المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسائل الحنين إلى الياسمين



هيلدا
10-05-2007, 06:24 AM
*·~-.¸¸,.-~*رسالة ضد الشيزوفرانيا..؛ *·~-.¸¸,.-~*

لماذا أحبت الحياة الموت..
فالتصقت به، لا تفارقه إلا لحظات؟
لماذا عشق الفرح الحزن..
ولم يعد أحدهما يأتي منفرداً
إلى ولائم القلوب؟
ولماذا كان على جرحي
أن يهوى مدينة لم تعد موجودة،
ورجلاً يموت كل يوم عشرات المرات...
مخطوفاً ومقصوفاً ومذعوراً ومُهاناً؟

كـ أيّة مواطنة متلبسة بالصدق..
أُعلن أنني تعبت من انفصام الشخصيات،
والشيزوفرانيا السياسية...
تعبت من انفصام الأرض عن الوطن..
وانفصام الدين عن الله..
وانفصام الإنسان عن المواطن..
وانفصام السياسي عن الأخلاقي..
وانفصام المقاتل عن القضية...
وانفصام الحرب عن ساحة المعركة الحقيقية...

***** ****** ******

كيف أنسى عذوبتك وهي تتسلل كل ليلة إلى وكرها هاربة ً من وحوش الشوارع والبطولات المزوّرة، وملصقات نعوة الحلم، ومكبرات صوت الزيف، وهي تعوي من السيارات لتوقظ النائمين بعد القصف خوفاً من ذهابهم إلى الحلم؟
كيف أنسى عينيك الشفّافتين بأهدابهما الذهبية، <المكسورة> بتبغ <الجيتان> والأرق في ليال ٍ مُطلقة السراح؟
ثمة شوارع ممدودة من الضباب إلى الضباب، ووجوه متراصة كـ النمل، وقطارات تسلّمني إلى محطات الثلج وغاباته وفنادقه ومقاهي المطارات، وغرف مجهولة أصحو فيها وعبثاً أتذكّر أين أنا..
ومدن تدخل مرايا السفر مرتدية غبارها.. وحانات.. وشهقات.. وأصابع.. تعبر كلها عيني دون أن تمسح صورتك: ذلك الصفاء الحلمي، عذوبة الألفة.. ويدك التي كانت تقرع بابي صباح الأحد بطرقات مميزة الموسيقى، حاملة ً نعاسها وكعك العسل..
أفتقدك.. وأكره أن أقولها كي لا تكون مسؤولاً عن.... عن ماذا؟
عن أيّ شيء... فالحب يُوهب مجاناً، ولا يريد مقابل حضوره، غير حضوره..



7 - 7 - 1992م
غادة السمان

ابن طفيل
10-05-2007, 10:04 AM
جميل هذا الكلام ومؤثر

وحقا هذا وقته

فقد تغيرت القيم وتبدلت المواقف

ومأساتنا ان عالمنا هذا يقف فخورا مع

المحتل المستبد مع الظلم والعدوان مع الكافر الزنديق

لا حول ولا قوة الا بالله

ألنشمي
10-05-2007, 03:08 PM
000
00
0


فالحب يُوهب مجاناً،

ولا يريد مقابل حضوره،

غير حضوره..




مشكورة يالغالية


عالاختيار



والنقل


دمتِ بخير

ابن ديالى
10-05-2007, 09:20 PM
http://up.0x4x.com/mypic.php/0x4x_92280780.gif



اختي المتالق بحروفه




حياتي لك ولقلمك المتألق دائما



تقبلي ودي



دمتي http://up.0x4x.com/mypic.php/0x4x_12284986.gif



تحياتي

هيلدا
11-05-2007, 03:38 AM
جميل هذا الكلام ومؤثر

وحقا هذا وقته

فقد تغيرت القيم وتبدلت المواقف

ومأساتنا ان عالمنا هذا يقف فخورا مع

المحتل المستبد مع الظلم والعدوان مع الكافر الزنديق

لا حول ولا قوة الا بالله

قالت الكاتبة سابقا " جميل أني موت الانسان في سبيل الوطن ولكن الأجمل ان يعرف كيف يعيش في سبيل الوطن"
شكرا لمروك ابن طفيل

هيلدا
11-05-2007, 03:43 AM
°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°رسالة امرأة صارت غيمة..؛ °ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°

