زهرة البساتين
17-03-2002, 01:57 AM
أتألم كثيرا لحال الأمة الإسلامية التي أصبحت كالسفينة التي تغرق وتستنجد بمن حولها فلا تجد من ينهض لنجدتها!..تتلفت يمنة ويسرة..تبحث عن شبابها..عن سواعد قوية تؤازرها في محنتها..تبحث عن مصعب بن عمير, وخالد بن الوليد, وصلاح الدين الأيوبي, تفتش عنهم في كل مكان فلا تجدهم, فهي لا ترى إلا شبابا ضائعا..تائها..منحرفا عن الطريق المسقيم..طريق الحق..طريق الهداية والنور.
تساءلت: لماذا انحرف هؤلاء؟ لماذا ضلوا الطريق؟ وسرعان ما أدركت الجواب عندما تأملت واقع حياة بعض الأسر..حيث يتخلى الأبوان عن تربية الأولاد فتغفل الأم عن دورها في حمل الأمانة, والقيام بواجب المسؤولية تجاه من ترعاهم..فلا تقوم بتربيتهم التربية الصحيحة, ولا تشرف على إعدادهم وتوجيههم.
أما الأب فيهمل في مسؤولية التوجيه والتربية لأبنائه فهو منشغل في جلب الرزق لهم فلا يراهم إلا قليلا, ولا يوجههم إلا نادرا, فماذا ننتظر من أولاد كان آباؤهم على هذه الحال من الإهمال والتقصير؟
ومن أسباب الإنحراف أيضا سوء معاملة الأبوين للأولاد مما يكون دافعا لهم إلى البحث عما يعوضهم عن تلك المعاملة السيئة, والقسوة الظالمة, فيتوجهون إلى الرفقة السيئة التي تعتبر من أهم العوامل المؤدية للإنحراف, وسرعان ما يتأثرون بهم, ويكتسبون منهم أحط العادات, وأقبح الأخلاق, فيصبح الإنحراف عادة متأصلة في عاداتهم.
فهذا فتى في الخماسة عشر من عمره كان يعامل معاملة سيئة من قبل والديه فلا يخاطبنه إلا بالتبويخ القارع, والسخرية, ولا يوجهانه إلا بالضرب الشديد..وظهر ذلك في سلوكه وخلقه فأصبحت ظاهرة الخوف, والإنكماش واضحة في تصرفاته وأفعاله, وأخيرا آل به الأمر, إلى ترك البيت نهائيا ليتخلص من تلك المعاملة الأليمة, وأتجه إلى أحد رفقائه الذي لم يقصر في توجيهه إلى رفقة السوء فسار معهم في طريق الشقاوة.
فلا عجب أن نراه أصبح مجرما في المجتمع, وشاذا, ومنحرفا في الحياة.
ومن العوامل التي تساعد على الإنحراف أيضا الترف وعدم الإستفادة من الفراغ الذي يتحكم الشباب.
أما السبب الرئيسي للإنحراف فهو ضعف الوازع الدين, وعدم الخشية من الله تعالى, بحيث يقبل الشباب على فعل المعصية متجاهلين مراقبة الله تعالى لهم, متناسين ما ينتظرهم من وعيد في الآخرة.
قد نتساءل: ألا يوجد علاج لهذا الداء الخطير الذي ألم بشباب الأمة؟ الإسلامية؟
ربما يتهرب البعض من الإجابة ظانا أن هذا الداء ليس له دواء, برغم أن لكل داء دواء, ولكل مشكلة علاجا.
على الشباب أن يتقوا الله, وأن يراقبوه, وأن يحذروا عقاب, ويتقوا عذابه, وعليهم الإبتعاد عن رفقة السوء والإلتحاق بصحبة الأخيار..عليهم أن يحاولوا شغل الفراغ فيما هو مفيد ونافع..فقديما قيل: [نفسك آمارة بالسوء فإن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل].
وعلى الأباء ألا يغفلوا عن أبنائهم فلا ينشغلوا عن تربيتهم التربية الصحيحة وتوجيههم وإرشادهم لأنهم مسؤولون عنهم, قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: {كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته} كذلك عليهم أن يحسنوا إلى أبنائهم وأن يبتعدوا عن سوء معاملتهم لأن ذلك قد يضطر الأبناء إلى عقوقهم.
فهذا رجل جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه عقوق ابنه فأحضر عمر الولد وأنبه على عقوقه لأبيه ونسيانه لحقوقه, فقال الولد: يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى, قال الولد: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: أن ينتقي أمه, ويحسن أسمه, ويعلمه الكتاب (أي القرآن). قال الولد: يا أمير المؤمنين إن أبي لم يفعل شيئا من ذلك, أما أمي فهي زنجية زنجية كانت لمجوسي, وقد سماني جعلاً (أي خنفساء) ولم يعلمني الكتاب حرفا واحداً!!
فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: أجئت إلى تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك؟!
هكذا حمل عمر الرجل حين أهمل تربية ابنه مسؤولية عقوق ولده له.
