المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تغريبة العقل المسلم



momey
31-12-2006, 08:03 PM
تغريبة العقل المسلم
التغريبة الأولى ( المقدمة )
إن خير الحديث كتاب الله . وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا سبحانك إنك أنت العليم الخبير . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
مازال حالنا نحن المسلمين يحزننى فنحن متفرقين لا نتفق حتى ولا على الأصول فما بالك بتقاتلنا من اجل الفروع . أصبحنا بهذا التفرق أمة ضعيفة تداعت عليها الأكلة من جميع أجناس الأرض . ولما لا فقد تداعينا نحن على أنفسنا وأصبحت القصعة جاهزة لمن أراد من كل مكان نصيباً أو قطمة منها. تصديقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها. قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل"جلس أثنان من المسلمين حول سمكة بدون قشر فحلل هذا أكلها وحرمه الأخر وتطور بينهم الأمر حتى صار خلافاً واشتد الخلاف مع ظهور رائحة تدل على أن الفساد بداء يدب فى السمكة وتطور الخلاف لشجار ثم قتال وأذن المؤذن للصلاة فلم يستمع أحد للأذان إلى أن حسمت قطة الأمر واخطتفت السمكة فتوحد الأثنان جرياً وراء القطة .
هذا حالنا نحن المسلمين نختلف مع بعضنا وننقسم لمذاهب وفرق وشيع . ولأمور فرعية غير مؤثرة ينشب بيننا القتال فإذا قتل غير المسلم مسلماً أتحدنا ضد العدو وكأن قتل المسلم بيد أخيه حلال وبغيره حرام ( فتنة الخوارج اللعينة تعود من جديد فلننتبه لها).
هذا مثال جال بخاطرى وأنا أحادث نفسى عن أسباب هذا الذى أصاب عقولنا نحن المسلمين حتى ساحت عقولنا فى تغريبة داخل أجسامنا من اثر الإنغلاق والجمود الفكرى والفلسفى والعلمى والعملى فقد أصبحنا نتواكل على الله بعد أن كنا نقود العالم سابقاً لكل ما هو حديث ونبيل وكنا سباقين فى العلوم الحديثة والحضارة المدنية وقت أن كان الغرب غارقاً فى الظلام.
وأرجو ألا يلقى أحدنا باللوم على الغرب وأعداء الإسلام فى غيبة عقولنا وتغريبتها فنحن الذين سعينا اليهم وبأيدينا أمسكنا فى كل ما هو رخيص وغير مفيد ولم نسعى لتقليدهم أبداً فى تقدمهم فى أى من المجالات العلمية .
فلا يمكن لأحد فرض فكرمعين على غيره ولا يمكن لأحد زرع العلم في الغير عنوة وإنما يمكنه التنبيه لكي يعرف.
فأين ذهبت عقولنا وهل فعل بنا أحد هذا أم فعلناه نحن بأنفسنا؟
أصبح الغير يؤرخ لنا تاريخنا ويركزون على فترات ساد فيها حكام لا يهمهم إلا مصلحتهم وملذاتهم . وأقول لهم أن التاريخ الإسلامى وأن كان حجة على المسلمين فلا يمكن أن يكون حجة على الإسلام في شيء. فهم قد أختاروا صفحات مظلمة ونسوا أن تاريخنا فى معظمه صفحاته مضيئة شاهدة بالعدل والمساواة .ولا ننكر وجود صفحات مظلمة أتبع فيها الحكام أهوائهم وخرجوا عن أحكام الإسلام وبنفس المنطق لا يمكن نسبة كل ما فعله اليهود أو المسيحيون في تاريخهم من فظائع إلى أديانهم.
وهنا أتمنى أن يعيد مؤرخينا كتابة التاريخ الإسلامى بنزاهة وحيادية بدلاً من الإنسياق وراء ما يكتبه لنا أعدائنا ويفرضوه علينا .





أتباع تفليسة العقل الغربى :
لا أقصد هنا تفليسة العقل الغربى فى العلوم والتقدم فنحن نعترف لهم حالياً بالسبق والريادة وأنما المقصود بالتفليسة الحياة الإجتماعية الغربية ومناداة بعض مفكرينا بأتباع فكرهم . وما دمنا نتبعهم بدون إعمال العقل فيما يناسبنا فسنكون لهم تابعين . وتخيلوا أننا نتبع من يزوجون المثليين من الرجال والنساء ( شذوذ ) ويزوجوهم داخل كنائس تعترف بهذا الزواج وقد وافقت ملكة إنجلترا على هذا القانون كما وافقت عليه دول كثيرة . ( ولوطاً إذ قال قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها أحد من العالمين ، إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون ،وما كان جواب قومه إلا أنهم قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ، فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ، وأمطرنا عليهم مطر فانظر كيف كان عاقبة المجرمين ) الأعراف 80-84
وهذا المجتمع الغربى المتقدم علمياً وكأنه فى تقدمه ينفذ ما جاء ونادى به الإسلام فى كتابه الكريم أما فى حياته الأجتماعية فقد أفلس أخلاقياً فنرى البنات أعتباراً من سن 16 عاماً ينفصلوا عن اهلهم ويعيشوا على هواهم بل إن الأبنة إذا زارها صديقها فى بيت أبيها واعترض الأب على ذلك تشتكيه الأبنة للشرطة التى تتدخل لصالح الأبنة . كما نرى حوادث أنتحار جماعية لمعتنقى أديان مخترعة ولا يتدخل أحد بحجة الحرية الدينية وكاد هذا ينفذ فى مصر لولا حكم المحكمة العليا فى رفض الديانة البهائية المخترعة. ما أكثر البدع التى أفرزها تفليس العقل الغربى هذا المجتمع الذى وصل لقاع الحرية فلما لا نستفيد من تقدمهم العلمى ونترك تأخرهم فى الأخلاق؟ . هذا مع تأكدى أن التفليسة الأخلاقية لا تشمل الحياة الغربية كاملة فهم يقدسون وقت العمل وكثيراً منهم لا يحبذون الإنفلات الأخلاقى ولكننا ننتقى منهم المنفلتين فنقلدهم.
يجب أن يتفق علماء الدين ويقفوا خلف كل من ينادى بالفضيلة والعلم والعمل لا أن يختلفوا علناً على الفضائيات ولنأخذ مثال الداعية عمرو خالد فهو يجتهد وقد يخطىء ولكنه قدم للإسلام الكثير ويحثنا على عدم أتباع أى فكر منحرف وحاربه كثيراً من العلماء بينما ترك المجال لمفسرى الأحلام وأشباههم ومن ينادون بالأنسياق للعقل الغربى فى كل ما يفعل .
ويجب علينا أن نؤمن بأن إنسياقنا وراء كل ما يقوله العقل الغربى يعتبر نقيصة وأن نطرح العقل والتفكير والتدبر مع ترك التقليد الأعمى وإلا نزلنا لمستوى الحيوان (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا) الفرقان 44 (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) الـ عمران 77 (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال‏(‏ الرعد‏:17)‏
كانت هذه التقديمة لا بد منها وأن كنت قد سميتها بالتغريبة الأولى . وبمشية الله وبعد موافقة الزملاء والزميلات الأفاضل مشرفى القاعة ثأثبت التغريبة الأولى ثم أنزل بباقى التغريبات منفصلة فى حلقات وفى نهاية مناقشة كل حلقة أثبتها مع المقدمة حتى نهاية الموضوع ورجائى من الجميع الدخول والمشاركة بالرأى قطعاً سأجد من يصحح لى ومن يضيف ومن يختلف معى ومن يوافقنى فلا حجر على رأى وجميعنا نعمل لصالح الإسلامن . أتمنى الألتزام بقواعد وأداب المناقشات داخل الموضوع المطروح حتى لا نتفرق.
الحلقة القادمة التغريبة الثانية سنناقش فيها .العقل فى مجال الدعوة :
الوعى العقلى الحالى :
أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة :
أصول وخطوات الدعوة :
التغريبة الثالثة سنناقش فيها
القرآن والعلوم الحديثة :
قضية التفسير والحديث
ما بين النص والتفسير
تكريم الإنسان بالعقل والحكمة
التغريبة الرابعة سنناقش فيها
جمود المسلمين
محاولات حديثة لتشويه الإسلام وبس الفرقة:
التغريبة الخامسة سنناقش فيها
الإسلام والديموقراطية
التغريبة السادسة سنناقش فيها
العلم طريق الإيمان
حالنا الأن :
لسه فيه أمل انا واثق من هذا فديننا يحثنا على التقدم للأمام دائماً .
التغريبة السابعة سنناقش فيها
قد نناقش موضوع أباب الكلام والفلسفة فى عهد الخليفة المأمون ( المعتزلة ) فقد كان يمكن أن يكون هذا العصر عصر علم يضع الإسلام فى المقدمة إلا أن أعتناق المعتزلة للفكر المنحرف المتأثر بالفلسفة اليونانية جعل هذه الفترة من الفترات المظلمة فى تاريخ الإسلام أو ننزل به كموضوع منفصل