المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رقصٌ على أنغامِ الألم .. (( مجموعة قصصية ))



أحمد النجار
20-07-2007, 06:53 PM
الـيـومَ يـعـود


http://www.dorarr.ws/forum/uploaded/1567/ahmed%20axczx.jpg


مرّ كأنه ليل سرمدي أبدي لانهاية له
مرّ وكأن الزمان قد توقف
ولكنه مرّ
مرّ بعدما أذاق قلبها المر
...... مرّ
لم تطق انتظار الشمس حتى تتكرم بالإشراق
ونهضت
عام مضى مذ فارقها حبيبها
كأنه أعوام
عام مضى من عمرها .....وبكل عمرها
من قال أن السنة اثنا عشر شهراً
من قال أن الشهر ثلاثون يوماً
من قال أن اليوم أربع وعشرون ساعة
من قال أن الساعة ستون دقيقة
من قال أن الدقيقة ستون ثانية
أي خلي قال هذا !!!!!!!
والله ماذاق طعم الفراق
والانتظار
والاحتراق
لو مر عليه مامر علي لقال :الثانية - فراقا - ستون حياة وتزيد
عامٌ مضى أنساها كل نعيم عاشته
كل فرحة عرفتها
كل جميل في حياتها
لم يبقَ لها إلا الفراق
كانا كعصفوري دوحة في جزيرة بعيدة ليس فيها إلا هذه الدوحة وبعض العصافير
خضراء

حمراء

زرقاء
كل ألوان العصافير ولا شيء غير العصافير
كانت البسمة بسمة
الضحكة ضحكة
الفرحة فرحة
قبل الفراق
عام مضى تركها حبيبها فيه للعلاج
أصرت على مرافقته
فهي لاتطيق الفراق
ولكنه وهو الحنون ما شاء لها الاحتراق
وما علم أن الفراق والاحتراق
متلازمان فلا فكاك ولا افتراق.......
كل ثانية في عامها المنصرم أطلقت عليها اسماً وصفةً
مرت كل الثواني
وانتهى الفراق
.
.
.
.
.
.
اليوم سيعود
مرحى مرحى مرحى
ووداعاً يافراق
نهضت
تُجهزُ العشَ الجميل لعودة الحبيب
تحادث نفسها
أُرتب البيت فقد كان يحب أن يراه مرتباً
كان إذا عاد من الخارج يبدأ بغرفة الجلوس
أريكته المفضلة
وتلك الطاولة الصغيرة حيث كان يمدد عليها قدميه
وتلك الوسادة البيضاء
وسادته المفضلة
كان يضعها على صدره ويحتضنها بذراعيه
(كم كنت أحسدها ..كم كنت أتمنى أن أكون مكانها)
وهذه وردة كبيرة بيضاء في المزهرية كما كان يحب
وهذا معطر الهواء الذي يحب
وهذه الموسيقى التي يحب
كان يحب الغرفة باردة فله حبيبي ما يحب
حياتي سيعود جائعاً بالتأكيد
فهو ماأحب الطعامَ خارجَ البيتِ قط
فسأصنع له كل ماكان يحب
طبقٌ من العسل مع قليلٍ من القشدة
قليل من الجبن الأبيض مع خبزٍ أسمر
وكوبٌ من اللبن ..وبعضٌ من رقائق الذرة دون حليب
وشاي بقليل من سكر ...
وكوب ماء البارد
( كم كنت أحسده عندما يلا مس شفتيه)
جاء دوري ......
ماذا سأرتدي؟؟
أوه
فستاني الأحمر
كان يحبه جداً
كان يداعبني قائلاً :
ما أجمل الأبيض مع الأحمر.....
وما أقبح الأسود مع الأحمر ...
والله افتقدك ياحياتي
والله لولا بقايا من ذكرياتك لكنت مت في أول لحظة فراق.......
أي تسريحة لشعري؟؟
كان يحب أن أجمع شعري للخلف
وكان يقول لي تسريحة (( ذيل الفرس)) أجمل تسريحة عرفتها ...
لن أضع أي مسحوق تجميل
ما كان يحبها
كان يقول لي دائماً أنت لاتحتاجين لها ..
لن أضعها
أي عطر أضع ؟
كان حبيبي يعشق
دهن العود
.
.
.
.
.
.
.
رن الجرس
انتفضت تلعثمت
حتى أنها ما عادت تذكر مكان الباب
ركضت في كل اتجاه
كادت أن تسقط
كاد الفرح أن يقتلها
كاد أن يفعل ما حاول أن يفعله الفراق
وداعاً للهم
للحزن
للسهر
للانتظار
والاحتراق
والفراق
عاد حبيبي عاد حياتي
عاد أغلى الأحباب
....
وضعت يدها على مقبض الباب
كان قلبها يريد أن يسبقها إليه..
ولكنها سبقته..وفتحت الباب .....
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
كان أخوها
نظر إليها وقد احمرت عيناه من البكاء
واربد وجهه ...
عرفت أن حبيبها ما عاد
ولن يعود
وضعت يدها على شفتيها
ما ذرفت دمعاً
ما لطمت خداً
ما شقت جيباً
ما صرخت
كل الذي فعلته
أنها سقطت
وحيثما رحل حبيبها


رحلت


أحمد النجار

أحمد النجار
20-07-2007, 06:58 PM
مُتْ قاعداً !!!!!!


http://www.dorarr.ws/forum/uploaded/1567/221.jpg



مصطبةٌ ( دكة ) قديمةٌ كان يسابق الشمس إليها وأحياناً تسبقه إليها الشمس .......
سجادةٌ قديمةٌ وأبريق شاي ....وذكريات كثيرة كان يحملها معه إلى هاتيك المصطبة ..
يفرش سجادته القديمة ويسكب بعضاً من الشاي في كوبه ...
وبعضاً من الذكرى ...
ويبدأ باحتساء الشاى والذكرى .....
وتُشرق الشمس فترى أنه قد سبقها فتكتفي بأن تُشرق عليه هو !!!!
وماهي إلا لحظات حتى تدب في الحي الحياة
بعضهم يمر من أمامه فيسلم عليه
والبعض لايفعل لأنه اعتاد على رؤيته فأصبح لايراه!!!!

إذا مر موظفٌ من أمامه تذكر وظيفته ...

وتذكر أنه كم رجاهم أن يمددوا له ...ودون جدوى

التمس

ترجى

توسل

دون جدوى !!!!
دخل على رجلٍ من )) الكبار (( يرجوه أن يمدد له فهو لايريد التقاعد ومازال يقوى على العمل
ودون جدوى
في نهاية اللقاء نظر الكبير إلى الأكبر وقال له :
(( لاتأخذن زمنك وزمن غيرك !!!))

استأذن من عنده وخرج .....

