57 PM
الاخوات و الاخوة الكرام .


ترددت كثيرا في ان ابدي وجهة نظري من الموضوع المطروح هنا .وخاصة فيما يتعلق بان ينتقد الكاتب عمله . اذ اجد ان هذه العملية مهما كان المنتقد نزيها فانه لن يصل الى ما يمكن ان نسميه نقدا موضوعيا ، ما دام ان العملية قد شيدت على اس غير سليم .
فالنقد يتطلب من ضمن ما يتطلبه ان تكون الذات منفصلة عن الموضوع .تماما مثلما لا يمكن ان يقوم طبيب بعملية جراحية لجسده .فهو محتاج الى ان يستعمل منوم ومسكن . وان يخفض ايقاع الدورة الدكوية في الجسم . فكيف يمكنه في حال كهذا ان يجري العملية ؟
الامر هو نفسه حين يتعلق الامر بان يشرح الكاتب نصه . فالنص لا يجب ان ينظر اليه كشئ معزول عن الذات . فهو جزء منها ان لم يكن هو الذات نفسها . ففيه كل شئ منها . الافكار، الاحساس ، المعتقدات ، ..
وهنا نصل الى الاشكال . كيف نميز في حال كهذا الذات الابحثة و الذات المبحوثة . بصيغة اخرى اين هو الموضوع و اين هي الذات ؟...
هذا من جهة . اما من جهة اخرى فهذه المبادرة تطرح سؤالا ضمنيا . وهو : هل يجب على المبدع ان يؤطر عمله نظريا ؟.. وهل يتوجب على كل كاتب ان يكون واعيا بكل ما يتضمنه نصه ؟..
الواقع يذهب في عكس هذا الاتجاه . و الامثلة كثيرة لكتاب اندهشوا حين تناول النقاد اعمالهم و اخرجوا ما تضمنته . والكثير من أولئك الكتاب اعلنوا انهم كانوا يجهلون ما كان متضمنا لما كتبوه . وان دوافعهم للكتابة كانت ابسط مما انتهوا اليه .
المثال الاخر وهو ان كتابا علميين صنفوا كأسوء قراء لأعمالهم بسبب انهم طرحوا في كتاباتهم اشياء مهمة وكبيرة ، وحين تحدثوا عن دوافع التي حذت بهم الى ذلك الانجاز خيبوا ىمال السائلين حين افصحوا عن اسباب تافهة ...

الاخوة الكرام . هذه بعض الافكار التي عبرت ذهني حين قرأت هذا الموضوع . مع احترامي الكامل لكل الافكار التي عبرتم عنها .

أرسطوالعرب
16-09-2002, 01:10 PM
بإنتظار تعليقك سيدة رجاء على رد سيدي البقالي...:)

صخب الثورات
16-09-2002, 01:47 PM
السيد البقالي
لا داعي لان نتردد حين نريد القاء الضوء على عثرة أو خطأ...وجودك هنا كان له صدى جعلني أعود للرد
سيدي ..أما سمعت بجرحى...ومرضى...في الصحراء لوحدهم أو في الحروب...وقد اضطروا لبتر ساقهم..أو مداواة جرح نازف يحفظ لهم الاستمرار...أما سمعت بمن يكوي يده لاسكات ألم ممض لا سبيل لقطعه إلا الكي..
هذا ما أردته هنا..وقد ابتدأته...قرأت نصي كأنه لأخرى غيري...
وجدت نفسي مستمتعة به حينا وباكية حينا آخر...
لماذا لا يمكننا أن نكون نزيهين في تقييم أنفسنا...هذا هو الإرث الذي نملك(..أن لا نقيم أنفسنا.)..ننتظر دائما من الآخرين التصفيق الحاد أو ضرب الحصى... دون أن نعلم لماذا؟!!!
ثق يا سيدي الأساس الذي طرحته سليم جدا...باعتبار أن الكاتب هدم كل القلاع والحصون والاسيجة النفسية أمام القارئ (القارئ هنا قد يكون كاتب هو الآخر...أو محض قارئ) فأعطاه فرصة لمسح طبوغرافيا للنص لاستخراج الغث من السمين,,
نعم الذات منفصلة عن الموضوع...وابتدأت بنفسي...انفصلت عن مواضيعي...ووجدت أخطاء فيها...وربما فاتتني آلاف منها...انتظرت كشفها من الآخرين..
يتزاوج ذات الكاتب مع موضوعه في لحظة الولادة ...لحظة الكتابة...وما أن يخرج الموضوع إلى الضوء يصبح الولد الذي شب عن الطوق...لن يعود ملكه...انه ملك الآخرين...صار حدائقهم يتجولون فيها...وعليه أن يتجول معهم ليروا الفلاح الذي ابذر هذه الحديقة
أجيب الآن على سؤالك
هل على الكاتب أن يكون واعيا لما يكتب؟
لا ...فأغلب الذين يكتبون (أقول اغلب...) يمرون بحالة شبه انفصال عن الوجود...فتأتي الكتابة هذيانا وهذا الهذيان قد يكون قلائد لؤلؤ وقد يكون حصى يفقأ العيون...واعتقد ان هذا رأي الجميع...
نعم نحن مطالبون أن نكتب ونحن واعين لما نكتب وان نكتب ونحن في حالة هذيان
فالكاتب عليه أن يطوع اللغة بكل مفرداتها وحتى العامية منها فأنت في حرب لكي تصل بما تريد لذهن القارئ الذي هو أرضا بانتظار بذورك...واكثر الكتاب المغتربون كانوا وما يزالوا يعيشون لوعة وهذيان الاغتراب
اغتراب الوطن واغتراب اللغة...وبالتالي يستعينون بسلاح اللغة لإعانتهم على اغتراب الوطن...أما إذا اتحدت الغربتان في داخل الكاتب فعندئذ يصبح المنفى جحيما....ولكن اعتقد تتفق معي أن اغلب كتابات المغتربين كانت الأروع...
إذن أعود يا سيدي...للكاتب الحق في أن يكتب هذيانه وله الحق في أن يكتب واعيا

هذا رأيي

مودتي

رجاء جمعة سلمان

Sami96SA
16-09-2002, 02:18 PM
مساء الخير

أعرف عن نقد الذات بعد تقييم سلوكياتها واستدراك اعوجاجا في بعضها ثم العمل على تقويمها .. والتقوييم يكون مجديا إذا اتبع منهج سليم ومعروف لدى الذات نفسها وفقا لقاعدة الخير والشر .. ونقد سلوكيات الذات سهلا يسيرا لكن تقويمها هو ما يبلغ من الصعوبة استحالة لدى الأغلبيه .. ولكن تقييم ما تخطه أنامل الذات من قبل صاحبها يحتاج إلى أن تكون هذه الذات أولا أن تملك القدرة الأدبيه لعمل هذا النقد الذي اجتهدتي في اقتراحه.


وتساؤل يفرض نفسه .. كيف يمكن لكاتب أن يملك القدره الأدبيه على نقد عمله في حين أنه لا يملك القدره على التريث قبل أن يطلعها على القراء؟


أتفق مع الأستاذ البقالي فيما ذكر ولا أجد عدلا وإنصافا بتلك المقارنة التي قمتي بها في طرحك أمثلة المريض في الصحراء وغيرها والإستعانة بها في تبرير مشروعك "نقد الذات" لأنها وبكل بساطه أمثله تدرج تحت بند "ياروح ما بعدك روح" .. والنقد الأدبي للذات ليس به تشدق بالروح .. بل هو محاوله لكسب الإستمراريه في النجاح من مدخل مغاير وشاذ.

سؤال أخير :

ألا يهمك أن يطلع أحد النقاد على نقدك لأطروحة معينه قد كتبتيها كي يعطيك رأيه إن كان نقدك موضوعيا أم لا؟


إذا كان الجواب "لا"؟

فأعتقد أنك تكابرين.

أما إذا كان "نعم" .. فذلك يعني أنك تدورين حول حلقه لا تعرفين نهايتها.


مجرد رأي.

-------------------

سامي

صخب الثورات
16-09-2002, 03:59 PM
السيد سامي...
ابدأ من حيث قلت...

والنقد الأدبي للذات ليس به تشدق بالروح .. بل هو محاوله لكسب الإستمراريه في النجاح من مدخل مغاير وشاذ.

هل ان من يكتب للمرة اولى يكن بأعتقاده ان سينجح...لماذا؟ وكيف ذلك...؟
اذن عندما اريد طريقا للنجاح فلن احتاج لداخل مغايرة وشاذة
كل الامر انني استطعت ان اقرأ ما كتبت بعيون اخرى هي لست انا...الا يمكنك لوهلة ان تنتفض عن نفسك وتحاسبها؟
الا يحصل احيانا ان تقول بينك وبين نفسك..لابد ان اصلح الشيء الفلاني لانني عملته لكنني غير راض عنه....ومن هنا مبدأ التوبة يأتي عند رب العاملين..حيث مجال الخطأ لدى البشر ومن ثم يأتي وقت اصلاح ما اعوج...والامر منزلق على كل نواحي الحياة....
اذن لم نطلق تسميات كمداخل شاذة للنجاح على محاولة اصلاح
نعم...ثق...هذه الطريقة لو اتبعها صاحب كل قلم يدعي انه كاتب ...لرأيننا دررا ومؤلفات في العصر الحديث تنيف على ما اورثه لنا الاباء
--------------------------
ولكن تقييم ما تخطه أنامل الذات من قبل صاحبها يحتاج إلى أن تكون هذه الذات أولا أن تملك القدرة الأدبيه لعمل هذا النقد الذي اجتهدتي في اقتراحه.
---------------------------
لا ادعي ان لدي القدرة الادبية التي اشترطتها لنقد عملي...لكنني ابتدأت بنقد عملي...وانتظرت من ينقد...وهكذا وضعت اللبنة الاولى التي ماكانت لتضر بأحد

لماذا ياسيد سامي لا تجد عدلا ولا انصافا فيما قلت...البقالي..قال انه لايمكن لطبيب بأجراء عملية..هذه الحقيقة صائبة الى حد ما...لكن ان كنت تعاني الموت...وبتر الساق ينقذك...هل ترضى الموت...لا والله ابترها بيدي وبدون مخدر...ارجو ان تراجع رأيك...
اجابة على سؤالك...طبعا يهمني ان يطلع احد النقاد على ماكتبت والا كيف اريد ان اجعل قلمي ينمو ان كنت اقول انا وفقط انا وغيري هجائيته تبدأمن الياء تنتهي بالالف...

