المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زوجــ ولكـ 7 ــن ــات •:*¨`*:•. تحت الرمــاد •:*¨`*:•.



رشا محمود
09-07-2007, 09:07 AM
تقطعت أنفاسها وعلت دقات قلبها لتطغى على صخب الشارع من حولها .. وهى تحاول العبور بين السيارات المسرعة .. تناورها بخفة لا يعوقها ثقل يديها المحملتين بأكياس عديدة .. فقد اعتادت على ذلك .. وصلت لبيتها أخيرا بعد عناء طويل .. مسحت العرق المتصبب على جبينها .. وأسندت أكياسها على الأرض وهى تبحث بقلق عن مفتاحها بين أغراضها العديدة داخل حقيبتها .. وجدته راقدا فى قاع الحقيبة .. تنفست الصعداء لوجوده .. فلم يكن ينقصها المزيد من التأخير .. دخلت إلى الشقة وأسرعت نحو المطبخ .. أفرغت محتويات الأكياس لتعد طعام الغذاء .. ستكون مشكلة إذا عاد ولم يجد الطعام جاهز .. سابقت عقارب الساعة التى تقترب كثيرا من موعد وصوله .. وهى تتنقل سريعا بين أرجاء المطبخ .. كادت أن تنتهى .. تفقدت الأوانى المتراصة على الموقد .. حسنا .. على النار أن تكمل البقية .. تساقط العرق غزيرا من وجهها .. فالجو يزداد حرارة قرب هذا الموقد .. خرجت إلى الردهة وألقت بجسدها المكدود على أول مقعد .. وكل أجزاءها تئن من الإرهاق .. وجفناها يسقطان طلبا لبعض الراحة .. وكادت بالفعل أن تذهب فى غفوة .. قبل أن تنتفض فزعا من مكانها .. وعيناها على عقارب الساعة .. أسرعت نحو حجرتها .. فتحت خزانتها .. بحثت عن ثوبها الوردى الذى يحبه كثيرا عليها .. أقصد الذى كان يحبه .. أين ذهب؟ .. آه .. إنه يرقد منذ أيام فى وعاء الغسيل .. فلم يأتى يوم الغسيل بعد .. بحثت عن رداء آخر .. دارت عيناها داخل الخزانة .. هذا الرداء الأحمر يكرهه بشدة فهو لا يطيق اللون الأحمر .. وهذا الرداء الأصفر يجعله يسخر منها .. إنه لا يناسب سنها .. هكذا يقول لها كما لو كانت من العجائز .. والرداء الأزرق يقفز بعمرها سنوات للأمام .. والرداء الذى فى لون زهرة البنفسج يجعلها كئيبة جدا .. و .... أرهقها التفكير .. لقد كرهت كل الألوان بسببه .. لاشىء يرضيه أبدا .. انتفضت من أفكارها على صوت مفتاح يدور فى الباب .. تخبطت بين أثوابها .. وجذبت بسرعة أحدهم .. وجدته أبيض بلا ألوان .. إرتدته سريعا .. وأسرعت نحو المرآة .. تعيد ترتيب خصلات شعرها النافرة .. وتنثر على وجهها الشاحب بعض المساحيق لتخفى إرهاقها .. وعلى جسدها بعض من العطر الذى يحبه .. أقصد الذى كان يحبه .. رسمت على وجهها ابتسامة .. وخرجت لاستقباله .. وجدته يتوسد الأريكة الوثيرة ممددا ساقيه على الطاولة المقابلة وهو يحتضن سماعة الهاتف .. مسبل العينين ويتحدث همسا .. وقفت تتأمله .. لم تعد ترى وجهه بهذه الراحة وتلك النعومة إلا عندما يتحدث فى الهاتف .. حديثا لا تسمع منه حرفا .. وإن كان قلبها يوحى لها بفكرة مخيفة لا يخطئها قلب إمرأة .. نفضت عن رأسها أفكارها .. واتجهت نحو المطبخ لتتابع الأوانى الراقدة فوق النار .. نظرت بشرود إلى سطح الإناء الساكن الذى لا يوحى بالغليان الدائر بداخله .. وإن كان حتما سيصل إليه .. ماهى إلا لحظات ويثور هو الآخر .. شردت بأفكارها أكثر .. حتى الإناء يثور على النيران المتأججة تحته .. ومابال قلبها قد استعذب الحياة فى الجحيم ولا يبالى .. يحترق بنيران أقرب الناس إليه دون أن يصرخ .. أن يتمرد .. أن يثور .. يستكين لذلك الألم الذى يسكنه .. لقد تغير كثيرا .. لم يعد ذلك الفارس الذى إخترق قلبها وأيقظه من سباته .. وحرضه على حبه .. وجعلها تحارب لأجله .. وتنزل من برجها العاجى لتحيا معه على الأرض .. نزلت كثيرا وتنازلت أكثر .. لايهم فوجوده معها يكفيها .. الآن فقط تشعر أنه يبتعد .. يتسرب من بين كفيها كحبات رمال ناعمة .. لم يعد يحب أثوابها .. ولا عطورها .. ولا ابتسامتها .. يتذمر لأتفه الأسباب .. ويختلق عشرات المشاكل ليثور فى وجهها .. ويسخر من محاولاتها لإرضاءه واستعادة بعض من عهد سعادة بائد .. لم يعد منه سوى ذكريات بعيدة .. تنهدت فى نفسها وهمت بالخروج إليه مرة أخرى .. قبل أن توقف خطواتها نبرات صوته المسموع هذه المرة .. وقفت بصمت تستمع لكلماته عبر الهاتف .. هذه الكلمات .. هذا الصوت الهادىء والنبرة الحنونة .. لكم افتقدت حديثه الحالم .. ولكن لمن هذه الكلمات .. يتغزل فى عينين غير عينيها .. يمتدح عطرا لم يلمس جسدها .. ويثنى على ثوب لم ترتديه .. ويسكب كلماته فى غير أذنيها .. ويناجى قلبا لا يسكن ضلوعها .. يالوقاحته .. كيف يجرؤ ؟! .. ألهذه الدرجة هانت عنده .. يأتى بغيرها ويزرعها فى أرجاء بيتها .. يغازلها فى وجودها .. يمسح مساحات وجودها من حياته .. ويمزق سنوات عشقها له ويلقى بها تحت أقدام غيرها .. يتجاهلها كقطعة أثاث بلا إحساس .. شعرت بالغضب يتملكها للمرة الأولى .. مشاعر ثائرة تجتاحها وتحرضها على التمرد .. على الصراخ بوجهه .. على رفض إهانته .. على رفض استكانتها وضعفها أمامه .. لن تضعف هذه المرة .. ولن يلين قلبها العاشق .. ولن تستجدى دموعها حبا وأده بيديه منذ زمن .. ولن تخسر الكثير بمواجهته .. فلم تعد تملك شيئا .. قاد الغضب خطواتها فى اتجاهه .. وتدافعت الكلمات الغاضبة لتتزاحم على طرف لسانها لتطلقها فى وجهه .. ولمعت عينيها بنيران ظلت خامدة تحت الرماد طويلا .. وأطلقت شراراتها نحوه .. وضع سماعة الهاتف بهدوء .. ورفع لها عينين فى برودة الثلج .. أطفأت نيرانها ودفنتها تحت الرماد وأحالت كتلة غضبها المشتعلة فى لحظات إلى ابتسامة عاجزة وهى تردد : الغذاء جاهز .........

إمضاء

زوجة مستكينة

ألنشمي
09-07-2007, 01:11 PM
000
00
0

زوجة مسكينة


بل امرأة حكيمة




لتدفن كل احزانها



واوهامها



فالحياة فيها تنازلات




ولتعيش بهدوء






سرد جميل



لقصص في حياتنا الكثير منها






بورك بيمينك رشا





دمتِ بود

راجية الهداية
11-07-2007, 11:48 PM
..
:)
أشعر بظلم .. و لكن يبقى قلب الرجل طامع .. و أناني بالدرجة الأولى ..
..
رشا .. قلمك يحمل طابع خاص ..
طابع الواقعية و السرد الجميل الذي يجعلنا نتخيل القصة و كأننا نراها بأعيننا ..
شكراً لكِ ..
..

أرق تحيــة :) ...

سليمان الحلبي
13-07-2007, 03:51 PM
ياه ه
تذكرت الرويات الحزيمنه
ما اجمل السرد

Oscar
13-07-2007, 07:18 PM
صقيعٌ يا [ أنت ]
سلبَ عروقي الدم !
رَمـََّلَ القلبَ ، وَ لمْ
يلقي الـتحية !!
..
هو: شاءَ القلب ..
هي: بل قــُل [ شاء هواك ] !
**
مؤلمٌ صمتها يا رشا ،
وَ من يدري علَّ حديثــًا يسلونا ،
يؤلمها أكثـر !
- سرد جميل ..
/
لكِ الود

رشا محمود
28-07-2007, 02:32 PM
قد تكون زوجة عاقلة

ولكن فى هكذا موقف يكون من الصعب جدا الاحتفاظ بالعقل للنهاية

هو نوع من الضعف أيضا

شكرا لمرورك أخى ألنشمى

تحيتى

رشا محمود
28-07-2007, 02:34 PM
شكرا لكِ غاليتى راجية

كم تسعدنى متابعتكِ الرائعة

دمتِ لى بكل الخير

تحيتى لكِ

رشا محمود
28-07-2007, 02:37 PM
شكرا لطيب حضورك أخى سليمان

تحيتى

رشا محمود
28-07-2007, 02:41 PM
ما أجملكِ أوسكار

وما أجمل حبات السكر حين تنساب من أناملكِ

وأنتِ تخطين ردا يستحق أن يستقل كموضوع رائع فى حد ذاته

تسلميلى يا صديقتى الغالية

تحيتى لكِ

أميرة العرب
31-07-2007, 09:58 AM
اااااااااااه يا رشا

كانت هذه المرة حروفك مؤلمة وقاسية!

http://www.21za.com/pic/decoration002_files/34.gif


سرد جميل ومتقن كالعادة
يحكي واقع تعيشه اغلب "الزوجات"(الصابرات)

**
ابدعت صديقتي الغاليه

ننتظر المزيد بكل شوق
اختك المحبة|548|

رشا محمود
05-08-2007, 09:33 AM
شكرا لكِ أميرتنا الغالية على المرور العطر

الذى يزين صفحتى كل مرة

سعيدة بوجودكِ هنا يا صديقتى

وشكرا لتعاطفكِ مع تلك الزوجة الــ صـــابـــرة

حفظ الله بيوت المسلمين من كل شر

تحيتى لكِ

كن مع الله
07-08-2007, 12:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآم ماذا أقول يا رشاااا؟؟
وكيف أعلق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

إنها فعلا قصة مبكية ...

ولكن الذي يبكي بحق...
ويقطع نياط القلب ..

أنها واقع ...
نعم للأسف واقع
يترجمه ويعيش بطولته بعض الحقراء من الرجال

الذين لا يعرفون معنى الحب الصادق

الذين لا يهتمون بمشاعر المرأة الصادقة

يا إلهي ما أقساهم ...

إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل !!!!

المرأة ....

كلمة عميقة ...
لها مدلولات متناقضة ..

ولكن حين تأتي بمدلولها الجميل ...

المرأة الصالحة

المرأة المحبة العاشقة

الزوجة الحنون ..

هنا يتوقف اللسان ...

وتتحدث المشاعر

وينبض الفؤاد

ولكن عند من ؟؟
عند أصحاب الفطر السوية

عند أصحاب القلوب الرحيمة

الذين تعلموا في مدرسة الحبيب صلى الله عليه وسلم

واقتدوا به وساروا على نهجه

وهو يقول فداه أبي وأمي :( خيركم خيركم لأهله !!! وأنا خيركم لأهلي ) ..


قصة جميلة عزيزتي رشاا ؛؛؛

وأنا أوافقك الرأي أن المرأة لا بد لها من حدود ثم بعدها تنفجر وتثور وتتمرد!!

هي ضعيفة مسالمة مسكينة ....

لكن قد تنفجر!!

الرمال تتفجر بالبراكين !!

والبحار تموج بالمد والأمواج العاتية !!

والهواء يثور بالأعاصير والرياح المدمرة !!

فما بالنا بالمرأة التي لها قلب يتحرك ...
ومشاعر تتألم ...
وفؤاد يتمزق....

الله المستعااااااااااان!!!!!!!!!!!

أنا أناشد الرجال ، " الذين يعتبرون أنفسهم فعلا رجال " !!!
أن يراعوا الله في زوجاتهم ...

وحبيبات قلوبهم ....

وشقائق أرواحهم ....

...............

وأنا في الحقيقة لم أتزوج !!!
وأسأل الله أن يرزقني بالزوجة الحنون المطيعة الحساسة الرائعة ،
وبإذن الله سأطبق هذه النصائح على نفسي ...
لكن بعد أن تنفذوها أنتم يا معشر المتزوجين ...!!!!!!!!!1

أستاذة رشا /
أشكرك مرة أخرى على قصتك وقلمك الرائع الذي يسيل معبرا ومترجما بعض واقعنا المرير

تقبلي تحاتي القلبية

وشكرا لكي..
وعذرا على الإطالة ...

والسلاااام

أخوووكي

وليد
08-08-2007, 12:02 AM
تحياتى للجميع
للمبدعه رشا
ولكل الاخوه والاخوات الافاضل .
وتحيه خاصه للغالى " كن مع الله "

قرأت " زوجات ولكن " 6 و 7
ولفت نظرى هرولة الزوجات مع بداية كل قصه وهن عائدات للمنزل بأجساد متعبه ومشاعر مرهقه
وتسألت؟!!
هل خروج المرأه من بيتها (للعمل )من أهم أسباب تعاستها وشقائها . وسبب تلك الحياه الجافه التى تعانى منها كثير من السيدات

أعرف أن خروج المرأه للعمل يكون مفروضاً عليها غالباً . تفرضه الظروف الاجتماعيه الصعبه . ولكن ......
هل لو كانت القصه تبدأ بزوجه جالسه فى بيتها . فى انتظار عودة زوجها . متهيئه لذالك نفسياً وبدنياً وذهنياً . هل كانت القصه ستنتهى حتماً بتوقيع أمرأه مستكينه أو أمرأه مقهوره ؟
سؤالى هذا أتوجه به لرشا وللجميع

رشا محمود
11-08-2007, 09:47 AM
أخى الكريم / كن مع الله

لا يمكننى شكرك بما يكفى لقاء كلماتك الرائعة

أسعدنى تعليقك المستفيض .. ويسعدنى أكثر أن قلمك الرجالى دافع عن فئة مستكينة وضعيفة ومظلومة من النساء اللاتى لا يملكن غير الصمت والاستكانة وابتلاع الاهانة التى لا تحتملها امرأة وهى الخيانة ذلك الاحساس المر ولكن هناك من لا ترغب فى الثورة والمواجهة خوفا من أن تقوض أرجاء بيتها وتحطم حياة تحياها هى بشكل أو بآخر

مسكينة هى حقا .. أليس كذلك؟

شكرا لمتابعتك

تحيتى

رشا محمود
11-08-2007, 09:58 AM
أخى الكريم / وليد

شكرا لك على حضورك الطيب

وجميل أن القصص دفعتك للتفكير فى مشكلة وحلها هذا جانب إيجابى ورائع فى القراءة أحييك على ذلك

وبالنسبة لسؤالك عن عمل المرأة وتأثيره عليها كزوجة .. أتفق معك تماما .. فعمل الزوجة مهما كان سيؤثر بشكل أو بآخر على دورها كزوجة وربة بيت وسيشكل هذا جهدا مضاعفا عليها بذله من أجل الوفاء بمتطلبات العمل والبيت معا .. وأعتقد ان عمل الزوجة فى كثير من الأحيان يكون لأسباب اقتصادية بحتة ورغبة منها فى رفع بعض الأعباء عن كاهل الزوج ولو أن تلك الظروف تغيرت لفضلت الزوجة البقاء فى بيتها ملكة متوجة خير من تلك المشقة التى تتكبدها يوميا وتنال منها بدنيا ونفسيا ..

وبعيدا عن الأبواق التى تنادى بحرية المرأة واستقلاليتها المادية بعيدا عن الزوج والعمل الذى يحقق ذاتها ويشعرها بأهميتها فى المجتمع .. فهذا كلام نظرى بحت وعند التطبيق يختلف كثيرا .. ربما هناك نماذج لنساء نجحن فى تلك المعادلة الصعبة ولكن تبقى البقية تعانى ..

شكرا لمتابعتك يا أخى

تحيتى