المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوسف المغلوب على أمره 00 يصبح عليه السلام عزيز مصر



العرابلي
12-02-2007, 09:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


يوسف المغلوب على أمره 00 يصبح عليه السلام عزيز مصر

يثير أسلوب القرآن في إفراد سورة طويلة كاملة ليوسف عليه السلام في النفس العجب،

فهو يأتي بكل التفاصيل عن حياته؛ منذ كان صغيرًا مدللاً في حجر والده إلى نهاية أمره عزيزًا لمصر 00

وبعد ذلك لا يُذكر عن يوسف عليه السلام شيء خارج السورة التي سميت باسمه،

إلا أنه من ذرية نوح مع عدد من الأنبياء، في سورة الأنعام، وأنه جاء أهل مصر بالبينات على لسان مؤمن آل فرعون في سورة غافر،

بينما يفرد لنوح عليه السلام سورة كاملة عنه مسماة باسمه، لكن يكرر ذكر نوح عليه السلام في (27) سورة أخرى0

يوسف عليه السلام جاء اسمه من الأسف، والأسف الندم، والحزن على شيء قد فات، أو شيء مؤلم حدث له، لا سبيل لرده أو منعه0

ولما لم يكن ليوسف حول ولا قوة فيما جرى له جاء اسمه ليدل على حاله وأسفه لما حل به0

وإذا استعرضنا سيرة يوسف عليه السلام نجد أن اسمه هو عنوان كتاب حياته؛

فقد حبسه أبوه في البيت صغيرًا، ومنعه من اللعب مع إخوته،

ولما خرج به إخوته بعيدًا عن والده تحكموا فيه فجعلوه في غيابة الجب،

ولما أخرجته السيارة (القافلة التجارية) أسروه بضاعة، وباعوه في مصر بثمن بخس دراهم معدودة،

واستخدمه عزيز مصر الذي اشتراه خادمًا لزوجته محبوسًا في بيتها على طاعتها،

وهي التي أرادت التحكم فيه تلبية لشهوتها، فعصمه الله من كيدها وإغرائها،

ثم لما رأته النسوة في مجلس امرأة العزيز أبدين رغبتهن فيه، فمددن أيديهن إليه،

وأردن التحكم فيه كما فعلت امرأة العزيز من قبل، فصرف الله كيدهن عنه،

ولما رأى القوم فتنة النساء به، أودعوه السجن بلا ذنب اقترفه، وبعد سنوات عندما علم الملك بخبره بعد تأويله لرؤيا الملك، أراد أن يتحكم فيه، ويختص به من دون الناس،

ثم هو يكلف بمهمة وخطة تدوم خمسة عشر عامًا لإنقاذ أهل مصر من المجاعة، وذلك بعد أن أوَّل رؤيا الملك بما سيكون في الأعوام القادمة وماذا يجب عليهم فعله0

فنرى في سيرة يوسف عليه السلام أنها كلها تحكم في تحكم، يتنقل بين أيدي الذين تحكموا فيه، الواحد تلو الآخر،

وهذا التحكم هو الذي غلب على بقية المذكورين في السورة،

فحنان الأبوة غلب يعقوب عليه السلام ، فحبس يوسف عليه السلام في البيت ، ومنعه من الخروج للعب مع إخوته،

ثم غلبه الحزن عليه حتى ابيضت عيناه فهو كظيم،

وتغلبت الغيرة على إخوة يوسف عليه السلام حتى زين لهم قتله، أو إبعاده، فمكروا به، وألقوه في غيابة الجب،

وغلب حب الكسب في التجارة على السيارة، فأسروه بضاعة حتى لا يكتشف أحد أمرهم معه، وباعوه في مصر بدراهم معدودة،

وغلبت الشهوة على امرأة العزيز، والنسوة في المدينة؛ نساء عِلْيَة القوم، فأردن يوسف عليه السلام وراودنه عن نفسه ليقع بهن،

وغلب حب العزيز لزوجته، فغفر لها ذنبها،

وغلب حب التملك على الملك، فأراد أن يستأثر بيوسف عليه السلام لنفسه،

وأخيرًا غلبت سنون القحط أهل مصر جميعًا، فكانت الخطة والمهمة الصعبة التي وضعت لكي ينجو أهل مصر من الهلاك فيها0

من هذا ندرك لماذا جاءت قصة يوسف عليه السلام دفعة واحدة بكل تفاصيلها،

لأن من طبع الناس حبهم تكرار قصص الأقوياء، ولا يحبون تكرار قصص الضعفاء والمغلوبين على أمرهم كيوسف عليه السلام،

حتى ولو كانت نهايتهم سعيدة ....