عاد وفتح الباب وقال له بصوت يكاد يختنق من البكاء والحسرة :

زمني لم أخذه و مازلت لاأعلم من سرقه ..فكيف سآخذ زمن غيري ؟؟؟!!!
وخرج ...

ومن بعدها أصبح موظفاً يسابق الشمس على هاتيك المصطبة!!!!

كلما مرت عليه امرأة تذكر أنه لم يتزوج ...

كم كان يعبث كم كان يلهو .... فعل كل مايفعله المتزوج ولكنه لم يتزوج!!!
كان يرفض الزواج . ..
كان يخشى أن كما أدانَ يُدان ...
فلم يتزوج

مرت الأيام سراعاً

وأراد الزواج
فلم يجد من ترضى به !!!!!

إلا بالحرام !!!!!!!!!!!!!

وحرامٌ مدفوع الثمن ومقدماً !!!!

كلما مر عليه طفلٌ تمنى أن يكون له... تمنى أن يكون ولده ...
يمسك يده ..
يؤدبه
يحن عليه
ويترك الشمس والمصطبة ...
كان يقضي النهار في مشاهدة ذكرياته أمام عينيه ..
فيضحك ويتبسم ...
أويحزن .... وتدمع عيناه...
ثم يأخذ سجادته وأبريقه ويرحل ويترك المكانَ للشمس ...

وبعد برهةٍ تتركه الشمس ...

فالشمس لاتريد المصطبة

الشمسُ تريده هو !!!!!!!!!
*
*
*

ذات بدايةٍ وعلى مصطبته ..

رأي سيارة كبيرة تُفرغُ أغراضها أمام منزلٍ قديم تركه ساكنوه منذ زمن ...
ونزلت منه أسرة كاملة ..
بينهم فتاة جميلة تضج أنوثة روعة ..وتخفق بالجمال ....
رفع رأسه جهة الشمس ليتأكد أنها مكانها ...
وأنها ليست تلك الفتاة !!!
دخل الجميع إلى المنزل ..

وعاد لتقليب الشاي والذكرى
وعاد لترك المصطبة .. والرحيل ...
.
.
.
كل يومٍ وفي الصباح كانت الفتاة تخرجُ من أمامه ويظل يرقبها حتى تختفي ... وينتظرها ...وحتى تعود !!!!!!!!!

لم تكن الفتاة تنظرُ إليه ولاتكترث له ولاحتى تشعر به ...
ومرت الذكرى ....
.
.
.
ذات فرحٍ خرجت الفتاة من بيتها ...
وقفت أمام الباب
نظرت جهة موظف المصطبة وأرسلت بسمة ناعمة ساحرة!!!
شعر برجفة تعتريه وبشعورٍ غريب يتملكه !!!
واختفت
الذكرى
والشمس

والمصطبة!!!!!
لم تبق إلا هاتيك البسمة التي لن تقو الشمس يوماً على أن تسبقه إليها ......

وانطلقت الفتاة وكأنها لم تفعل شيئاً !!!

عاد إلى بيته ...
نظر إلى المرآة لأول مرة منذ زمن !!!

رأي أنه قد اشتعل شيبا .....كذاك أحلامه !!!!!

رأى جسمه قد ترهل ... كذاك قلبه !!!

ثيابه مهلهلة ....كذاك نفسيته !!!!

وفي اليوم الثاني نفس الفتاة ...ونفس البسمة ...ونفس النظرة إلى المرآة !!!!!
فقرر أن يطفيء الشيب بالسواد .....
فرتب لحيته وشاربه ..وشعره...... وأغرقَ كل مابيضَ منه بالسواد !!!
قرر أن يلبس جديداً جميلاً زاهياً
ففعل
كان وفي كل يوم يخرج مبكراً من منزله ويركض متريضاً ثم إلى منزله يعود ..
يستحم ويسبق الشمس إلى تلكم المصطبة ...
بسجادة جديدة ....
وكوبٍ واحدٍ من الشاي ....
ولم يعد يُحضر الذكرى معه !!!

وينتظر البسمة !!!
وتأتيه أحلى بسمة ...
وما أن تغادر الفتاة
حتى يقلب بدل الذكرى أجمل الأحلام ...

سأتزوجها ...

سأنجب منها ...

ويتذكر عمره فيقول :
أن تصل متأخراً خيراً من ألا تصل
*
*
ذات قتلٍ
خرجت الفتاة من بيتها وأرسلت نفس البسمة إلا أنها كانت تلك المرة مصحوبة بإشارة خفيفة !!!!
لم يعلم معنى تلك الإشارة !!!!
ظل في حيرة من أمره !!!
حتى عبرت الفتاة الشارع ومرت بجواره ونظرت نحوه وكررت نفس الإشارة ...
وابتعدت !!!

فكر ماذا يصنع ؟؟!!

ماذا تُريد ؟؟!!!

وماهي تلك الإشارة ؟؟!!

وقال في نفسه :
اتبعها ...اخشى أن تعتقد أني أتجاهلها فتتجاهلني...
فيتجاهلني ما تبقى من زماني ...وأحلامي ....
قام من على مصطبته ليدركها ....
تحرك خلفها ...
مر بجواره شابٌ جميلٌ يعمل في المحل الذي خلف مصطبته تماماً وتجاوزه ومشى بجوار الفتاة حتى دخلا في شارع فرعي صغير ..

تسمر الرجل في بداية الشارع .... ...ينظرُ ليموت .....

مر الشابُ بجوار الفتاة
وتحدث معها دون أن يلتفت إليها وأخذ منها كيساً صغيراً وأمسك يدها واحتضنها بيده وانصرف مسرعاً ...!!!

( كل البسمات كانت لذاك الذي لايسابق الشمس على مجرد مصطبة !!!)
ارتجف الرجلُ رجفةً قويةً

تصبب عرقاً
كاد أن يسقطَ على الأرض
عاد إلى منزله
وترك السجادة وكوب الشاي والمصطبة ...
في اليوم الثاني
احتلت الشمس - ودون منافس - المصطبة
فالذي كان يسبقها لن يعود ثانية إليها ...

قتلته أحلامه .....

فلا حلمٌ

ولاذكرى

ولاشمسٌ

ولامصطبة !!!

.
.
.