وياسيد سامي انا اعلم بالحلقة المفرغة التي ادور بها...وليس عيبا ان نعيش حلقات مفرغة وهنيئا لمن لديه مستطيل مفرغ ...على يرقى لان يكون حلقة يوما....وها قبل ان انسى..انا مكابرة فعلا

---------------------------
وتساؤل يفرض نفسه .. كيف يمكن لكاتب أن يملك القدره الأدبيه على نقد عمله في حين أنه لا يملك القدره على التريث قبل أن يطلعها على القراء؟
--------------------------

امتلكت القدرة على نقد مواضيعي ولم املك القدرة على التريث في طرحها لان مافيها ومااعتقدته فيها قابل للقراءة ولا يخدش الذوق الادبي للقراء هنا في المنتدى...فأن حصل وخدشت احدى مواضيعي ذوقك سيدي...فلك مطلق الحرية ان لا تقرأها...اشح بوجهك مبتعدا عنها....او قلل من قيمة صاحبتها كما فعلت...هل رأيت اين تصب منابع النقد عندنا؟ (تجريح...لا غير !!!) سيد سامي ؟
مودتي


رجاء جمعة سلمان

Sami96SA
16-09-2002, 04:35 PM
مساء الخير

سيده صخب

لم أذكر كلمة "حلقه مفرغه" في ردي لأنها تختلف تماما عن حلقه لا نهاية لها .. ولكن ليس هو السبب الذي عدت من أجله.


العمل الأدبي من وجهة نظري المتواضعه جدا لا يجب أن يرى النور قبل أن يدرس من كاتبه .. وفور إصداره يكون قد انتهى من نقد كاتبه ويكون حقا على القراء والنقاد إبداء آرائهم الأدبيه فيه .. هنا فقط يكون التقييم الصحيح لمنتوج أدبي.

نقذ الذات لعملها الأدبي يسمى ب after the fact product

ولا يحق لصاحبها حينها أن يتفاخر بمنتوجه المعدل .. الرؤيى المحايده هي ما يجب أن يبحث عنه الكاتب الأدبي والروائي لأنها وكما قال الأستاذ البقالي رؤيى نزيهه مجرده من تبعية الذات .. ولن يستطيع أي مخلوق مهما كان نزيها أن يتجرد من ذاته "الغير نزيهه".


أعلم أني ربما كررت نفسي وكررت آخرين .. وربما أيضا اختلوت بنفسي في "مستطيل مفرغ" :)

تماما كحفرة الجولف التي تنتظر كرة مقذوفة من هاو "غثها" من كثرة ارتياده لها يتوعدها بردمها بكراته .. هي جرأته في الإدعاء باحترافية لعبة الآخرين في المنفى.


تحياتي يا سيده صخب.


------------------

سامي


(مو كني أبلشت روحي!! وش لي أنا بس؟!!)

صخب الثورات
16-09-2002, 04:45 PM
الحلقة المفرغة : هي الحلقة التي لا نهاية لها...

---------------
تماما كحفرة الجولف التي تنتظر كرة مقذوفة من هاو "غثها" من كثرة ارتياده لها يتوعدها بردمها بكراته .. هي جرأته في الإدعاء باحترافية لعبة الآخرين في المنفى.


--------------

وصلت رسالتك سيدي....الف شكر


مودتي


رجاء جمعة سلمان

Sami96SA
16-09-2002, 05:47 PM
مساء الخير

سيدتي

تأكدي أنني لست سوى متابع فقط لما يطرح في هذه الدره .. ونادرا ما تجديني أعقب على المواضيع القويه المطروحه .. لأني وبكل شفافيه لا أجدني قادرا على إضافة تساهم بشيئ إيجابي يليق بالأطروحات.

وما مشاركتي في موضوعك هذا إلا لأنه اقتادني عنوة كقارئ ومتابع لإبداء رأي متواضع .. أتمنى .. حقيقة أتمنى من كل قلبي .. أنني لم أخرج عن إطار الحوار الهادف.

ردك الأخير بدا لي وكأن اليأس المبكر قد أصاب من قوة صبرك وأولتي تعقيبي إلى غرض لم أقصد منه إسائة أو تجريح .. وإن اعتقدتي أنني تعمدت فعل ذلك فتأكدي أنك جانبتي شمس الحقيقه.


لذلك .. أنا أعتذر على ما جاء في ردودي من نقد جارح غير مقصود .. وكما أعتذر على البدء في هذا النقاش من الأساس.


تحياتي.

-----------------

سامي

عبدالله البقالي
17-09-2002, 12:42 AM
الاخت جمعة

الاخ سامي .

اتمنى قبل كل شئ ان يتواصل الحوار في جو هادئ بعيدا عن كل انفعال . والامر في النهاية لا يتطلب ان تسود فكرة معينة دون اخرى . فالعالم رحب يسع الجميع .

الاخت جمعة .

هناك مثل يفيد ان المقاتل لا يحس بجراحه في ساحة المعركة . ولا تقض مضجعه الا بعد انتهائها . وان حاولنا ان ننقل هذا المنظار لنرى به الموضوع المطروح للجدل او فكرنا في خلاصة لهذا المثل ، فلا شك اننا سنصل الى شئ مهم . وهو ان الانسان يمكن ان يتعامل بموضوعية مع تجربة مر بها وعاشها . لكن شريطة ان يكون قد صار خارجها ولم تعد تمت بصلة ما لحاضره .
اعتقد ان هذا هو الشرط الاساسي لكي يتحدث الانسان من خلاله بموضوعية عن نفسه . وحتى الامثلة التي ضربتيها هنا من خلال تجربتك او من خلال الدوافع التي تجعل المرء يعالج امرا ما يمت بصلة له فهي بلا شك كلها استثنائية في وقت يتطلب الموضوع المطروح احوالا عادية . فالدوافع في تلك الامثلة ليست هي نفسها هنا .

