المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في حرب العراق الاعلام الغربي خدم الحكومات الغربية اذا لديهم تضليل



صرخة عربي
14-07-2007, 12:32 AM
الصحافة الغربية خدمت مصالح الحكومات في حرب العراق
مقالات وأبحاث ومقابلات مع مراسلين حربيين وصحافيين

http://www.dorarr.ws/forum/attachment.php?attachmentid=44 81&stc=1&d=1184397853




قسّم ديفيد ميلر كتابه "أخبرني أكاذيب"، الذي ترجمه إلى العربية إبراهيم العريس، إلى أربعة أقسام. في القسم الأول، نشر خمسة مقالات كتبها جون بيلغر، تغطي التظاهرات والمظاهر، والمقدمات والاحتجاجات، وما حدث قبل غزو العراق و"إعلان النصر".

يضم القسم الثاني، مسرى حملة الدعاية الأميركية التي بدأت باكراً في الشهر التاسع من عام 2002، فكتبت نانسي سنو، مسؤولة الدعاية الأميركية السابقة، حول أجهزة الدبلوماسية العامة الأميركية المعروفة باسم "الدعاية الخارجية"، وضم القسم عرضاً تاريخياً كتبه دس فريدمان، حول العلاقات بين الجيش و"الميديا"، وفيه تركيز على فكرة أن مسألة دمج الصحافيين في القوات العسكرية أسلوب له سوابق. تتلو ذلك مقالة لمارك كورتس، يرصد فيها "الفرضيات النخبوية" المتجسدة في الممارسات الدعائية للحكومة البريطانية، ويتابع ديفيد ميلر بحث الموضوع نفسه عبر تفحصه أجهزة الدعاية في الولايات المتحدة. ثم يدلي فيليب نايتلي برأيه المتلخص من نفور البنتاغون من أي تغطية مستقلة للحرب. ويركز ستيفن دوريل، على دور أجهزة الاستخبارات في التضليل مقدماً فرضية مفادها أن أجهزة الاستخبارات نفسها أكثرت من الخداع الذي تمارسه الحكومة. ويقودنا آندي رويل، مركزاً على دوافع شن الحرب، فيرد على الذين يقولون إن الدافع لم يكن من أجل النفط، وهو الخبير في مجال الصناعة النفطية، وينسف هذا الزعم مستخلصاً الحقيقة من داخل الصناعة نفسها.

ويركز القسم الثالث من الكتاب على دور الإعلام بالترابط مع قضية العراق وقضية الشرق الأوسط بشكل أكثر عمومية، فيقدم مارك ستيل، نصاً عنيفاً يندد بـ "الميديا" بسبب عجزها أو عدم رغبتها في التصدي للأكاذيب الواضحة التي تطلقها الحكومات. ويتحدث جاستن لويس ورود بروكس، في دراستهما المسهبة حول التغطية التي مارستها التلفزة البريطانية، كاشفين عن غرضية التلفزة الرئيسية في تأييدها للحرب وحماستها في هذه التغطية. ويتفحص دوغلاس كيلنر، تغطية الشبكات الأميركية للحرب على الإرهاب والهجوم على العراق، مشيراً إلى الكيفية التي بها انزلقت فكرة القبول بالحرب على الإرهاب بالتماشي مع إعلام متواطئ. أمّا نورمان سولومون، فيشير إلى البحوث التي ترينا كيف أن منشقين هامشيين عرفوا كيف يخترقون الإعلام الأميركي، في الوقت الذي كان فيه تماهي شخصي بين معظم متابعي الأخبار مع السياسة "الحربية للحكومة".

أمّا جوليان بيتلي، فيتناول مسألة ما سماه "تعقيم الصراع" كنقطة انطلاق له، مؤكداً على أن مقدمي البرامج، رفضوا دائماً بث صور المذابح، ليس انطلاقاً من الذوق والكرامة، بل "من سياسة مرسومة معادية للإنسانية". ويتفحص إدوارد هرمان، مشروعية الاستراتيجية الأميركية، فيرى أن "الميديا الأميركية" عملت على "تطبيع العدوان". وتتناول باتريشيا هولاند، بتغطيتها مسألة الضحايا الأطفال الذين سقطوا بفعل الهجوم على العراق.

