المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديقة الإنسان - ماذا يقولون لهم ؟



محمد المصيلحي عـودة
22-11-2006, 08:36 PM
حديقة الإنسان - ماذا يقولون لهم ؟


أحمد مطر

طالما تساءلت في نفسي عن فحوى الكلام الذي يوجّهه إلى سادتنا.. أسيادُ سادتنا، عندما يذهب أولئك لتأدية فروض الطاعة، أو عندما يأتي هؤلاء للتذكير بطعم الهراوة .

لأننا، في واقع الأورام غير الحميدة المسمّاة بالتلفزيونات، لا نسمع شيئاً مما يقال على الإطلاق، إذ تتولي الموسيقي الرزينة دور الحاجب الأمين الساتر لفخامة الابتسامات الناعسة، وجلالة الانفراجات المزمومة للشفاه المصمتة.. ثمّ أننا، في كلّ مرّة، نشهد اختراع العجلة من جديد، عندما تهمس لنا الإذاعات والصحف بالسرّ الخطير الذي تضمّنه اللقاء، فإذا هو أنّ الاثنين قد تباحثا في القضايا ذات الاهتمام المشترك !

ما المشترك يا ترى بين الشاطر والمشطور؟!

أجزم أنّ أهمّ قضيّة مشتركة بينهما هي قضيّة هذا الكرسي اللعين الذي يطلع من بطن أمّه غارقاً بأقوي أنواع الغراء، حتّى إذا حكمت الأقدار بجلوس أحدٍ عليه، فإنّه لا ينخلع عنه إلاّ بكمّاشة عرضها السّماوات والأرض. ولفرط جودة الغراء، فإنّه إذ ينخلع تبقي مؤخرته لاصقةً هناك، مكلّفةً المُصْلحين أعواماً من الجهد لفضّ الاشتباك بينها وبين الكرسيّ، من أجل إفساح المجال لجلوس مؤخرة طازجة.

لقد سمعنا دائماً عن (عيد الجلوس)، لكن هل سمعنا يوماً عن (عيد القيام)؟!.

كلاّ.. إنّ القيام مصيبة، لأنّ أوّل بند في تقاليدنا يقول: يا حبّذا الإمارة ولو على الحجارة (يعني علينا أكرمكم الله)!.

ولذلك فإنني، كلما التقي المالك بالوكيل، أسأل نفسي: ماذا قال له؟ أعرف أنّه لا يأتي ولا يستدعي إلاّ لحصول تقصير، وأنّ عقوبة التقصير هي الإهانة والتهديد بالخلع، لكنني لا أعرف بالضبط بأيّة لهجة تقال تلك الإهانة، ولا بأيّة صيغة يُوجّه ذلك التهديد.

كنت أخمّن أنّ الإهانة يجري تغليفها بطبقة من الكاكاوي مثلاً، وأنّ التهديد يُعلّب بكبسولة من السكّر.. إذ لم أكن أتخيّل أنّ كبراءنا الذين أضلّونا يتلقّون التأنيب والتعنيف من كبرائهم الذين أذلّوهم بنفس الصيغة البدائية والهمجية التي يلعنون بها سنسفيلنا .

لكن يبدو أنّ قضيّة كبرائنا ذات الاهتمام عويصة جداً، وأكثر تعقيداً بما لا يقاس من جميع قضايانا نحن (الحجارة).. فشتّان بين مؤخّرة مجرّدة لم تتذوّق طعم الحصير إلاّ في الأعياد، وبين مؤخّرة مُحلاّة بالغراء والمطّاط والقطران. أعني، وليغفر الله لي، أنّ الإهانة، ويا للمفارقة، تأتي بحجم المكانة.. وهذا ما لم أكتشفه إلاّ متأخراً.

وإذا كان لي أن أُصدر كتاباً حول اكتشافي لحقيقة وطبيعة وضخامة الإهانات الموجّهة لكبرائنا، فإنّ إهداءه سيكون بلا شكّ لصاحب الفضل في هذا الاكتشاف: الجنرال النووي الذي يزري بأعظم (جنرال ألكتريك) الرئيس الباكستاني الرائع برويز مشرّف حفظه الله ورعاه وأبقاه نبراساً لتنويرنا.

