المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : _ (( الفكر الديني...عقبة أمام التغيير في السعودية )) _



zadi
11-10-2006, 02:25 PM
___________________




الفكر الديني...عقبة أمام التغيير في السعودية



د. خالد الدخيل

ما يحصل في السعودية هذه الأيام، وعلى يد حملة الفكر الديني هو نتيجة طبيعية للمواجهة بين هذا الفكر من ناحية، وموجة التغير التي يتعرض لها المجتمع السعودي من ناحية أخرى. المجتمع يتعرض للتغير على كل الأصعدة، وإن بدرجات متفاوتة. تركيبة المجتمع تتغير بشكل واضح، نمط حياة المجتمع انقلب رأساً على عقب، المستوى المعيشي الحالي لم يعرفه المجتمع من قبل، التركيبة الطبقية للمجتمع انقلبت هي الأخرى، التعليم يختلف بل يتناقض مع ما كان سائداً قبل أكثر من نصف قرن، المصادر الثقافية ومصادر المعرفة التي كانت سائدة، تتعرض لعملية تصدع قوية وسريعة، قيم المجتمع تتعرض بدورها لتحد لم تعرفه. هناك انفتاح على الخارج، انفتاح فضائي، ومعلوماتي، وسياحي، عدا عن قنوات الاتصال السياسية والاقتصادية، والتعليمية، وغيرها، بدرجة لم تكن معروفة. كل ذلك له آثاره وتبعاته على المجتمع، بنيته، وثقافته، وقيمه وسلوكياته، وتوجهاته الأيديولوجية والاجتماعية، وغيرها. من الطبيعي أن يكون هناك رد فعل على ما حصل ويحصل للمجتمع. لكن رد فعل الفكر الديني هنا يعبر عن شيء واحد، وهو أزمة هذا الفكر مع نفسه أولاً في لجة التغير الذي يعتمل داخل المجتمع، وأزمته في التعامل مع موجة التغير هذه ثانياً. أزمته مع نفسه أنه لا يبدو قادراً على تطوير نفسه، وأدائه. لا يزال أسير نفس الطروحات التي كانت سائدة في الماضي البعيد. أما أزمته مع موجة التغير أنه غير قادر على استيعاب طبيعتها، ومصادرها، ولا استيعاب ضرورتها وأهميتها. كل ما يملك إزاءها هو الخوف منها، الرهاب من نتائجها ومستتبعاتها. لا يدرك حملة الفكر الديني أنهم بموقفهم هذا لا يفعلون أكثر من تأجيل التغيير. بل إنهم قد يتسببون في أن يأخذ التغيير مجراه، ويفرض نفسه على الجميع من دون توجيه أو تعديل.

من بين أهم ما يشغل حملة الفكر الديني هذه الأيام في السعودية محاربة الدعوة لمراجعة حجاب المرأة، والدعوة لجعل قيادة المرأة للسيارة خيارا لمن تريد أن تأخذ به، المطالبة بإقالة وزير العمل، الدكتور غازي القصيبي، لأنه يعمل على توسيع مجالات عمل المرأة، ضمن الضوابط الشرعية، في حين أن حملة الفكر الديني لا يريدون للمرأة أن تعمل خارج منزلها. محاربة وزير الإعلام، إياد مدني لأنه أضاف جرعة من الإنفتاح لبرامج التلفزيون السعودي، وفتح المجال أمام المرأة للعمل في هذا الجهاز. كل هذه أمور قابلة للاختلاف والأخذ والرد في الفقه، لكن حملة الفكر الديني لا يعترفون بذلك، ويعتبرون هذه الأمور من ثوابت الدين. أضف إلى ذلك مقاومة الكثيرين، وخاصة النافذين منهم، لتقنين الشريعة، ورفض فكرة الديموقراطية، والمشاركة السياسية.

لماذا يرفض حملة الفكر الديني الديمقراطية والمشاركة السياسية على وجه التحديد؟ أولاً موقفهم الرافض بشكل عام لفكرة التغير والتطور منبعه الثقافة التقليدية التي تعادي كل جديد. الثقافة الدينية التقليدية ترسخ فكرة الطاعة هكذا من دون حدود. وتحارب أي توجه نقدي لأنها ترى في ذلك ما قد يهدد باشعال الفتنة. أما رفض الديموقراطية والمشاركة السياسية فمصدره المحافظة على المكانة الاجتماعية التي يتمتعون بها، وبما يأتي معها من امتيازات مالية وسياسية. الأمر الآخر حماية مقامهم الرفيع من أن يكون عرضة للاهتزاز في حال أخضعت آراؤهم ومواقفهم للنقاش والنقد. مقامهم كان ولا يزال مصاناً بهالة الدين والعلم الديني، وقداسته، تمشياً مع ما قاله القرطبي من أن "لحوم العلماء مسمومة". فكرة طاعة ولي الأمر التي يؤكد عليها الفكر الديني ذات دلالة وصلة هنا. فمشروعية ولي الأمر مرتبطة بمشروعية "أهل الحل والعقد"، والعلماء عند أكثر أهل العلم، هم جزء من هؤلاء. فكرة الديمقراطية قد تشكل تهديداً لهذه المعادلة، وبالتالي تهديداً لكل حملة الفكر الديني.

