المرهفة
24-10-2006, 02:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
هذه خربشة في يوم مولدي في إحدى السنين الماضية؛
؛؛؛
لا زلت أذكر طفولتي الضائعة بين حنايا عمري الطويل ...
لا زلت أذكر في كل عام وبعد صلاة الفجر ... عندما كنت استيقظ على قبلة تُطبع على جبيني .. وهمسات معطف دافئ من الحب والحنان .. لا زال صدى كلماتها يرن في أذني :
" كل عام وأنت بخير ... متى تكبرين وتصبحين عروستي الجميلة "
كنت أتوق لأن أكبر .. لا زال باب غرفتي يشهد على لهفتي لأن أصبح طويلة جداً كدليل على نزعي ثوب الطفولة ..واعتلاء منصة الأنوثة..
ففي كل عام كنت أرسم علامة حمراء على زاويته تبين طول قامتي .. وكنت أردد متى أصبح عروسة والدتي المدللة.. متى أدخل الفرحة لقلبها.. وظني حلمها ثوب أبيض وتاج عروس!
كبرت وكبرت أحلامي وعرفت أن الطفولة أجمل وأرق .. لا ألم .. لا حزن ..
ألعاب .. وضحكات بريئة .. لم تذق طعم المرارة والشقاء .. وأنني كلما شبت قامتي .. أقترب من برج أحزاني .. وأن الفرح ما هو سوى وهم ينسج خيوطه على باب غرفتي !!
وتغيرت العادات ... وأصبحت أعد الأيام ليأتي يوم مولدي كي أجد نفسي بين أحضان والدتي الحبيبة .. أحب تلك اللحظات الحميمة الدافئة ...
عام .. عامان .. قد تكون عشرة أعوام ... لست أدري ... ولم أحظَ بحضنها ... كأنها تخلت عن أحلامها !! أم أنها أودعت أحلامي وجنوني لغيرها !! لكن أين حضن أمي .. لا معنى لعيدي بدون طقوسها الرائعة .. أصبح طيفها يتأخر كل عام أكثر فأكثر .. وحين يجيء .. أبكي لوعتي .. أعاتب أحضانها .. كيف تركتني !! لمَ ابتعدتِ... جمدني برد فراقك!!
ومضت الأعوام .. لا أعلم كم أبلغ من العمر .. قد أكون قد تخطيت مئات السنين .. ولا زال عبء تلك المرأة بداخلي يثقل كاهلي .. تعبت منها ومن حماقاتها .. تعذبني .. تجلدني بعتابها في منامي .. يقظتي .. لا أعلم هل أصبح منامي جزء من يقظتي المزيفة .. وأصرخ في وجهها .. ابعدها عني .. أعذبها لأنها تهلكني .. تأخذني لطريق مخيف .. مظلم .. لا أحد فيه سوى أشلاء طفولة مبعثرة في كل مكان !!
كيف الخلاص منها !! أين الفرار من شراستها !! ما الحل لعنادها القاتل !! أصبحت كالدمية الخشبية تراقصها بأناملها الملطخة بدماء جرحي .. آهٍ يا جرحي .. متى يتوقف نزفك !!
هذا العام .. اليوم .. استيقظت مبكرة .. عله يكون بسمة من الزمان واحظى بحضن حبيبتي .. وهمسة من عمري تأتي مع قطرات فجر ندية .. ويهتف بأذني .. كل عام وأنت مولاتي وحبيبتي !!
لكن الجو بارد رغم الصيف ... والكون كئيب حتى الشموع فقدت وهجها !! ذهبت إلى غرفة حبيبتي .. اليوم ذكرى مولدي.. أصبحت العروس التي تحلمين.. انظري!! كيف ترينني!! جميلة!! ياسمينة!!
لا شيء سوى صوت صدى هذيان امرأة ... لا أحد يجيب ... المقاعد خالية... والمخدع بارد ... والستائر مسدلة على ذكرى كانت هنا فيما مضى!!
الخلاص ... الهروب من سكون مسكون بالضجيج ... وسؤال حيرة يترنح بين أوردتي... تُرى كم بلغت من العمر.. لست أدري .. فسنيني تائهة بدروب الحياة المظلمة !!
وخرجت ... والخيبة تعانق نحري .. تضغط عليه لتخنقني .. ليتها تفعل !!
وانتظرت آخر خيوطي .. لم تأتِ !!
فعصفت رياح حزني الدائمة بأغصان عمري الطويلة واختبأتُ تحت ظل أحلامي لأشعل شمعتي الأخيرة .. وحيدة ..
كل عام والعمر أقصر .. والكهلة بين ضلوعي أكبر .. وللقبر أقرب !!