أحمد النجار

أحمد النجار
20-07-2007, 07:06 PM
إني راحل


http://www.dorarr.ws/forum/uploaded/1567/assdxzsax.jpg



جاءت تسابقُ الريحَ وتحلم بأن تسبق الزمن...
جاءت بشوقٍ كالجبال.....
جاءت ولا تدري ما تقول أو ما تفعل؟؟!!! ...
جاءت بأحلى أمل....
رأته جالساً في نفس المكان
ينتظرها كما كان يفعل كل مرة
اقتربت بهدوء منه ووضعت كفيها على عينيه ككل مرة ...
ولكنه لم يدعِِ الدهشة ككل مرة !!!
لم يحاول التخمين ككل مرة !!!
لم يقف لها ككل مرة!!!
لم تسمع ضحكته العذبة ككل مرة!!
لم يسحب لها المقعد ككل مرة!!
لم يسمعها بصوته العذب الشجي أحلى كلام ككل مرة!!
لم يقل لها(( وحشتيني)) ككل مرة!!
لم يمسك يدها ككل مرة!!
لم يطل النظر صامتاً لعينيها ككل مرة!!
هذه المرة ليست حقاً ككل مرة !!!
جلست وقالت له أحلى كلام حبٍ وشوقٍ ككل مرة
رفع عينيه نحوها
وقال:
الموضوع باختصار أن مابيننا قد انتهى!!!
سكتت
ثم ضحكت
ومدت يداها لتمسك يديه

سحب يده
وقال
ألا تفهمي ؟؟؟!!!
مابيننا قد انتهى
أوشك قلبها أن يخرج من صدرها ولاتعلم لماذا تذكرت فجأة أباها الذي ما أحبت شيئاً كما أحبته
وهو يحتضر ويفارقها دون عودة ويموت.........!!!
سألته بصوت متهدج موشكة على البكاء:
أتعلم ماتقول؟؟؟!!
فقال بصوت بارد:
قلت لك إن الذي بيننا قد انتهى هل اترجمها لك بلغة أخرى؟!!!
لم تتمالك دموعها وقالت متوسلة مترجية:
أنا لن أتوسل ولن أتذلل ولن أبكي ولن اشكي ولن أرمي بنفسي تحت قدميك
(وبداخلها صوت عالٍ يصرخ ويقول أتوسل إليك أرجوك ...لاتفعل ...كن معي فأنا من دونك مجردمخلوق)
أنا فقط أريد أن أعرف السبب ؟؟
فبعد عشرة أيام غياب ومكالمات لاتتجاوز الثواني وأحوال لم أفهمها!!!
تأتي لتخبرني
أن الذي بيننا قد انتهى.....
هذا قرار أنت صاحب الحق في اتخاذه...
إلا أن لي الحق في معرفة السبب
لم يجبها!!!
واخرج ظرفاً ضخماً وقال لها:
كل مايخصك عندي قد وضعته في ذلك الظرف فخذيه ودعيني انصرف وأرجو أن يكون هذا اللقاء آخر لقاء أو حديث بيننا ...لو سمحتِ !!!
أمسكت الظرف بيدها باكية ورفعته وقالت:
هل فعلاً هذا كل مايخصني عندك؟؟!!!
هل وضعت فيه حبنا أحلامنا ذكرياتنا ليالينا التي سهرنا فيه سوية؟!!!
هل وضعت فيه أمانينا؟!! هل وضعت فيه فعلاً كل مابيننا ؟!!!
ألم تنس أن تضع فيه وعودك لي؟!!
وعمرنا الذي قضيناه مع بعضنا ؟!!
هل وضعت فيه أحلامنا ؟!!
هل وضعت فيه أسماء أولادنا التي اتفقنا عليها بعد أن نتزوج؟!!
ألم تنس شيء؟!!!
نظر إليها نظرة باردة وقال:
أحلامكِ أنتِ ..أمانيكِ أنتِ .... أوهامك ِ أنتِ ..
فأنا لاأتزوج بهذه الطريقة فما الذي يضمن لي أن مافعلتيه معي لم تفعليه مع غيري أو ستفعليه .....
رمت الظرف في وجهه وقالت بصوت يملؤه البكاء والغضب:
أهذه أنا في تفكيرك ؟!!
وطالما أن هذا تفكيرك لماذا استمريت معي ؟!
لماذا وعدتني بالزواج؟!!!
لماذا جعلتني أتعلق بك ؟!!!
أتعلم مافعلته من أجلك ؟!!!
أتعلم ماتعرضت له بسبك من همز ولمز وانتقاص وشك ومراقبة ؟!!!
أتعلم ماذا كنت أفعل حتى ألتقي بك؟!!!
احتملت كل ذلك على أمل أن تأتي ونبدأ حياتنا سوية ..
وها أنت تملأ مسمعي بكلامٍ تافه سخيف!!!
*
*
لم ينبس ببنت شفة بل أخرج سيجارته وأشعلها بكل هدوء ونفث دخانها من بين شفتيه وقال ببرود شديد:
والله لم أجبرك على شيء من هذا .... أنت التي فعلتِ بنفسك هذا ....!!!
ضحكت ضحكة مفعمة بالأحباط وقالت:
صدقت...
أنا التي فعلت بنفسي ذلك ..أنا التي(( برمجتُ)) حياتي عليك
فما تحبه أحبه وماتكرهه أكرهه
حتى أفكارك, منطقك, طريقة كلامك, أصبحت أفكاري ومنطقي وطريقة كلامي!!!
أتعلم بأن كل ركن في غرفتي فيه شيء منك؟!!
وكل جزء من ذاكرتي فيه شيء منك؟!!
كل مكان يذكرني بك؟!!
وكل (( أغنية)) سمعناها سوية قد حفظتها!!!
قال - وقد سحب نفساً من سيجارته :
كل ماقلتيه أو ما ستقوليه ليس له أهمية ولافائدة فقد مللت وماعدت أرغب في سماع المزيد
أرجوك
ومابيننا قد انتهى ...... ولامزيد
لملمت شتاتها واستعدت للرحيل وقالت:
كيف استطعت أن تخدعني ؟!!
بتُ أكره كل شيء فيك ..
أكرهك.....
وأثناء حديثها رن هاتفه فنظر للرقم ثم أغلق الجهاز
فقالت بغضب :
ألا ترد عليها؟!!
فأنا أعلم أنك مافعلت ذلك إلا لأن فريسة جديدة قد وقعت تحت براثنك..
وانصرفت باكية.....
عاد هو وفتح هاتفه واتصل على الرقم الذي لم يرد عليه
ألو دكتور أنا آسف كنت مشغولاً ولم استطع الإجابة
اخبرني هل جاء الردُ على تقاريري التي بعثتها إلى المركز الدولي لبحوث السرطان؟
أرجوك يادكتور تكلم مهما كانت الإجابة ..
كنت أعلم أنهم سيخبروك بذلك
فكما قلت أنت لاأمل وسأنتظرُ الموتَ وحيداً...
لابد أن أغلق الآن لو سمحت ....
أرجوك يادكتور سنتحدث فيما بعد
أرجوك
ثم أغلق الهاتف
ثم وضع يده في جيبه
وأخرج من محفظته صورة صغيرة لمحبوبته التي خرجت وهي كارهة له..
وقبلها ووضعها على صدره
وبكى


أحمد النجار

أحمد النجار
20-07-2007, 07:12 PM
منْ ينتظرُ الموت ؟!!!

http://www.dorarr.ws/forum/uploaded/1567/ahmedalnajjardfgh.jpg


بيدين منهكتين متعبتين تتراقصُ على أنغامِ قيثارةِ الألم .....!!!!!