فلعلم الله عز وجل بخلقه وحكمته جاء بتفاصيل قصة يوسف عليه السلام وسيرته كاملة حتى لا تتكرر مرة أخرى ....

وكان إعجاز القرآن الكريم هو الذي يجعل الإنسان يتفاعل مع هذه القصة المخلدة بكلمات الله، وليس بكلمات غيره، ولا يمل من يتلوها كثرة تكراره لها،

فعظمت الله عز وجل وقدرته تجلت في جعل ما يكره الناس تكراره أحسن القصص....

ومع قدرة الله عز وجل المعجزة إلا أنه سبحانه وتعالى راعى في الحديث عن يوسف عليه السلام سبب تسميته.

وهناك سؤال يكثر طرحه؛ كيف لنبي أن يعمل تحت إمرة حاكم كافر؟ إشارة إلى ما ورد في قوله تعالى: (كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) يوسف.

وسؤال يختلف فيه: ما حقيقة قطع النسوة لأيديهن؟

الجواب سيكون إن شاء الله تعالى في عودة أخرى ليوسف عليه السلام

هذا هو يوسف عليه السلام الذي أمره ليس بيده، وأنه مغلوب على أمره، ويأتيه الابتلاء من أقرب الناس إليه، يختم الله له بالخاتمة الحسنة، على صبره وعفته، فيجعله عزيز مصر، ليتبوأ من الأرض حيث يشاء.... هذا والله تعالى أعلم ....


أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

زاد الركب
12-02-2007, 03:39 PM
أحسن الله إليك أخي الكريم وزادك من فضله ..

فعلاً .. إنه من المثير للعجب إفراد سورة كاملة لتفاصيل قصة حياة نبي الله يوسف عليه السلام .. والأعجب من ذلك أن سماها الله ( أحسن القصص ) ..
ولكن المتتبع للأحداث فيها يجد أنها كلها تنتهي لقوله تعالى ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) .. وإن كنت لا أرى في سرد قصة يوسف بكل تفاصيلها
إلا تسلية وعزاءً للمبتلين والمهمومين لأنها كاد تضم معظم إن لم يكن كل المشاكل والهموم التي قد تواجه الإنسان في حياته .. فكانت بذلك أحسن القصص في كل الأحوال ..

ولدي استفسار صغير أخي الكريم .. قرأت سابقاً أن ( يوسف ) اسم عَلم مأخوذ عن اللغة العبرية بمعنى يزيده أي أن الله سيمنحه ويضاعف له. ولقد ذكرت أخي الكريم أن اسم يوسف مأخوذ من الأسف ..
فكيف نوفق بين ذلك والمعروف أن يوسف عليه السلام كان من بني إسرائيل ولم تكن العربية بلغتهم .. ؟!

وجزاك الله خيراً ..

.
.


زاد ( ... )

العرابلي
12-02-2007, 11:17 PM
أحسن الله إليك أخي الكريم وزادك من فضله ..