؛؛؛
هذه خربشة في يوم مولدي في إحدى السنين الماضية؛
؛؛؛
لا زلت أذكر طفولتي الضائعة بين حنايا عمري الطويل ...
لا زلت أذكر في كل عام وبعد صلاة الفجر ... عندما كنت استيقظ على قبلة تُطبع على جبيني .. وهمسات معطف دافئ من الحب والحنان .. لا زال صدى كلماتها يرن في أذني :
" كل عام وأنت بخير ... متى تكبرين وتصبحين عروستي الجميلة "
كنت أتوق لأن أكبر .. لا زال باب غرفتي يشهد على لهفتي لأن أصبح طويلة جداً كدليل على نزعي ثوب الطفولة ..واعتلاء منصة الأنوثة..
ففي كل عام كنت أرسم علامة حمراء على زاويته تبين طول قامتي .. وكنت أردد متى أصبح عروسة والدتي المدللة.. متى أدخل الفرحة لقلبها.. وظني حلمها ثوب أبيض وتاج عروس!
كبرت وكبرت أحلامي وعرفت أن الطفولة أجمل وأرق .. لا ألم .. لا حزن ..
ألعاب .. وضحكات بريئة .. لم تذق طعم المرارة والشقاء .. وأنني كلما شبت قامتي .. أقترب من برج أحزاني .. وأن الفرح ما هو سوى وهم ينسج خيوطه على باب غرفتي !!
وتغيرت العادات ... وأصبحت أعد الأيام ليأتي يوم مولدي كي أجد نفسي بين أحضان والدتي الحبيبة .. أحب تلك اللحظات الحميمة الدافئة ...
عام .. عامان .. قد تكون عشرة أعوام ... لست أدري ... ولم أحظَ بحضنها ... كأنها تخلت عن أحلامها !! أم أنها أودعت أحلامي وجنوني لغيرها !! لكن أين حضن أمي .. لا معنى لعيدي بدون طقوسها الرائعة .. أصبح طيفها يتأخر كل عام أكثر فأكثر .. وحين يجيء .. أبكي لوعتي .. أعاتب أحضانها .. كيف تركتني !! لمَ ابتعدتِ... جمدني برد فراقك!!
ومضت الأعوام .. لا أعلم كم أبلغ من العمر .. قد أكون قد تخطيت مئات السنين .. ولا زال عبء تلك المرأة بداخلي يثقل كاهلي .. تعبت منها ومن حماقاتها .. تعذبني .. تجلدني بعتابها في منامي .. يقظتي .. لا أعلم هل أصبح منامي جزء من يقظتي المزيفة .. وأصرخ في وجهها .. ابعدها عني .. أعذبها لأنها تهلكني .. تأخذني لطريق مخيف .. مظلم .. لا أحد فيه سوى أشلاء طفولة مبعثرة في كل مكان !!
كيف الخلاص منها !! أين الفرار من شراستها !! ما الحل لعنادها القاتل !! أصبحت كالدمية الخشبية تراقصها بأناملها الملطخة بدماء جرحي .. آهٍ يا جرحي .. متى يتوقف نزفك !!
هذا العام .. اليوم .. استيقظت مبكرة .. عله يكون بسمة من الزمان واحظى بحضن حبيبتي .. وهمسة من عمري تأتي مع قطرات فجر ندية .. ويهتف بأذني .. كل عام وأنت مولاتي وحبيبتي !!
لكن الجو بارد رغم الصيف ... والكون كئيب حتى الشموع فقدت وهجها !! ذهبت إلى غرفة حبيبتي .. اليوم ذكرى مولدي.. أصبحت العروس التي تحلمين.. انظري!! كيف ترينني!! جميلة!! ياسمينة!!
لا شيء سوى صوت صدى هذيان امرأة ... لا أحد يجيب ... المقاعد خالية... والمخدع بارد ... والستائر مسدلة على ذكرى كانت هنا فيما مضى!!
الخلاص ... الهروب من سكون مسكون بالضجيج ... وسؤال حيرة يترنح بين أوردتي... تُرى كم بلغت من العمر.. لست أدري .. فسنيني تائهة بدروب الحياة المظلمة !!
وخرجت ... والخيبة تعانق نحري .. تضغط عليه لتخنقني .. ليتها تفعل !!
وانتظرت آخر خيوطي .. لم تأتِ !!
فعصفت رياح حزني الدائمة بأغصان عمري الطويلة واختبأتُ تحت ظل أحلامي لأشعل شمعتي الأخيرة .. وحيدة ..
كل عام والعمر أقصر .. والكهلة بين ضلوعي أكبر .. وللقبر أقرب !!
؛؛؛