عابده لله
10-10-2006, 01:01 PM
http://www.5aial.net/fwsl/53.gif
اخوتـي وأخواتـي الأفاضـل ..
أسعــد الله أوقاتــكم بكل خيـرٍ وطيــب ..
وبعــد ..
جميعــناً يُـدرك أن رمضــان هـو شهـر الخيـر وشهــر الرحمـات
والبـركات والعمــل فيـه مضـاعف الاجــر ان شـاء الله ..
ولــكن للأسـف بعضنــا يقـضـي جل وقتــه فـي مالا ينـفع ويمكن
أن يــكون ضــرره أكبــر من نفعــه ...
التفـاز ومــا أدراك مــا بـ التلفـاز
http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/alkhaber/images/watchtv.gif
للأسف مع الغزو الإعلامي المكثف تحولت كثيـر من بيوت المسلمين إلى مرتعٍ مفتوح لدعاة
الشر والفساد وزاد تعلق الناس بالشاشات وما يعرض فيها حتى أنها دخلت في تنظيم
أوقات حياتهم وتربية أفكارهم وتغيير معتقداتهم وتوجيه صغارهم ...
وقد يطول زمن الجلوس في بعض البيوت أمام الشاشات إلى ساعات طويلة لو جمعت في
عمر الإنسان لكانت أياما وشهورا وسنيناً وهكذا يفقد كثير من الناس ما هو أغلى من الذهب
والفضة وأكثر فائدة وأعظم أثرا...
ألا وهو الوقت...
اخوتــي وأخـواتـي ...
الواجب على الصائم وغيره من المسلمين أن يتقوا الله سبحانه فيما يأتون ويذرون في جميع الأوقات
وأن يحذروا ما حرم الله عليهم من مشاهدة لـ قنـوات لا يُشـاهـد فيهـا الإ ما يخالف شرع الله من الصور
والأغاني وآلات اللهو والدعوات المضللة لهــم ولا يـوجـد بهـا الإ مضيعـة الوقــت وهدره فيمـا لا ينـفع
وبـل يوجد بهـا مـا يؤثـم بـه المـرء ويُنـقص درجـاته عنـد ربـه وهـو بشهرٍ كريم مفتوحـة به ابواب الجنـة ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه
أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين وفيه
ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم )
هكذا كان يبشر الحبيب صلى الله عليه وسلم أصحابه بقدوم شهـر
رمضان و أي فــرح يغمـرهم بهـذه البشـرى ...
فأين نحن من فرحة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ( ! )
فـ رمضان يُعد فرصة سانحة ومجالاً واسعاً للتقرب إلى الله بأنواع من الطاعات
وتنوع العبادات فـ يكون الأجر أعظم والثواب أكبر ...
لـذا ينبغي على كل مسلم أدرك رمضان أن يخاطب نفسه بهذه السلوكيات
مــن مشاهدة تلفاز ومضيعـة وقت أن يُحدث نفسهِ ويتسـائل بكل امـانـة
هـل مـا يقــوم بـه صـواب ويرضـي الله عـز وجـل ...
وهــل جعـل رمضــان فعـلاً من أفضـل شـهور السـنة ( ! )
( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ
عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ )
http://aljuwais.jeeran.com/شهر-رمضان4.gif
فـ ليتنــا أحبتــي أن نصارح أنفسنــا :
هل انـا ممن يصوم رمضان ايماناً واحتساباً أم إن صيامنا أصبـح
مسألة " تعود " ( ! )
فـ هــل تعودنا أن يأتي رمضان فـ نصوم لأن الجميع صيام ( ؟ )
هــذه وقفة مع النفس .. وشعور عميق بحقيقة الايمان يجعلنا ممن يشملهم
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم جعلنا الله وإياكم ممن يغفر لهم
ماتقـدم ومـا تأخـر من ذنبهــم ...
http://images.abunawaf.com/2006/09/db4e389e25.gif
وليتنــا أخوتـي أن نحتــسب صيـامنــا لله عـز وجـل ومـن مظـاهـر الاحتسـاب
أن نفرح بالتعب الذي قد يصيبنا أثناء الصيام ...