ها هي ذاكرتي تستعيد ذاكرتها لحظة تحلق الطائرة بي صوب نيويورك.
قارتان بيني وبينك لكنني أخاف،
لأنني أعرف أن حضورك اللامرئي
سيحتلّ المقعد الفارغ إلى جواري.
لا أريد أن أظل أحبك.
لا أريد أن أحدّق بعد اليوم داخل مرآتي فأرى وجهك.
لا أريد أن أقف فوق الميزان في الصيدلية فتشير الإبرة إلى وزنك.
لا أريد أن يناديني الناس بإسمي فلا أجيب،
والتفت حين يهمسون بإسمك.
ولا أن تقرأه شرطة المطارات فوق شفتيّ وعلى حقائب عمري،
لا أريد أن تحوّلني ثانية من امرأة إلى غيمة.
لا أريد أن أجد نفسي من جديد قنديل بحر تائهاً في أمواج محيطاتك.
لا أريد أن تغسل يديك بدمي بعد اليوم
وتجففهما بمنشفة النسيان.
لا أريد أن أحبك ولا أن أنساك،
أريد أن أظل أتأرجح على حافة ذلك الوجع الغامض،
الملقب حباً، كي أظل أكتبك حتى النفس الأخير لمحبرتي.
وبين آن وآخر..
ضمّني إلى جناحيك وحلّق بي،
لنحتفي بأمسيات كنت أزورك فيها فيها شرنقة،
وأغادرك فجراً، فراشة!



15 - 6 - 1995م
غادة السمان

هيلدا
14-05-2007, 01:02 AM
000
00
0


فالحب يُوهب مجاناً،

ولا يريد مقابل حضوره،

غير حضوره..




مشكورة يالغالية


عالاختيار



والنقل


دمتِ بخير




اقل واجب أن انقل القليل من الاعمال العظيمة
سعدت لمرورك أخي النشمي

هيلدا
15-05-2007, 08:10 AM
http://up.0x4x.com/mypic.php/0x4x_92280780.gif



اختي المتالق بحروفه




حياتي لك ولقلمك المتألق دائما



تقبلي ودي



دمتي http://up.0x4x.com/mypic.php/0x4x_12284986.gif



تحياتي

كل الشكر للمبدعة غادة السمان
وتحياتي لك ولذوقك الرفيع

نفرتيتي
15-05-2007, 04:01 PM
¤§¤*~هيلدا~*¤§¤
جميل ماتنتقيه لنا دائماً..
وفقتِ..
نفرتيتي

هيلدا
17-05-2007, 06:09 AM
¤§¤*~هيلدا~*¤§¤
جميل ماتنتقيه لنا دائماً..
وفقتِ..
نفرتيتي

سعدت لمرورك الجميل
تقبلي أجمل تحية

هيلدا
17-05-2007, 06:14 AM
من كتاب (أعلنت عليك الحب) ..؛
بكامل وعيي
( أو بما تبقى منه بعد أن عرفتك! )
قررتُ أن أحبك
فعل إرادة
لا فعل هزيمة..
وها أنا أجتاز نفسك المسيّجة
بكل وعيي ( أو جنوني )
وأعرف سلفاً
في أيّ كوكب أضرم النار
وأية عاصفة أطلق من صندوق الآثام..
وأتوق إليك
تضيع حدودي في حدودك
ونعوم معاً فوق غيمة شفافة
وأناديك: يا أناااااا..
.
.
..،



آذار - 1976م
غادة السمان

الساحره
20-05-2007, 03:11 AM
رائع ما نقلتيه وتنفليه لنا ....هيلد..دائما|548|

ومبدع ما تكتبه....غادة سمان دوما|548|


لاأريد أن يناديني الناس بإسمي فلا أجيب،
والتفت حين يهمسون بإسمك..|238|

رائع....فعلا هذا الشعورالحقيقي الموجود بداخلنا لمن نحب.|238|

ذوق رفيع في الاختيار...يعطيك العافية..

ونتمنى المزيد..تحياااتي ..ودمتي,, |548|

هيلدا
21-05-2007, 12:31 AM
رائع ما نقلتيه وتنفليه لنا ....هيلد..دائما|548|

ومبدع ما تكتبه....غادة سمان دوما|548|


لاأريد أن يناديني الناس بإسمي فلا أجيب،
والتفت حين يهمسون بإسمك..|238|

رائع....فعلا هذا الشعورالحقيقي الموجود بداخلنا لمن نحب.|238|

ذوق رفيع في الاختيار...يعطيك العافية..

ونتمنى المزيد..تحياااتي ..ودمتي,, |548|

الجميلة بحضورك الساحر الساحرة
سعدت لحضورك وسأزيد هطول حروفها
دمت بود وحب وسعادة

هيلدا
21-05-2007, 12:33 AM
نعم كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني..
جسده المهترئ بالنقرس لا يرسمه جيداً ولا يعبر عنه..
ولكن حرفه يفعل ذلك بإتقان..
وحين أقرأ رسائله بعد عقدين من الزمن أستعيده حياً..
ويطلع من حروفه كما يطلع الجني من القمقم حاراً ومرحاً.. صوته الريح..
يقرع باب ذاكرتي ..
ويدخل بأصابعه المصفرة بالنيكوتين وأوراقه وإبرة (أنسولينة) وصخبه المرح..
ويجرّني من يدي لنتسكع معاً تحت المطر..
ونجلس في المقاهي مع الأصدقاء..
ونتبادل الموت والحياة والفرح بلا أقنعة، والرسائل أيضاً.........