اختي الكريمة .

هذا رأيي الشخصي . اذ ارى انه لا بد من فصل الذات عن الموضوع في اي عمل . مع خالص التشكرات

صخب الثورات
17-09-2002, 01:37 PM
عادة البدو ان لا يتخذوا اصحابا الا بعد رفقة

السيد البقالي...

-----------
هناك مثل يفيد ان المقاتل لا يحس بجراحه في ساحة المعركة
-----------

ماذا ان لم تكن معركته قد انتهت بعد...انجبره على الموت كي يسحل جثة ؟

ما طرحته انا يا سيدي كان وجهة نظر لدي...واحببت ان ارى صداها عندكم..وان كان نقدي لنفسي امامكم ...(لنسميه تفكير بصوت عال...) قد سبب ضيقا (ادبيا) للبعض...او انتقاصا من فن النقد الادبي..فأنا بدوري اعتذر...وسأستمر بنقد نفسي امامكم...حتى لو كان يؤدي بي الى نجاح شاذ!!!
هل املك ان اعرف متى اموت...كي اترك وراءي ارثا ادبيا يتناقش فيه النقاد ؟
هل هناك مجال للمساومة في موعد الموت للانسان...وماذا ان كان هذا الانسان يمسك قلما لاول مرة ويكتب ارهاصات مشاعر وظروف وتجربة...عانى منها...هل نقول له ...توقف...في غرفة الاستعلامات ...لعلك غير قابل للذبح الان؟

حتى وان تجرأت على (لعبة الاخرين في المنافي)...فأبقى اقول لنفسي انني عشت المرحلة الشاقة العتية الى درجة لم تمكني ولم تمكن غيري سوى الكتابة على جدار الزمن القميء معلنة انني عشت ورأيت وانني حاولت وعانيت وحين لم استطع ان احقق الاحلام التي تمنيتها ...ببساطة كتبتها...قلت شهادتي...وسأمضي..هل ازعجتكم؟
ولا ادري قوانين لعبة المنافي...فأنا اعرفها مترا مترا...لكن لم يخبروني ان لها قوانين ...خيبة اخرى...
النقد ليس لي فيه باع طويل...
الادب...ليس لي فيه باع طويل....
الانفصال عن الذات دائما ما كان يجتاحني...في لحظات اسأل نفسي ...هل حقا حصل لي هذا؟
والان يستكثر عليك الاخرين قولة آه تخطها في الانترنت...فيا لبؤسنا !!!!
وتقدمت بفكرة النقد...لانني اردت ان ارى نفسي من خلالكم ومن خلالي انا...ماذا ان كان هذا النص لا يخصني؟ كيف سأنظر لصاحبه..وان اردت اكمال ما كتبت..هل سأكتب بنفس النمط ؟
ذلك ببساطة ما كان يدور بمخيلتي حين طرحت الفكرة
واسمح لي ان ابين ان كل عمل فني (ادب,شعر,رواية,قصة...) تبقى صورته غير مكتملة في ذهن القاريء الا اذا عرف جانبا ولو يسيرا من حياة خالقه...والظروف التي رافقت عملية الخلق...لان من شأن ذلك ان يضيء جوانب مهمة ما كانت لتظهر دون هذه المعرفة...وهذا ما اردت ايصاله لكل قراءنا المثقفين...حقا اقول انفصلت عن ذاتي وانا اقرأ رجاء جمعة سلمان..وتوصلت الى ما وجدته خطأ في كتاباتها...وكتبته..دون ان (اتريث)...ودن ان اتشدق و لا اتحذلق باية كلمات كبيرة !!!

---------------
ان الانسان يمكن ان يتعامل بموضوعية مع تجربة مر بها وعاشها . لكن شريطة ان يكون قد صار خارجها ولم تعد تمت بصلة ما لحاضره .
اعتقد ان هذا هو الشرط الاساسي لكي يتحدث الانسان من خلاله بموضوعية عن نفسه
---------------
طيب يا سيدي انك تشترط ان اكون خارج التجربة كي اتكمن من الكتابة عنها...ماذا ان كانت ماتزال مستمرة...هل انا ممنوعة من الكتابة عنها طالما انني لم استوف الشرط الاساسي...؟


اعتذر للاطالة...بأنتظار تعليقك السيد البقالي

أخوك الذي ان سؤته قال أنني
أسأت وان عاتبته لان جانبه
فعش واحدا أوصل أخاك فأنه
مقارف ذنبا مرة ومجانبه
اذا انت لم تشرب مرارا على القذى
ظمئت واي الناس تصفو مشاربه



مودتي


رجاء جمعة سلمان

الشمس
17-09-2002, 03:15 PM
الأخت رجاء والأخوة جميعاً ..

لي رأي أعتبره وسطاً بين آرائكم بنيته حسب فهمي لما أرادته الأخت رجاء من موضوعها..

لو أخذنا بالاعتبار أن النقد لا يقتصر على الانتقاد فقط , فإن نقد الكاتب لنفسه قد يضره أكثر مما ينفعه, وتكون خطوة ظالمة بحق إنتاجه الأدبي لماذا؟
نعرف السبب لو تذكرنا أن على الكاتب ألا يقع في مصيدة التفسير لكتابته وفك الرموز والإشارة المباشرة إلى فكرته الأساسية وهدفه ..
وعليه أيضاً ألا يجرد قلمه أمام قرائه تماماً, وألا يكشف عن أسرار أسلوبه من وجهة نظره..
فالكاتب دائماً يسعى لأن يتوارى خلف كلماته, ويتركها هي من تقدمه وترسم شخصيته, وقد يتعمق كثير من النقاد لأن يستدل بها على بعض من خصوصيات الكاتب أيضاً..
ورأي الكاتب "النقدي" لنص ما قد يظلم نصه كثيراً عندما يحصر تفكير القارئ في مجال فرضه عليه بنقده, فلكل قارئ واع رؤية نقدية معينة تقبل منه ولا تقبل من الكاتب العالم بكل تفاصيل النص..
ولن نعتبر نقد الكاتب نفسه دراسة نقدية بقدر ما ستكون شرحاً وتفسيراً لنصه, ناهيك عن أنه لن يتخلى مطلقاً من انحيازه لفكرة أو جانب دون آخر..
وهذا بمثابة قتل للنص بالكامل..


أما انتقاد الكاتب نفسه, فكل إنسان واعي لابد أن يحاول دائماً التطوير من نفسه, وبالتأكيد الكاتب عندما يجد مأخذاً على نص ما قبل طرحه لن يتوانى في التصحيح, لكن ما فهمته من طرح الأخت "رجاء" أن المطلوب هو تقييم مرحلي للإنتاج الأدبي وليس لنص معين..
وهذا التقييم لن يتجنب آراء النقاد بالنسبة لكل نص على حدة خلال المرحلة المراد تقييمها..
فالأسلوب يتطور و الكاتب في بدايته يمر بمراحل عديدة وفي كل مرحلة لابد من أن يحصل تطوراً, وتفادياً لأخطاء سابقة, سواء اكتشفها الكاتب بنفسه بعد الاضطلاع واكتساب خبرة, أو أشار إليها ناقد خارجي واحتفظ بها الكاتب..

إذاً ما المشكلة في أن يتعرف الكاتب على نقاط ضعفه ويحددها, سعياً وراء تقويتها؟
أعتقد أنه ليست هناك مشكلة..
أم أنه كما قال عبدالله باجبير: أصعب الأسرار التي يجب الحرص عليها رأيك في نفسك!
فأصبحت المشكلة تكمن في طرحها أمام الملأ؟

تل الرماد
18-09-2002, 02:33 AM
تحياتي لسيدة المكان وللضيوف السابقين بإمتاع

يقول الروائي الفرنسي (فرانسوا نوريسييه ): الناقد رجل شرطة يطارد الكاتب داخل كتبه .
نرويسييه يشبّه الكاتب بالطريد في الفيلم الشهير (The Fugitive ) الذي لعب دوره الممثل هاريسون فورد ويشبّه الناقد بالممثل تومي لي جونز الذي مثّل دور ضابط الشرطة النزق .

ماقاله الروائي السابق هو تماما مايشعر به ويحسّه عندما يكتب نصا ما !!!!

تنقسم تجربة الكاتب الى فترتين زمنيتين متصلتين لابد أن يمر بهما أي كاتب
الأولى هي فترة البدايات الخجولة المضطربة والتي يكون الكاتب خلالها يبحث عن أي ضوء يسلط على ماكتبه حتى ولو كان ضوء النقد القاسي .
والفترة الثانية هي التي يبدأ من خلالها الكاتب بالإنسلاخ من فترة المراهقة الكتابية ليتحول الى كاتب ناضج مسؤول يملك في جعبته الكثير من الأدوات التي لم تتوفر لديه من قبل , ولشعوره بنوع مما يسمى بالانا المتضخمة فإنه يكون مفرط الحساسية تجاه أي نقد حتى ولو كان نقدا بناءً ولا يكتفي بذلك بل يحاول أن يشطب من ذاكرته كل مايمت بصلة لتلك الفترة السابقة نظرا لإحتوائها على الكثير من العثرات التي ترافق كل البدايات !!!
فعندما نشاهد مقابلة مع أحد الأدباء نجده مسترخيا في مقعده الوثير أمام الكاميرا كقطة تغالب النعاس ويرد على الأسئلة المعدّة سلفا بأجوبة متكلفة يضمنها العديد من المفردات الحلزونية التي تدل على مدى ثقافته وقدرته اللفظية وعندما يُسأل عن أحب أعماله , يقول بأن كلهم أولاده ولا يفضّل عملا على آخر .
ولكن عندما يُسأل عن أول نص كتبه , نجده قد اعتدل في جلسته وامتقع وجهه وانتفخت أوداجه وبرزت كل أوردته وعروقه في رقبته ووجهه حتى يكاد يصاب بالجلطة ثم يقول بابتسامة صفراء : يالله ... لقد مضى زمنا طويلا على تلك الفترة ولا أستطيع التذكر , ثم يتظاهر بالسعال ويختطف كأس الماء ليلقي محتواه دفعة واحدة في جوفه .
هو يكذب بلا شك لأننا نعلم بأن النص الأول يستعصي على النسيان مهما امتد الدهر تماما كالقبلة الأولى .
البدايات هي أكبر دليل على جحود الكاتب !!
السبب ببساطة هو النقد أو فوبيا النقد الذي يعتبره الكاتب مقصلة الأفكار والحروف
الناقد العادل كالديكتاتور العادل لا وجود له أبدا , الموجود فقط شخص مخيف يرتدي رداء الشرطي أو عباءة القاضي كما يقول ( كروتشة ) : على الناقد أن يقف أمام مبدعات الفن موقف المتعبد لا موقف القاضي ولا الناصح , وما الناقد سوى فنّان آخر يعيش بصورة واعية فيحس بما أحس به الفنّان الأول فيعيش حدسه مرة ثانية ولا يختلف عنه إلا في كون الفنّان لا يكون واعيا عندما يكتب ويبدع .