ثم هناك الحملة المعتادة كل رمضان على المسلسل التلفزيوني "طاش ما طاش". حيث يتعرض نجومه هذه الأيام لهجوم شرس وصل إلى حد الدعاء عليهم في بعض المساجد، وإلى سبهم وتهديدهم في مواقع الإنترنت. وقد وصلت موجة الهجوم على هذا المسلسل إلى حد اتهام المسلسل بالتعدي على ثوابت الدين والمجتمع.

لماذا الهجوم الشرس على مسلسل تلفزيوني يستخدم الأسلوب الكوميدي في تسليط الضوء على بعض القضايا الاجتماعية، والمواقف والسلوكيات اللافتة في المجتمع؟ لا توجد إجابة إلا في أزمة الفكر الديني، وفي النزعة التقليدية التي يتكئ عليها هذا الفكر. كل التهم الموجهة للمسلسل لا أساس لها لمن أراد أن ينظر إلى الموضوع بشيء من التوازن والموضوعية. وليس أدل على ذلك من الشعبية التي يحظى بها المسلسل لدى مختلف قطاعات المجتمع وطبقاته، ومن الجنسين أيضاً. الفكر الديني يتمتع بقاعدة شعبية واسعة أيضاً. كيف يمكن التوفيق بين الاثنين؟ هذا السؤال غير مطروح بالنسبة للفكر الديني، لأنه يتضمن اعترافا بمشروعية الآخر، شعبياً على الأقل. وهذا مؤشر آخر على أزمة الفكر الديني. لا يدرك حملة هذا الفكر أن الفن كان ولا يزال أحد أهم مصادر التغير والتحول الاجتماعي. ومن هنا مأزق الفكر الديني. شعبية "طاش ما طاش" تجعل من ما يحمله من أفكار ومواقف مقبولة اجتماعيا. وعندما تكون الفكرة مقبولة على هذا المستوى فإنها تكتسب مشروعية خارج إطار وصاية الفكر الديني.

هناك مجال واسع لنقد هذا المسلسل فنيا: نقد المشاهد، والسيناريو، والفكرة، والأداء، ومستوى التناول، وطبيعة الشخصيات وتصميمها... الخ. لكن حقيقة أن ما يتعرض له هذا البرنامج لا يتجاوز كونه هجوما أيديولوجيا بحتا يعبر من ناحية أخرى عن أزمة ثقافية في المجتمع السعودي. فمن ناحية لم تتبلور بعد الثقافة الفنية في المجتمع السعودي، وتؤسسس لنفسها كثقافة لها دورها ومشروعيتها. والنتيجة غياب أدوات النقد الفني المهني. بدلاً من ذلك يسيطر الفكر الديني بأدواته، ويصبح أبرز أشكال تناول الأعمال الفنية، في الوقت الذي قد لا يعرف فيه حملة هذا الفكر شيئاً ذا بال عن الفن ودوره في المجتمع. ومن ثم لا تتسع ثقافة المجتمع إلا لمثل هذا الهجوم الذي يلبس لباس الدين، والذي يأخذ أحياناً منحى بذيئاً. هجوم مقدس باسم الدين من المفترض أن لا يأتيه الباطل من يمينه أو شماله. وهذا مؤشر آخر ليس فقط على أزمة الفكر الديني، بل أزمة المجتمع وتخلفه. كيف سيكون موقف جماهير البرنامج في مثل هذه الحالة؟ حملة الفكر الديني يصفونه بأبشع الأوصاف؟ فهو يستهزئ بالدين، ويسخر من الثوابت، وبأنه يقول "للعالم بأننا نصنع الإرهاب في السعودية". من ناحية أخرى، فطرة الجماهير تقول لهم إن ما يقدمه البرنامج لا يعدو لقطات من المجتمع في صيغة فنية ونقدية. كان البرنامج يعرض في القناة السعودية الأولى، وهو الآن يعرض على قناة سعودية أيضاً. ما ينتقده البرنامج ليس الدين، وإنما سلوكيات، ومواقف مأخوذة من حياة المجتمع. مشكلة حملة الفكر الديني أنهم لا يميزون بين مواقفهم وقناعاتهم وبين الدين. حملة الفكر الديني، يصرون على التماهي مع الدين.

