المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صوابٌ يحتملُ الخطأ 7 : الخطابُ الديني (( الفضائي )) بين الافراط والتفريط!!!!



أحمد النجار
24-06-2007, 10:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


http://www.dorarr.ws/forum/uploaded/1567/ahmedrwewesdwewsd.jpg


{أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ}

استفهامٌ منطقي بالنسبة لموسى عليه الصلاة والسلام عن فعلٍ استغربه من الخضر عليه السلام !!!
هذا الدرس الرائع – وكل دروس القرآن الكريم كذلك – يُعلمنا أن نتوازن في التعامل مع العقل البشري المحدود والدرسُ هنا كان مع كليم الله عليه الصلاة والسلام فما بالنا بمن سواه ؟!!

فالإسلام كما فتح الباب على مصراعيه للعقل في الكثير الكثير من المواضع -فلا تكاد تخلو سورة من سور القرآن الكريم من قوله { أفلا يتفكرون } { أفلا يتدبرون } { أفلا يعقلون } - فهو كما فعل ذلك علمنا أيضاً أن للعقل البشري قدرات محدودة لايستطيع بأي حالٍ من الأحوال أن يتجاوزها ..

وفي قصة موسى عليه الصلاة والسلام مع الخضر عليه السلام خيرٌ دليلٍ على ذلك...

و نريد هنا أن نتحدث عن الخطاب الديني (( الفضائي)) تحت هذه المظلة الإسلامية الرائعة المتزنة في التعامل مع العقل..

بدايةً نحن نعلم أن لكل فعل ردة فعلٍ مساوية له بالقوى ومعاكسة له بالاتجاه.. وهذا المنطق يفرض نفسه على جميع مناحي الحياة تقريباً حتى في المدارس الأدبية فظهور مدرسة أدبية مهد – بالتأكيد – لظهور مدرسة تحمل فكراً مضاداً تماماً للمدرسة الأولى.. حتى في الاشتراكية والرأسمالية أثبتت هذه النظرية صحتها تماماً ...

وما الخطابُ الديني بمعزلٍ عن ذلك فكلنا يعلم أننا كنا- وحتى وقتٍ قريبٍ- نتعامل مع خطاب ديني أوحدٍ ويكاد - في الكثير من توجهه- أن يمرر لنا الدين السمح اليسير اللين الرائع العظيم المتفهم الشامل المتسع لكل الآراء من ثُقبِ إبرة !!!

حتى أنه – وفي الكثير من أطروحاته – يُسلط الضوء على الحرام والتحريم أكثر من الحلال !! وعلى التشديد أكثر من التيسير وعلى المشقة أكثر من التخفيف !!!

ولابد لكي نكون منطقين في الطرح أن نستثني بعض أصحاب الخطاب الديني المعتدل والذين قدموا للناس خطاباً دينياً حكيماً رائعاً متوازناً منضبطاً مبنياً على أسس سليمة وقواعد ثابتة ومفاهيم راسخة..

ولكن – وللأسف – فإن هذه الأصوات المعتدلة خبت واختفت في خضم الخطاب الديني المفرط في التشدد والتشديد !!!!

كل هذا – وعلى النظرية السابقة – أفرز لنا على الساحة خطاباً دينياً حاولَ الخروج من مسار الخطاب الأول فخرج بسرعة هائلة جداً منحرفاً عن المسار السليم الصحيح فقدم لنا بالتالي خطاباً دينياً رخواً هشاً ضعيفاً منفلتاً مشوشاً مضطرباً متناقضاً تحت حجة التخفيف والتيسير ونبذ التشدد والتشديد وتحت شعار الدينُ يُسر !!!!


(( للخطاب الديني أشكالٌ عدة وأحوالٌ مختلفة متنوعة فهناك خطابٌ ديني مسيس وآخر تجاري ( يعتمد مبدأ الخسارة والربح قبل أي شيء وخطورته أنه ضم بعضاً من المرتزقة فحولوه إلى مهازل يندى لها الجبين !!) وآخر فضائي وهو مانريد الحديث عنه هنا ))

** ولنأخذ مثلاً على ذلك مانراه الآن في الخطاب الديني (( الفضائي )) **


فالفضاء اليوم بات يعجُ بالكثير من القنوات التي تروج لنفسها على أنها قنوات إسلامية ولو أمعنا النظر في الخطاب الديني الذي تقدمه كل قناة من تلك القنوات لوجدنا أن كل واحدة منها تقدم الدين الإسلامي حسب مفهوم صاحب القناة أو من يديرها وحسب تفكيره وحسب نظرته للدين وحسب تفسيره – الخاص أحياناً – لنصوص الدين وحسب مايعتقده هو من أفكار يظن أنه من خلالها قد فهم الدين الفهم الصحيح السليم المنضبط فهو بالتالي يُقدم خطاباً دينياً – يراه هو – معتدلاً وصحيحاً وسليماً ...

فبعضها يُقدم خطاباً متشدداً حتى في تعامله مع المرأة ويرى أنه لايصح للمرأة إلا أن يظهر صوتها فقط في القناة أما صورتها فهو بابٌ عظيمٌ من أبواب الفتنة لابد أن يُغلق سداً للذرائع !!!

حتى أن برامج نسائية خاصة بالنساء من الألف إلى الياء يُقدمها رجل !!!!!!!!!

وبعضها يخلط الحابل بالنابل فلا تدري أقناة أسلامية تشاهد أم أنك تشاهد قناة فضائية أقل من ملتزمة في كثيرٍ من الأحيان !!!

وبعضها – وهذه ثالثة الأثافي – بات يُقدم نسخاً من برامج ساقطة هابطة بعد أن يُلبسها عباءة الإسلام فيحشد ويجعل –كما لتلك البرامج المُقلدة – أرقاماً للتصويت !!!!!!!!!

وبعضها مازال يكررُ الخطاب الديني القديم والذي لابد من تغييره (( لاتغيير ماقام عليه من ثوابت )) ليناسب هذا العصر ومتغيراته فخطابٌ كان يخاطب به شابٌ يرى الفرس أسرع وسيلة مواصلات مابات يناسبُ شاباً يكون في أقصى الأرض بضغطة زر ...

وبعضها يقدم خطاباً مفككاً واهياً مبنياً –في معظمه – على العاطفة فحسب ولايربي في المتلقي العقيدة لأن العقيدة تتربى بالحلال والحرام والالتزام بحدود الله والوقوف عندها .. أما أن يقوم خطابٌ ديني معتمدٌ – في جُله – على السير ((أخبارٌ كأخبارِ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أو أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ستشدكَ ولو رواها كائناً من كان لأنها قوية بنفسها )) والحكايا والقصص وتنغيم الصوت ومحاولة التأثير في المتلقي بحركات الوجه والبكاء (( التباكي )) مؤثراً تأثيراً سطحياً يجعل من المتلقي عُرضة لأن ينهزم عند أول صيحة للشهوة (( أو حتى مجرد همس لها !! )) وينقلب على عقبيه لأنه غير ثابتٍ في أرض الهداية بأوتاد العقيدة القوية الراسخة الضاربة عميقاً في القلب فلنثق أن هذا الخطاب هو ضربٌ من عبث !!!!

(( هناك فرقٌ واسعٌ وبونٌ شاسعٌ يدركه كل منصفٍ بين ماأعنيه وبين قولٍ كقول حنظلة رضي الله عنه وأرضاه: نافق حنظلة ))

فأصبح المتلقي لهذه الخطابات في حيرة من أمره أي خطابٍ هو الأصوب والأقرب للاعتدال ؟!!!


صحيحٌ أن المسلم كيسٌ فطنٌ مزودٌ بجهاز استشعار إيماني يدله لا على الصوب والخطأ فحسب بل على الصواب والأصوب ولكن كم من بيننا نحن المسلمون من يملك هذه القدرات الإيمانية ؟!!!!

وأخشى ماأخشاه أن يستحيل الإسلام - كما هي الأناجيل .. أنجيل كذا بحسب كذا أو أنجيل كذا بحسب كذا - أن يستحيل الإسلام إلى إسلامٍ بحسب فلان وإسلام بحسب فلان لا خلافاً في وصول النصوص أو عدم وصولها أو تقديم قول الصحابة على الاجتهاد أو غير ذلك مما سوغ الاختلاف بين أصحاب المذاهب الأربعة رحمهم الله .. بل هو أكبر من ذلك وأوسع وأشمل وأخطر !!!

وحتى لايحدث ذلك – وأتمنى أن أكون على خطأ – فأعتقد أنه لزامٌ لكل من أراد أن يخدم الإسلام عن طريق تقديم خطابٍ ديني فضائي أن يراجع خطابه وأسسه ومفاهيمه التي قام عليها وأن يلتزم فيه لابعقله وتفكيره المجرد ومايراه هو صواباً وأن يعرض خطابه على الأسس الصحيحة التي قام عليها الخطاب الديني النبوي الشريف الرائع العظيم وأن يتجرد من الهوى ومن العناد أو التكبر ليقدم للناس خطاباً إسلامياً مُعتدلاً متوازناً مؤثراً نافعاً مفيداً ويكون بذلك قد خدم الدين خدمة عظيمة قد تكون أرجى أعماله عند ربه وسبب لدخوله جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ..

أو أن يتوقف عن الترويج لقناته على أنها قناة إسلامية تحمل خطاباً إسلامياً حتى لايظلم نفسه و الإسلام معه ويُقدم للناس مايراه هو من منظوره هو ومايعتقده هو وماصح في عقله هو دون إلباس كل ذلك عباءة إسلامية فيُنسبُ للإسلام ماليس فيه ويُلحق به ماليس منه ... عندها فقط سيكون لما يُقدمه ميزة رائعة صادقة تتُيح لنا المجال أن نسأله إن رأينا مالم نفهمه فلعل عنده حكمة لانعلمها كحكمة الخضر عليه السلام عندما قتل الغلام ...


أخوكم


أحمد النجار

namrouti
24-06-2007, 11:43 AM
مشكور أخوي ابن نجار

واللع يعطيك العافية

وجزاك الله خيرا فالدنيا والآخرة

ودمت للمنتدى

BackShadow
27-06-2007, 02:24 PM
نحن في فتنة يا احمد ... واصبح الدين مسيس ومقصّد
اي يتبع السياسة والاقتصاد للاسف



مع تحياتي

ألنشمي
29-06-2007, 03:33 AM
000
00
0


مشكلتنا تلك الفضائيات التي تدعي الاسلام



والشيء الموسف ان لاتدقيق فيما ينشر



ويقال



وقد يصدق المشاهد بامور قد تكون مخالفه





ولكن نحن في عصر السرعة


وكل شي سريع بدون روية وتأكد





مشكور اخي الغالي الحبيب احمد




عالموضوع



دمت بخير

أحمد النجار
01-07-2007, 03:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الطيب المبارك

namrouti

شكر الله لك مرورك وحفظك لمحبيك

ممتن أنا

كن بخير

أخوك

أحمد النجار

أحمد النجار
01-07-2007, 03:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخي الحبيب الطيب المبارك الغالي الميمون

الرائع

BackShadow


صدقت - والله - يامحمد فنحن في فتنة لايعلمها إلا الله

وأجدت عندما أشرت لإخضاع الدين لأطماع الاقتصاد عن طريق فتاوى تُغرر بالناس وتوقعهم في شباك نصبها أناسٌ كل همهم جني الأرباح من الحلال أو من الحرام ..

وهذه الفتاوى إما أن أصحابها قد غُرر بهم وخدعوا (( هناك بنك كبير جداً قد فعل ذلك في الهيئة الشرعية التي عنده فقد أصدر نظاماً للإقراض ووافقت على شرعيته الهئية المعتمدة عنده ثم ابقى الاسم وغير في أركان العملية كلها !!!!!!))

زارني في مكتبي مندوب أحد البنوك الكبيرة وعرض عليَّ أخذ قرضاً من البنك وسوق لهذا القرض بأنه شرعي وأنه مستعدٌ للإجابة عن أي استسفار ومالبث أن ارتبك وسكت بعد عدة أسئلة وجهتها له ..!!!

ثم سألته : أحلالٌ هو .. فقال : هكذا يقولون !!!!!!!!!

مرورك أسعدني كثيراً أيها الأخ الحبيب

ممتنٌ أنا

كن بخير


أخوك المحب


أحمدالنجار

أحمد النجار
01-07-2007, 03:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخي الحبيب الطيب المبارك الغالي الميمون

الرائع

النشمي حقاً

ألنشمي

نحن في عصر السرعة


وكل شي سريع بدون روية وتأكد

الله الله الله ياأبا أيمن وضعت يدك على أهم سبب من أسباب المشكلة وبكل ذكاء

الاستعجال

بوركت بوركت

كن بخير

أخوك المحب

أحمد النجار