المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابتسامة!..............



حسام حامد
17-03-2007, 04:26 PM
قصدت فراشى مبكرا ، عن كل يوم أقصده......
فاستندت بظهرى على الوسادة ، وأسبلت جفنى فى تراخ ، وفجأة .......
رحت فى سبات عميق....
لم أدر كيف نمت ؟! ، بل لم أشعر بهذا قط .........
فتحت عينى ببطء شديد ، والتفت حولى فى اضطراب ، بنظرات حائرة ، أبحث فى هذا الظلام الكاحل عن ضوء ، ولو ضعيف ......
ولكن ، لم يكن هناك ضوء ، بل شعاعان من الضوء ، واحدا ينير طريقى ، والآخر يضئ مبنى من بعيد ...........
ورغم هذا سرت ، أتلمس طريقى فى الضوء الواهن الخافت ، ومررت بيدى على الأرض التى أطؤها ، والتى لم تكن سوى ، رمـــــــــال ........... رمال صفراء رطبة......
ظلت فى طريقى فترة طويلة ، لم أعلم كم سرت ؟! ،وكم من الوقت مضى ؟!..........
وفجأة أبصرت خيال النخيل ، وتعثرت قدمى فى الصخور ......
ظلت خطواتى ثابتة ، ثقيلة كالفولاذ ، وقامتى منتصبة ، عندما ......
تناهى إلى مسامعى أصواتا ، هى أقرب الى الهمس فى الآذان ، ولم تلتقط أذنى سوى صرخات أنين عالية ، من كل مكان حولى ........
ارتعدت أناملى ، وارتجفت أوصالى ، واهتزت خطواتى ، واضطربت أناملى ، ولكننى رغم هذا ، أكملت المسير ........
لم أتراجع ، رغم خوفى الشديد ، ولكن شيئا ما كان يدفعنى للمسير ، شيئا أجهله تماما ...
وكلما مضيت فى طريقى ، وضحت الصرخات ، وتعالت بوضوح ، وغاصت قدمى فى الرمال الرطبة أكثر وأكثر ......
وفجأة ...... بصرت بعينى ، نهر من المياه ، هكذا خيل الى ، وانحنيت أرشف منه ، ولكننى ما إن انحنيت ، حتى تراجعت فى ذعر ودهشة ، انه لم يكن نهرا من المياه ، بل من الدماء.
حينها فقط أدركت ان الرمال الرطبة ، كانت بسبب الدماء .....
فأسرعت أعدو هاربا ، ولكننى لم أدر أننى أقترب لا أبتعد ، حاولت أن أبتعد ، أن أغير مسارى ، أن أعود ، ولكن بلا جدوى .......
استسلمت رغما عنى ، وحولى تطلعت الى الأعين وترقبت ، وتعلقت بى الأيادى وتشبثت ، وتهامست الأصوات فى أذنى وتعمقت ، ولكننى اكتفيت فقط ، ومن حلقى احتبست صرخة وتوقفت .....
من ذعرى ودهشتى ، لم أبصر أمامى ، وياليتنى لم أبصر قط .....
فهنـــــــــــاك .......
اتضح ذلك البناء ، الذى لم يكم سوى ، مسجد ......... مسجد الأقصى ......
وأمامه وقف شخص ، تعالت ضحكاته ، عاقدا ساعديه على بطنه السمين ......
وفجأة ، اختفى الشعاع الذى كان أمامى ، وظهر فوق ذلك الشخص ، الذى شهق عندما بصره ، فاختفت الضحكات من قسمات وجهه ، وارتسم الخوف والوجل ، ومن حلقه دوت صرخات ، ومع صرخاته ، تحول شعاع الضوء الى ..........
الى .......
نــــــــــــار ، هوت كالصاعقة ، على الشخص الذى وقف يحدق فيها ، وفى حلقه احتبست تلك الصرخات ، وبعدها لفظ أنفاسه الأخيرة .........
ومعها سطع نورا صافيا فى السماء، نورا ناصع البياض ، ومع سطوعه فى الأفق ، انهار كل شئ بغتة ، كغمضة عين ......
انهار صراخ البشر ..........
ابتلعت الأرض أشلاء العدو .........
اختفى نهر الدماء ............
و.....
لم يكن هناك إلا .......
ابتسامة ارتسمت على الوجوه قبل الشفاه ........
ابتسامة الأمل فى عودة الأقصى الكريم.............

ابن طفيل
19-03-2007, 12:40 AM
يا سيدي

الأمل دائما موجود ان شاء الله

ولكن يجب ان يغذى بالعمل بالإصرار بالوفاء بالتضحية

رشا محمود
19-03-2007, 10:39 AM
أخى الكريم / حسام حامد

مرحبا بك فى الدرة الأدبية

ومرحبا بمشاركتك

والتى تحمل أمل غالى على قلوبنا جميعا

أسلوب جميل جذاب سعدنا به

وبانتظار جديدك

كل التحية

ألنشمي
19-03-2007, 04:12 PM
000
00
0



نعيش عالامل


والاصرار



العزيمة



نوصل



سرد جميل شيق




دمت بخير

رغــد
19-03-2007, 11:15 PM
حسام .. مرحبا بك .
.
.

قلم رائع يستحق التقدير .. والوقوف عنده طويلاً .
مرحبا بك في صرح الدرر .

.
.

تحيتي

ابو النور محمد
06-05-2007, 10:08 PM
حسام
تحياتي

فعلا فأحيانا بل كثيرا ما يكون الصمت أكتر تعبيرا و ذلك اعتمادا على تعابير الأحرف و حتى العيون
كلمات جميلة معبرة بطريقة خاصة و نادرة أشكرك عليها