فقد نجوع / وقد نعطش / وقد يصيبنا شيء من الارهاق فـ نفرح بذلك كله
لأنه من أجل الله وطـلب مـرضــاته عـز وجـل ..
ولـ نجعـل اهتمامنا محصوراً في نيل رضا الله تعالى واكتساب الأجر منه ...
والاحتساب ليس مقصوراً على الصيام فحسب بل إنه في جميع العبادات
فكل عبادة هي خالصة لوجه الله بعيدة كل البعد عن مفهـوم " التعود " ..
وعلينا استحضار ذلك المعنى للاحتساب في كل لحظات العبادة ...
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
( أيها الناس احتسبوا أعمالكم فإن من احتسب عمله كتب له أجر
عمله وأجر حسبته )
وقـال تعـالى :
( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ
بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ
هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى )
http://images.abunawaf.com/2006/09/e9da07c793.gif
ومن أسوء آثار التلفاز أخواتي إن لم تكن أسوأها على الإطلاق أنه يعود على
التغاضي عن كثير
من الفضائل الاجتماعية بل باب الهدم فيه أعظم بما يخدش من حياء وما يحطم من قيم وما يقوم
على رذيلة بل الأدهى ما يهدم من أحاسيس وتعويد على استمرار المنكر وإقراره حتى أصبح
المنكر معروفاً والمعروف منكراً والأمثلة على ذلك أكثر من أن أستقصيها لكن علني أورد
نماذج بسيطـة للإيضاح فقط فمن أمثلة ذلك :
- أصبحنا نتقبل أن يحتضن رجل بنتاً شابة لأنه يمثل دور أبيها وصدقنا ذلك ولم نعد
ننكره بل نحن مطالبون أن نأخذ الأمور بعفوية وطبيعية...
- وصرنا لا ننكر وجود رجل وامرأة في وضع الزوجين بل إن من يتقن ذلك نصفه بأنه
( ممثل محترم ) وأنها ( ممثلة قديرة ) ومن يجهر بالإنكار فهو ضيق الأفق عقيم الخيال...
- وصرنا لا ننكر على من تظهر حاسرة الرأس كاشفة الشعر والرقبة والذراعين والساقين
ونعتبرها محتشمة...
- كذلك مناظر احتساء الخمور والتدخين والاغتصاب والسرقات والقتل والسباب بأقذع الألفاظ
مع أن هذه الأوضاع جميعها مصادمة لأمر الله عز وجل ...
ومن تحدث عن هذا الأمر وأسهب في مضار ما يعرض يفاجئه سؤال عجيب الا وهو قول الكثير
من الناس: ما البديل إذا ( ؟ )
إن صدقتم في السؤال وأحسنتم النية فـ البدائل كثيرة وتغيير مسار الحياة سهل ميسور
وقد سبقكم الكثيـرون ...
وإني أعجب للرجل العاقل والمرأة الفطنة كيف يجعلان حثالة القوم وسفلة المجتمع
من الحاقدين والصليبين والمنافقين والمهرجين يوجهون فكرهما ويربون أولادهما ويغرسون
فيهما ما شاءوا من الرذيلة وسيء الخلق ( ! )
ولإعانة من أراد التخلص من الشاشة تقرباً إلى الله عز وجل وطاعة وامتثالاً لأمره
أطرح له بدائل عدة لعل فيها ما يغني عن هراء الممثلين والممثلات وسخف الأغاني الماجنة
والمسلسلات الساقطة وبث السموم والأفكار المخالفة لـ دين الله عز وجل ومن تلك البدائل :
( 1 ) تحقيق التقوى في النفس والأبناء وعندها يأتي الفرج سعادة للنفس وطمأنينة في القلب...
فإن الله تعالى يقول :
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا )
ويقول تعالى :
( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين )
ومن أعظم أنواع الصبر الصبر على الطاعة والبعد عن الحرام...
( ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه )
( 2 ) الحرص على العبادة وخاصة الصلاة في أوقاتها والإكثار من نوافل الطاعات من صلاة
وصيام وعمرة وصدقة وقراءة للقران...
ونرى أن من يحس بالفراغ والوحشة إنما هو ذلك الذي ابتعد عن النوافل وفرط في الطاعات
والكثير من العباد ينظر إلى الوقت وقصره وسرعة انقضائه لأنه استثمره خير استثمار...