ولا تقتصر مسؤولية توجيه هؤلاء الشباب ونصحهم على الأبوين فقط ولكنها واجبة على عامة المسلمين فقد قال صلى الله عليه وسلم: {والكلمة الطيبة صدقة}, فعلى المسلم ألا يتهاون في إبداء النصح لهؤلاء الشباب, وألا ينتظر منهم ردة فعل لحظية فلربما تركت تلك النصيحة أثرا طيبا في نفوسهم.
(( منـقـــــول من إحدى المنتديات
تساءلت: لماذا انحرف هؤلاء؟ لماذا ضلوا الطريق؟ وسرعان ما أدركت الجواب عندما تأملت واقع حياة بعض الأسر..حيث يتخلى الأبوان عن تربية الأولاد فتغفل الأم عن دورها في حمل الأمانة, والقيام بواجب المسؤولية تجاه من ترعاهم..فلا تقوم بتربيتهم التربية الصحيحة, ولا تشرف على إعدادهم وتوجيههم.
أما الأب فيهمل في مسؤولية التوجيه والتربية لأبنائه فهو منشغل في جلب الرزق لهم فلا يراهم إلا قليلا, ولا يوجههم إلا نادرا, فماذا ننتظر من أولاد كان آباؤهم على هذه الحال من الإهمال والتقصير؟
ومن أسباب الإنحراف أيضا سوء معاملة الأبوين للأولاد مما يكون دافعا لهم إلى البحث عما يعوضهم عن تلك المعاملة السيئة, والقسوة الظالمة, فيتوجهون إلى الرفقة السيئة التي تعتبر من أهم العوامل المؤدية للإنحراف, وسرعان ما يتأثرون بهم, ويكتسبون منهم أحط العادات, وأقبح الأخلاق, فيصبح الإنحراف عادة متأصلة في عاداتهم.
فهذا فتى في الخماسة عشر من عمره كان يعامل معاملة سيئة من قبل والديه فلا يخاطبنه إلا بالتبويخ القارع, والسخرية, ولا يوجهانه إلا بالضرب الشديد..وظهر ذلك في سلوكه وخلقه فأصبحت ظاهرة الخوف, والإنكماش واضحة في تصرفاته وأفعاله, وأخيرا آل به الأمر, إلى ترك البيت نهائيا ليتخلص من تلك المعاملة الأليمة, وأتجه إلى أحد رفقائه الذي لم يقصر في توجيهه إلى رفقة السوء فسار معهم في طريق الشقاوة.
فلا عجب أن نراه أصبح مجرما في المجتمع, وشاذا, ومنحرفا في الحياة.
ومن العوامل التي تساعد على الإنحراف أيضا الترف وعدم الإستفادة من الفراغ الذي يتحكم الشباب.
أما السبب الرئيسي للإنحراف فهو ضعف الوازع الدين, وعدم الخشية من الله تعالى, بحيث يقبل الشباب على فعل المعصية متجاهلين مراقبة الله تعالى لهم, متناسين ما ينتظرهم من وعيد في الآخرة.
قد نتساءل: ألا يوجد علاج لهذا الداء الخطير الذي ألم بشباب الأمة؟ الإسلامية؟
ربما يتهرب البعض من الإجابة ظانا أن هذا الداء ليس له دواء, برغم أن لكل داء دواء, ولكل مشكلة علاجا.
على الشباب أن يتقوا الله, وأن يراقبوه, وأن يحذروا عقاب, ويتقوا عذابه, وعليهم الإبتعاد عن رفقة السوء والإلتحاق بصحبة الأخيار..عليهم أن يحاولوا شغل الفراغ فيما هو مفيد ونافع..فقديما قيل: [نفسك آمارة بالسوء فإن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل].
وعلى الأباء ألا يغفلوا عن أبنائهم فلا ينشغلوا عن تربيتهم التربية الصحيحة وتوجيههم وإرشادهم لأنهم مسؤولون عنهم, قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: {كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته} كذلك عليهم أن يحسنوا إلى أبنائهم وأن يبتعدوا عن سوء معاملتهم لأن ذلك قد يضطر الأبناء إلى عقوقهم.
فهذا رجل جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه عقوق ابنه فأحضر عمر الولد وأنبه على عقوقه لأبيه ونسيانه لحقوقه, فقال الولد: يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى, قال الولد: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: أن ينتقي أمه, ويحسن أسمه, ويعلمه الكتاب (أي القرآن). قال الولد: يا أمير المؤمنين إن أبي لم يفعل شيئا من ذلك, أما أمي فهي زنجية زنجية كانت لمجوسي, وقد سماني جعلاً (أي خنفساء) ولم يعلمني الكتاب حرفا واحداً!!
فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: أجئت إلى تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك؟!
هكذا حمل عمر الرجل حين أهمل تربية ابنه مسؤولية عقوق ولده له.
ولا تقتصر مسؤولية توجيه هؤلاء الشباب ونصحهم على الأبوين فقط ولكنها واجبة على عامة المسلمين فقد قال صلى الله عليه وسلم: {والكلمة الطيبة صدقة}, فعلى المسلم ألا يتهاون في إبداء النصح لهؤلاء الشباب, وألا ينتظر منهم ردة فعل لحظية فلربما تركت تلك النصيحة أثرا طيبا في نفوسهم.
(( منـقـــــول من إحدى المنتديات