ولدي استفسار صغير أخي الكريم .. قرأت سابقاً أن ( يوسف ) اسم عَلم مأخوذ عن اللغة العبرية بمعنى يزيده أي أن الله سيمنحه ويضاعف له. ولقد ذكرت أخي الكريم أن اسم يوسف مأخوذ من الأسف ..
فكيف نوفق بين ذلك والمعروف أن يوسف عليه السلام كان من بني إسرائيل ولم تكن العربية بلغتهم .. ؟!
وجزاك الله خيراً ..
زاد ( ... )وأحسن الله أختي الكريمة بكل فضل
وزادك الله من إحسانه
يقول تعالى في سورة يوسف: (إنا أنزلناه قرآنًا عربيًا لعلكم تعقلون)، وفي سورة الزخرف:(إنا جعلناه قرآنًا عربيًا لعلكم تعقلون)، ففي الآية الأولى أنزله عربيًا وهذه هي حقيقة القرآن أنه عربي، وفي الآية الثانية أنه تعالى أختار لكتابة أن يكون عربيًا، وكل ذلك من اجل أن نعقل ما في كتاب الله .. فما في كتاب الله نعقله بالعربية وكله عربي ... وسبب القول بأن أسماء الأنبياء أعجمية لسببين: أنهم من أقوام غير العرب، وفقدان فقه استعمال الجذور الذي به يفسر سبب تسمية المسميات بأسمائها، فرضوا لذلك بأعجمية هذه الأسماء
وقد صرح القرآن الكريم بأن بعض أسماء الأنبياء كانت من الله تعالى؛ وهم: إسحاق، ويعقوب، (وبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب) وموسى؛ وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه) فمن لحظة الولادة سماها ام موسى، وعيسى؛ (ويبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم)، ويحيى؛ (يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى)، ومحمد (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل)، (ومبشرًا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) عليهم جميعًا الصلاة والسلام، وقس على ذلك بقية لأنبياء، فإن كان آباؤهم من الأنبياء أوحى لهم بأسمائهم، وإن كانوا غير ذلك هداهم لتمسيتهم بالذي يريده الله لهم من الأسماء، وإما أن تكون الأسماء ترجمة لها بما يوافقها بالعربية، وعندي ان كل ما في القرآن عربي حتى أسماء الأنبياء ...والله تعالى أعلم.

ألنشمي
13-02-2007, 07:23 PM
000
00
0



سبحان الله العظيم



من البدو لـ عزيزمصر






اخي الحبيب في الله


اسال الله ان يجزيك عنا خير الجزاء


ويكتب لك الاجر والثواب



دمت بحفظ الرحمن

العرابلي
13-02-2007, 07:53 PM
سبحان الله العظيم
من البدو لـ عزيزمصر
اخي الحبيب في الله
اسال الله ان يجزيك عنا خير الجزاء
ويكتب لك الاجر والثواب
دمت بحفظ الرحمنشكرًا لك أخي النشمي على مرورك الكريم

إسلام
14-02-2007, 02:26 AM
اخي في الله


اسال الله ان يجزيك عنا خير الجزاء

الله يعطيك العافي

دمت بخير

¤¤¤ تحياتي العطرة

العرابلي
14-02-2007, 08:51 AM
اخي في الله
اسال الله ان يجزيك عنا خير الجزاء
الله يعطيك العافي
دمت بخير
¤¤¤ تحياتي العطرةويجزيك الله بكل خير
ويعافيك ويعفو عنك

أحمد النجار
14-02-2007, 04:01 PM
http://www.dorarr.ws/forum/uploaded/4491_1135782838.gif

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الطيب المبارك الميمون

وشيخنا الفاضل

الأستاذ عبدالمجيد العرابلي

أكرمني ربي قبل أن أقرأ ماكُتِبَ هنا أن أتشرف برؤية مدونتك الرائعة على مكتوب ..

وهانحن اليوم في الدرر نتشرف بوجودك بيننا فنفعنا الله بك وبعلمك...

وأعانك الله على ماشتغلت به من التفكر في أسرار القرآن الكريم- وهو كتاب الله العظيم الذي لاتنتهي عجائبه - ومحاولة تفسيره ...

على مافي هذا الاشتغال من مصاعب كبيرة جداً يتمثلُ بعضها - كما يقول أهل العلم - في معرفة فنون كثيرٍ من العلوم الأخرى

كعلوم اللغة العربية وعلوم القرآن الكريم نفسها من ناسخ ومنسوخ وأسباب النزول

وعلم الحديث أيضاً وعلوم التفسير التي أبدع فيها القدماء من أهل العلم ..

فالتفسير بابٌ عظيمٌ شاقٌ جداً تعامل معه العلماء بحذرٍ بالغٍ جداً مخافة أن يُفتح الباب على مصراعيه فيشتغل في هذا العلمِ من ليس أهلاً له أو من له أغراض خاصةٌ وهوى مُتبع فيفسر القرآن طبقاً لتلكم الأغراض وتبعاً لذاك الهوى (وكما قالوا فالقرآن الكريم حمال أوجه ) !!!