عندما يكتب الشاعر أو القاص أو الروائي نصا ما فإنه يشعر وكأنه مختطف ذهنيا فينفصل عن الواقع ويحيا في سبحانية فريدة لا يحياها سوى عندما يكتب .
كان شعراء العرب قديما يعيشون حالات الإنفصال هذه ولكنهم يعزونها الى الجن المصاحب للشاعر , فكل شاعر له قرين أو هاجس من الجن يكتب له القصائد ,
الأعشى ظفر بمعلقته من قرينه مسحل ابن أثاثه , وعبيد بن الأبرص أختلس معلقته من هبيد ابن الصلادم ابن عم مدرك بن واغم قرين الكميت الشاعر الأزدي , وامرئ القيس كان عابثا وماجنا ولكن الله قيّض له لافظ بن لاحظ الذي كتب له معلقته التي اذاعة صيت مدمن الخمر .

الأخت رجاء
لم تكن الصالونات الفرنسية السبب في ازدهار الحركة الأدبية في أوروبا بل السبب الحقيقي يكمن في النهضة الشاملة التي غيّرت وجه العالم بعد اكتشاف الآلة البخارية التي وضعت أقدام الإنسان على أولى عتبات المدنية والتطور .
كانت ثورة هائلة شملت كل مناحي الحياة , ثورة دينية وصناعية وثقافية وأخلاقية (في الإتجاه المعاكس ) وثورة اقتصادية وأدبية وعسكرية .
عندما يزدهر مجتمع ما فإن الإزدهار لا يقتصر على جانب واحد ويستثني باقي الجوانب الأخرى ولنا في العصر الأموي خير مثال في تاريخنا الإسلامي .
في القرن الثامن عشر والتاسع عشر عاش الأدب الأوربي فترة إزدهار لا تزال متصلة الى يومنا هذا وعندما نستذكر أعظم الأدباء وأعظم الأعمال نجدهم نتاج تلك الفترة التي تلازمت زمنيا مع فترة النهضة الأوربية في بقية المعارف والعلوم والأغراض فكان الأدب مزدهرا جنبا الى جنب مع الكيمياء والفيزياء والرياضيات والطب والعلوم العسكرية والإقتصاد وعلم الفلك والسياسة والموسيقى والرسم .
فعندما كتب فيكتور هيغو رواية البؤساء عام 1862 كان الكيميائي الروسي مندليف قد أتم تصنيف العناصر الكيميائية وأنهى فيردي تأليف أوبرا عايدة في نفس الفترة تقريبا .

أما بخصوص نقد الكاتب لنصه فأنا أتفق تماما مع أستاذنا البقالي من حيث صعوبة أو استحالة ذلك واقعيا فالعقبة الكأداء هي مدى قدرة الكاتب على التعامل مع نصه بموضوعية ونزاهة أخلاقية !!!
هل بإمكانه أن يفصل بين ذاته والموضوع ؟

النص الجيد منبعه الوجدان الداخلي ولكن النقد الجيد يجب أن يكون مصدره خارجيا أي مجلوبا من الخارج كلقاح أو طعم طبي لا يرتبط بالجسد المُراد علاجه سوى بالعلّة التي يجب علاجها أو اصلاحها .
أؤمن بأن دور الكاتب ينتهي بانتهائه من كتابة الحرف الأخير من الكلمة الأخيرة في السطر الأخير من نصه وعليه بعد ذلك أن يتركه خلفه على طاولة التشريح ليذهب وينام بين زوجته وأولاده .
أعتقد بأن أي تفسير أو توضيح أو رد لاحق سيشوّه ما كتبه .
النقد أحد أغراض الأدب وهو بلا شك مصدر إزعاج دائم للكاتب ولكن من لا يريد أن يتعرض للنقد فعليه أن يكون كاتبا لصفحة الوفيات أو مؤلفا للقاموس .

والسلام في الختام للكرام

صخب الثورات
18-09-2002, 12:01 PM
السيد تل...

للاسف بيني وبين دور السينما عداء مستحكم...

اما فيما يخص فرانسوا نوريسييه فالذي اعرفه ان اغلب ما يقلق الكتاب هو نقد كتاباتهم..والسينمائيون نقد افلامهم....
وليس لدي اعتراض على النقد المتبع عادة...لكن ما طرحته انا وما خالفته انت او البقالي او الشمس...فكرة طرأت على بالي...ماذا لو تمكنا (بنزاهة اخلاقية) من تعرية وتجريد كتاباتنا للوصول الى كل ثغراتها...هل فعلا نعرض العمل الادبي للقتل كما نوهت الشمس؟؟؟؟
هل افهم ان ما انتقدته لنصي....وضعه الان في حكم المعدوم...؟
لا اعتقد...على الاقل بالنسبة لي...!!
سؤال: هل ان مايعتقده كروتشه قانونا للنقد ...ينسحب على مباديء الجزائري بن بليلة (اعذرني لا اذكر اسمه الاول!) حين انتقد (فيصل لعيبي) حول معضلة الذات وانتقادها...في مؤتمر للشعر في سكيكدة بالجزائر؟
سيدي فيما يخص الصالونات الادبية في فرنسا قبل الثورة الصناعية التي اجتاحت اوربا كلها...كانت (احد) الاسباب...للارتقاء بالادبيات الفرنسية واعتقد اغلبنا يشهد لها بذلك...من كتابات فولتير الى هوغو الى فارتر...الخ
سواء صنفتني في المرحلة الاولى او المرحلة الثانية في دورة حياة الكاتب...اود ان اقول انني لا اخجل كما يفعل الكتاب بعد ان تنضج ادواتهم ويعتريهم خجل لما كتبوا..لن افعل مثلهم واعب قدح الماء...تهربا من شيء لا مخجل..وان كانوا فعلوا ذلك فللغباء المستعمر ادمغتهم...لا غير..فحضرتك كما قلت العمل الاول له لذة القبلة الاولى...لا اكثر ولا اقل...اي شيء بعده يجيء مزيفا...بأضافات خيالية...مصطنعة بعد ان تفنن صاحبها في كيفية اعطاءها او اخذها .
وكلنا نعلم ما تأثير الحقيقة والتجربة الشخصية في قلم الكاتب
السيد التل: نعم بأمكاني ان انفصل عن ذاتي واقرأ مواضيعي...حتى لو اتهمت بعدم النزاهة او محاولة الوصول لنجاح شاذ!!!!!
النص الجيد والنقد الجيد...
فعلا كما اسلفت...النص الجيد منبعه وجدان داخلي...تجربة..مر بها الكاتب ووظف لها كل وسائله الادبية (طبعا ان كان يملكها!!) اما بالنسبة للنقد الجيد الذي اشترطت فيه ان يكن خارجيا...فذلك ما اعارضك فيه... واكرر ما سبق وكتبته..بأمكانك ان تنظر بالمرآة قبل الخروج وتعدل ما انت غير راض عنه في هندامك...(كي تعجب الناس...و لا تخدش ذوقهم) ...هل يعني ذلك انك تقتل نفسك حين تعدل من وضعك ...؟
الحمد لله لم اعثر على وظيفة كاتب صفحة وفيات لحد الان....لا لشيء الا لخيبتي في ان افهم الدوافع وراءها !!!!



مودتي للسيد تل


مودتي

رجاء جمعة سلمان

تل الرماد
18-09-2002, 02:02 PM
لم أعرّج على نقدك لنصك ولم اتطرق له في ردي السابق وذلك أنه جزئية جانبية من فكرة ضخمة جدا جعلتني أتحمس للرد ألا وهي دعوتك لنقد النص ذاتيا وهي الفكرة التي يتمحور حولها ردي .

الأعمال الأدبية السيئة لا نقتلها ولكن كما يقول البدو ( نعرّضها للهبايب ) .
لم أقرأ انتقاد بن بليلة للعيبي لسبب واحد هو اني للاسف لا أعرف الأثنين :(
قد يكون السبب عصر الانحطاط الذي نعيشه الان , فالأدب العربي أفرخ عدة أداب عربية كلها تنهل من منهل واحد ولكنها تصب في كل محيطات الدنيا , أصبح لدينا ما يعرف بالأدب الأقليمي الذي ترسم حدوده الجغرافيا السياسية المنحطة , فهناك أدب مغاربي وأدب شامي وأدب أرض النيل وأدب الرافدين , في العصر السابق الأقل انحطاطا كان هناك أدب الوطن وأدب المهجر الان لا وجود لادب الوطن بل أدب الأقليم .
هذه حشائش شيطانية ضارة تسلقت جذع الأدب الأصل وتعمل على إمتصاص المياه وثاني اكسيد الكربون اللذين كانا يمدّان شجرتنا العجوز بالحياة.

ماقاله كروتشه ببساطة هو ان الناقد يجب أن يشعر بما شعر به الكاتب عند كتابته للنص وهنا تكمن الصعوبة .

أنا لم أقل بأن الكاتب يخجل من بداياته بل قلت بأنه يكاد يصاب بالجلطة القاضية لأن الإشارة للبدايات تجعله على المحك وأمامه طريقان.. الجحود أو الوفاء ومعظمهم يختار الجحود .
فرق كبير بين الجحود وبين الخجل .
هل أصبحت الكتابة فعلا فاضحا في الشارع العام يستدعي الخجل؟

أنت إتفقتي معي فيما اختلفنا عليه واختلفتي معي فيما إتفقنا عليه !!!!

(( اما بالنسبة للنقد الجيد الذي اشترطت فيه ان يكن خارجيا...فذلك ما اعارضك فيه... واكرر ما سبق وكتبته..بأمكانك ان تنظر بالمرآة قبل الخروج وتعدل ما انت غير راض عنه في هندامك...(كي تعجب الناس...و لا تخدش ذوقهم) ...هل يعني ذلك انك تقتل نفسك حين تعدل من وضعك ...؟))

عندما يهم شخص بالخروج فعليه أن يختار هل يقف أمام المرآة كي يصلح هندامه ليتأكد من عدم وجود عيوب مستترة في هيئته ومن ثم يخرج ليحظى بنظرات الإعجاب وبعض عبارات الغزل ,
أو يختار الخروج مباشرة دون الإكتراث لهيئته فتتسلط عليه نظرات الإستنكار وعبارات النقد التي قد تتطور الى الإشمئزاز .
كذلك النص عندما يبقى تحت مجهر صاحبه فيتفحصه ويدقق به قبل أن يرسله للمطبعة فيصلح مايحتاج الى إصلاح ويعدّل مايحتاج الى تعديل ويضيف إن كانت الإضافة مفيدة ويشطب إن اقتضت الضرورة .
عند ذلك فإن الكاتب سيوفر على نفسه الكثير من سياط النقد الموجع , فأي نص لا بد أن يتعرض للنقد مهما كانت قيمته الأدبية , يبقى النص الوحيد الذي لا يتعرض للنقد هو النص الذي لم يرى النور بعد .

سؤال
هل النقد الذي تقصدين هو نقد النص قبل تداوله بأيدي الجمهور أم هو نقد النص بعد وصوله لأيدي الجمهور ؟

إيرادي لكاتب صفحة الوفيات لم يكن بهدف عرض هذه الوظيفة عليك بل بهدف أن أقول أن كاتب الوفيات هو الذي لا يتعرض للنقد أبدا , هو وحفار القبور أبناء الموت المدللين , فالأول يجني قوت يومه كلما أعلن عن ضربة جديدة للموت , والثاني يحظى بحياة مديدة لأنه يتعامل مع الموت يوميا رغم قول لوركا في مرثية مصارع الثيران : حتى البحار تموت .
يقال : اقترب من الخطر تأمن .
عندما ضرب الطاعون إحدىمدن فارس عام 1850م قتل كل الناس ماعدا حفّار القبور !!!!

تحياتي

صخب الثورات
23-09-2002, 10:41 AM
السيد تل

------------
الأعمال الأدبية السيئة لا نقتلها ولكن كما يقول البدو ( نعرّضها للهبايب ) .
--------------
لم أقرأ انتقاد بن بليلة للعيبي لسبب واحد هو اني للاسف لا أعرف الأثنين
----------------------
سؤال
هل النقد الذي تقصدين هو نقد النص قبل تداوله بأيدي الجمهور أم هو نقد النص بعد وصوله لأيدي الجمهور ؟
---------------
يقال : اقترب من الخطر تأمن .
عندما ضرب الطاعون إحدىمدن فارس عام 1850م قتل كل الناس ماعدا حفّار القبور !!!!
-----------------------------

السيد تل..
لا ادري ان كنت عرضت ما وضعته هنا للهبايب...(اثرت حنيني لامي دون ان تدري ..بكلمتك هذه..لطالما استخدمتها)
وان تعرض ما كتبت للهبايب...فأنه سيء..وان كان سيء..فكاتبته مبتدأة..وذلك يشفع...وقد تعب قدح الماء وقد لا تمسك قلما بعد الان..!
(لا تحاور امرأة وهي حزينة..و لاتحاور امرأة وهي مرتاحة...)

اعتذر كون ان اسم الناقد هو(ادريس بو ذيبة.تختلط الاسماء في ذاكرتي)..وهو ناقد جزائري تناول اعمال لشاعر عزيز السماوي..الذي خطط لوحات ديوانه الشعري الرسام فيصل لعيبي..النقاش اعتقد حدث في اواخر 1990 ...وتناول الناقد..كيف تمكن الرسام نت تقمص ذات الشاعر واتفقا على ان الصورة والشعر متطابقين تماما..رد لعيبي..قائلا ان هناك..ذاتا معطلة...لا اريد الاطالة..ما اردت مناقشته هو هذه الذات العاطلة القابعة في كل واحد مننا.)

ما قصدته ....النص يتم نقده من قبل صاحبه بعد وضعه في المنتدى..
تل..انا لم اكن اديبة او لدي مؤلفات...ماطرحته هنا..بدايات اردت تشذيبها..هل من مانع....لا اريد الاساءة لنفسي او عملي...كما..انني اعتز بشموخ بكل حرف كتبته)

يا تل..يتلبسني الخطر كالهواء..وما زلت اتلفت بحثا عن الامن...!!!
هل مثلك يضرب ام يقاس؟

اعتذر لبلاهتي في عدم استيعابي لفقرة بلاد فارس و طاعونهم...لدي خبرة بامراض اخرى....



مودتي

رجاء جمعة سلمان

تل الرماد
23-09-2002, 02:07 PM
سبق وأن أوضحت في ردي السابق بأني هنا لا أناقش كتاباتك ومواضيعك الأدبية .
أنا أناقش فكرة النقد التي طرحتيها .
كي أكون أكثر وضوحا ....
لم أقرأ أي نص أدبي والموضوع الوحيد الذي قرأته لك هو هذا الموضوع الذي نحن بصدده .
العيب مني ومن طاولتي وساعتي المزدحمتين الى الدرجة التي تجعلني لا أتابع المنتديات كثيرا .
لم أعرّض كتاباتك للهبايب وأعدك بأني سأفعل عندما أقرأها اذا كانت سيئة واذا كانت جيدة ونافعة للناس فستمكث في الارض .

الأمن موجود ولكن الأمان صعب المنال على أي امرأة عربية خصوصا

مثلي لا يضرب ولا يقاس

وقاك الله شر الطاعون والأمراض الأخرى

صخب الثورات
23-09-2002, 02:28 PM
تل...
--------
يقال : اقترب من الخطر تأمن
--------

هذا المثل اذي سألت عنه هوللضرب ام القياس
اردت ان اعرف مناسبته...
اتمنى ان اتعرض للهبايب...



مودتي


رجاء جمعة سلمان