((((كم أنت عازفٌ ماهرٌ ياأيهاالزمن!!!!!!!)) ))


أمسكتْ بصندوقها الصغير..


تراقصَ معها !!!!!


فتحته ...


أخرجتْ منه رسالةً مهترئةً قديمة !!!!

أمسكتها بيدها الراقصة ..

مدتها نحو فتاةٍ صغيرة ....

قرأتْ الفتاة أولَ سطرٍ من الرسالةِ قبل أن تفتحها !!!!!!!!

ثم فتحتها وأكملت القراءة !!!

كانتِ الفتاةُ تنظرُ لوجه صاحبة الصندوقِ أكثرَ مما تنظرُ في الرسالة !!!!

وكأنما كانت تحفظها!!!!!

رمتْ صاحبة الصندوق المُقعدة برأسها على طرفِ سريرها ..

وبدأتْ تستمع ....

وقرأت الفتاة الرسالة بصوتٍ عالٍ لتُسمِعَ صاحبة الصندوق ..!!!!!


:
:
:


((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إلى أحن وأطيب أمٍ في الكون

إلى الغالية

إلى التي حرمت نفسها من كل شيء من أجلي ..

إلى التي وقفت في وجه الدنيا كلها من أجلي

إلى حبيبتي وتاج رأسي

إلى أعظم إنسانة في الكون

إلى أمي

يالله كم أفتقدكِ ياأمي !!!!

كم اتمنى أن أراكِ !!!!

أن ارتمي بحضنكِ الدافىء الحنون ..

أن تعبثي بأصابعكِ الطاهرة بخصلات شعري ثانية ..

أن أضع رأسي على فخذكِ ......وأنام ...!!!!!!!!!!

أمي الحبيبة

اليوم -ولله الحمد والمنة- قدمت آخر اختبار لي في كليتي ..

وأنا ياأمي متأكدٌ من النتيجة مُسبقاً ...ومتأكدٌ من تخرجي بإذن الله .

وسأعود ياحبيبتي ....

سأعود

حتى وظيفتي يأامي مضمونة بإذن الله ..

وهي وظيفة مرموقة ممتازة وبراتب محترم ..وحتى مقرها لايبعدُ كثيراً عن منزلنا ...

أتذكرين صديقي خالد الذي حادثتكِ عنه كثيراً ؟

وحادثته عنكِ كثيراً ؟

خالدُ هذا ياأمي يملك أبوه شركة ضخمة وسيعود هو بعد التخرج ليتولى إدارتها ..وقد وعده أبوه أن يوظفني معه فيها ...

وسأتزوج ياأمي الفتاة التي كتبتِ لي عنها ...

وسنسكن كلنا معكِ ..

واتمنى أن يرزقني الله ببنت تكون شديدة الشبه بكِ ..

تكون مثلكِ

وإن كنت أعلم أنه مامن أحد في الكون سيكون مثلكِ ...

وساسميها على اسمكِ ..

أمي الغالية

لم انس قط مافعلته من أجلي ...

لم انس قط تضحياتكِ ..

كل ماقمتِ به ياأمي من أجلي محفورٌ في ذاكرتي

لم انس أنه ومذ مات أبي يرحمه الله وأنا طفلٌ صغير

أصبحتِ أنتِ أبي ... وكل شي في حياتي ..

مامر بكِ ياأماه أذكره ..........

أعلم أنكِ تعتقدين أنني لاأذكر شيئاً لأنني كنت صغيراً

والله ياأم أذكر كل شيء ..

أذكر من أهانكِ من جرحكِ من حاربكِ من ظلمكِ من حاول أن يستغل ظروفكِ

أذكر تلك الليلة السوداء بعد وفاة جدي ..

أذكر عندما حملتني بين ذراعيكِ بعد أن طردكِ عمي ...

أذكر كيف قضيتِ تلك الليلة ..

أذكر والله عملكِ من أجلي ..

أذكر صبركِ وجهادكِ وكفاحكِ من أجلي ..

أنامُ وأنتِ مستيقظة !!!

أشبعُ وأنتِ جائعة!!!!!

يالله ياأمي كم فعلتِ من أجلي !!!!!

كم تحملتِ من أجلي !!!

كان بإمكانكِ أن تتزوجي أفضل وأغنى رجل ...ولم تفعلي !!!!

ومن أجلي !!!!

أذكر ياأماه كل شيء ..

اصراركِ على أن التحق بهذه الكلية المكلفة جداً ...

أعلم كيف كنتِ توفرين لي مصاريفها ..

أماه ماحال ملابسكِ؟؟؟!!!

متى آخر مرة اقتنيتِ ملابسَ جديدة ؟؟!!!!

حذاءً جديداً ؟؟؟!!!

عباءةً جديدة ؟؟؟!!!

أعلم أنكِ كنتِ توفرين حتى في مصاريف علاجكِ ....!!!!

أعلم ياأماه كل هذا ...

أنا وافقت ياأماه على السفر إلى هذه الكلية لا لرغبتي فيها ...

بل لأني أردت أن أكون الأفضل من أجلكِ

أردت أن أثبت لكل الدنيا نجاحكِ

أردت أن يعلم الجميع ماذا صنعتِ ...



أماه سأعود


ولا أقول أني سأعوضك عن كل مافات ...


ولكنني سأحاول أن أُرجع لكِ ولوشعرةً واحدةً مما فعلتيه معي ..


حبيبتي

انتظريني

فأنا قادم ..

لحياة أجمل

وأحلى ...

ولن يأخذني من حضنكِ أحد ...

أمي حبيبتي

أحبكِ

أحبكِ

أحبكِ ...


ولدكِ ))


عندما انتهت الفتاة من قراءة الرسالة وللمرة المليون لصاحبة الصندوق أعادتها إليها ...

فتحت صندوقها بيدين منهكتين متعبتين تتراقصُ على أنغام قيثارة الألم .....

وأعادتها إلى الصندوق ...........

ورمت برأسها على صدرها

غرقت في صمتٍ موحش ....

فهي ومنذ عشرين عاماً تقرأ تلك الرسالة ....!!!!!!

وصاحبُ الرسالة ماعاد ولن يعود ...

سبقها إلى مكان كانت تتمنى أن تكون هي مكانه فيه ....

سبقها إليه الموت ......

وهي بعده ماتت

ولم تنتظر الموت !!!!!!!!!!!!!!!!!!







