lolo_429
14-04-2007, 01:40 PM
ألغاز الخواجة
د. خالد محمد باطرفي
خرجت مع ضيفي الخواجة بعد الظهر من مكتبي بالجريدة ومعنا بعض الزملاء
دعوتهم للغداء على شرفه. وقبل أن أصل البيت، اتصلت زوجتي لتبلغني أن
الغاز خلص والماء على وشك، ولأنني لا أؤمن بحكاية السائق الأجنبي
للعائلة فقد كان لازما علي أن أتدبر الأمر، وبسرعة.
تبرع أحد الزملاء بسائقه والثاني بصاحب وايت معروف لديه. ونحن في
"دوشة" التدبير سأل الخواجة سؤالا حيرنا جميعا، ولم نجد له إجابة،
قال: طالما عندكم شبكة مياه، وطالما توجد مياه، فلما الحاجة إلى
وايتات لنقلها؟ أليس الأسهل أن تصرف عبر الشبكة؟
وقبل أن نحل اللغز الأول باغتنا بالثاني: بلدكم بلد نفط وغاز، فلما لا
يكون لديكم شبكة غاز للبيوت، كما هو الحال في بلدان تستورده؟
إحراج! خاصة ونحن شلة صحفيين يفترض أن نعرف الإجابة أكثر من غيرنا.
عموما "طنشنا" ومر الموقف بسلام، وبدأنا في تحويل اهتمامه نحو الشوارع
الأنيقة والمباني الفاخرة والمجسمات الفنية الفريدة إلى أن وصلنا دوار
الدراجة. وهناك فاجئنا بسؤال ثالث: ماهو لزوم الدوار إذا كنتم ستضعون
عليه إشارات مرور؟ بدلا من أن تحلوا المشكلة بأربعة إشارات بدون دوار،
صارت أكثر والمسافة أطول، لا بد أن هناك حكمة ما فما هي؟
طلبنا الاستعانة بصديق أو بالجمهور وقبل أن نجد متبرعا عاد فأضاف
سؤالا "تعجيزيا" خامسا: عددت حتى الآن في شارع واحد بضعة أسواق رئيسية
كبيرة وعدد لا يحصى من المحلات والمجمعات التجارية الأصغر. والأيام
الماضية لاحظت كثرة الأسواق وضخامتها، وتعدد المشاريع الجديدة منها.
أليس هناك حياة لسكان جده غير التسوق؟
يبدو أن صاحبنا "ماحيجيبها البر". غيرنا الموضوع فورا ودخلنا معه في
قضايا الساعة الدولية، فأنسيناه الأسئلة، على الأقل حتى نملأ بطنه
بالدسم فيثقل رأسه ويرتاح من التفكير ويريحنا معه.
الطريق زحمه، والإشارة تفتح وتقفل مرات قبل أن تمر منها. المدارس
وخروج الموظفين طبعا. يبدو أن خطتنا في "الشوشرة" على تفكير الرجل لم
تفلح فعاد يسأل من جديد: ألا يوجد نقل جماعي عندكم للطلاب والموظفين
والعمال؟ ولما والحال هذه لا تؤسسون خطوطا للقطارات الخفيفة والمترو؟
وحتى يتم ذلك وبدلا من أن يقوم الآباء بنقل أبنائهم كلا بسيارته على
حساب وظائفهم وأعمالهم، لما لا تسمحون بقيادة الأمهات؟
كاد زملائي أن يعتذروا عن العزيمة بسبب أسئلة ضيفي ثقيلة الدم، فقلت
له أننا مرهقون من يوم عمل طويل، وأسئلته تحتاج إلى تفكير عميق لم
نتعود عليه على كل المستويات. ثم أننا صحفيون تعودنا أن نسأل ولا
نسئل. واقترحت عليه أن نؤجل النقاش حتى نعود إلى المكتب كي نجري
اتصالاتنا مع المسئولين أو نبحث في مركز المعلومات عن إجابات دقيقة
وشاملة وكاملة.
قبل على مضض وبدأ يسجل أسئلته بمذكرة الجيب، وفرحنا بصمته ولم نكد.
فقد توقف السير تماما قرب البيت نتيجة حادث طريق: وايت ماء، يبدو أنه
الذي طلبناه، سقط في حفرة صرف صحي ليس عليها غطاء، وسيارة مرور تعطل
السير بدل من أن تحركه وملاقيف الزفة تركوا سياراتهم شغاله وأحاطوا
بالمشهد. لم نعرف وقتها هل نحمل هم التعطيل أم هم الوايت أم هم أسئلة
الخواجة القادمة بلا محالة؟ والله حالة!