(3) تحري أوقات الإجابة والتضرع إلى الله عز وجل فإن الشاشات وما يعرض فيها والتعلق
بذلك بلاء وشقاء يرفعه الله عز وجل بالدعاء والمجاهدة والصبر...
( 4 ) معرفة فتاوى العلماء في حكم هذه الشاشات وما يعرض فيها وغرس البعد عن الحرام
في قلوب الصغار وتربيتهم على طاعة الله عز وجل والبعد عن معصيته خاصة أن الأمر
تجاوز مجرد الشهوات إلى إثارة الشبهات حول مسلمات عقدية نؤمن بها وهي من أساس
دين الإسلام...
( 5 ) قراءة ما يعرض عن الشاشات وخطر ما فيها وهذا يسهل أمر الصبر والمصابرة فإن في
معرفة الأضرار الدينية والطبية والنفسية سلوى لمن أراد الابتعاد وسعى إلى النجاة وأنصح
بقراءة كتاب ( بصمات على ولدي ) لـ طيبة اليحيى فقد أوردت بالأرقام والإحصاءات ما يجعل
المسلم يبتعد عن هذه الشاشات ...
( 6 ) الاستفادة من الأوقات للقيام بالواجبات الاجتماعية من بر الوالدين وصلة الأرحام وتفقد الأرامل
والمساكين وإعانة أصحاب الحوائج...
( 7 ) وضع دروس يومية منتظمة بجدول ثابت لحفظ آيات من القرآن الكريم وفي هذا أثر عظيم
جدا ولو رتب أحدنا حفظ بعض الآيات كل يوم لختم القران في سنوات قليلة وفي ذلك خيرا
الدنيا والآخرة...
وبعض الناس قارب عمره الأربعين سنة ولم يحفظ خمسة أجزاء من كتاب الله عز وجل ( ! )
( 8 ) الاهتمام بإيجاد مكتبة أسرية متنوعة تحوي مختلف العلوم وتكون في متناول الجميع فإن
في ذلك تنمية للمواهب والمدارك عن طريق القراءة حتى يصبح الكتاب بعد حين رفيقاً لا يمله
أهل المنزل ...
( 9 ) القيام بالنزهات البرية للأماكن الخلوية البعيدة عن أعين الناس والتبسط مع الزوجة والأبناء
وإشباع رغباتهم في اللعب والجري وصعود الجبال واللعب بالرمال وهذه الرحلات من أعظم وسائل
ربط الأب بأسرته وهي خير من الذهاب بهم لأماكن اللهو التي تفشو فيها بعض المنكرات ولا
يستطيع الأب أن يجلس مع أسرته وأبنائه بحرية تامة...
( 10)زيارة الصالحين والأخيار والاستفادة من تجاربهم والاستئناس بأحاديثهم وربط الناشئة بهم
ليكونوا القدوة بدلاً من الممثلين والمهرجين....
( 11 ) إشغال الفتيات بأعمال المنزل وتدريبهن على القيام بالواجبات المنزلية وتعويدهن على تحمل
مسئولية البيت وتربية الأطفال والقيام بشئونهم ...
( 12 ) جعل أيام معينة للأسرة يجتمعون فيها ويكون الحديث مفتوحاً ويركز على قصص التوبة
ومآسي المسلمين وقصص من أسلموا حديثاً وذكر بعض الطرائف والنكت المحمودة ....
( 13) التأمل الدقيق في بيوت كثير من الأخيار التي تخلو من الشاشات وكيف هو بفضل الله صلاح
أبنائها وإستمرار أهلها وحسن تربيتهم على التقوى والصلاح فإن ذلك يدفع الرجل إلى الحذو
حذوهم ويدفع بالأم إلى السير على طريقهم ....
( 14 ) الإكثار من شكر وحمد الله عز رجل على أن أبدل المعصية بالطاعة والسيئات بالحسنات والفرح
بذلك فإن في ذلك ثباتاً على الأمر وإشاعة لتحول كبير في الأسرة ...
( 15 ) كثير من الناس لا يعرف خلجات بناته ولا هوايات أبنائه ولا هموم زوجته لأن وقت الأسرة
مليء بالاجتماع على مشاهدة الشاشة فحسب وبدون الشاشة يكون الحديث مشتركاً والتقارب
أكثر بإيراد القصص والطرف وتبادل الأحاديث والآراء ...
