المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خصوصية .. بين الحق واللباقة



قوت القلوب
11-01-2007, 04:49 PM
خصوصية .. بين الحق واللباقة




في الماضي ... كان اذا مر ببيت جدي .. عابر سبيل .. بحذر ذكي ولكن بحميمية
كان يستقبل جدي هذا المار ...
يجيب طلبه ان استطاع .. او يعتذر منه لعدم توفره لديه ...
وربما ارشده الى خير من يساعده في هذا الأمر ... مشيعا اياه بدعاء السلامة ...
بعد ان يتناولا شيئا من طعام البيت.

ماذا لو كان هذا الزائر قريب .. أو صديق حميم ...
يقصد زيارته قاطعا الفيافي والقفار لينال متعة لقائه
كان جدي حينها يطير فرحا .. فيقيم اسباب الراحة لهذا الصديق ايام عدة .

مع ابي كان الوضع مختلف .. حيث تحفظ في تعاملاته مع الأخرين ..
وبوضوح .. كان يحرص على مسافة فوق الكافية بينه وبين من يخالط ...
فاذا حلت الثامنة مساءا نزع اسلاك الهاتف ... طلبا للهدوء
وكم من مرة سمعته يشجع امي على تحاشي جلسات النساء .. كلما كان الأمر ممكنا
كانت بشوشة متعاونة بين الجارات .. ولكن دون مساس بأصلاب الأمور ...
كانت تعلنها صريحة ... وهذا ما كان يغضب بعضهن

سألتها يوما عن السبب فقالت .. بنيتي .. لكل بيت .. أو شخص خصوصيته ... وهذا امر مشروع
فلماذا فرض الله اذا الاستئذان في الحديث والزيارة ؟ ... لحفظ الخصوصية

كانت المرة الأولى التي تتمثل فيها أمام عيني مجموعة عادات .. سلوكيات .. وأفكار
في كلمة "خصوصية"

اليوم .. يسمح لي هاتفي بأن أجعله على الوضع الصامت ...
فتتحقق لدي حينها معادلة صعبة
لن تغضبن الصديقات من الهاتف المغلق ...
في حين انني سأنتقي منهن من يسمح لي مزاجي المشوش بالرد عليها
فان صادفتها لاحقا في العمل .. ابتسمت لها ببراءة اقول .. عفوا كنت .....
واختلق لها عذرا تتقبله

بالباب شاشة تنقل لك وجه الزائر ... فان كان غير مرغوب به ..
ادعينا الصمم حتى يرحل من تلقاء نفسه
فان احتجنا له يوما ... بحثنا عنه وتعللنا بعدم وجودنا يوم زيارته ..
نتحسر على حظنا العاثر بكل وقاحة ... رغم انه رأى سيارتنا الرابضة قرب المنزل ..

التصفح الخفي على شبكة الانترنت ...
قوائم اتصالات برامج المحادثات ومساخرها العبثية ... الخ .. الخ

وهكذا خصوصية هذا العصر تحولت الى مهزلة .. تكنولوجيا توفر لك خداع الأخرين
فيسعى الأخرون بدورهم للانطلاق خلف أخطائك أو التجسس عليك باحثين عن أدلة صدقك من عدمه
قط وفأر .. مع تبادل الأدوار

أعذار وأكاذيب .. نتفنن يوميا في اختلاقها من العدم لنتجنب لوم الأخرين
والصادق منا حين يحاسبه قلبه ... لماذا كذبت ؟
يرد بواقعية وثبات ... عزيزي انه كذب لهدف نبيل .. لحفظ الخصوصية فقط
بل انه ليس كذبا على الاطلاق ... انما هي لباقة

الدره العالية
12-01-2007, 12:18 AM
لقد اعجبنى موضوعك ولكن الخصوصيه لا تكون شماعه نعلق عليها الكذب

اسلوب امك فى الصراحه جميل وحتى ان اغضب احد لكنه يحترم من قبل الاخرين

اختى كونى صريحه ولكن صراحه لا تجرح هذه اللباقه برائي

ودمت