د. خالد محمد باطرفي
خرجت مع ضيفي الخواجة بعد الظهر من مكتبي بالجريدة ومعنا بعض الزملاء
دعوتهم للغداء على شرفه. وقبل أن أصل البيت، اتصلت زوجتي لتبلغني أن
الغاز خلص والماء على وشك، ولأنني لا أؤمن بحكاية السائق الأجنبي
للعائلة فقد كان لازما علي أن أتدبر الأمر، وبسرعة.
تبرع أحد الزملاء بسائقه والثاني بصاحب وايت معروف لديه. ونحن في
"دوشة" التدبير سأل الخواجة سؤالا حيرنا جميعا، ولم نجد له إجابة،
قال: طالما عندكم شبكة مياه، وطالما توجد مياه، فلما الحاجة إلى
وايتات لنقلها؟ أليس الأسهل أن تصرف عبر الشبكة؟
وقبل أن نحل اللغز الأول باغتنا بالثاني: بلدكم بلد نفط وغاز، فلما لا
يكون لديكم شبكة غاز للبيوت، كما هو الحال في بلدان تستورده؟
إحراج! خاصة ونحن شلة صحفيين يفترض أن نعرف الإجابة أكثر من غيرنا.
عموما "طنشنا" ومر الموقف بسلام، وبدأنا في تحويل اهتمامه نحو الشوارع
الأنيقة والمباني الفاخرة والمجسمات الفنية الفريدة إلى أن وصلنا دوار
الدراجة. وهناك فاجئنا بسؤال ثالث: ماهو لزوم الدوار إذا كنتم ستضعون
عليه إشارات مرور؟ بدلا من أن تحلوا المشكلة بأربعة إشارات بدون دوار،
صارت أكثر والمسافة أطول، لا بد أن هناك حكمة ما فما هي؟
طلبنا الاستعانة بصديق أو بالجمهور وقبل أن نجد متبرعا عاد فأضاف
سؤالا "تعجيزيا" خامسا: عددت حتى الآن في شارع واحد بضعة أسواق رئيسية
كبيرة وعدد لا يحصى من المحلات والمجمعات التجارية الأصغر. والأيام
الماضية لاحظت كثرة الأسواق وضخامتها، وتعدد المشاريع الجديدة منها.
أليس هناك حياة لسكان جده غير التسوق؟
يبدو أن صاحبنا "ماحيجيبها البر". غيرنا الموضوع فورا ودخلنا معه في
قضايا الساعة الدولية، فأنسيناه الأسئلة، على الأقل حتى نملأ بطنه
بالدسم فيثقل رأسه ويرتاح من التفكير ويريحنا معه.
الطريق زحمه، والإشارة تفتح وتقفل مرات قبل أن تمر منها. المدارس
وخروج الموظفين طبعا. يبدو أن خطتنا في "الشوشرة" على تفكير الرجل لم
تفلح فعاد يسأل من جديد: ألا يوجد نقل جماعي عندكم للطلاب والموظفين
والعمال؟ ولما والحال هذه لا تؤسسون خطوطا للقطارات الخفيفة والمترو؟
وحتى يتم ذلك وبدلا من أن يقوم الآباء بنقل أبنائهم كلا بسيارته على
حساب وظائفهم وأعمالهم، لما لا تسمحون بقيادة الأمهات؟
كاد زملائي أن يعتذروا عن العزيمة بسبب أسئلة ضيفي ثقيلة الدم، فقلت
له أننا مرهقون من يوم عمل طويل، وأسئلته تحتاج إلى تفكير عميق لم
نتعود عليه على كل المستويات. ثم أننا صحفيون تعودنا أن نسأل ولا
نسئل. واقترحت عليه أن نؤجل النقاش حتى نعود إلى المكتب كي نجري
اتصالاتنا مع المسئولين أو نبحث في مركز المعلومات عن إجابات دقيقة
وشاملة وكاملة.
قبل على مضض وبدأ يسجل أسئلته بمذكرة الجيب، وفرحنا بصمته ولم نكد.
فقد توقف السير تماما قرب البيت نتيجة حادث طريق: وايت ماء، يبدو أنه
الذي طلبناه، سقط في حفرة صرف صحي ليس عليها غطاء، وسيارة مرور تعطل
السير بدل من أن تحركه وملاقيف الزفة تركوا سياراتهم شغاله وأحاطوا
بالمشهد. لم نعرف وقتها هل نحمل هم التعطيل أم هم الوايت أم هم أسئلة
الخواجة القادمة بلا محالة؟ والله حالة!