حتى أن البعض يتوقف كثيراً عند حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في سنن الترمذي والذي جاء فيه :


‏عن ‏ ‏جندب بن عبد الله رضي الله عنه ‏ ‏ قال ‏ :
قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏:

( ‏من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ )


وإن كان بعض أهل العلم يحملون هذا الحديث على من فسر كتاب الله بغير علم ولهم في ذلك حديثٌ طويل ..


وأنت بإذن الله أهلٌ لحمل هذه الأمانة فلقد لمسنا في شخصكم الكريم حباً عميقاً لكتاب الله هو الذي دفعكم إلى النظر فيه ..

كما لمسنا سعة في العلم تبارك الرحمن وزادكم علماً وخيراً كثيراً ..


**********


ولي أخي الحبيب - إن أذن لي فضيلتكم - إضافةٌ بسيطةٌ وباختصار وهي :


في سبب نزول سورة يوسف عليه السلام :

يُقال أن سبب نزول سورة يوسف، هو طلب اليهود من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحدثهم بخبر يوسف عليه السلام، وهم يعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب ولا يعلم من أمر يوسف شيئاً...

وأذكر - قديماً - أني قرأت - لم أتمكن لضيق الوقت من الوصول لتلك المعلومة والتأكد منها - أذكر أن سورة يوسف قد نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في عام الحزن تسلية له من الحزن الذي قد ألم به من فقدان أحب الناس إليه في عامٍ واحد ..

وأذكر أني قرأت أن بعض العلماء يقول إن في سورة يوسف – بإذن الله – دواء للحزن ومن قرأ سورة يوسف وهو حزين ذهب عنه – بإذن الله – مايجد من الحزن ..

ويظلُ الربط هو السؤال .. فهل نزلتْ سورة يوسف في عامِ الحزن وسأل اليهود الرسول صلى الله عليه وسلم عن قصة يوسف في نفس العام ؟

فإن كانت تلك المعلومة صحيحة فإن في ذلك تفسيرٌ أقوى لسبب نزول القصة كاملة وليس كبقية القصص في القرآن الكريم ..

(( والله أعلم ))

وفي لغة القرآن الكريم :

فالقرآن الكريم نزل بلغة قريش وفيه بعض ألفاظ من لغات القبائل المُضرية واليمنية فقد ذكروا أن كلمة
(( فشل )) بمعنى جَبُنَ هي من لغة حمير , وأن كلمة(( الأرائك )) بمعنى الأسرَّة هي أيضاً يمنية
وأن كلمة (( الموئل )) بمعنى الملجأ هي من لغة كنانة , وأن كلمة (( السائح )) بمعنى الصائم هي من لغة هُذيل ..

كما أن فيه بعضاً من الألفاظ الأعجمية مثل:

إبريق وسندس وإستبرق وكافور وأكواب وقوارير..

ويُعتقدُ أن هذه الكلمات ومثلها هي في حكم العربية وأنها كانت جزءاً من لغة العرب قبل نزول القرآن الكريم بقرون طويلة واستدلوا على ذلك بآية من سورة يوسف أيضاً:

{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}

ولكن استخدامها - حتى وإن أصبحت جزءاً من اللغة العربية - باقٍ على معناه الأصلي ولعل ذلك ينطبق على اسم يوسف عليه السلام ...

(( والله أعلم ))

أخي الحبيب الطيب المبارك نيابة عن الدرر ومن فيها أُرحب بك هنا أيها

الفاضل نفعنا الله بعلمك وجزاك الله خيراً ..