غادة السمان
1992

هيلدا
22-05-2007, 04:04 AM
كم الثلج حذر! يخلع حذاءه العسكري..
ثم يمشي على رؤوس أصابعه البيض كـ اللص،
ويعانق حبه دون أن يتفوَّه بكلمة.
ولكم يُشبه الحب الثلج!
نقاء مطلق في اليوم الأول..
آثار أقدام كثيرة في اليوم التالي..
كرنفال الهباب في اليوم الثالث..
ثرثرة وبقايا أوساخ،
ويهرب الحب من نافذة الأفق ليستحم في نهر جديد...
لا نحب أن نعترف.
كم يشبه الحب الثلج!
يظل جميلاً ما دام بعيداً عن الناس،
لم تطأه قدم إلا في الحلم..

*** *** *** *** ***

هل الثلج تنهّد الفضاء
في لحظة عشق استثنائية بينه والأفق؟
أم تراه حلم الغيوم البيض،
بتقبيل الشفاه الزرق للبحر؟
هل الثلج غزو الزهور النقية لربيع سري؟
أم غبار كواكب نائية يقطنها المحبّون وحدهم؟
هل الثلج استحمام النجوم بمطر الدهشة،
أم أبجدية الصمت لروائية تجهل كيف تبوح بحبها على الورق،
ويتناثر الريش الأبيض لنوارس كلماتها الضالة؟
هل الثلج بصمات أصابع شاعر عبقري يخطّ على صفحة المدينة قصيدة البياض المطلق،
أم تراه بصمات العشّاق الأبرياء على أفق الفراق البارد؟
هل الثلج قرع أصابع بيض لامرئية على أبواب حقول الشوق،
أم هو قطن لجراح الذاكرة يندفه الغرباء؟
هل الثلج عربتك
وأنت تتزلج على جرح قلبي؟
للثلج شمس لامرئية تُشرق ليلاً،
لا يراها إلا البوم..
فتتسع عيناه من الأفق إلى الريح.
حيث يمتزج الحب بالموت.
يقول الثلج: خبّئ حبك الأبيض ليومك الأسود!
تقول للثلج: الحب كـ الورد، إن قطفته مات،
وإن لم تقطفه مات أيضاً!


11 - 2 - 1991م
غادة السمان

هيلدا
29-05-2007, 03:14 AM
- عام آخر وأنا تائه بين وجوهكِ في غابة مراياك، فمن أنتِ؟

- أنا ذاكرة لا تريد أن تفقد ذاكرتها. وأنت، من أنتَ؟

- أنا رجل استطاع الحصول على كل شيء في الحياة. ثمة شيء واحد ينزلق من بين أصابعي: إنه الحياة!

- لأنكَ شفاف توهّموك زجاجاً هشّاً. وكنتَ رجلاً قُدَّت روحه من ألماس صلب!

- حين أكتبُ عنكِ، يتحوّل قلمي الرصاص بين أصابعي إلى شجرة حية.
لماذا هجرتِني ما دمتِ لا تكرهينني؟

- أن تجيء إلى المقهى متأخراً يومين عن موعدنا، وتجدني ما زلتُ جالسة ً في انتظارك، أدفّئ فنجان قهوتك بيديّ وأنفاسي:
هذه فكرتك عن الحب!

-ألا تبالغين؟

- مأساتي أن حبي مبصر، مجنون لكنه يرى بوضوح.
حين احتضرتُ على طاولتكَ كـ سمكة، مرمية فوق صخرة، أمطرتني بسكوتك. وحين سقطتُ على الأرض مثل جريدة عتيقة لم تنحن ِ لتلمّني!

- وهل أنتِ سعيدة بانتصارك؟

- لستُ أكثر من ريشة في مهب الظلام والثلج والذاكرة، وانهيارات مناجم السنوات.

- ألستِ غريبة الأطوار بعض الشيء؟ تلاطفين خناجر الماضي؟

- سئمت حرفة الوداع، لا أريد أن تتخذ العلاقة مع ما كان صورة القطيعة. أكره التنكر للذين يسبحون في دورتي الدموية!
وأنتَ أما زلتَ على قيد الحب؟

***** ***** *****

- ما زلتُ على قيد الحب والحياة والجنون، فأين نلتقي؟

- سنلتقي عند النهاية الأخرى للمطر! لن أدعك تخترق أسوار روحي مرة ثانية ً برمحك المتوّج برايات شهريار المنتصر.
ذكرياتي الآتية تقول لك: كل عام وأنت بعيد!