أحمد النجار

ألنشمي
20-07-2007, 07:52 PM
الـيـومَ يـعـود


http://www.dorarr.ws/forum/uploaded/1567/ahmed%20axczx.jpg


مرّ كأنه ليل سرمدي أبدي لانهاية له
مرّ وكأن الزمان قد توقف
ولكنه مرّ
مرّ بعدما أذاق قلبها المر
...... مرّ
لم تطق انتظار الشمس حتى تتكرم بالإشراق
ونهضت
عام مضى مذ فارقها حبيبها
كأنه أعوام
عام مضى من عمرها .....وبكل عمرها
من قال أن السنة اثنا عشر شهراً
من قال أن الشهر ثلاثون يوماً
من قال أن اليوم أربع وعشرون ساعة
من قال أن الساعة ستون دقيقة
من قال أن الدقيقة ستون ثانية
أي خلي قال هذا !!!!!!!
والله ماذاق طعم الفراق
والانتظار
والاحتراق
لو مر عليه مامر علي لقال :الثانية - فراقا - ستون حياة وتزيد
عامٌ مضى أنساها كل نعيم عاشته
كل فرحة عرفتها
كل جميل في حياتها
لم يبقَ لها إلا الفراق
كانا كعصفوري دوحة في جزيرة بعيدة ليس فيها إلا هذه الدوحة وبعض العصافير
خضراء

حمراء

زرقاء
كل ألوان العصافير ولا شيء غير العصافير
كانت البسمة بسمة
الضحكة ضحكة
الفرحة فرحة
قبل الفراق
عام مضى تركها حبيبها فيه للعلاج
أصرت على مرافقته
فهي لاتطيق الفراق
ولكنه وهو الحنون ما شاء لها الاحتراق
وما علم أن الفراق والاحتراق
متلازمان فلا فكاك ولا افتراق.......
كل ثانية في عامها المنصرم أطلقت عليها اسماً وصفةً
مرت كل الثواني
وانتهى الفراق
.
.
.
.
.
.
اليوم سيعود
مرحى مرحى مرحى
ووداعاً يافراق
نهضت
تُجهزُ العشَ الجميل لعودة الحبيب
تحادث نفسها
أُرتب البيت فقد كان يحب أن يراه مرتباً
كان إذا عاد من الخارج يبدأ بغرفة الجلوس
أريكته المفضلة
وتلك الطاولة الصغيرة حيث كان يمدد عليها قدميه
وتلك الوسادة البيضاء
وسادته المفضلة
كان يضعها على صدره ويحتضنها بذراعيه
(كم كنت أحسدها ..كم كنت أتمنى أن أكون مكانها)
وهذه وردة كبيرة بيضاء في المزهرية كما كان يحب
وهذا معطر الهواء الذي يحب
وهذه الموسيقى التي يحب
كان يحب الغرفة باردة فله حبيبي ما يحب
حياتي سيعود جائعاً بالتأكيد
فهو ماأحب الطعامَ خارجَ البيتِ قط
فسأصنع له كل ماكان يحب
طبقٌ من العسل مع قليلٍ من القشدة
قليل من الجبن الأبيض مع خبزٍ أسمر
وكوبٌ من اللبن ..وبعضٌ من رقائق الذرة دون حليب
وشاي بقليل من سكر ...
وكوب ماء البارد
( كم كنت أحسده عندما يلا مس شفتيه)
جاء دوري ......
ماذا سأرتدي؟؟
أوه
فستاني الأحمر
كان يحبه جداً
كان يداعبني قائلاً :
ما أجمل الأبيض مع الأحمر.....
وما أقبح الأسود مع الأحمر ...
والله افتقدك ياحياتي
والله لولا بقايا من ذكرياتك لكنت مت في أول لحظة فراق.......
أي تسريحة لشعري؟؟
كان يحب أن أجمع شعري للخلف
وكان يقول لي تسريحة (( ذيل الفرس)) أجمل تسريحة عرفتها ...
لن أضع أي مسحوق تجميل
ما كان يحبها
كان يقول لي دائماً أنت لاتحتاجين لها ..
لن أضعها
أي عطر أضع ؟
كان حبيبي يعشق
دهن العود
.
.
.
.
.
.
.
رن الجرس
انتفضت تلعثمت
حتى أنها ما عادت تذكر مكان الباب
ركضت في كل اتجاه
كادت أن تسقط
كاد الفرح أن يقتلها
كاد أن يفعل ما حاول أن يفعله الفراق
وداعاً للهم
للحزن
للسهر
للانتظار
والاحتراق
والفراق
عاد حبيبي عاد حياتي
عاد أغلى الأحباب
....
وضعت يدها على مقبض الباب
كان قلبها يريد أن يسبقها إليه..
ولكنها سبقته..وفتحت الباب .....
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
كان أخوها
نظر إليها وقد احمرت عيناه من البكاء
واربد وجهه ...
عرفت أن حبيبها ما عاد
ولن يعود
وضعت يدها على شفتيها
ما ذرفت دمعاً
ما لطمت خداً
ما شقت جيباً
ما صرخت
كل الذي فعلته
أنها سقطت
وحيثما رحل حبيبها


رحلت


أحمد النجار





000
00
0

اهو الوفاء


والاخلاص



والانتماء




ليعيشا معا



ويموتا معا





رائعة 000



كعادتك اخي الغالي الحبيب




تتحفنا بها






حفظك ربي

ألنشمي
20-07-2007, 08:03 PM
إني راحل


http://www.dorarr.ws/forum/uploaded/1567/assdxzsax.jpg



جاءت تسابقُ الريحَ وتحلم بأن تسبق الزمن...
جاءت بشوقٍ كالجبال.....
جاءت ولا تدري ما تقول أو ما تفعل؟؟!!! ...
جاءت بأحلى أمل....
رأته جالساً في نفس المكان
ينتظرها كما كان يفعل كل مرة
اقتربت بهدوء منه ووضعت كفيها على عينيه ككل مرة ...
ولكنه لم يدعِِ الدهشة ككل مرة !!!
لم يحاول التخمين ككل مرة !!!
لم يقف لها ككل مرة!!!
لم تسمع ضحكته العذبة ككل مرة!!
لم يسحب لها المقعد ككل مرة!!
لم يسمعها بصوته العذب الشجي أحلى كلام ككل مرة!!
لم يقل لها(( وحشتيني)) ككل مرة!!
لم يمسك يدها ككل مرة!!
لم يطل النظر صامتاً لعينيها ككل مرة!!
هذه المرة ليست حقاً ككل مرة !!!
جلست وقالت له أحلى كلام حبٍ وشوقٍ ككل مرة
رفع عينيه نحوها
وقال:
الموضوع باختصار أن مابيننا قد انتهى!!!
سكتت
ثم ضحكت
ومدت يداها لتمسك يديه

