المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفاروق بين الرحمة والحزم



آمنة
29-10-2006, 08:17 PM
أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس

وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه

قال عمر: ما هذا

قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا

قال : أقتلت أباهم ؟

قال: نعم قتلته !

قال : كيف قتلتَه ؟ ؟

قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه

حجراً ، وقع على رأسه فمات ...

قال عمر : القصاص

الإعدام .. قرار لم يكتب .. وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر

عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟

ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر – رضي الله عنه – لأنه لا يحابي

أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحداً على حساب شرع الله ، ولو كان ابنه القاتل ، لاقتص منه

قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض

أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم بأنك

سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا

قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ ؟

فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ، ولا قبيلته

ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير ، ولا على

أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ...

ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ ومن

يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه

وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك

أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمر

رأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟

قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين ..

قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!

فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ، وقال :

يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله

قال عمر : هو قَتْل

قال : ولو كان قتلا

قال : أتعرفه ؟

قال : ما أعرفه

قال : كيف تكفله ؟

قال : رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء الله ..

قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك !

قال : الله المستعان يا أمير المؤمنين ..

فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه ، ويُودع أطفاله

وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ، ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ...

وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصر نادى

في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ذر ،

وجلس أمام عمر

قال عمر: أين الرجل ؟

قال : ما أدري يا أمير المؤمنين

وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها ، وسكت

الصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله ..

صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد

لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها اللاعبون ،

ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ،

وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان ...

وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ، وكبّر المسلمون معه ،

فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك

قال : يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ، وجئتُ لأُقتل ..

فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان ؟

قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه

قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته

جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّ يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك

وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك ورحمتك

ألنشمي
29-10-2006, 08:33 PM
000
00
0


ما اعدلك امير المؤمنين عمر

وما اكرمك



هنا تتجلى الرحمة

ومن هنا انطلق المسلمون لفتح مشارق الارض ومغاربها

قصة بها العضه والعبر

اين نحن منهم ؟


اختي الغالية آمنة

مساؤك ورد


يسعدك ربي في الدارين

مشكورة

المحال
29-10-2006, 10:55 PM
اه يأمنه لقد أسلتي مأقينا بارك الله فيك

صدقت يارسول الله عندما سئلت هل المؤمن يسرق

قلت نعم فسؤلت وهل يزني فقلت نعم فسؤلت وهل يكذب فقلت لالالالالالالالالا

وصدق من قال عجزنا النساء أن يلدنا مثلك ياعمر

وهذا أنت يا أباذر تضرب لنا المثل العلا في الفداء والتضحيه

وحتى وأن كلفك ذلك عنقك فلله درك من مؤمن حق0

ولله درك من مؤمن صدق وأوفا بموعده وأتا الى القصاص دون سائق له

الاأيمانه وخوفه من الله0

والله ما أروع موقفكما من العفو عن قاتل أبيكما

لكم الله فهو من يجازي الاحسان بالأحسان

بلوتوث
30-10-2006, 01:47 PM
وجزاكِ الله أنتي أختي
.
.
][®][^][®][آمنة ][®][^][®][
.
.
لنقلك الرائع .. وإختيارك السديد
.
.
والله انها لقصة فيها من العبر الشيء الكثير
.
.
ووقفت عند آخر حرف فيها وعيناي على وشك ان تدمع
.
.
الله اكبر ...

عابده لله
30-10-2006, 06:37 PM
مسـاكِ الله بالخيـرات أختي الفاضـلة آمنـة ...

:)

كان عمر دائم الرقابة لله في نفسه وفي أعماله وفي رعيته
بل إنه ليشعر بوطأة المسئولية عليه حتى تجاه البهائم
العجماء فيقول :

" والله لو أن بغلة عثرت بشط الفرات لكنت مسئولا عنها
أمام الله لماذا لم أعبد لها الطريق "

ولعلي هنـا أروي قصــة رائعـة ومثالاً يحتذى بـه في عدل
وورع عمـر رضي الله عنه وأرضــاه ...

أنه لما أقام "عمرو بن العاص" الحد على "عبد الرحمن بن عمر"
في شرب الخمر نهره وهدده بالعزل لأنه لم يقم عليه الحد علانية
أمام الناس وأمره أن يرسل إليه ولده "عبد الرحمن" فلما دخل
عليه وكان ضعيفًا منهكًا من الجلد أمر "عمر" بإقامة الحد عليه
مرة أخرى علانية وتدخل بعض الصحابة ليقنعوه بأنه قد أقيم عليه
الحد مرة فلا يقام عليه ثانية ولكنه عنفهم وضربه ثانية و
"عبد الرحمن" يصيح: أنا مريض وأنت قاتلي فلا يصغي إليه...
وبعد أن ضربه حبسه فمرض فمات ...

مــن بالله من ولاة امـورنا يفعل عُشر ما فعل عمــر ( ! )
ومن بعدله لله دره ..( ! )


قصــة رائعــة وهـادفـة أخيتي سلمــت يمينــك ...
وبارك فيـكِ واصلح لنا ولاة امورنــا ...

آمــيــن ..

.
.

عابده