الشيهانة
25-08-2002, 12:34 AM
((عـروس البحـر -1- )) (http://www.dorarr.ws/forum/showthread.php?threadid=2825)
(( عروس البحـر-2- ))
(http://www.dorarr.ws/forum/showthread.php?s=&threadid=3158)
((عـــروس البحـــر -3- ))
اقتربت عروس البحر منه ومدت يداها إلى شعره..تراجعت للحظة لكن شيء ما جذبها نحو هذا البحار الغريب .. شعر بأنه واهم وان تلك اليد الممتدة إلى شعره لم تكن إلا مداعبة من نسمات البحر الذي حفظها وحفظته ..وباتت تحن عليه كما والدته..
لكنه أيقن بأنها هي ..بعدما حاولت أن تتحسس قسمات وجهه ..وتتأمل ملامحه السمراء والعنيدة.
رفع رأسه ونظر إليها ..عينيها كانت اجمل ما رأى من بحار ومحيطات ..زرقة السماء والبحر اترسمت على قزحه عيناها ..يدها كانت انعم حرير لمسته يداه طيلة حياته ..وذيلها الملون الجميل لم يكن لون على الأرض يشبهه..
بادرها .
-هل تشعرين بي ؟
لكنها لم ترد ..ولكن نظرة عينيها كانت كفيلة بالإجابة ..
امسك بيدها وقبلها ووضعها على قلبه ..
-كنت هنا منذ زمن ..تقتاتين على نبضه ..وتدفئين بحرارته ..تكبرين كل يوم مع حلمي بك..
آه كم هي قاتلة ساعات الانتظار ..؟؟
الكل راهن على جنوني بسببك ..لكني لم اكن أبالي ..كان شيء ما بداخلي يقول بأنني سأجدك.
وقد نجحت ..
بعد عشرون سنة نجحت يا حلمي ..فهلت أنت هنا حقا أم أصابني البحر بالدوار الجنون.
مرت ساعات وهو يرسم ملامحها بعينه العاشقة ..ومازلت عروسه منزوية وصامتة ..
وما لبث البحار يهم بالوقوف حتى كاد خطاف الصيد يخترق قدمه..لكنها بلحظة صرخت ..
- أحذر .
توقفت عقارب الحياة عند هذه اللحظة..
التفت نحوها ونظر إليها ..اقترب أكثر منها ..امسك بكفها وضربات قلبه يسمعها البحر بمن
فيه والسماء وما حوته من كواكب .
- أعيدي ما قلتي ..
- هل حقا كنت أنتي ؟؟
- هل حقا كنت خائفة علي ؟؟
- تحدثي ..قولي بأنني لم اجن وانك كنت أنتي حقا .
ترددت عروسه البحر..حاولت أن تهمس له مجددا ..
- حاولي ..كلمة واحدة.
نظرت إليها وكأنها أشفقت على حاله ..
- هي قولي شيئا ..
وأخيرا ..نطقت
- أنا .
صرخ بكل قوته مبتهجاً ..
-ادركني آيها الموت ..
ادركني ..فلم اعد ابتغي من الحياة شيء ..
ادركني ولتكن وجه عروسي آخر عهدي بالحياة.
قاطع نداءه صرخة مدوية صرخت بها عروس البحر ..والدموع تغرق وجهه الجميل ..
- آه ..
- ماذا بك ؟ أجيبي بالله عليك..لا تلتزمي الصمت مجددا..أنك تقتلني ..
نظرت إليه باكية متوسلة ..
- إنني أموت ..الجرح يؤلمني ..دعني أعود إلى البحر أرجوك..
- تعودين إلى البحر ؟وماذا عني أنا؟ابعد أن وجدت أتركك وارحل وحيدا؟
- سأعود ..أعدك بالعودة..وليشهد علي الكون وقلبك.
- ارحلي ..لن أجبرك على البقاء معي وأنتي لي كارهة..
قالها والألم يعتصر قلبه ..ودمعة مكابرة تحجرت في عينيه العنيدة.
-أنا كارهة لك؟؟ اعلم بأنك أول من نال مني ..حلمت كثيرا بك دون أن أراك..انك أول من لمست قلبه..وأول من تحسست بأصابع كفي قسمات وجهه..
أمسكت بكفه ..ونظرت إليه ..حزينة ..متألمة ..
- سأعود ..وسأكون يوما لك..لن أكون وحيدة بعد اليوم ..
وقفزت بالبحر ..
صرخ بكل قوته ..وبكل ألمه ..وبكل حلمه الصغير الذي تحول لمارد..
- لا..
دوت صرخته في البحر الواسع ..الذي شحب لونه وتحول لأرض جافه لا حياة فيها..
كره برحيلها كل شيء..بما في ذلك البحر الذي احبه وغرق فيه حبا وعشقا..وهياما.
وعاد يجرجر أذياله ..ويحمل على كتفه أشلاء حلم لا يدري أكان حقا لبعض الوقت حقيقة
وواقع أم انه كان ولا يزال حلم أبدا لا يتحقق..
ومر يوم وآخر ..وهو طريح سرير اليأس ..والمرض ..وكل جانب قد توسده كان يقنع نفسه
بشيء أنكره على نفسه عمره بأكمة ..
-عروسي كانت حلم ..ومازالت حلم ..حلم لم ولن يتحقق.إن من رايتها جاءتني في منامي.
لأنني كنت متعب ..لم اصطاد شيء ..وسيضحك كل من حولي إن أنا أخبرتهم بما رأيت.
وقد يتهمونني بالجنون..
لكن عروس البحر ..حلمه ..واقعا قائما ..أنكر وجوده وتحقيقه ..ولم تخلف هي وعدها
ولم يتعب من انتظاره قلبها ..وكانت دائما على ميعاد معه في نفس الزمان والمكان الذي شهد ميلاد حبهم العتيق ..
ظلت تفكر به ..وبما قد حل فيه عندما تركته..
كل يوم كان يمر تدرك فيه إلى أي مدى قد نال منها حب هذا البحار ..
كل يوم يمر كان صوت صرخته يسيطر عليها ويقتلها..
كل يوم يمر دون أن يعود فيه إليها كانت تموت فيه آلاف مرة..
كل يوم يمر تقرر فيه أن تنتظره على أطراف الشاطئ ..لربما شاهدها أحد الصيادين وذاع في المكان قصتها ..
http://www.mamarocks.com/mermm57.gif
وقررت في النهاية أن تنتظره على رمال البحر..وباتت تبحث عن مركبه الصغير ..إلى أن وجدته..وجلست بقربه..لعله يأتي إليها ..لعله يشعر بهمسها يأتيه مع هدير الموج..
ولكنه لم يحضر ..فما زال يحتضن وسادته..ويحدثها عنها ..ويصف جمالها لها..ويرسم في الفضاء حروف اسمها ..
أما هي قد أصابها الإعياء ..ومازلت صامدة في انتظاره..وكل لحظة تمر تمني نفسها بعودته القريبة..جف جسدها ..وشحب وجهها الجميل ..
لكنه ذات غروب سمع شيء ..وكأن شيء صوت يعرفه قد جلبه له هدير الموج العالي ..
وهتف قلبه لها .شعر صوتها يبحث عنه ..وينساب إلى قلبه قبل سمعه..
نفض غطاءه ..وجرى نحو البحر ..وقد احمرت الشمس وباتت جمره ملتهبة قد ضمت الكون إليها لتحرقه بحرارتها ..
ووجدها ..
وجدها تلفظ أنفاسها الأخيرة..
لماذا دائما نحضر متأخرين عن موعد قلوبنا ببضع خيبات..؟؟
لماذا دائما ما نقتل كل الجمال..ونعلل ذلك بالقدر وقسوته..؟؟
لماذا نحلم ونحلم وما أن يتحول الحلم إلى حقيقية نكسبه صفة الكابوس وأضغاث الأحلام؟؟
لماذا حلمنا ..ولماذا كابرنا وجاهدنا ؟؟
ضم جسدها البارد إلى قلبه المشتعل ..ضمها والنهاية كتبت آخر حروفها في قصة قلبه وقلبها..
صرخ ..بكى ..ولكن هل يعيدها كل هذا كما كانت..
جميلة..
مبهجة..
عروس بحر لا مثيل لها ..
جاءت كما وعدت ..ولم تخلف وعدها لقلبه..
أما هو..؟؟
فهل كان يستحق تضحيتها بحياتها مقابل أن تكون بقربه..؟؟
من يدري..!!
بكاها كثيراً ..طوال الليل ..حتى استدار القمر وتوسط السماء الصافية..وقرر أن يضعها في قاربه.
ويعود بها إلى حيث التقى بها أول ..وما أن وصل إلى هناك حتى عادت الذكرى تعصف به..
تذكر كيف اصطادها ..وكيف كانت خائفة وهي تنزف..وكيف قبّل كفها ..وكيف مررت أصابعها على شعره..