سحب يده
وقال
ألا تفهمي ؟؟؟!!!
مابيننا قد انتهى
أوشك قلبها أن يخرج من صدرها ولاتعلم لماذا تذكرت فجأة أباها الذي ما أحبت شيئاً كما أحبته
وهو يحتضر ويفارقها دون عودة ويموت.........!!!
سألته بصوت متهدج موشكة على البكاء:
أتعلم ماتقول؟؟؟!!
فقال بصوت بارد:
قلت لك إن الذي بيننا قد انتهى هل اترجمها لك بلغة أخرى؟!!!
لم تتمالك دموعها وقالت متوسلة مترجية:
أنا لن أتوسل ولن أتذلل ولن أبكي ولن اشكي ولن أرمي بنفسي تحت قدميك
(وبداخلها صوت عالٍ يصرخ ويقول أتوسل إليك أرجوك ...لاتفعل ...كن معي فأنا من دونك مجردمخلوق)
أنا فقط أريد أن أعرف السبب ؟؟
فبعد عشرة أيام غياب ومكالمات لاتتجاوز الثواني وأحوال لم أفهمها!!!
تأتي لتخبرني
أن الذي بيننا قد انتهى.....
هذا قرار أنت صاحب الحق في اتخاذه...
إلا أن لي الحق في معرفة السبب
لم يجبها!!!
واخرج ظرفاً ضخماً وقال لها:
كل مايخصك عندي قد وضعته في ذلك الظرف فخذيه ودعيني انصرف وأرجو أن يكون هذا اللقاء آخر لقاء أو حديث بيننا ...لو سمحتِ !!!
أمسكت الظرف بيدها باكية ورفعته وقالت:
هل فعلاً هذا كل مايخصني عندك؟؟!!!
هل وضعت فيه حبنا أحلامنا ذكرياتنا ليالينا التي سهرنا فيه سوية؟!!!
هل وضعت فيه أمانينا؟!! هل وضعت فيه فعلاً كل مابيننا ؟!!!
ألم تنس أن تضع فيه وعودك لي؟!!
وعمرنا الذي قضيناه مع بعضنا ؟!!
هل وضعت فيه أحلامنا ؟!!
هل وضعت فيه أسماء أولادنا التي اتفقنا عليها بعد أن نتزوج؟!!
ألم تنس شيء؟!!!
نظر إليها نظرة باردة وقال:
أحلامكِ أنتِ ..أمانيكِ أنتِ .... أوهامك ِ أنتِ ..
فأنا لاأتزوج بهذه الطريقة فما الذي يضمن لي أن مافعلتيه معي لم تفعليه مع غيري أو ستفعليه .....
رمت الظرف في وجهه وقالت بصوت يملؤه البكاء والغضب:
أهذه أنا في تفكيرك ؟!!
وطالما أن هذا تفكيرك لماذا استمريت معي ؟!
لماذا وعدتني بالزواج؟!!!
لماذا جعلتني أتعلق بك ؟!!!
أتعلم مافعلته من أجلك ؟!!!
أتعلم ماتعرضت له بسبك من همز ولمز وانتقاص وشك ومراقبة ؟!!!
أتعلم ماذا كنت أفعل حتى ألتقي بك؟!!!
احتملت كل ذلك على أمل أن تأتي ونبدأ حياتنا سوية ..
وها أنت تملأ مسمعي بكلامٍ تافه سخيف!!!
*
*
لم ينبس ببنت شفة بل أخرج سيجارته وأشعلها بكل هدوء ونفث دخانها من بين شفتيه وقال ببرود شديد:
والله لم أجبرك على شيء من هذا .... أنت التي فعلتِ بنفسك هذا ....!!!
ضحكت ضحكة مفعمة بالأحباط وقالت:
صدقت...
أنا التي فعلت بنفسي ذلك ..أنا التي(( برمجتُ)) حياتي عليك
فما تحبه أحبه وماتكرهه أكرهه
حتى أفكارك, منطقك, طريقة كلامك, أصبحت أفكاري ومنطقي وطريقة كلامي!!!
أتعلم بأن كل ركن في غرفتي فيه شيء منك؟!!
وكل جزء من ذاكرتي فيه شيء منك؟!!
كل مكان يذكرني بك؟!!
وكل (( أغنية)) سمعناها سوية قد حفظتها!!!
قال - وقد سحب نفساً من سيجارته :
كل ماقلتيه أو ما ستقوليه ليس له أهمية ولافائدة فقد مللت وماعدت أرغب في سماع المزيد
أرجوك
ومابيننا قد انتهى ...... ولامزيد
لملمت شتاتها واستعدت للرحيل وقالت:
كيف استطعت أن تخدعني ؟!!
بتُ أكره كل شيء فيك ..
أكرهك.....
وأثناء حديثها رن هاتفه فنظر للرقم ثم أغلق الجهاز
فقالت بغضب :
ألا ترد عليها؟!!
فأنا أعلم أنك مافعلت ذلك إلا لأن فريسة جديدة قد وقعت تحت براثنك..
وانصرفت باكية.....
عاد هو وفتح هاتفه واتصل على الرقم الذي لم يرد عليه
ألو دكتور أنا آسف كنت مشغولاً ولم استطع الإجابة
اخبرني هل جاء الردُ على تقاريري التي بعثتها إلى المركز الدولي لبحوث السرطان؟
أرجوك يادكتور تكلم مهما كانت الإجابة ..
كنت أعلم أنهم سيخبروك بذلك
فكما قلت أنت لاأمل وسأنتظرُ الموتَ وحيداً...
لابد أن أغلق الآن لو سمحت ....
أرجوك يادكتور سنتحدث فيما بعد
أرجوك
ثم أغلق الهاتف
ثم وضع يده في جيبه
وأخرج من محفظته صورة صغيرة لمحبوبته التي خرجت وهي كارهة له..
وقبلها ووضعها على صدره
وبكى


أحمد النجار


000
00
0

احيانا يكون الاعتراف للمحبوبة



افضل لتعيش واقعه



وحتى لاتفسر فراقه باشياء خلاف مابداخله






وقد تسقط المحبوبه من هالخبر وتفارق الحياة






مشكور اخوي الغالي الحبيب




وسلمت يمينك



دمت بحفظ الرحمن

ألنشمي
20-07-2007, 08:09 PM
منْ ينتظرُ الموت ؟!!!

http://www.dorarr.ws/forum/uploaded/1567/ahmedalnajjardfgh.jpg


بيدين منهكتين متعبتين تتراقصُ على أنغامِ قيثارةِ الألم .....!!!!!



((((كم أنت عازفٌ ماهرٌ ياأيهاالزمن!!!!!!!)) ))


أمسكتْ بصندوقها الصغير..


تراقصَ معها !!!!!


فتحته ...


أخرجتْ منه رسالةً مهترئةً قديمة !!!!

أمسكتها بيدها الراقصة ..

مدتها نحو فتاةٍ صغيرة ....

قرأتْ الفتاة أولَ سطرٍ من الرسالةِ قبل أن تفتحها !!!!!!!!

ثم فتحتها وأكملت القراءة !!!

كانتِ الفتاةُ تنظرُ لوجه صاحبة الصندوقِ أكثرَ مما تنظرُ في الرسالة !!!!