فــ يا أيها الأب ويا أيتها الأم :
المسؤولية عظيمة والحساب شديد والأمانة بين أيديكم فإياكم وضياع الأولاد وإهمالهم فإنكم
مسؤولون ومحاسبون عنهم غداً يقول الله جل وعلا :
( يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )
وأذكركم بقول الرسول صلوات الله عليه وسلامـه :
( كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته والرجل راع في
أهله وهو مسئول عن رعيته ) متفق عليه
وأجزم أن كثيراً من الآباء لو علم أن الشاشات تسبب مرضاً معيناً لمن يراها ولو لدقائق
لما بقي في البيوت شاشات إطلاقاً ولكن لأن هذا مرض عضوي اهتم الآباء به أما
مرض القلوب والشهوات فالأمر مختلف...
وشتان ما بين زماننا وأهله وصدر الإسلام وأهله فلما نزلت آية تحريم الخمر ما قال الصحابة :
لنا سنوات ولدينا منها مخزون كبير أو ما هو البديل إذا ( ! )
بل سالت الشعاب بالخمر المراق طاعة وامتثالاً ...
ولما نزلت آية الحجاب خرجن نساء المسلمين وهن متشحات بالسواد لا
يُرى منهن شيئاً ...
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن
يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً ....
ولأهل الإسلام فـ ليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم...
قال ابن كثير رحمـه الله :
( أي عن أمر رسول الله وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته )
ثم قال رحمه الله في قوله تعالى :
( تصيبهم فتنة أي في قلوبهم من كفر أو نفا ق أو بدعة )
اسأل الله لـي ولـكم وللجميع تـوبةً نصوح وهـدايةً لا نضل بعـدها أبــدا ...
وأقر الله الأعين بصلاح الأولاد وضاعف الأجر والمثوبة للوالدين على
حسن التربية والتوجيه لهم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
http://www.ansaralhusain.net/waves_play_2597.ram
.
.
أخــتكم / عـابده لله
اخوتـي وأخواتـي الأفاضـل ..
أسعــد الله أوقاتــكم بكل خيـرٍ وطيــب ..
وبعــد ..
جميعــناً يُـدرك أن رمضــان هـو شهـر الخيـر وشهــر الرحمـات
والبـركات والعمــل فيـه مضـاعف الاجــر ان شـاء الله ..
ولــكن للأسـف بعضنــا يقـضـي جل وقتــه فـي مالا ينـفع ويمكن
أن يــكون ضــرره أكبــر من نفعــه ...
التفـاز ومــا أدراك مــا بـ التلفـاز
http://web5.maktoob.com/blog_maktoob/user_files/alkhaber/images/watchtv.gif
للأسف مع الغزو الإعلامي المكثف تحولت كثيـر من بيوت المسلمين إلى مرتعٍ مفتوح لدعاة
الشر والفساد وزاد تعلق الناس بالشاشات وما يعرض فيها حتى أنها دخلت في تنظيم
أوقات حياتهم وتربية أفكارهم وتغيير معتقداتهم وتوجيه صغارهم ...
وقد يطول زمن الجلوس في بعض البيوت أمام الشاشات إلى ساعات طويلة لو جمعت في
عمر الإنسان لكانت أياما وشهورا وسنيناً وهكذا يفقد كثير من الناس ما هو أغلى من الذهب
والفضة وأكثر فائدة وأعظم أثرا...
ألا وهو الوقت...
اخوتــي وأخـواتـي ...
الواجب على الصائم وغيره من المسلمين أن يتقوا الله سبحانه فيما يأتون ويذرون في جميع الأوقات
وأن يحذروا ما حرم الله عليهم من مشاهدة لـ قنـوات لا يُشـاهـد فيهـا الإ ما يخالف شرع الله من الصور
والأغاني وآلات اللهو والدعوات المضللة لهــم ولا يـوجـد بهـا الإ مضيعـة الوقــت وهدره فيمـا لا ينـفع
وبـل يوجد بهـا مـا يؤثـم بـه المـرء ويُنـقص درجـاته عنـد ربـه وهـو بشهرٍ كريم مفتوحـة به ابواب الجنـة ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه
أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين وفيه
ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم )
هكذا كان يبشر الحبيب صلى الله عليه وسلم أصحابه بقدوم شهـر
رمضان و أي فــرح يغمـرهم بهـذه البشـرى ...