مد جسده بقرب جسدها ..وضم كفها إلى قلبه ..فقد قرر أن يكون شهيد حبها ..كما فعلت هي ..قرر أن يكون آخر عهده بالحياة هو رؤية وجهها ..
http://www.josephinewall.co.uk/LadyoftheLake.jpg
**أنتهت **
(( عروس البحـر-2- ))
(http://www.dorarr.ws/forum/showthread.php?s=&threadid=3158)
((عـــروس البحـــر -3- ))
اقتربت عروس البحر منه ومدت يداها إلى شعره..تراجعت للحظة لكن شيء ما جذبها نحو هذا البحار الغريب .. شعر بأنه واهم وان تلك اليد الممتدة إلى شعره لم تكن إلا مداعبة من نسمات البحر الذي حفظها وحفظته ..وباتت تحن عليه كما والدته..
لكنه أيقن بأنها هي ..بعدما حاولت أن تتحسس قسمات وجهه ..وتتأمل ملامحه السمراء والعنيدة.
رفع رأسه ونظر إليها ..عينيها كانت اجمل ما رأى من بحار ومحيطات ..زرقة السماء والبحر اترسمت على قزحه عيناها ..يدها كانت انعم حرير لمسته يداه طيلة حياته ..وذيلها الملون الجميل لم يكن لون على الأرض يشبهه..
بادرها .
-هل تشعرين بي ؟
لكنها لم ترد ..ولكن نظرة عينيها كانت كفيلة بالإجابة ..
امسك بيدها وقبلها ووضعها على قلبه ..
-كنت هنا منذ زمن ..تقتاتين على نبضه ..وتدفئين بحرارته ..تكبرين كل يوم مع حلمي بك..
آه كم هي قاتلة ساعات الانتظار ..؟؟
الكل راهن على جنوني بسببك ..لكني لم اكن أبالي ..كان شيء ما بداخلي يقول بأنني سأجدك.
وقد نجحت ..
بعد عشرون سنة نجحت يا حلمي ..فهلت أنت هنا حقا أم أصابني البحر بالدوار الجنون.
مرت ساعات وهو يرسم ملامحها بعينه العاشقة ..ومازلت عروسه منزوية وصامتة ..
وما لبث البحار يهم بالوقوف حتى كاد خطاف الصيد يخترق قدمه..لكنها بلحظة صرخت ..
- أحذر .
توقفت عقارب الحياة عند هذه اللحظة..
التفت نحوها ونظر إليها ..اقترب أكثر منها ..امسك بكفها وضربات قلبه يسمعها البحر بمن
فيه والسماء وما حوته من كواكب .
- أعيدي ما قلتي ..
- هل حقا كنت أنتي ؟؟
- هل حقا كنت خائفة علي ؟؟
- تحدثي ..قولي بأنني لم اجن وانك كنت أنتي حقا .
ترددت عروسه البحر..حاولت أن تهمس له مجددا ..
- حاولي ..كلمة واحدة.
نظرت إليها وكأنها أشفقت على حاله ..
- هي قولي شيئا ..
وأخيرا ..نطقت
- أنا .
صرخ بكل قوته مبتهجاً ..
-ادركني آيها الموت ..
ادركني ..فلم اعد ابتغي من الحياة شيء ..
ادركني ولتكن وجه عروسي آخر عهدي بالحياة.
قاطع نداءه صرخة مدوية صرخت بها عروس البحر ..والدموع تغرق وجهه الجميل ..
- آه ..
- ماذا بك ؟ أجيبي بالله عليك..لا تلتزمي الصمت مجددا..أنك تقتلني ..
نظرت إليه باكية متوسلة ..
- إنني أموت ..الجرح يؤلمني ..دعني أعود إلى البحر أرجوك..
- تعودين إلى البحر ؟وماذا عني أنا؟ابعد أن وجدت أتركك وارحل وحيدا؟
- سأعود ..أعدك بالعودة..وليشهد علي الكون وقلبك.
- ارحلي ..لن أجبرك على البقاء معي وأنتي لي كارهة..
قالها والألم يعتصر قلبه ..ودمعة مكابرة تحجرت في عينيه العنيدة.
-أنا كارهة لك؟؟ اعلم بأنك أول من نال مني ..حلمت كثيرا بك دون أن أراك..انك أول من لمست قلبه..وأول من تحسست بأصابع كفي قسمات وجهه..
أمسكت بكفه ..ونظرت إليه ..حزينة ..متألمة ..
- سأعود ..وسأكون يوما لك..لن أكون وحيدة بعد اليوم ..
وقفزت بالبحر ..
صرخ بكل قوته ..وبكل ألمه ..وبكل حلمه الصغير الذي تحول لمارد..
- لا..
دوت صرخته في البحر الواسع ..الذي شحب لونه وتحول لأرض جافه لا حياة فيها..