ففي كتابه الذي صدر مؤخّراً بعنوان (علي خط النار) ذكر أنّ نائب وزير الخارجية الأمريكي السابق ريتشارد أرميتاج (ترجمته للعربية: ارمِ التّاج) كان قد اتّصل إبّان الحرب على طالبان، برئيس المخابرات الباكستانية، ليحذّره بكلّ صفاقة قائلاً: (إذا لم تتعاونوا معنا بجديّة فسنفجّر بلادكم ونعيدها إلى العصر الحجري)، وذلك بعد تحذير شديد اللهجة من الوزير كولن باول، تلقّاه الرئيس مشرّف نفسه، وهو ما لم ينبئنا بطبيعته أو وزنه أو لونه، لكنّه عندما سئل في مؤتمر صحفي خلال زيارته الأخيرة لأمريكا، عمّا إذا كان قد شعر بالإهانة من جرّاء صيغة ذلك التحذير، تردّد طويلاً قبل أن يتمتم بصوت نصف مبلوع: (نعم)!.

تلك نبذة ليس إلاّ من أحاديث القضايا فاض بها صدر الرئيس المشرّف، وربّنا وحده العالم كم تلقّي من أحاديث غيرها يمنع الخجل من الإتيان على ذكرها (لعلمكم.. بعض الرؤساء يخجلون أحياناً).

ربّاه!!

إنّ هذا الكلام الأمريكي مُوجّه إلى قادة دولة ضخمة، عدد سكّانها يعادل عدد سكّان جميع الدول العربية، أي أنّه يعادل عدد سكان أمريكا نفسها، وفوق ذلك هي دولة تمتلك القنبلة النوويّة، وفوقه أيضاً أنّها متعاونة إلي أبعد حدّ مع أمريكا في حربها ضدّ الإرهاب، وفوقه أنها اعتقلت ولا تزال تعتقل الآلاف ممن يعكّرون المزاج الأمريكي (ولولاها لانفجرت عشرات الطائرات الغربية بعمليات إرهابية منذ بضعة أشهر)، وفوق هذا أكثر وأكثر أنها، في هذه الظروف بالذات، حاجة إقليمية لا تُعوّض.. فإذا كان مثل هذا الكلام يُوجّه إلى قادة مثل هذه الدولة فكم هي يا تري كمية الدسم في الكلام الذي يوجه إلى قادة الدول التي نعلم أنّ بعضها لا قبل له حتى بمقارعة ديك يتيم غير مكتمل النموّ.. وأحول أيضاً؟!

قبل عدّة أعوام زار منطقتنا وزير خارجية الكبراء الذين أعادونا إلى العصر الحجري.. وبعد ساعة من لقائه بواحد من كبرائنا، وقع ذلك الكبير ميتاً!

ومنذ ذلك اليوم وأنا أتساءل مذهولاً: كيف جرى ما جرى؟!

وها أنا بفضلك يا برويز.. يا أيّها الذهب الإبريز، عرفت الآن لماذا مات.

يبدو أن قضيّته ذات الاهتمام كانت من وزن قنبلتك النوويّة!.



عن جريدة الراية القطرية

Oscar
24-11-2006, 02:55 PM
أحمد مطر ..


يجعلني هذا الرجل أؤمن بأنَّ الجرأة

لا تقف عند باب أحدهم ..

وَ مع شخوص ٌ عُــلقت على شماعة الإجلال وَ الكرامة و هيَ بعيدة ٌ

عن ذلك كلَّ البعد

لا مانع من جرأةٍ تقفز فوق الحواجز بلا خجل ..

فــكل ما نفعله هوَ النظر من ثقب الباب

قائلين بتمسكن قيل بأنَّ (( البادئ أظلم ))


فــما ذنبــُ لساني !!


..

أخي الفاضل محمد عودة

تــُسعدني مصافحتك بعد طول غياب

اختيارٌ رائع

لا عدمنــــــــــــــــــــــاك ..

/

كنْ بخير

:SMIL: (http://www.dorarr.ws/forum/misc.php?do=getsmilies&wysiwyg=1&forumid=0#)

شمس البحر
24-11-2006, 04:14 PM
مشكوررررررررررررررررررررر