المشكلة أكبر من ذلك. هناك رفض لتقنين الشريعة، ولقيادة المرأة للسيارة، ومقاومة لتغيير وتطوير مناهج التعليم، خاصة الدينية منها، ورفض لعمل المرأة، ورفض إعطاء المرأة حرية الاختيار في الأمور التي هي محل خلاف بين الفقهاء. وهذه بحد ذاتها مواقف مشروعة انطلاقا من مبدأ حرية الرأي، وحرية الاختيار، وحرية الفكر. لكن المشكلة أن من يتبنى هذه المواقف والقناعات يعتبر نفسه مدافعاً عن الدين، وعن الفضيلة، وأن كل من اختلف معه في ذلك فهو بالضرورة يدعو إلى الرذيلة والانحراف، وإلى محاربة الدين وأهله. ينزلق خطاب هؤلاء إلى الشتم، والتكفير، والتخوين والإقصاء. وهنا تتبدى بشكل جلي قمة أزمة الفكر الديني. فهو من ناحية لا يستطيع مواجهة حركة التاريخ، وأنها بطبيعتها حركة متغيرة، ولا تتوقف عند مرحلة بعينها. ولا يستطيع التعامل مع التغير إلا بالرفض والاستنكار، والمقاومة. ولا يملك إلا الشتم والتحريض في مواجهة الرأي الآخر. لا يملك آلية لاستيعاب التغير، ومحاولة فهمه وتحليله. كأن الفكر الديني لا يملك شيئاً من ذلك، الأمر الذي يجعله عرضة للصدمة بسرعة وسهولة، ويتسبب بإصابته بحالة من التشنج ورد الفعل العصبي غير الموزون في الكثير من الأحيان. والنتيجة الإتكاء إلى خطاب التكفير والتخوين، وخطاب التهديد والتحريض. بهذا الموقف يؤكد حملة الفكر الديني التهمة التي توجه إليهم دائماً، وهي أنهم حملة فكر منغلق متشدد، يرفض التغير، ويحارب الانفتاح، ولا يعترف بالرأي الآخر، وبالتالي فهو فكر متخلف سوف يجر المجتمع معه إلى الهاوية.


* نقلا عن صحيفة "الاتحاد" اللندنية

_______________________


مقالة جريئة أليس كذلك ؟؟؟

هل نناقشه بهدوء وبواقعية ,,,

أتمنى ذلك

تحياتي ,,,

zadi
18-10-2006, 02:26 PM
______________________


معقولة ؟؟؟ عجز عن المناقشة ؟؟؟

حتى مافي أحد يفند أفكار الرجل ؟؟؟

غريبة !!! كل مانقدر عليه أن نكفر المخالف وننعته بالألفاظ الجاهزة ,,,

Petals
18-10-2006, 03:30 PM
______________________


معقولة ؟؟؟ عجز عن المناقشة ؟؟؟

حتى مافي أحد يفند أفكار الرجل ؟؟؟

غريبة !!! كل مانقدر عليه أن نكفر المخالف وننعته بالألفاظ الجاهزة ,,,
طب مو يمكن يكون صح مجملا أو جزئيا!! :)

هو الحقيقة أنا ما قريت الموضوع، ومشاكلي آخذة في الإتســاع للأسف


على العموم فعلا


ياريت يناقش الموضوع ( بضم الياء ) بدون أي تعصب و دوغمائية<-- عاجبتها الكلمة تبغى تترقى :268:

وبدون خوف أو لا لأجل لا!!

( حزب لا على قولة حيو :228: )

وبكيفكم ترى العالم فعلا يتغيـــــر ودوام الحــــال من المحــــــــــــال


ودمتم

وأرجع لمصـــائبي أبرك :(

Oscar
19-10-2006, 12:08 AM
أهلين زادي ..


من أول عاجبني الموضوع .. وَ سيــVـته عشان أقرأه أوف لاين

لكن يومي بسنه و أنا بصحتي كيف دحين ؟!


راجعتلو إن شاء الله


..