فأين نحن من فرحة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ( ! )
فـ رمضان يُعد فرصة سانحة ومجالاً واسعاً للتقرب إلى الله بأنواع من الطاعات
وتنوع العبادات فـ يكون الأجر أعظم والثواب أكبر ...
لـذا ينبغي على كل مسلم أدرك رمضان أن يخاطب نفسه بهذه السلوكيات
مــن مشاهدة تلفاز ومضيعـة وقت أن يُحدث نفسهِ ويتسـائل بكل امـانـة
هـل مـا يقــوم بـه صـواب ويرضـي الله عـز وجـل ...
وهــل جعـل رمضــان فعـلاً من أفضـل شـهور السـنة ( ! )
( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ
عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ )
http://aljuwais.jeeran.com/شهر-رمضان4.gif
فـ ليتنــا أحبتــي أن نصارح أنفسنــا :
هل انـا ممن يصوم رمضان ايماناً واحتساباً أم إن صيامنا أصبـح
مسألة " تعود " ( ! )
فـ هــل تعودنا أن يأتي رمضان فـ نصوم لأن الجميع صيام ( ؟ )
هــذه وقفة مع النفس .. وشعور عميق بحقيقة الايمان يجعلنا ممن يشملهم
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم جعلنا الله وإياكم ممن يغفر لهم
ماتقـدم ومـا تأخـر من ذنبهــم ...
http://images.abunawaf.com/2006/09/db4e389e25.gif
وليتنــا أخوتـي أن نحتــسب صيـامنــا لله عـز وجـل ومـن مظـاهـر الاحتسـاب
أن نفرح بالتعب الذي قد يصيبنا أثناء الصيام ...
فقد نجوع / وقد نعطش / وقد يصيبنا شيء من الارهاق فـ نفرح بذلك كله
لأنه من أجل الله وطـلب مـرضــاته عـز وجـل ..
ولـ نجعـل اهتمامنا محصوراً في نيل رضا الله تعالى واكتساب الأجر منه ...
والاحتساب ليس مقصوراً على الصيام فحسب بل إنه في جميع العبادات
فكل عبادة هي خالصة لوجه الله بعيدة كل البعد عن مفهـوم " التعود " ..
وعلينا استحضار ذلك المعنى للاحتساب في كل لحظات العبادة ...
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
( أيها الناس احتسبوا أعمالكم فإن من احتسب عمله كتب له أجر
عمله وأجر حسبته )
وقـال تعـالى :
( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ
بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ
هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى )
http://images.abunawaf.com/2006/09/e9da07c793.gif
ومن أسوء آثار التلفاز أخواتي إن لم تكن أسوأها على الإطلاق أنه يعود على
التغاضي عن كثير
من الفضائل الاجتماعية بل باب الهدم فيه أعظم بما يخدش من حياء وما يحطم من قيم وما يقوم
على رذيلة بل الأدهى ما يهدم من أحاسيس وتعويد على استمرار المنكر وإقراره حتى أصبح
المنكر معروفاً والمعروف منكراً والأمثلة على ذلك أكثر من أن أستقصيها لكن علني أورد
نماذج بسيطـة للإيضاح فقط فمن أمثلة ذلك :
- أصبحنا نتقبل أن يحتضن رجل بنتاً شابة لأنه يمثل دور أبيها وصدقنا ذلك ولم نعد
ننكره بل نحن مطالبون أن نأخذ الأمور بعفوية وطبيعية...
- وصرنا لا ننكر وجود رجل وامرأة في وضع الزوجين بل إن من يتقن ذلك نصفه بأنه
( ممثل محترم ) وأنها ( ممثلة قديرة ) ومن يجهر بالإنكار فهو ضيق الأفق عقيم الخيال...
- وصرنا لا ننكر على من تظهر حاسرة الرأس كاشفة الشعر والرقبة والذراعين والساقين
ونعتبرها محتشمة...
