Oscar
06-05-2007, 08:25 PM
لحظــات افتراضية
- غادة السمان
http://www.dorarr.ws/forum/uploaded/4335/I_must_delete_you_of_my_head_t n.jpg
لا وقت عندي لدفن موتاي،
عليَّ دائما أن أختار بين زمن التأبين وزمن الحب..
وقد انحزتُ دائمـًا لحضارة الضوءوهربتُ من دهاليز النفتالين ،
وحبيبٌ عادي في اليد..
خير من عشرة عباقرة افتراضيين في الذاكرة!
**
امرأتان تُحدق كل منهما في الأخرى باستنكار..
إحداهما مراهقة صغيرة هي أنا البارحة ،
والأخرى ناضجة هي أنا اليوم ...
تتبادلان التهم ، وَ السخرية ، والعتاب والإدانة..
وَ عبثاً تتفهم كل منهما جنون صاحبتها ،
وَ كلٌّ منهما تتوهم أنها العاقلة والأخرى
المجنونة..
**
أتعامل مع الشمس كما لو كانت ساعة يد،
وأتعامل مع الجنون كما لو كان دستور العشاق ..
وحين أنتظرك في المقهى وتتأخر في الحضور،
أمد يدي إلى السماء بسطوة الحب ،
وأعيد الشمس قليلاً إلى الوراء كعقرب ساعة ،
وأبدّلُ نواميس الكون كأية عاشقة حمقاء لن تنضج ،
تخشى أن ينكسر قلبها لأنك تأخرت عن الحضور!
**
إنها العاصفة،
وَ لستُ بحاجة إلى مظلة ولا قبعة ولا قفازات..
لستُ بحاجة إلى شال ومعطف وعكاز،
فقد ولدت في الإعصار،
وَ كبرت في العواصف ،
وَ سأموت كأبجدية عارية في الشتاء..
لم ينتصب شعرها برداً وَ لا خوفـًا...
بل انتصب في أبجديتها حرفا: لا..
**
كلُّ ليلةٍ ، أتسلق سراً عربة الموتى ..
وَ أختبئ من سائقها ،
لأبحث عن أحبابي الموتى وأتفقدهم وألاطفهم ...
كلُّ ليلةٍ أتسلل إلى المقبرة ،
وأحاورُ أشباحهم بحنين ٍ من دون أن ألاحظ
أنني بدأت أتحول بدوري إلى شبح أيضـًا،
يقودُ عربة موتاه!
( الحبيب الافتراضي )
- غادة السمان
http://www.dorarr.ws/forum/uploaded/4335/I_must_delete_you_of_my_head_t n.jpg
لا وقت عندي لدفن موتاي،
عليَّ دائما أن أختار بين زمن التأبين وزمن الحب..
وقد انحزتُ دائمـًا لحضارة الضوءوهربتُ من دهاليز النفتالين ،
وحبيبٌ عادي في اليد..
خير من عشرة عباقرة افتراضيين في الذاكرة!
**
امرأتان تُحدق كل منهما في الأخرى باستنكار..
إحداهما مراهقة صغيرة هي أنا البارحة ،
والأخرى ناضجة هي أنا اليوم ...
تتبادلان التهم ، وَ السخرية ، والعتاب والإدانة..
وَ عبثاً تتفهم كل منهما جنون صاحبتها ،
وَ كلٌّ منهما تتوهم أنها العاقلة والأخرى
المجنونة..
**
أتعامل مع الشمس كما لو كانت ساعة يد،
وأتعامل مع الجنون كما لو كان دستور العشاق ..
وحين أنتظرك في المقهى وتتأخر في الحضور،
أمد يدي إلى السماء بسطوة الحب ،
وأعيد الشمس قليلاً إلى الوراء كعقرب ساعة ،
وأبدّلُ نواميس الكون كأية عاشقة حمقاء لن تنضج ،
تخشى أن ينكسر قلبها لأنك تأخرت عن الحضور!
**
إنها العاصفة،
وَ لستُ بحاجة إلى مظلة ولا قبعة ولا قفازات..
لستُ بحاجة إلى شال ومعطف وعكاز،
فقد ولدت في الإعصار،
وَ كبرت في العواصف ،
وَ سأموت كأبجدية عارية في الشتاء..
لم ينتصب شعرها برداً وَ لا خوفـًا...
بل انتصب في أبجديتها حرفا: لا..
**
كلُّ ليلةٍ ، أتسلق سراً عربة الموتى ..
وَ أختبئ من سائقها ،
لأبحث عن أحبابي الموتى وأتفقدهم وألاطفهم ...
كلُّ ليلةٍ أتسلل إلى المقبرة ،
وأحاورُ أشباحهم بحنين ٍ من دون أن ألاحظ
أنني بدأت أتحول بدوري إلى شبح أيضـًا،
يقودُ عربة موتاه!
( الحبيب الافتراضي )