أخوك

أحمد النجار

زاد الركب
23-02-2007, 05:55 PM
وأحسن الله أختي الكريمة بكل فضل
وزادك الله من إحسانه
يقول تعالى في سورة يوسف: (إنا أنزلناه قرآنًا عربيًا لعلكم تعقلون)، وفي سورة الزخرف:(إنا جعلناه قرآنًا عربيًا لعلكم تعقلون)، ففي الآية الأولى أنزله عربيًا وهذه هي حقيقة القرآن أنه عربي، وفي الآية الثانية أنه تعالى أختار لكتابة أن يكون عربيًا، وكل ذلك من اجل أن نعقل ما في كتاب الله .. فما في كتاب الله نعقله بالعربية وكله عربي ... وسبب القول بأن أسماء الأنبياء أعجمية لسببين: أنهم من أقوام غير العرب، وفقدان فقه استعمال الجذور الذي به يفسر سبب تسمية المسميات بأسمائها، فرضوا لذلك بأعجمية هذه الأسماء
وقد صرح القرآن الكريم بأن بعض أسماء الأنبياء كانت من الله تعالى؛ وهم: إسحاق، ويعقوب، (وبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب) وموسى؛ وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه) فمن لحظة الولادة سماها ام موسى، وعيسى؛ (ويبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم)، ويحيى؛ (يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى)، ومحمد (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل)، (ومبشرًا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) عليهم جميعًا الصلاة والسلام، وقس على ذلك بقية لأنبياء، فإن كان آباؤهم من الأنبياء أوحى لهم بأسمائهم، وإن كانوا غير ذلك هداهم لتمسيتهم بالذي يريده الله لهم من الأسماء، وإما أن تكون الأسماء ترجمة لها بما يوافقها بالعربية، وعندي ان كل ما في القرآن عربي حتى أسماء الأنبياء ...والله تعالى أعلم.



جزاك الله خيراً أستاذي الفاضل على هذا التوضيح ..

أسأل الله أن يزيدك علماً على علمك ويبارك لك في وقتك و جهدك ..


.
.

زاد ( ... )