- كذلك مناظر احتساء الخمور والتدخين والاغتصاب والسرقات والقتل والسباب بأقذع الألفاظ
مع أن هذه الأوضاع جميعها مصادمة لأمر الله عز وجل ...
ومن تحدث عن هذا الأمر وأسهب في مضار ما يعرض يفاجئه سؤال عجيب الا وهو قول الكثير
من الناس: ما البديل إذا ( ؟ )
إن صدقتم في السؤال وأحسنتم النية فـ البدائل كثيرة وتغيير مسار الحياة سهل ميسور
وقد سبقكم الكثيـرون ...
وإني أعجب للرجل العاقل والمرأة الفطنة كيف يجعلان حثالة القوم وسفلة المجتمع
من الحاقدين والصليبين والمنافقين والمهرجين يوجهون فكرهما ويربون أولادهما ويغرسون
فيهما ما شاءوا من الرذيلة وسيء الخلق ( ! )
ولإعانة من أراد التخلص من الشاشة تقرباً إلى الله عز وجل وطاعة وامتثالاً لأمره
أطرح له بدائل عدة لعل فيها ما يغني عن هراء الممثلين والممثلات وسخف الأغاني الماجنة
والمسلسلات الساقطة وبث السموم والأفكار المخالفة لـ دين الله عز وجل ومن تلك البدائل :
( 1 ) تحقيق التقوى في النفس والأبناء وعندها يأتي الفرج سعادة للنفس وطمأنينة في القلب...
فإن الله تعالى يقول :
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا )
ويقول تعالى :
( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين )
ومن أعظم أنواع الصبر الصبر على الطاعة والبعد عن الحرام...
( ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه )
( 2 ) الحرص على العبادة وخاصة الصلاة في أوقاتها والإكثار من نوافل الطاعات من صلاة
وصيام وعمرة وصدقة وقراءة للقران...
ونرى أن من يحس بالفراغ والوحشة إنما هو ذلك الذي ابتعد عن النوافل وفرط في الطاعات
والكثير من العباد ينظر إلى الوقت وقصره وسرعة انقضائه لأنه استثمره خير استثمار...
(3) تحري أوقات الإجابة والتضرع إلى الله عز وجل فإن الشاشات وما يعرض فيها والتعلق
بذلك بلاء وشقاء يرفعه الله عز وجل بالدعاء والمجاهدة والصبر...
( 4 ) معرفة فتاوى العلماء في حكم هذه الشاشات وما يعرض فيها وغرس البعد عن الحرام
في قلوب الصغار وتربيتهم على طاعة الله عز وجل والبعد عن معصيته خاصة أن الأمر
تجاوز مجرد الشهوات إلى إثارة الشبهات حول مسلمات عقدية نؤمن بها وهي من أساس
دين الإسلام...
( 5 ) قراءة ما يعرض عن الشاشات وخطر ما فيها وهذا يسهل أمر الصبر والمصابرة فإن في
معرفة الأضرار الدينية والطبية والنفسية سلوى لمن أراد الابتعاد وسعى إلى النجاة وأنصح
بقراءة كتاب ( بصمات على ولدي ) لـ طيبة اليحيى فقد أوردت بالأرقام والإحصاءات ما يجعل
المسلم يبتعد عن هذه الشاشات ...
( 6 ) الاستفادة من الأوقات للقيام بالواجبات الاجتماعية من بر الوالدين وصلة الأرحام وتفقد الأرامل
والمساكين وإعانة أصحاب الحوائج...
( 7 ) وضع دروس يومية منتظمة بجدول ثابت لحفظ آيات من القرآن الكريم وفي هذا أثر عظيم
جدا ولو رتب أحدنا حفظ بعض الآيات كل يوم لختم القران في سنوات قليلة وفي ذلك خيرا
الدنيا والآخرة...
وبعض الناس قارب عمره الأربعين سنة ولم يحفظ خمسة أجزاء من كتاب الله عز وجل ( ! )
( 8 ) الاهتمام بإيجاد مكتبة أسرية متنوعة تحوي مختلف العلوم وتكون في متناول الجميع فإن
في ذلك تنمية للمواهب والمدارك عن طريق القراءة حتى يصبح الكتاب بعد حين رفيقاً لا يمله
أهل المنزل ...