وكأنما كانت تحفظها!!!!!

رمتْ صاحبة الصندوق المُقعدة برأسها على طرفِ سريرها ..

وبدأتْ تستمع ....

وقرأت الفتاة الرسالة بصوتٍ عالٍ لتُسمِعَ صاحبة الصندوق ..!!!!!


:
:
:


((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إلى أحن وأطيب أمٍ في الكون

إلى الغالية

إلى التي حرمت نفسها من كل شيء من أجلي ..

إلى التي وقفت في وجه الدنيا كلها من أجلي

إلى حبيبتي وتاج رأسي

إلى أعظم إنسانة في الكون

إلى أمي

يالله كم أفتقدكِ ياأمي !!!!

كم اتمنى أن أراكِ !!!!

أن ارتمي بحضنكِ الدافىء الحنون ..

أن تعبثي بأصابعكِ الطاهرة بخصلات شعري ثانية ..

أن أضع رأسي على فخذكِ ......وأنام ...!!!!!!!!!!

أمي الحبيبة

اليوم -ولله الحمد والمنة- قدمت آخر اختبار لي في كليتي ..

وأنا ياأمي متأكدٌ من النتيجة مُسبقاً ...ومتأكدٌ من تخرجي بإذن الله .

وسأعود ياحبيبتي ....

سأعود

حتى وظيفتي يأامي مضمونة بإذن الله ..

وهي وظيفة مرموقة ممتازة وبراتب محترم ..وحتى مقرها لايبعدُ كثيراً عن منزلنا ...

أتذكرين صديقي خالد الذي حادثتكِ عنه كثيراً ؟

وحادثته عنكِ كثيراً ؟

خالدُ هذا ياأمي يملك أبوه شركة ضخمة وسيعود هو بعد التخرج ليتولى إدارتها ..وقد وعده أبوه أن يوظفني معه فيها ...

وسأتزوج ياأمي الفتاة التي كتبتِ لي عنها ...

وسنسكن كلنا معكِ ..

واتمنى أن يرزقني الله ببنت تكون شديدة الشبه بكِ ..

تكون مثلكِ

وإن كنت أعلم أنه مامن أحد في الكون سيكون مثلكِ ...

وساسميها على اسمكِ ..

أمي الغالية

لم انس قط مافعلته من أجلي ...

لم انس قط تضحياتكِ ..

كل ماقمتِ به ياأمي من أجلي محفورٌ في ذاكرتي

لم انس أنه ومذ مات أبي يرحمه الله وأنا طفلٌ صغير

أصبحتِ أنتِ أبي ... وكل شي في حياتي ..

مامر بكِ ياأماه أذكره ..........

أعلم أنكِ تعتقدين أنني لاأذكر شيئاً لأنني كنت صغيراً

والله ياأم أذكر كل شيء ..

أذكر من أهانكِ من جرحكِ من حاربكِ من ظلمكِ من حاول أن يستغل ظروفكِ

أذكر تلك الليلة السوداء بعد وفاة جدي ..

أذكر عندما حملتني بين ذراعيكِ بعد أن طردكِ عمي ...

أذكر كيف قضيتِ تلك الليلة ..

أذكر والله عملكِ من أجلي ..

أذكر صبركِ وجهادكِ وكفاحكِ من أجلي ..

أنامُ وأنتِ مستيقظة !!!

أشبعُ وأنتِ جائعة!!!!!

يالله ياأمي كم فعلتِ من أجلي !!!!!

كم تحملتِ من أجلي !!!

كان بإمكانكِ أن تتزوجي أفضل وأغنى رجل ...ولم تفعلي !!!!

ومن أجلي !!!!

أذكر ياأماه كل شيء ..

اصراركِ على أن التحق بهذه الكلية المكلفة جداً ...

أعلم كيف كنتِ توفرين لي مصاريفها ..

أماه ماحال ملابسكِ؟؟؟!!!

متى آخر مرة اقتنيتِ ملابسَ جديدة ؟؟!!!!

حذاءً جديداً ؟؟؟!!!

عباءةً جديدة ؟؟؟!!!

أعلم أنكِ كنتِ توفرين حتى في مصاريف علاجكِ ....!!!!

أعلم ياأماه كل هذا ...

أنا وافقت ياأماه على السفر إلى هذه الكلية لا لرغبتي فيها ...

بل لأني أردت أن أكون الأفضل من أجلكِ

أردت أن أثبت لكل الدنيا نجاحكِ

أردت أن يعلم الجميع ماذا صنعتِ ...



أماه سأعود


ولا أقول أني سأعوضك عن كل مافات ...


ولكنني سأحاول أن أُرجع لكِ ولوشعرةً واحدةً مما فعلتيه معي ..


حبيبتي

انتظريني

فأنا قادم ..

لحياة أجمل

وأحلى ...

ولن يأخذني من حضنكِ أحد ...

أمي حبيبتي

أحبكِ

أحبكِ

أحبكِ ...


ولدكِ ))


عندما انتهت الفتاة من قراءة الرسالة وللمرة المليون لصاحبة الصندوق أعادتها إليها ...

فتحت صندوقها بيدين منهكتين متعبتين تتراقصُ على أنغام قيثارة الألم .....

وأعادتها إلى الصندوق ...........

ورمت برأسها على صدرها

غرقت في صمتٍ موحش ....

فهي ومنذ عشرين عاماً تقرأ تلك الرسالة ....!!!!!!

وصاحبُ الرسالة ماعاد ولن يعود ...

سبقها إلى مكان كانت تتمنى أن تكون هي مكانه فيه ....

سبقها إليه الموت ......

وهي بعده ماتت

ولم تنتظر الموت !!!!!!!!!!!!!!!!!!







أحمد النجار


000
00
0

الموت




مفرق الجماعات





وتضيع الاحلام معه






كما ضاعت احلام هذه الام








قصة حزينه





وحروفها اكثر حزنا





سلمت يمينك اخي الغالي






ودمت بود

رشا محمود
23-07-2007, 09:49 AM
مجموعة ترقص ألما

رائعة أخى أحمد

وليست بغريبة على المداد الأخضر

الذى يسعدنا أينما ينساب

شكرا لهذا الألق / الألم

بانتظار كل جديد

تحيتى وتقديرى

أحمد النجار
24-07-2007, 07:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الحبيب الطيب المبارك الميمون الرائع

النشمي حقاً

ألنشمي

شهادة أديبٍ رائع مثلك تاج فخار أعتز به

مرورك شرفني كثيراً

ممتنٌ أنا

كن بخير

أخوك

أحمد النجار

أحمد النجار
24-07-2007, 07:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الكريمة الطيبة الرائعة الميمونة المباركة