العرابلي
01-03-2007, 02:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الطيب المبارك الميمون
وشيخنا الفاضل
الأستاذ عبدالمجيد العرابلي
أكرمني ربي قبل أن أقرأ ماكُتِبَ هنا أن أتشرف برؤية مدونتك الرائعة على مكتوب ..
وهانحن اليوم في الدرر نتشرف بوجودك بيننا فنفعنا الله بك وبعلمك...
وأعانك الله على ماشتغلت به من التفكر في أسرار القرآن الكريم- وهو كتاب الله العظيم الذي لاتنتهي عجائبه - ومحاولة تفسيره ...
على مافي هذا الاشتغال من مصاعب كبيرة جداً يتمثلُ بعضها - كما يقول أهل العلم - في معرفة فنون كثيرٍ من العلوم الأخرى
كعلوم اللغة العربية وعلوم القرآن الكريم نفسها من ناسخ ومنسوخ وأسباب النزول
وعلم الحديث أيضاً وعلوم التفسير التي أبدع فيها القدماء من أهل العلم ..
فالتفسير بابٌ عظيمٌ شاقٌ جداً تعامل معه العلماء بحذرٍ بالغٍ جداً مخافة أن يُفتح الباب على مصراعيه فيشتغل في هذا العلمِ من ليس أهلاً له أو من له أغراض خاصةٌ وهوى مُتبع فيفسر القرآن طبقاً لتلكم الأغراض وتبعاً لذاك الهوى (وكما قالوا فالقرآن الكريم حمال أوجه ) !!!
حتى أن البعض يتوقف كثيراً عند حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في سنن الترمذي والذي جاء فيه :
‏عن ‏ ‏جندب بن عبد الله رضي الله عنه ‏ ‏ قال ‏ :
قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏:
( ‏من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ )
وإن كان بعض أهل العلم يحملون هذا الحديث على من فسر كتاب الله بغير علم ولهم في ذلك حديثٌ طويل ..
وأنت بإذن الله أهلٌ لحمل هذه الأمانة فلقد لمسنا في شخصكم الكريم حباً عميقاً لكتاب الله هو الذي دفعكم إلى النظر فيه ..
كما لمسنا سعة في العلم تبارك الرحمن وزادكم علماً وخيراً كثيراً ..
**********
ولي أخي الحبيب - إن أذن لي فضيلتكم - إضافةٌ بسيطةٌ وباختصار وهي :
في سبب نزول سورة يوسف عليه السلام :
يُقال أن سبب نزول سورة يوسف، هو طلب اليهود من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحدثهم بخبر يوسف عليه السلام، وهم يعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب ولا يعلم من أمر يوسف شيئاً...
وأذكر - قديماً - أني قرأت - لم أتمكن لضيق الوقت من الوصول لتلك المعلومة والتأكد منها - أذكر أن سورة يوسف قد نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في عام الحزن تسلية له من الحزن الذي قد ألم به من فقدان أحب الناس إليه في عامٍ واحد ..
وأذكر أني قرأت أن بعض العلماء يقول إن في سورة يوسف – بإذن الله – دواء للحزن ومن قرأ سورة يوسف وهو حزين ذهب عنه – بإذن الله – مايجد من الحزن ..
ويظلُ الربط هو السؤال .. فهل نزلتْ سورة يوسف في عامِ الحزن وسأل اليهود الرسول صلى الله عليه وسلم عن قصة يوسف في نفس العام ؟
فإن كانت تلك المعلومة صحيحة فإن في ذلك تفسيرٌ أقوى لسبب نزول القصة كاملة وليس كبقية القصص في القرآن الكريم ..
(( والله أعلم ))
وفي لغة القرآن الكريم :
فالقرآن الكريم نزل بلغة قريش وفيه بعض ألفاظ من لغات القبائل المُضرية واليمنية فقد ذكروا أن كلمة
(( فشل )) بمعنى جَبُنَ هي من لغة حمير , وأن كلمة(( الأرائك )) بمعنى الأسرَّة هي أيضاً يمنية
وأن كلمة (( الموئل )) بمعنى الملجأ هي من لغة كنانة , وأن كلمة (( السائح )) بمعنى الصائم هي من لغة هُذيل ..
كما أن فيه بعضاً من الألفاظ الأعجمية مثل:
إبريق وسندس وإستبرق وكافور وأكواب وقوارير..
ويُعتقدُ أن هذه الكلمات ومثلها هي في حكم العربية وأنها كانت جزءاً من لغة العرب قبل نزول القرآن الكريم بقرون طويلة واستدلوا على ذلك بآية من سورة يوسف أيضاً:
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}
ولكن استخدامها - حتى وإن أصبحت جزءاً من اللغة العربية - باقٍ على معناه الأصلي ولعل ذلك ينطبق على اسم يوسف عليه السلام ...
(( والله أعلم ))
أخي الحبيب الطيب المبارك نيابة عن الدرر ومن فيها أُرحب بك هنا أيها
الفاضل نفعنا الله بعلمك وجزاك الله خيراً ..
أخوك
أحمد النجار شكرًا لك أخي الكريم على شعورك الأخوي الكريم
وبارك الله فيك على التذكير والنصائح
أخي الكريم القرآن الكريم كله عربي بلا استثناء
وما كان يستعمله العرب عند نزول القرآن يعد كله عربي بالاستعمال
وليس كل ما استعمله العرب ذكر في القرآن أو ناسب البلاغة الذي الله
ومثال على ذلك تسمية الدابة بالحيوان ... لكن عند الله الدار الآخرة هي الحيوان
والعرب سمت الدابة بالحيوان لأنها بها حياتهم فعليها بنتقلون ومن لحمها ولبنها يأكلون، وبأشعارها وأصوافها وأوبارها وجلودها يلبسون ويبنون وفي هذا معظم ما كانوا يحتاجون.
وأسماء الأنبياء في القرآن لفظها يختلف قليلا أو كثيرًا عن لفظ الأجانب لها
ولا يوضع الاسم ولا الفعل في القرآن إلا في الموضع المناسب له ويراعي في وضعه سبب استعماله.
وقصة يوسف عليه السلام إن نزلت بعد سؤال اليهود أو نزلت تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم فسردها كاملة أعظم في التسلية وتوافق في نفس الوقت مراعات القرآن لسبب التسمية في نفس الوقت
وأسئلت اليهود كثيرة وليس كل الإجابات عليهم هي آيات تتلى وليس كلها تأتي طويلة فيها كل التفاصيل ...
والمسألة الثانية أن اليمن من العرب وكانوا يحجون إلى البيت الحرام فاستعمال لغتهم هو من استعمال العربية لغة القرآن
أما سبب وجود بعض الكلمات التي يستعملها العرب في اللغات الأخرى فلا يخلوا الأمر من أن استعمالها عند العرب وافق حقيقتها أو أنها بقية من الأصول الأولى التي تعلما آدم عليها السلام وهي مشتركة عند العرب وغيرهم
والله تعالى
وبارك الله فيك أخي أحمد وأحسن الله إليك