( 9 ) القيام بالنزهات البرية للأماكن الخلوية البعيدة عن أعين الناس والتبسط مع الزوجة والأبناء
وإشباع رغباتهم في اللعب والجري وصعود الجبال واللعب بالرمال وهذه الرحلات من أعظم وسائل
ربط الأب بأسرته وهي خير من الذهاب بهم لأماكن اللهو التي تفشو فيها بعض المنكرات ولا
يستطيع الأب أن يجلس مع أسرته وأبنائه بحرية تامة...
( 10)زيارة الصالحين والأخيار والاستفادة من تجاربهم والاستئناس بأحاديثهم وربط الناشئة بهم
ليكونوا القدوة بدلاً من الممثلين والمهرجين....
( 11 ) إشغال الفتيات بأعمال المنزل وتدريبهن على القيام بالواجبات المنزلية وتعويدهن على تحمل
مسئولية البيت وتربية الأطفال والقيام بشئونهم ...
( 12 ) جعل أيام معينة للأسرة يجتمعون فيها ويكون الحديث مفتوحاً ويركز على قصص التوبة
ومآسي المسلمين وقصص من أسلموا حديثاً وذكر بعض الطرائف والنكت المحمودة ....
( 13) التأمل الدقيق في بيوت كثير من الأخيار التي تخلو من الشاشات وكيف هو بفضل الله صلاح
أبنائها وإستمرار أهلها وحسن تربيتهم على التقوى والصلاح فإن ذلك يدفع الرجل إلى الحذو
حذوهم ويدفع بالأم إلى السير على طريقهم ....
( 14 ) الإكثار من شكر وحمد الله عز رجل على أن أبدل المعصية بالطاعة والسيئات بالحسنات والفرح
بذلك فإن في ذلك ثباتاً على الأمر وإشاعة لتحول كبير في الأسرة ...
( 15 ) كثير من الناس لا يعرف خلجات بناته ولا هوايات أبنائه ولا هموم زوجته لأن وقت الأسرة
مليء بالاجتماع على مشاهدة الشاشة فحسب وبدون الشاشة يكون الحديث مشتركاً والتقارب
أكثر بإيراد القصص والطرف وتبادل الأحاديث والآراء ...
فــ يا أيها الأب ويا أيتها الأم :
المسؤولية عظيمة والحساب شديد والأمانة بين أيديكم فإياكم وضياع الأولاد وإهمالهم فإنكم
مسؤولون ومحاسبون عنهم غداً يقول الله جل وعلا :
( يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )
وأذكركم بقول الرسول صلوات الله عليه وسلامـه :
( كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته والرجل راع في
أهله وهو مسئول عن رعيته ) متفق عليه
وأجزم أن كثيراً من الآباء لو علم أن الشاشات تسبب مرضاً معيناً لمن يراها ولو لدقائق
لما بقي في البيوت شاشات إطلاقاً ولكن لأن هذا مرض عضوي اهتم الآباء به أما
مرض القلوب والشهوات فالأمر مختلف...
وشتان ما بين زماننا وأهله وصدر الإسلام وأهله فلما نزلت آية تحريم الخمر ما قال الصحابة :
لنا سنوات ولدينا منها مخزون كبير أو ما هو البديل إذا ( ! )
بل سالت الشعاب بالخمر المراق طاعة وامتثالاً ...
ولما نزلت آية الحجاب خرجن نساء المسلمين وهن متشحات بالسواد لا
يُرى منهن شيئاً ...
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن
يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً ....
ولأهل الإسلام فـ ليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم...
قال ابن كثير رحمـه الله :
( أي عن أمر رسول الله وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته )
ثم قال رحمه الله في قوله تعالى :
( تصيبهم فتنة أي في قلوبهم من كفر أو نفا ق أو بدعة )
اسأل الله لـي ولـكم وللجميع تـوبةً نصوح وهـدايةً لا نضل بعـدها أبــدا ...
وأقر الله الأعين بصلاح الأولاد وضاعف الأجر والمثوبة للوالدين على
حسن التربية والتوجيه لهم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
http://www.ansaralhusain.net/waves_play_2597.ram
.
.
أخــتكم / عـابده لله