.: أبو مصعب :.
14-04-2007, 12:58 PM
كما قرأتم هذه رسائل في فن الحوار اقتبستها من كتاب أسأل الله أن ينفع بها ...
" كيف تحاور الآخر بطريقة إيجابية ؟ "
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد,
فالحوار المنهجي مفيد في إيصال الفكرة للآخرين وإقناعهم بها والتأثير عليهم وبيان الحجة بين أيديهم إضافة إلى هذه المهارة التي تكسب المرء صفات جميلة من أهمها:
1/ القدرة على ضبط النفس .
2/ القدرة على ضبط اللسان .
3/ القدرة على التفكير المتزن .
4/ القدرة على تنويع أساليب الطرح بحسب المحاور .
5/ الاستفادة من آراء الآخرين والصبر على انتقاداتهم واعتراضهم .
ولذا لابد من الحرص على أن نرتفع بحواراتنا إلى مستوى
أن تصبح علماَ نتلقاه فناً نتدرب على أساليبه ونمارسه للحصول
إلى أهدافنا النافعة بعيداً عن الارتجال !
وهذه الرسالة دعوة لتعلم ضبط الحوار التي تحكمه والتدرب
على أساليبه التي تخدمه والتعرف على عوائقه التي توقفه ..
وحاصل ذلك كله القدرة على إدارة الحوار بكل إيجابيه ..
************
أولا : بين الحوار والجدل :
فأما الحوار فهو نوع من الحديث بين شخصين أو فريقين يتم فيه تداول الكلام بينهما بطريقة متكافئة فلا يستأثر به أحدهما ولذا قيل:
" الحوار هو : فن الاستماع للآخر وعدم الطمع في الكلام بدلاً منه لأن هذا الطمع يزهدنا في قول من نتحاور معه ويحرمنا من تدبر كلامه الذي لا يتحقق إلا بالسماع الكامل له حتى آخره كما أن السماع الكامل للآخرين يشعره باهتمامنا بما يقول وجديتنا في التحاور معه " .
والغاية من الحوار إقامة الحجة ودفع الشبهة والفاسد من القول والرأي . فهو تعاون المتناظرين على معرفة الحقيقة والتّّوصّل إليها ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق. يقول الحافظ الذهبي : ( إنما وضعت المناظرة لكشف الحقائق وإفادة العالم الأذكى العلم لمن دونه وتنبيه الأغفل الأضعف ).
هذه هي الغاية الأصيلة وهي جليه بيّنة وتمت غايات وأهداف فرعية أو ممهدة لهذا الغاية منها :
- إيجاد حل يرضي الأطراف .
- التعرف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى وهو هدف تمهيدي هام.
- البحث والتنقيب من أجل الاستقصاء في تنويع الرؤى والتصورات المتاحة من أجل الوصول إلى نتائج أفضل وأمكن ولو في حوارات تالية .
وقد يصل الحوار إلى جدل عقيم فينقلب إلى خصومة وشقاق وتمسك بالرأي وتعصب له.
قال تعالى: ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ).
وقال صلى الله عليه وسلم : " أني زعيم أو كفيل ببيت في وسط الجنة لمن ترك المراء وهو محق وببيت في أرباضها وهو مبطل ".
أن الجدل يغلق باب الحوار ويلغيه لأنه يدفع طرفي الحوار إلى التصور الخاطئ بأن حوارهما هو مباراة لا تكون نتيجتها إلا قاتل أو مقتول فلا يبحث كل منهما عن حقائق أو أدلة وإنما يكون بحثه وجهده في محاولة إغراق الآخر طوفان من الكلام الذي يضيع الوقت والجهد في غير فائدة ويوغر الصدور ويكرس الفرقة .
انتهت الرسالة الأولى وعنوان الرسالة القادمة :
( صفات المحاور ) ..
" أن شاء الله " .
تحياتي / أبو مصعب
" كيف تحاور الآخر بطريقة إيجابية ؟ "
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد,
فالحوار المنهجي مفيد في إيصال الفكرة للآخرين وإقناعهم بها والتأثير عليهم وبيان الحجة بين أيديهم إضافة إلى هذه المهارة التي تكسب المرء صفات جميلة من أهمها:
1/ القدرة على ضبط النفس .
2/ القدرة على ضبط اللسان .
3/ القدرة على التفكير المتزن .
4/ القدرة على تنويع أساليب الطرح بحسب المحاور .
5/ الاستفادة من آراء الآخرين والصبر على انتقاداتهم واعتراضهم .
ولذا لابد من الحرص على أن نرتفع بحواراتنا إلى مستوى
أن تصبح علماَ نتلقاه فناً نتدرب على أساليبه ونمارسه للحصول
إلى أهدافنا النافعة بعيداً عن الارتجال !
وهذه الرسالة دعوة لتعلم ضبط الحوار التي تحكمه والتدرب
على أساليبه التي تخدمه والتعرف على عوائقه التي توقفه ..
وحاصل ذلك كله القدرة على إدارة الحوار بكل إيجابيه ..
************
أولا : بين الحوار والجدل :
فأما الحوار فهو نوع من الحديث بين شخصين أو فريقين يتم فيه تداول الكلام بينهما بطريقة متكافئة فلا يستأثر به أحدهما ولذا قيل:
" الحوار هو : فن الاستماع للآخر وعدم الطمع في الكلام بدلاً منه لأن هذا الطمع يزهدنا في قول من نتحاور معه ويحرمنا من تدبر كلامه الذي لا يتحقق إلا بالسماع الكامل له حتى آخره كما أن السماع الكامل للآخرين يشعره باهتمامنا بما يقول وجديتنا في التحاور معه " .
والغاية من الحوار إقامة الحجة ودفع الشبهة والفاسد من القول والرأي . فهو تعاون المتناظرين على معرفة الحقيقة والتّّوصّل إليها ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق. يقول الحافظ الذهبي : ( إنما وضعت المناظرة لكشف الحقائق وإفادة العالم الأذكى العلم لمن دونه وتنبيه الأغفل الأضعف ).
هذه هي الغاية الأصيلة وهي جليه بيّنة وتمت غايات وأهداف فرعية أو ممهدة لهذا الغاية منها :
- إيجاد حل يرضي الأطراف .
- التعرف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى وهو هدف تمهيدي هام.
- البحث والتنقيب من أجل الاستقصاء في تنويع الرؤى والتصورات المتاحة من أجل الوصول إلى نتائج أفضل وأمكن ولو في حوارات تالية .
وقد يصل الحوار إلى جدل عقيم فينقلب إلى خصومة وشقاق وتمسك بالرأي وتعصب له.
قال تعالى: ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ).
وقال صلى الله عليه وسلم : " أني زعيم أو كفيل ببيت في وسط الجنة لمن ترك المراء وهو محق وببيت في أرباضها وهو مبطل ".
أن الجدل يغلق باب الحوار ويلغيه لأنه يدفع طرفي الحوار إلى التصور الخاطئ بأن حوارهما هو مباراة لا تكون نتيجتها إلا قاتل أو مقتول فلا يبحث كل منهما عن حقائق أو أدلة وإنما يكون بحثه وجهده في محاولة إغراق الآخر طوفان من الكلام الذي يضيع الوقت والجهد في غير فائدة ويوغر الصدور ويكرس الفرقة .
انتهت الرسالة الأولى وعنوان الرسالة القادمة :
( صفات المحاور ) ..
" أن شاء الله " .
تحياتي / أبو مصعب