- ولماذا ترضين باستجوابي لكِ؟

- قليل من الاستجواب ينعش قلب الصمت!

- هل ترضين بمهنة الفراق؟

- مهنتي؟ سجّانة لمشاعري نحوك!
ما زلت أتذكر كيف أوسعتني حباً. معك تعاقبت المنافي على قلبي.. والحرائق..

- ولكنني أحببتكِ وما زلت!

- ثمة أنماط من الحب تشبه الاضطهاد.
معك، أفضّل التعايش السلمي الفاتر، فلا تطاردني حتى عقر أحلامي!

- كم أسبوعاً في كل يوم من أيام الفراق؟

- كل يوم فراق سنة ضوئية. ولكن، بعدما مزّقتني ومزّقتك مثل رسالة لا نريد أن نعيد قراءتها، لماذا تريد أن نحاول عبثاً إعادة إلصاق بقاياها لنجدّد تلاوتها.. بأحزان وميتات لا تُحصى؟

- لا أريد أن أخسركِ في هذا الليل الماطر المُظلم، ليل الاختناق والرتابة والعمر المعلّب والأصدقاء الألداء!

- حتّامَ تصهل خيولك وتهرول أفيالك فوق شطرنج أيامنا؟
لقد ربحتَ الحرب يا صديقي، وخسرتني!
حين تحدّثني عن الليل، أعرف أنك تعني لعبة شدّ الحبل.
وحين تحدّثني عن المطر، احصي هداياك لي من صرر البكاء.
وحين أزورك في غرفتك المسائية وتفتح النافذة على الريح، تفوح رائحة المنافي والموانئ والقطارات في محطات الليل.
وحينما أفكر بوطني البعيد وأنا معك، أشعر أنني خاوية مثل زجاجة نبيذ رمى بها بحّار ثمل في عتمة البحر، وأعرف أنكَ لستَ البديل.
وحينما تقهقه بلا مبرر، يخترقني حزنك كـ السكين!

***** ***** *****

- يبدو أنني أنزف بلا جدوى أمام أحزانكِ المطهمة!

- بعد قرون من تيهك بين العصور والنساء والوجوه والشهقات والتّقمصات العديدة، التقينا مرة وكان القمر بركة من الزئبق المشع في غرناطة.
وما زال ظلكَ يلاحق ظلي، داخل المرايا الفضيّة للأمسيات الغابرة، والأيام الأثرية الهاربة.
ما تزال المرآة تشع كلما طلينا وجهها الآخر بهباب أحزاننا، وتتوهّج ممتلئة بنا في خواء القرون المتتابعة.
وثمة غجري يضيء مصابيح البكاء وهو يُنشد على غيتاره كل ما خططته لي فوق صفير البواخر الراحلة، وما علّقته من مناشير الحب فوق أسوار الريح.
وثمة غجرية ترقص لعزف جنونه وتغرس كعبها المدبب فوق أوراقك، وتسقط الوردة الحمراء من شعرها الطويل الفاحم على حضنك.
وثمة طفلة ضالة في الغابة، خطّ الشيبُ شعرها، تطارد فتات خبز الذكريات، كي لا تضل الطريق إلى "الغيبوبة" في الهزيع الأخير من الحنين.
تاريخي معك طويل، أعيهِ داخلي ولا أستطيع إثباته للكومبيوتر ولا لمحاكم التفتيش الأدبية.

***** ***** *****

- ألا تريدين الاختباء من العاصفة؟

- أفتّش عن نورس ٍ ثمل بالفضول مثلي، يظل يحلّق في العاصفة بلا وجل لنرحل معاً..
نطير ونحن نقرأ كتاب الرعد والسّحب المجنونة في ضوء البروق،
نغسل حبّنا بالمطر المتوحّش، وقد لسعتنا الصاعقة وشبّت النار في أجنحتنا حتى الثمالة.
لا أخاف الموت. أخاف الرتابة!
مرة، كتبت إليكَ بلا حروف، وحاولتُ التواصل معكَ بلا أقمار اصطناعية.. سطّرت رسائلي على صفحة أثير التخاطر ولم أكن أعرف أنكَ تجهل هذه اللغة، وترتاح إلى أبجدية المجاملة المروّضة..

- مَن هو صديقكِ الوحيد؟

- القارئ!

- وماذا تقولين لقرّائك؟

- إليكم جراحي، فادخلوها بسلام مُطمئنين!



6 - 1 - 1995م
غادة السّمان