بيتي

من غير دوغمائيه :212:

أبو الخنساء
20-10-2006, 12:53 AM
حياك الله اخي ابا عبد الله

اسأل الله ان يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر

اللهم اهدنا جميعا لما اختلف فيه من الحق انك تهدي من تشاء الى سراط مستقيم

اخي في الله مثل هذه المقالات لاتستحق ان نلتفت اليها

فصاحب المقال وامثاله هم حملة فكر من خالفهم فهو متخلف ولا يتطور

ميزان التطور عندهم ان تخالف ثوابت الدين والاخلاق وتدافع عن الفن وعمل المرأة فقط

المقال فيه اتهام ولمز للعلماء بان قصدهم من نقد برامج الفن وعمل المراه هو الخوف على مناصبهم ومكانتهم

عند هؤلاء
من ينتقد رموز العلمنه فهو ضد التطور
يدعو لحرية الرأي ولكن له هو ومن هم على فكره اما اصحاب الفكر الديني كما يسميهم فليس لهم حتى ولا الاعتراض على بعض مقالاته هو ولا الرد عليها

تامل واقع الصحافة ومن يستكتب فيها ويتبين لك منهم الاقصائيون حقيقة
انظر لصحافتهم من هم اصحاب الزوايا ومن يكتبون فيها هم من يحمل نفس الفكر اما غيرهم فمكانه الاقصاء ثم ينادون بحرية الفكر
تناقض عجيب

تكلم عن الدمقراطية وعندما خرجت نتائج الانتخابات البلدية اول من طالب بإلغائها هم وقالوا ان المجتمع لم ينضج دمقرطيا لأنه لم ينتخبهم

اين هؤلاء من نقد الفساد الإداري عل كافة الاصعده
اينهم من نقد من انشغل بتشغيل المرأة وترك الشباب يهيمون بالشوارع بدون عمل فكانو سببا في الاخلال بالأمن
الله سبحانه جعل القوامة للرجل بنص القرآن وألزمه بالنفقة على المراة اذا هو احق منها بالعمل العام
اما ما يخص المرأة فيجب ان تشغل المراة فيه ولم يعترض احد عليه بل لم يعترض احد على عمل المرأة ولكن الاعتراض على اختلاطها بالرجال
اينهم من تخلفنا الصناعي والتقني والإداري وجلب التقنية من اماكنها ووضع برامج جاده لتعليم الشباب وتشغيلهم ام ان العلماء هم من حرم هذا ؟؟؟؟
ام ان التطور لايدخل بلدنا حتى نتفسخ من ديننا واخلاقنا ونسخر بثوابتنا وتتبرج نسأنا وبذلك نستطيع بيوم وليلة ان نغزو الفضاء

هذا الفكر تكرر في كثير من البلاد العربية وامسك بزمام الامور ولم نرى ان تلك الدول قد تطورت لا صناعيا ولا اداريا بل كان همهم هو ان تخرج والمرأة ويتبذل المجتمع هذا عنوان التطور عندهم

حقيقة مهمة
رمي الاخرين بالتهم ليس دليلا على صحة الفكرة التي نحملها مالم يكن لدينا دليل معتبر نقدمه عند النقد فأدلتهم التي يحميلونها هي مصدر ادانتهم


اخي في الله

اصحاب هذا الفكر لايستحقون منا متابعتهم ونقل مقالاتهم بل نحن في شهر الاشتغال بكتاب ربنا خير من ذلك بكثير وبخاصة في هذه العشر الفاضله

ارى تأثما في قضاء وقت في قراءة مثل هذا او الرد عليه لكن من باب بيان ما اعتقده وادين الله فيه

اللهم اصلح احوال المسلمين

عبدالله الكناني
21-10-2006, 09:09 AM
اهلين زادي


يعجبني من يسبح عكس التيار لتقوية ذراعية ولا يعجبني اثناء ذلك من يعبّ الملح== مقالة للعبد لله الكناني



ياخي مالك همّ هذي الايام الاّ كلّ ماهو مثير للجدل

هل وعدت بترقية الى منصب باك شدو او العمده


:drr05_98:


لم تأتي بجديد فمنذ ان وجدت الحداثة وأو جد الفكر العلماني في بلادنا

وهذه وتيرتهم ومواضيع منظريهم ومفكريهم

الاّ انهم ولله الحمد لا يعدون قدورهم



وأبشّرك انهم سيبقون كذلك وسيندسون في صفوف الأمّة حتى يظهر المسيح الدجال وهو من علامات الساعة الكبرى


وعند ذلك سيهرعون مهرولين أو رغم انوفهم بالنسبة الى من يسكن مكة والمدينه

حيث تنفيان خبثهما

وسيكون شعارهم ان الدين ضد الحضارة والتقدم



فلا تتعب نفسك وتشغل غيرك بما يكتبون




لك أحلى الاماني

zadi
22-10-2006, 03:23 PM
___________________


أخواني الأحباء

أشكركم جزيل الشكر لمداخلاتكم ,,,

بالتأكيد سيكون لي عودة بعد عيد الفطر السعيد

كل عام وأنتم بخير

أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات ,,,

تحياتي