رائعة النيل

رشا محمود

أستاذتي ياأميرة الحرف إنما هي بعض من شعاعكِ عكسته فكان تلك الحروف

ممتنٌ أنا لمروركِ العذب

كوني بخير

أخوكِ

أحمد النجار

الحياة
28-08-2007, 02:59 PM
تسلم ابن النجار على المجموعه القصصيه
فهى قمة الابداع


نتتظر مزيدك

Mehaf
28-08-2007, 07:04 PM
ابن النجار
كم أحب ان أكتب مثل هذه القصص
انها قمة في روعة
أشكر اخي العزيز

الساحره
28-08-2007, 09:27 PM
من قال أن السنة اثنا عشر شهراً
من قال أن الشهر ثلاثون يوماً
من قال أن اليوم أربع وعشرون ساعة
من قال أن الساعة ستون دقيقة
من قال أن الدقيقة ستون ثانية
أي خلي قال هذا !!!!!!!
والله ماذاق طعم الفراق
والانتظار
والاحتراق
لو مر عليه مامر علي لقال :الثانية - فراقا - ستون حياة وتزيد
عامٌ مضى أنساها كل نعيم عاشته
كل فرحة عرفتها
كل جميل في حياتها
لم يبقَ لها إلا الفراق


فعلا من لم يجرب مررررررارة الفراق فليصمت..
:drr05_79:


وأخرج من محفظته صورة صغيرة لمحبوبته التي خرجت وهي كارهة له..
وقبلها ووضعها على صدره
وبكى


هاذه هي التضحية ولكن ليس كل محب يستطيع تقديمها لمحبوبه


فهي خلقت لمن يحب بصدق وصدق فقط:230: .

.......

كتبت فأصبت فابدعت فنلت اعجاب الجميع قصص اكثر من رائعه

اعذرني احرفي لاتسعفني في هذا الوقت من كثر البكااااااء على


انواع الفراق الموجودة في مجموعتك القصصيه وان تنوعت واختلفت يبقى الفراق


وآلمه سيااان..

دمت قلما راقيا شفافا..صادقا..أخي الغالي أحمد|548|

تحياتي السحرية...ودمت,,|548| [/]

أحمد النجار
30-08-2007, 12:10 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخي الحبيب الطيب المبارك الميمون الرائع

ابن النيل الكريم

hellboy8844

مرورك الكريم أيها الكريم يهبني السعادة ..

ممتنٌ أنا أخي الكريم

كن بخير

أخوك

أحمد النجار

أحمد النجار
30-08-2007, 12:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الكريمة الطيبة المباركة الميمونة

Mehaf

وأنا على ثقة أنكِ تملكين القدرة الكافية على كتابة قصصٍ تجعل مما كتبته هنا مجرد تخاريف ..

لديكِ الكثير الكثير أيتها الرائعة

فأرجوكِ أتحفينا ببعضٍ من روائع أدبكِ الرائع كروعتكِ

سننتظرُ - وبكل الشوق - تلك القصص

ممتنٌ أنا لمروركِ العذب

كوني بخير

أخوكِ

أحمد النجار

أحمد النجار
30-08-2007, 12:27 AM
|563| |563| |563| |563| |563| |563|
|563| |563| |563|
|563| |563| |563| |563| |563| الساحرة |563|
|563| |563| |563|
|563| |563| |563| |563|


|563|


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الكريمة الطيبة المباركة الميمونة الرائعة

الساحرة بأدبها وحُسن أخلاقها

الساحرة

تلك الأحاسيس الملائكية الراقية التي في قلبكِ

أحاسيسٌ نادرة ولامثيل لها

ولولا أني قد قرأت لكِ هنا في هذا الصرح المبارك العظيم (( الدرر |238| )) وأخبرني مُخبرٌ أن في الدنيا روحاً كروحكِ لما كنت صدقته ..

ممتنٌ أنا لمروركِ الرائع

كوني بخير

أخوكِ

أحمد النجار

assif
12-09-2007, 02:51 AM
أديبنا الكبير أحمد النجار
و الله لم استطع ان اغادر المنتدى دون أن اترك لك كلمة تقدير و اعتراف بجمالية قصصك التي سردتها علينا با حترافية الادباء الكبار..لم أحس و أنا اتابع فصول قصصك بالملل بل تشدني كلماتك و لغتك السلسة الى آخر حرف فاتنفس الصعداء و أحن على البطل....رائع رائع رائع.... ثلاث مرات للتوكيد.

أحمد النجار
12-09-2007, 05:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الحبيب الطيب المبارك الميمون الرائع

الأديب المميز

assif

لأهل الذوق العالي والأدب الراقي والخُلق الرفيع لمسات رائعة للغاية

لمستها في لطف ردكِ هنا وفي كثيرٍ من حروفك البهية المُشرقة كما أنت ..

ممتنٌ أنا

كن بخير

أخوك

أحمد النجار

مليكة القلب
12-09-2007, 10:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ أحمد النجار

تنساب الأحرف والكلمات من بين أناملك انسياب الماء الزلال من شلالات أزود الرائعة..
سلاسة منقطعة النظير،تشد القارئ وتعض عليه بالنواجد،فلا يستطيع الانفلات منها ولا التخلي عنها قبل أن يقف على آخر كلمة منها.
تأسره الكلمات والمعاني، فكلما توغل في القراءة ،كلما توغلت في أعماقه أصداء طيبة ومعاني جميلة نادرة تضع كاتبها في زمرة الكتاب الذين يحملون أبهى وأزهى مافي الانسان..
وأنا أقرأ روائعك الناذرة، ترقرقت دمعتي في الأحداق واختلجت بدواخلي أحاسيس كثيرة انتهت
بكثلة أشجان ودموع حارقة ربما يوما يمحوها الزمان...

أخي أحمد ينحني قلمي المتواضع إجلالا لإبداعاتك المتميزة.
تقبل مني كل الاحترام والتقدير
مع خالص تحياتي القلبية

أحمد النجار
23-09-2007, 04:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الطيبة المباركة الرائعة المميزة للغاية

ملكة كل القلوب

مليكة القلب

والله لاأعلم بماذا أردُ على كرمكِ ؟!!!

ولاأظنني إلا أن أقول وبكل حياء وخجل :

شرفتُ - أيتها الرائعة - بقراءة بعضاً مماخطه قلمكِ الرائع الذكي الذهبي المميز وأعترف أني وقفتُ مندهشاً أمام جلالة حروفكِ وعظمة كلماتكِ ونقاء فكركِ وصفاء ذاك المنهل العذب الذي تعبين منه عباً ..
وأعترف أنني شعرتُ بشعورٌ مميز مع كل سطرٍ كنتُ أُنهيه من سطور عميق أدبكِ ..

وهذه شهادة مني أيتها الرائعة - وإن كانت من شخصٍ بسيط لايملك مايملكه الكثير - هذه شهادة مني لكِ بالتميز الحق والتفرد الجاد..

ممتنٌ أنا حقاً ممتن

كوني بخير

أخوكِ

أحمد النجار