كره برحيلها كل شيء..بما في ذلك البحر الذي احبه وغرق فيه حبا وعشقا..وهياما.
وعاد يجرجر أذياله ..ويحمل على كتفه أشلاء حلم لا يدري أكان حقا لبعض الوقت حقيقة
وواقع أم انه كان ولا يزال حلم أبدا لا يتحقق..
ومر يوم وآخر ..وهو طريح سرير اليأس ..والمرض ..وكل جانب قد توسده كان يقنع نفسه
بشيء أنكره على نفسه عمره بأكمة ..
-عروسي كانت حلم ..ومازالت حلم ..حلم لم ولن يتحقق.إن من رايتها جاءتني في منامي.
لأنني كنت متعب ..لم اصطاد شيء ..وسيضحك كل من حولي إن أنا أخبرتهم بما رأيت.
وقد يتهمونني بالجنون..
لكن عروس البحر ..حلمه ..واقعا قائما ..أنكر وجوده وتحقيقه ..ولم تخلف هي وعدها
ولم يتعب من انتظاره قلبها ..وكانت دائما على ميعاد معه في نفس الزمان والمكان الذي شهد ميلاد حبهم العتيق ..
ظلت تفكر به ..وبما قد حل فيه عندما تركته..
كل يوم كان يمر تدرك فيه إلى أي مدى قد نال منها حب هذا البحار ..
كل يوم يمر كان صوت صرخته يسيطر عليها ويقتلها..
كل يوم يمر دون أن يعود فيه إليها كانت تموت فيه آلاف مرة..
كل يوم يمر تقرر فيه أن تنتظره على أطراف الشاطئ ..لربما شاهدها أحد الصيادين وذاع في المكان قصتها ..
http://www.mamarocks.com/mermm57.gif
وقررت في النهاية أن تنتظره على رمال البحر..وباتت تبحث عن مركبه الصغير ..إلى أن وجدته..وجلست بقربه..لعله يأتي إليها ..لعله يشعر بهمسها يأتيه مع هدير الموج..
ولكنه لم يحضر ..فما زال يحتضن وسادته..ويحدثها عنها ..ويصف جمالها لها..ويرسم في الفضاء حروف اسمها ..
أما هي قد أصابها الإعياء ..ومازلت صامدة في انتظاره..وكل لحظة تمر تمني نفسها بعودته القريبة..جف جسدها ..وشحب وجهها الجميل ..
لكنه ذات غروب سمع شيء ..وكأن شيء صوت يعرفه قد جلبه له هدير الموج العالي ..
وهتف قلبه لها .شعر صوتها يبحث عنه ..وينساب إلى قلبه قبل سمعه..
نفض غطاءه ..وجرى نحو البحر ..وقد احمرت الشمس وباتت جمره ملتهبة قد ضمت الكون إليها لتحرقه بحرارتها ..
ووجدها ..
وجدها تلفظ أنفاسها الأخيرة..
لماذا دائما نحضر متأخرين عن موعد قلوبنا ببضع خيبات..؟؟
لماذا دائما ما نقتل كل الجمال..ونعلل ذلك بالقدر وقسوته..؟؟
لماذا نحلم ونحلم وما أن يتحول الحلم إلى حقيقية نكسبه صفة الكابوس وأضغاث الأحلام؟؟
لماذا حلمنا ..ولماذا كابرنا وجاهدنا ؟؟
ضم جسدها البارد إلى قلبه المشتعل ..ضمها والنهاية كتبت آخر حروفها في قصة قلبه وقلبها..
صرخ ..بكى ..ولكن هل يعيدها كل هذا كما كانت..
جميلة..
مبهجة..
عروس بحر لا مثيل لها ..
جاءت كما وعدت ..ولم تخلف وعدها لقلبه..
أما هو..؟؟
فهل كان يستحق تضحيتها بحياتها مقابل أن تكون بقربه..؟؟
من يدري..!!
بكاها كثيراً ..طوال الليل ..حتى استدار القمر وتوسط السماء الصافية..وقرر أن يضعها في قاربه.
ويعود بها إلى حيث التقى بها أول ..وما أن وصل إلى هناك حتى عادت الذكرى تعصف به..
تذكر كيف اصطادها ..وكيف كانت خائفة وهي تنزف..وكيف قبّل كفها ..وكيف مررت أصابعها على شعره..
مد جسده بقرب جسدها ..وضم كفها إلى قلبه ..فقد قرر أن يكون شهيد حبها ..كما فعلت هي ..قرر أن يكون آخر عهده بالحياة هو رؤية وجهها ..
http://www.josephinewall.co.uk/LadyoftheLake.jpg
**أنتهت **