ويضرب غرانفيل ويليامز عن تأثير المصالح الاقتصادية لمؤسسات "الميديا" في مجال نشر الأخبار. أما العراقي عبد الهادي جياد، فيروي تجربته مع الـ "بي.بي.سي"، وكيف تم طرده نتيجة الملاحظات التي كان يبديها على تغطية أخبار الشرق الأوسط. ويعرض دايفيد إدواردز ودايفيد كرومويل، كيف يشتغل التيار الرئيسي في الإعلام البريطاني بوصفه بوق دعاية للسلطة. ويلاحظان إخفاق "الميديا الرئيسية" في عرض مخاتلة الحكومة بشأن أسلحة الدمار الشامل خلال الفترة السابقة للهجوم على العراق.

أما روبرت فيسك، الذي غطّى أخبار الشرق الأوسط طوال أكثر من عشرين عاماً، فيحدثنا عن معضلات تغطية هذه المنطقة، عاكساً الطريقة التي تضطر فيها المنظومة الإعلامية للحصول على بعض سمات الصراع لا أكثر. ويركز توم ليولين على الصراع العربي ـ الإسرائيلي، ويقدّم لنا نقداً داخلياً للـ "بي.بي.سي". في مجال إخفاقها في تغطية القضية الفلسطينية كما ينبغي، خصوصاً أن الميديا"، الأميركية والبريطانية، المؤيدة لإسرائيل، مسكوت عنها، ونتيجة ذلك يشير غريغ فيلو ومورين غيلمور، بأن هناك "ثقباً أسوداً" مذهلاً في مجال معرفة الرأي العام لمسائل الصراع في الشرق الأوسط، والحقيقة أن هذا الافتقار إلى المعرفة يؤدي وظيفة آيديولوجية أساسية تخدم الحكومات الغربية، مما يعزز الاعتقاد بأن السياسة الغربية إنما هي سياسة خيّرة ودفاعية.

ويناقش تيل غوبسيل قابلية الصحافيين لتغطية أخبار العراق بشكل مستقل، مركزاً على الصحافيين المدعوين "أحاديي النظرة"، أي المستقلين. وفي هذا المجال، يصف دايفيد كروتش، للقارئ، العمل النضالي الذي يقوم به "عاملو الميديا المناهضون للحرب"، كما يحدثنا عن انخراط الصحافيين في محاولة التصدي للتضليل والاحتجاج على الحرب. وتقدم لنا إيفون ريدلي، رصداً لتجربتها في أفغانستان والعراق وتحولها من صحافية إلى مدافعة عن حقوق الإنسان، فالهوة بين الأكاذيب والحقائق هي من الاتساع بحيث لم يعد في الإمكان غضّ النظر عنها. ويناقش آليستر ألكسندر، دور الانترت في مجال تمكين الناس من الوصول إلى مصادر واسعة النطاق، وفي مجال استخدام هذه الشبكة لتنظيم حركة كونية مناهضة للحرب.

في النهاية يناقش نعوم تشومسكي، فكرة الإمبراطورية والخوف، ويحدد بتحليله قوة الاحتجاج ومدى اتساعه، ويحرص على تأكيد نظريته التي نشرها في عدّة كتب بأن الخوف الذي يحرك أميركا يركب إمبراطورية إرهابية قابلة سريعاً للسقوط.

يأمل المحرر من هذا الكتاب، بما يضم من تحليلات ومقالات وتجارب، أن يكون أداة مساعدة على الفهم، فهناك تضارب أساسي بين مصالح الحكومات ومصالح الصحافيين، سيما في أزمنة الحرب، ففيما تضع الحكومات الحواجز دون الوصول إلى المعلومات الصحيحة، يكرس الصحافيون وقتهم للكشف عن المعلومات ونبشها من مخابئها.

فالمراسل الحربي ليس فريقاً في الحرب، بل كاشفاً لأهوالها ومجرياتها، لذا عليه التخلي عن المحظورات الآيديولوجية والتنظيمية، لكي يرصد بشكل واع نشاط المقاتلين كما هي.

وكان من تقاليد المراسل الحربي أن تنتقي الصحيفة أحد الجنود ليغطي أخبار القتال، فكان ينقل أوامر قيادته، ويحذف ما يضر بسير معركته، لكن "ويليام هارولد راسل"، أثناء خمسينات القرن التاسع عشر، كان أول مدني يقوم بهذه المهمة لحساب صحيفة "التايمز". وقد فضح راسل، الفظاعات التي ترتكبها القيادات العسكرية وأدَّت مقالاته إلى استقالة عدة جنرالات وقائد القوات وإلى انهيار الحكومة البريطانية آنذاك.



:drr05_72: