المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعبنا في عُمان.. نحن آسفون



غزالة البر
19-06-2007, 01:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقال اكثر من رائع منشور في جريدة الوطن الكويتيه للدكتور خالد الصالح .
اترككم مع المقال:
شعبنا في عُمان.. نحن آسفون
كتب:د.خالد أحمد الصالح
الى اخواننا في عُمان، نيابة عن أهل الخليج أعتذر لكم، نعتذر لما أظهرناه تجاه مصيبتكم، لقد عصف بكم الإعصار فأزهق أرواحكم وهدم بيوتكم وأتلف ممتلكاتكم وبقينا نحن الذين طالما تغنينا بأن خليجنا واحد نتفرج عليكم.
نرجو منكم السماح، فأنتم أهلنا وسندنا وربما يكون هذا هو سر عدم اهتمامنا بكم، لو كنتم من الشعب اللبناني الذي يدمر نفسه بنفسه لدفعنا لكم المليارات حتى تضيع هباء في قتالكم وحروبكم، ولو كنتم من أهل الجزائر او من افغانستان او من الصومال او حتى من امريكا لهبت جمعيات الهلال الأحمر عندنا تجمع لكم المساعدات وترسل إليكم حاجياتكم لكنكم يا أهلنا في الخليج يا شعب عُمان الاصيل انتم منا لهذا لا نهتم بكم، فقد تعودنا كما علمتنا »عين عذاري« ان نسقي البعيد ونترك القريب، هكذا نحن وسنبقى هكذا حتى تجف أرضنا من بترولها ونعود كما كنا نعتاش على البحر وعلى اليابس من نبت الصحراء، دون أن يمد لنا قريب أو غريب يد المساعدة منتظرين فرج الله، حتى تعاد الكرة فيكرمنا الله بالثروة المفاجئة الجديدة نبعثرها مرة أخرى يمينا وشمالاً.
ان اهلنا في عُمان كأهل الخليج جميعاً، لا يسألون ولا يستجدون، بل إنهم يصبرون ويصابرون، لهذا لا أحد يهتم لهم، ولو كانوا أولئك الناس الذي يولولون أمام شاشات التلفزيون ويبكون أمام العالم ربما رقت لهم قلوب شعوبنا، فهل نحن محتاجون الى تلك المسرحيات حتى نشعر بآلام إخواننا في الخليج، ان الحرة كما يقولون تموت ولا تأكل من ثدييها، فهل نعاقب أهلنا في عُمان لأنهم أحرار ليس كغيرهم وهل نتركهم يواجهون مأساة الطبيعة ونحن نتفرج عليهم؟.
إنني لا أوجه رسالتي الى شعوب العالم العربي، فهؤلاء لم يتعودوا مد أيديهم لشعوبنا سواء كنا نقتات على البحر أم كنا في أزمة الغزو، بل حتى في غزو دولتنا طالبونا بالمساعدات، هل رأيتم مثل ذلك عجباً؟ بل أوجهها الى شعب الخليج وقيادته الذين سجل لهم التاريخ في إعصار عُمان موقفا سلبيا عليهم أن يسارعوا في تصحيحه قبل ان يبقى في ذاكرة التاريخ، بقعة سوداء يصعب مسحها.
ان المساعدات الانسانية التي يجب ان يقدمها الشعب الكويتي كله للشعب العُماني لا تقلل من قدرة الشعب الشقيق على الصمود، إنما هي لمسات تعني أننا معكم إلى جانبكم وإنى على يقين أنكم في هذه الفترة العصيبة ستحتاجون الى كل مساعدة ففي الكوارث ترتفع الحاجيات التي لا تقدر على مواجهتها دول عظمى فالولايات المتحدة نفسها وبعد إعصار كاترينا تدفقت عليها المساعدات من كل مكان وكان منها مساعدات قدمت من الكويت ففي الأزمات تحتاج الشعوب إلى كل يد تمد العون اليهم.
هذه رسالة أوجهها الى كل شعوب الخليج والى المسؤولين عن مجلس التعاون الخليجي الذين لم نسمع لهم صوتا في تلك المأساة، والذين كان عليهم ان ينتهزوا هذه الفرصة لينشروا في الخليج كله شعور الأسرة الواحدة تمهيداً لذلك الاتحاد الذي تتطلع اليه جميع الشعوب الخليجية:235: