rose-sh
06-02-2007, 06:42 PM
إن صديقك هو كفاية حاجاتك .
هو حقلك الذي تزرعه بالمحبة و تحصده بالشكر.
هو مائدتك و موقدك .
لأنك تأتي إليه جائعاً ، و تسعى وراءه مستدفئاً .
فإذا أوضح لك صديق فكره فلا تخش أن تصرح بما في فكرك من النفي أو أن تحتفظ بما في
ذهنك من الإيجاب .
لأن الجبل يبدو للمتسلق له أكثر وضوحاً و كبراً من السهل البعيد .
و إذا صمت صديقك و لم يتكلم فلا ينقطع قلبك عن الإصغاء إلى صوت قلبه .
لأن الصداقة لا تحتاج إلى الألفاظ و العبارات في إنماء جميع الأفكار و الرغبات و التمنيات
التي يشترك الأصدقاء بفرح عظيم في قطف ثمارها اليانعات .
وإن فارقت صديقك فلا تحزن على فراقه .
لأن ما تتعشقه فيه أكثر من كل شيء سواه ، ربما يكون في حين غيابه أوضح في
عيني محبتك منه في حين حضوره .
و لا يكن لكم في الصداقة من غاية ترجونها غير أن تزيدوا في عمق نفوسكم .
لأن المحبة التي لا رجاء لها- سوى كشف الغطاء عن أسرارها- ليست محبة ،
بل هي شبكة تلقى في بحر الحياة و لا تمسك غير النافع .
----------------------------------------
و ليكن أفضل ما عندك لصديقك .
فإن كان يجدر به أن يعرف جزر حياتك،
فالأجدر بك أيضاً أن تظهر له مدها .
لأنه ماذا ترتجي من الصديق الذي تسعى إليه لتقضي معه ساعاتك المعدودة في هذا الوجود؟
فاسع بالأحرى إلى الصديق الذي يحيي أيامك و لياليك .
لأن له وحده قد أعطي أن يكمل حاجاتك ، لا لفراغك و يبوستك .
و ليكن ملاك الأفراح و اللذات المتبادلة مرفوعاً فوق حلاوة الصداقة .
لأن القلب يجد صباحه في الندى العالق بالصغيرات ، فينتعش و يستعيد قوته .
جبران خليل جبران
هو حقلك الذي تزرعه بالمحبة و تحصده بالشكر.
هو مائدتك و موقدك .
لأنك تأتي إليه جائعاً ، و تسعى وراءه مستدفئاً .
فإذا أوضح لك صديق فكره فلا تخش أن تصرح بما في فكرك من النفي أو أن تحتفظ بما في
ذهنك من الإيجاب .
لأن الجبل يبدو للمتسلق له أكثر وضوحاً و كبراً من السهل البعيد .
و إذا صمت صديقك و لم يتكلم فلا ينقطع قلبك عن الإصغاء إلى صوت قلبه .
لأن الصداقة لا تحتاج إلى الألفاظ و العبارات في إنماء جميع الأفكار و الرغبات و التمنيات
التي يشترك الأصدقاء بفرح عظيم في قطف ثمارها اليانعات .
وإن فارقت صديقك فلا تحزن على فراقه .
لأن ما تتعشقه فيه أكثر من كل شيء سواه ، ربما يكون في حين غيابه أوضح في
عيني محبتك منه في حين حضوره .
و لا يكن لكم في الصداقة من غاية ترجونها غير أن تزيدوا في عمق نفوسكم .
لأن المحبة التي لا رجاء لها- سوى كشف الغطاء عن أسرارها- ليست محبة ،
بل هي شبكة تلقى في بحر الحياة و لا تمسك غير النافع .
----------------------------------------
و ليكن أفضل ما عندك لصديقك .
فإن كان يجدر به أن يعرف جزر حياتك،
فالأجدر بك أيضاً أن تظهر له مدها .
لأنه ماذا ترتجي من الصديق الذي تسعى إليه لتقضي معه ساعاتك المعدودة في هذا الوجود؟
فاسع بالأحرى إلى الصديق الذي يحيي أيامك و لياليك .
لأن له وحده قد أعطي أن يكمل حاجاتك ، لا لفراغك و يبوستك .
و ليكن ملاك الأفراح و اللذات المتبادلة مرفوعاً فوق حلاوة الصداقة .
لأن القلب يجد صباحه في الندى العالق بالصغيرات ، فينتعش و يستعيد قوته .
جبران خليل جبران